** في الذكرى المئوية لميلاد مارلون براندو (1924 – 2024)
لماذا هذه المكانة التاريخية لـ «عربة اسمها الرغبة»؟
«سينماتوغراف» ـ عمار محمود
يوجد في تاريخ السينما العالمية العديد من الأفلام التي احتفظت بمكانتها التاريخية منذ أول عرض لها في دور السينما، إما لأنها قدمت بعض التقنيات الحديثة كالمونتاج في أفلام جريفيث أو استخدام الكاميرا في أفلام مورناو في بدايات السينما، أو لأنها قدمت قيمة فنية تحافظ على حيوية الفيلم حتى الآن باستخدامها عناصر الصورة السينمائية بشكل جذّاب ومغاير مهما كانت موضوعاتها متشابهة مع باقي الأفلام.
وفيلم "عربة إسمها الرغبة" للمخرج الأمريكي إليا كازان هو أحد تلك الأفلام التي امتد أثرها حتى وقتنا هذا لما فيه من تقنية فريدة في إدارة الممثلين وطرح الموضوع بالإتساق مع رؤية المخرج له.
"عربة إسمها الرغبة"، هو سابع أفلام المخرج الروائية في مسيرته والتي أنجز فيها واحدا وعشرين فيلما روائيا طويلا على مدار مسيرته في السينما والتي امتدت نحو ستة وثلاثين عاما قبيل وفاته في سبتمبر عام 2003 عن عمر يناهز أربعة و تسعين عاما، نال فيها الأوسكار وجوائز من أهم المهرجانات العالمية كبرلين وكان وفينيسيا.
الفيلم مقتبس عن مسرحية تنيسي وليامز "عربة اسمها الرغبة"
العنوان الأصلي للفيلم: A Streetcar Named Desire
إنتاج:1951
سيناريو: تينيسي وليامز وأوسكار سول.
يحكي الفيلم عن بلانش دوبوا "فيفيان لي" التي تأتي للإقامة عند أختها ستيلا "كيم هانتر" لظروف سيئة تحاول أن تتخطاها، فتتورط بلانش في علاقة سيئة مع ستانلي كوالسكي "مارلون براندو" زوج أختها، بسبب تدخل بلانش في حياة أختها المستقرة ولأسباب تتعلق بسمعة بلانش السيئة التي أدركها كوالسكي من أحد أصدقائه، ولكن بلانش لا ترى مبررا لوحشية كوالسكي في التعامل معهن كسيدات مجتمع أرستقراطي سابقات، فتسبب تلك المعاملة السيئة لبلانش اضطرابات نفسية تودي بها إلى الجنون.
معركة نفسية للحفاظ على القيم.
أدرك كوالسكي خطورة تواجد بلانش في منزله، وأثرها على علاقته المستقرة بزوجته ستيلا، التي تتحمل حماقاته الشديدة وعنفه المدمر وحبها المتفاني لشخصه، فيحاول إبعاد بلانش عن منزله بشتى الطرق الوحشية، إذ لا يترك أي مساحة نفسية لاسترخاء بلانش في منزله فـدوما يفتعل المعارك اللفظية معها و يحاول أيضاً أن يبرر لنفسه تلك الأفعال بمحاولته للبحث عن معلومة سيئة يتداولها الناس في شرف بلانش. وما أن يتأكد من سوء سمعتها حتى يحاول أن يبعد أي مصدر للخير عنها، إذ أحبها جدا صديقه ميتش "كارل مالدن" بالرغم من قلة المعلومات التي يعرفها عنها حتى أنه لم يعرف عمرها الحقيقي أبداً. وما أن يعلم كوالسكي بأن ميتش سوف يتزوج بها حتى يحاول بقسوة أن يبعدها عنه ظنّا منه بأنها أحد حقوق الصداقة القديمة بينهما. ويحدث الصدام بين ميتش وكوالسكي، ثم ميتش وبلانش عندما يواجهها باتهامات كوالسكي في شرفها، أثناء إحدى نوبات اضطرابها العاطفية بعدما تجاهل ميتش نفسه موعده معها، ليبتعد عنها أحد آمالها في العيش المكرّم.
تحافظ ستيلا دوما على حيوية حبها للأشخاص المقربين منها بالرغم من وحشيتهم الشديدة كزوجها كوالسكي، أو أعراض الجنون التي ظهرت على أختها، فـتسامح زوجها وتحنو على أختها التي لجأت لها محتمية بعدما تم رهن منزلها، فتتورط ستيلا بقلبها الحاني بين الأمرّين، حبها لأختها الكبرى وولائها لزوجها والد الطفل الذي تحمله، فـتحاول تعديل الكفة بين سماعها لنصائح أختها من ضرورة اتخاذ ردة فعل تجاه عنف زوجها، وبين تأقلمها الذي تحول إلى ماسوشية "أي محبة للعنف الجسدي" إذ تراه مثيرا جنسيا، بأن تستمع لأختها حتى النهاية وتبدو أمامها مقتنعة وبأن تأخذ موقفا ظاهريا برفض عنف زوجها الذي تدرك هي الأخرى عشقه لها والذي سوف يدفعه ذلك لطلب المغفرة دوما، وكان أحد مصادر الشر لبلانش، إذ لا منطق في حب العنف، مبددا آمالها في تحسين ظروف معيشة أختها، ليبتعد عنها أحد مصادر الخير التي تبحث عنها.
لم تطمح بلانش إلى المستحيل، بل كانت تريد معاملة إنسانية من أقرب الناس إليها، كـتلك التي نشأت عليها في عائلتها أو جربتها من الغرباء، كانت تحاول الحفاظ على التقاليد الأرستقراطية التي نشأت عليها بالرغم من هياجها الجنسي والذي أساء إلى سمعتها كثيراً عندما استجابت له، فذهبت إلى أختها وتعايشت معها بالرغم من تواضع مسكنها حتى تبتعد عن مشاكل آتية في الطريق، لكنها اصطدمت بأسئلة كانت تكثر يوما بعد يوم من كوالسكي.
أول هذه الأسئلة كان عن الميراث الذي لم يكن لها ذنب في ضياعه وبالطبع لم يصدقها كوالسكي، وثانيها عن مدة إقامتها التي طالت وجلبت المشاكل لