هذا الوجود بدأ من سديم
وأخذ العلماء يخالون . وهم خالوا من قديم .
ومن أقدم ما خالوا أن هذا الوجود بدأ من سديم . بدأ من ضباب رقيق ، من غاز وتراب وعفر . وتجاذبت جزئياته، وتجاذبت حياته بحكم قانون الجاذبية العام، فتقاربت . وهي من بعد تقارب تكتلت . والتكتل انضغاط . والانضغاط حرارة . الست ترى أنك تدفع الهواء في عجلة الدراجة أو حتى عجلة السيارة اذ تنفخها . وتتحسسها ، فتجدها ازدادت حرارة . وتزداد حرارة هذه الكتل بالانضغاط حتى تصبح نارا . وتشتد النار فيصبح كل شيء غازا ملتهبا . والغاز الحار يفر من الكتلة . قوتان هما اذن ، قوة جاذبية تدفع الى الداخل، وقوة غاز حار ملتهب تدفع الى الخارج. وتتوازن القوتان أو تكادان ، فيكون نجم .
ويدور النجم . انه بدأ دائرا . ان هذا السديم بدا دوارا فهكذا خالوا . وتصاغر حجمه فزادت سرعة دورانه سرعة . واذن هو بدأ يقذف القطعة من بعد القطعة خارجه بقوة الطرد المركزي . وكل قطعة كوكب" . يكون أول الأمر غازا ، ثم سائلا ، ثم يبرد فيكون جامدا صلبا .
صورة لا بأس بها .
وحسبك أن تعلم أنها مما تبنى الفيلسوف الألماني كنت » Kant ، في مقالته عن تاريخ السماء ، ونشرها عام ١٧٥٥ م .
وحسبك أن تعلم أنها مما تبنى ، العالم الرياضي ، نيوتن Newton وعالم من فرنسا ، ذلك لابلاس Laplace من بعد تحوير . زعم أن السديم يدور .
وهي نظرية ظلت رائجة في الناس ، لأنها فسرت الكثير مما ذكرنا من صفات شمسنا والكواكب ، وتخلقها في دورانها .
ولكنها للأسف لم تصمد في القرن الذي تلا ، القرن التاسع عشر ، لنقد العلماء .
أطاح بها العالم مكسويل Clerk Maxwel عام ١٨٥٩ وأطاح بها حساب مقدار الحركة الدائرية التي توزعت بين الشمس وبينها ، فكان للشمس ۲ في المائة منها ، وللكواكب ٩٨ في المائة فكيف جاز لكتل ، خرجت انتشارا من كتلة الشمس ، لتتكون ، أن يكون لها كل هذا المقدار من حركة الدوران ، وللأم الباقية ، الشمس ، هذا القدر الحقير من هذه الحركة ؟ مع أن الشمس كتلتها تبلغ نحو ۷۰۰ مرة من كتلة الكواكب مجتمعة . هذا علما بأن مجموع الحركات الدورانية للمجموعة كلها باقية ثابتة لا تتغير على الزمان كما قدمنا .
- صدام بين شمسين :
توجه العلماء بعد ذلك الى صور أخرى ، خالوا أنه على مثالها تكونت أسرة الشمس .
هذه الحركة الدورانية التي اكتسبتها الكواكب لا يمكن أن تكون اكتسبتها من داخل الأسرة ، لا بد أنها جاءت من الخارج : شمس هائلة اقتربت من شمسنا ، فجذبت جزءا منها فنتاً وبرز . وازدادت قربا فزاد نتووه و بروزه ثم انفصل ، وهو يتابع الشمس الزائرة . فحركته هذه .
اكتسبها من حركتها ، لا من حركة شمس اقتطع منها وهذا الجزء المقتطع من شمسنا ، خرج قطعا صغيرة .
خرج قطعا صغيرة .. قوسا يتألف من حبات . حباته الأولى كانت صغيرة . ثم كبرت باقتراب الشمس الجاذبة . ثم صغرت بابتعاد هذه الشمس . فهكذا تكونت الكواكب . وهذا يتفق مع كون أوسط الكواكب ، وهو المشتري ، أضخمها .
أو لعل شمسنا هي الجاذبة . والذي اقتطع انما اقتطع من الشمس الزائرة .
أو لعل كلتا الشمسين جذبت ، ومن كلتيهما كان اقتطاع ، ومضت كل بكواكب .
وحتى الذي اقتطع قد يكون بعضه ضاع في الفضاء. صورة لا نتدخل فيها تفصيلا ، تعطي فكرة عامة عما خال العلماء .
والذي خاله العلماء من هذه الصور كثير ومنهم من رأى أن الشمسين اصطدمتا ، وخرج من اصطدامهما نثار تكونت منه الكواكب . وحسبنا هذا .
- وقفة للتأمل :
وهنا لا بد من وقفة .
انها وقفة للتأمل . وللتساؤل : على أساس اقتراب شمس من شمس ، أو حتى تصادم شمسين ... تصادم نجمين .. كم أسرة شمس ، ذات كواكب ، وذات حياة وناس ، يمكن أن تكون تكونت على مر الأحقاب ، آلافا من السنين ، وآلاف آلاف ؟
وهذا سؤال يمكن أن يوضع بشكل آخر : كم تقارباً أو صداماً يمكن أن يكون وقع بين نجمين ، من نجوم مجرتنا هذه ، التي نراها كل ليلة ، وقد توشحت بها السماء ، كما يتوشح القاضي بوشاحه .
والجواب : قليل جدا . بل انه نادر جدا .
يدرك هذا كل من عرف كم تتباعد النجوم في السماء. ان أقرب نجم الى شمسنا يبعد عنها ، كما سبق أن ذكرنا - نحوا من ٢٥ مليون مليون ميل . وقس على ذلك اجمالا سائر النجوم . انك لو أطلقت فئرانا عشرة فوق سطح الأرض ، على فرض أن سطحها كله جامد لا ماء فيه ، فهل تدري كم مرة يحتمل التقاؤها ، وفي كم عام ؟
واذا أنت أطلقتها في باطن هذه الأرض، لا في سطحها، فهل تدري كم مرة يحتمل التقاؤها ، وفي كم عام ؟
فهذه هي درجة احتمال تلاقي نجمين ، فمولد أسرة شمسية من هذا التلاقي ، ذات كواكب يحتمل أن يكون عليها حياة .
انه اذن احتمال بعيد جدا .
وعلى هذا تكون أسرة شمسنا هذه شيئا فريدا ، أو على الأقل عزيزا في الوجود .
( صورة تمثل كيف تنشأ مجموعة شمسية من سدیم دوار ( غاز ودخان ) . واذ هو يدور تنثر منه الكواكب نثرا وينكمش أوسطه فتكون منه الشمس )
- وجود ما زال في اتساع :
ولكن مهلا ..
نحن كل يوم من العلم في حال جديد .
وبين جديد ما اكتشف من بعد ذلك أن هذا الوجود بنجومه ، أخذ في اتساع . انه اتسع ويتسع وسوف يظل يفعل. فان صح هذا كان معناه أن هذه الأبعاد الهائلة بين النجوم لم تكن قبل ذلك هائلة . كانت النجوم اذن ، يوم تكونت منذ بضعة بلايين من السنين ، في تقارب قريب. واذن فاحتمال التقارب كان كثيرا . واذن فقد تكون عند ذلك العدد الذي لا يحصى من أسر شمسية ومن كواكب ، يحتمل أن تنشأ عليها حياة .
واذن تكون الدنا عديدة كثيرة .
- النجوم اثنان اثنان ، وثلاثة ثلاثة :
وحقيقة أخرى تعزز كثرة الدنا في هذا الوجود .
تلك أن النجوم منها الفرادي ، التي ( تعيش ) وحدها ، ومنها النجوم التي تجري اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة .
وأكثر من نصف نجوم السماء هكذا . نجم يصاحبه نجم يدور حوله . واحد كبير وآخر صغير . حتى لا تدري من يدور حول من ..
والسؤال هنا : كيف تكونت هذه الأزواج ؟
ان أسلوبا تكونت به هذه المجموعات من النجوم ، اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة ، قريب الشبه جدا بأسلوب تكونت به الكواكب حول نجومها ان الأسلوب الذي صنع هذا ، لا بد صنع ذاك .
ولا بد اذن أن عدد الأسر الشمسية ، وعدد الكواكب التي يحتمل أن تكون عليها حياة ، عدد كبير هائل .
وحتى لو ...
وحتى لو أننا أغفلنا كل هذا ، ورجعنا الى القول الأول الذي يقول بأن مجرتنا ليس بها غير أسرة شمسنا هذه الفريدة ، فماذا نحن واجدون اذا اعتبرنا عدد المجرات التي بهذا الوجود .
ان مجرتنا بها نحو ۱۰۰۰۰۰۰ ملیون نجم . ولكن بالوجود ما يزيد على ۱۰۰ مليون مجرة ( باستخدام التلسكوب ذي المرآة ذات الـ ۱۰۰ بوصة قطرا فما بال بذي المرآة ذات الـ ٢٠٠ بوصة ) ؟
فلو أن بكل من هذه المجرات أسرة شمسية واحدة بها كواكب تحتمل الحياة ، لكان في الوجود مثل هذا العدد الهائل من الأسر الشمسية مائة مليون أسرة ، تزيد أو تنقص .
- ليس كل كوكب ذا حياة :
بقي شيء لا بد من التنبيه اليه .
ذلك أنه ليس كل كواكب الأسر تمكن عليها الحياة كما نعرفها . ودليل ذلك كواكبنا نحن التسعة ، انه لم يثبت الى اليوم أنه على أيها حياة مخصبة منتجة مليئة بالزرع والناس والحيوان غير الأرض ذلك أن الحياة ، كما نعرفها، تحتاج الى شروط فزيائية لم تتوافر يقينا الا للأرض : جو نافع يتنفس فيه الأحياء . ماء يروي . بعد" عن الشمس يأذن بحياة ، لا برد يجمد ، ولا حر يحرق . دوران للكوكب حول نفسه ، معتدل السرعة ، لا يزيد فيقذف الى الفضاء ما عليه من الأحياء .. وهلم جرا .
ثم لا بد بعد ذلك من استيفاء تلك الشروط التي لا تزال الى اليوم مبهمة غامضة ، تلك التي تأذن بجرثومة الحياة العضوية الأولى أن تتكون على سطح هذا الكوكب .
- خاتمة :
والنتيجة من كل هذا أنه لا مفر من الاطمئنان الى أن بهذا الوجود من الكواكب التي تحمل الحياة عددا عديدا ، فان أنت تابعتنا ، واطمأنت الى هذه النتيجة اطمئنانا ، فيها .
والا فعليك أن تعود ، وتقرأ الفاتحة من جديد : ( الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ... )
فاذا بلغت ( العالمين ) فانطق بها واضحة مسموعة مؤكدة ، فهذا أعون على فهم وأصدق في ايمان .
وأخذ العلماء يخالون . وهم خالوا من قديم .
ومن أقدم ما خالوا أن هذا الوجود بدأ من سديم . بدأ من ضباب رقيق ، من غاز وتراب وعفر . وتجاذبت جزئياته، وتجاذبت حياته بحكم قانون الجاذبية العام، فتقاربت . وهي من بعد تقارب تكتلت . والتكتل انضغاط . والانضغاط حرارة . الست ترى أنك تدفع الهواء في عجلة الدراجة أو حتى عجلة السيارة اذ تنفخها . وتتحسسها ، فتجدها ازدادت حرارة . وتزداد حرارة هذه الكتل بالانضغاط حتى تصبح نارا . وتشتد النار فيصبح كل شيء غازا ملتهبا . والغاز الحار يفر من الكتلة . قوتان هما اذن ، قوة جاذبية تدفع الى الداخل، وقوة غاز حار ملتهب تدفع الى الخارج. وتتوازن القوتان أو تكادان ، فيكون نجم .
ويدور النجم . انه بدأ دائرا . ان هذا السديم بدا دوارا فهكذا خالوا . وتصاغر حجمه فزادت سرعة دورانه سرعة . واذن هو بدأ يقذف القطعة من بعد القطعة خارجه بقوة الطرد المركزي . وكل قطعة كوكب" . يكون أول الأمر غازا ، ثم سائلا ، ثم يبرد فيكون جامدا صلبا .
صورة لا بأس بها .
وحسبك أن تعلم أنها مما تبنى الفيلسوف الألماني كنت » Kant ، في مقالته عن تاريخ السماء ، ونشرها عام ١٧٥٥ م .
وحسبك أن تعلم أنها مما تبنى ، العالم الرياضي ، نيوتن Newton وعالم من فرنسا ، ذلك لابلاس Laplace من بعد تحوير . زعم أن السديم يدور .
وهي نظرية ظلت رائجة في الناس ، لأنها فسرت الكثير مما ذكرنا من صفات شمسنا والكواكب ، وتخلقها في دورانها .
ولكنها للأسف لم تصمد في القرن الذي تلا ، القرن التاسع عشر ، لنقد العلماء .
أطاح بها العالم مكسويل Clerk Maxwel عام ١٨٥٩ وأطاح بها حساب مقدار الحركة الدائرية التي توزعت بين الشمس وبينها ، فكان للشمس ۲ في المائة منها ، وللكواكب ٩٨ في المائة فكيف جاز لكتل ، خرجت انتشارا من كتلة الشمس ، لتتكون ، أن يكون لها كل هذا المقدار من حركة الدوران ، وللأم الباقية ، الشمس ، هذا القدر الحقير من هذه الحركة ؟ مع أن الشمس كتلتها تبلغ نحو ۷۰۰ مرة من كتلة الكواكب مجتمعة . هذا علما بأن مجموع الحركات الدورانية للمجموعة كلها باقية ثابتة لا تتغير على الزمان كما قدمنا .
- صدام بين شمسين :
توجه العلماء بعد ذلك الى صور أخرى ، خالوا أنه على مثالها تكونت أسرة الشمس .
هذه الحركة الدورانية التي اكتسبتها الكواكب لا يمكن أن تكون اكتسبتها من داخل الأسرة ، لا بد أنها جاءت من الخارج : شمس هائلة اقتربت من شمسنا ، فجذبت جزءا منها فنتاً وبرز . وازدادت قربا فزاد نتووه و بروزه ثم انفصل ، وهو يتابع الشمس الزائرة . فحركته هذه .
اكتسبها من حركتها ، لا من حركة شمس اقتطع منها وهذا الجزء المقتطع من شمسنا ، خرج قطعا صغيرة .
خرج قطعا صغيرة .. قوسا يتألف من حبات . حباته الأولى كانت صغيرة . ثم كبرت باقتراب الشمس الجاذبة . ثم صغرت بابتعاد هذه الشمس . فهكذا تكونت الكواكب . وهذا يتفق مع كون أوسط الكواكب ، وهو المشتري ، أضخمها .
أو لعل شمسنا هي الجاذبة . والذي اقتطع انما اقتطع من الشمس الزائرة .
أو لعل كلتا الشمسين جذبت ، ومن كلتيهما كان اقتطاع ، ومضت كل بكواكب .
وحتى الذي اقتطع قد يكون بعضه ضاع في الفضاء. صورة لا نتدخل فيها تفصيلا ، تعطي فكرة عامة عما خال العلماء .
والذي خاله العلماء من هذه الصور كثير ومنهم من رأى أن الشمسين اصطدمتا ، وخرج من اصطدامهما نثار تكونت منه الكواكب . وحسبنا هذا .
- وقفة للتأمل :
وهنا لا بد من وقفة .
انها وقفة للتأمل . وللتساؤل : على أساس اقتراب شمس من شمس ، أو حتى تصادم شمسين ... تصادم نجمين .. كم أسرة شمس ، ذات كواكب ، وذات حياة وناس ، يمكن أن تكون تكونت على مر الأحقاب ، آلافا من السنين ، وآلاف آلاف ؟
وهذا سؤال يمكن أن يوضع بشكل آخر : كم تقارباً أو صداماً يمكن أن يكون وقع بين نجمين ، من نجوم مجرتنا هذه ، التي نراها كل ليلة ، وقد توشحت بها السماء ، كما يتوشح القاضي بوشاحه .
والجواب : قليل جدا . بل انه نادر جدا .
يدرك هذا كل من عرف كم تتباعد النجوم في السماء. ان أقرب نجم الى شمسنا يبعد عنها ، كما سبق أن ذكرنا - نحوا من ٢٥ مليون مليون ميل . وقس على ذلك اجمالا سائر النجوم . انك لو أطلقت فئرانا عشرة فوق سطح الأرض ، على فرض أن سطحها كله جامد لا ماء فيه ، فهل تدري كم مرة يحتمل التقاؤها ، وفي كم عام ؟
واذا أنت أطلقتها في باطن هذه الأرض، لا في سطحها، فهل تدري كم مرة يحتمل التقاؤها ، وفي كم عام ؟
فهذه هي درجة احتمال تلاقي نجمين ، فمولد أسرة شمسية من هذا التلاقي ، ذات كواكب يحتمل أن يكون عليها حياة .
انه اذن احتمال بعيد جدا .
وعلى هذا تكون أسرة شمسنا هذه شيئا فريدا ، أو على الأقل عزيزا في الوجود .
( صورة تمثل كيف تنشأ مجموعة شمسية من سدیم دوار ( غاز ودخان ) . واذ هو يدور تنثر منه الكواكب نثرا وينكمش أوسطه فتكون منه الشمس )
- وجود ما زال في اتساع :
ولكن مهلا ..
نحن كل يوم من العلم في حال جديد .
وبين جديد ما اكتشف من بعد ذلك أن هذا الوجود بنجومه ، أخذ في اتساع . انه اتسع ويتسع وسوف يظل يفعل. فان صح هذا كان معناه أن هذه الأبعاد الهائلة بين النجوم لم تكن قبل ذلك هائلة . كانت النجوم اذن ، يوم تكونت منذ بضعة بلايين من السنين ، في تقارب قريب. واذن فاحتمال التقارب كان كثيرا . واذن فقد تكون عند ذلك العدد الذي لا يحصى من أسر شمسية ومن كواكب ، يحتمل أن تنشأ عليها حياة .
واذن تكون الدنا عديدة كثيرة .
- النجوم اثنان اثنان ، وثلاثة ثلاثة :
وحقيقة أخرى تعزز كثرة الدنا في هذا الوجود .
تلك أن النجوم منها الفرادي ، التي ( تعيش ) وحدها ، ومنها النجوم التي تجري اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة .
وأكثر من نصف نجوم السماء هكذا . نجم يصاحبه نجم يدور حوله . واحد كبير وآخر صغير . حتى لا تدري من يدور حول من ..
والسؤال هنا : كيف تكونت هذه الأزواج ؟
ان أسلوبا تكونت به هذه المجموعات من النجوم ، اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة ، قريب الشبه جدا بأسلوب تكونت به الكواكب حول نجومها ان الأسلوب الذي صنع هذا ، لا بد صنع ذاك .
ولا بد اذن أن عدد الأسر الشمسية ، وعدد الكواكب التي يحتمل أن تكون عليها حياة ، عدد كبير هائل .
وحتى لو ...
وحتى لو أننا أغفلنا كل هذا ، ورجعنا الى القول الأول الذي يقول بأن مجرتنا ليس بها غير أسرة شمسنا هذه الفريدة ، فماذا نحن واجدون اذا اعتبرنا عدد المجرات التي بهذا الوجود .
ان مجرتنا بها نحو ۱۰۰۰۰۰۰ ملیون نجم . ولكن بالوجود ما يزيد على ۱۰۰ مليون مجرة ( باستخدام التلسكوب ذي المرآة ذات الـ ۱۰۰ بوصة قطرا فما بال بذي المرآة ذات الـ ٢٠٠ بوصة ) ؟
فلو أن بكل من هذه المجرات أسرة شمسية واحدة بها كواكب تحتمل الحياة ، لكان في الوجود مثل هذا العدد الهائل من الأسر الشمسية مائة مليون أسرة ، تزيد أو تنقص .
- ليس كل كوكب ذا حياة :
بقي شيء لا بد من التنبيه اليه .
ذلك أنه ليس كل كواكب الأسر تمكن عليها الحياة كما نعرفها . ودليل ذلك كواكبنا نحن التسعة ، انه لم يثبت الى اليوم أنه على أيها حياة مخصبة منتجة مليئة بالزرع والناس والحيوان غير الأرض ذلك أن الحياة ، كما نعرفها، تحتاج الى شروط فزيائية لم تتوافر يقينا الا للأرض : جو نافع يتنفس فيه الأحياء . ماء يروي . بعد" عن الشمس يأذن بحياة ، لا برد يجمد ، ولا حر يحرق . دوران للكوكب حول نفسه ، معتدل السرعة ، لا يزيد فيقذف الى الفضاء ما عليه من الأحياء .. وهلم جرا .
ثم لا بد بعد ذلك من استيفاء تلك الشروط التي لا تزال الى اليوم مبهمة غامضة ، تلك التي تأذن بجرثومة الحياة العضوية الأولى أن تتكون على سطح هذا الكوكب .
- خاتمة :
والنتيجة من كل هذا أنه لا مفر من الاطمئنان الى أن بهذا الوجود من الكواكب التي تحمل الحياة عددا عديدا ، فان أنت تابعتنا ، واطمأنت الى هذه النتيجة اطمئنانا ، فيها .
والا فعليك أن تعود ، وتقرأ الفاتحة من جديد : ( الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ... )
فاذا بلغت ( العالمين ) فانطق بها واضحة مسموعة مؤكدة ، فهذا أعون على فهم وأصدق في ايمان .
تعليق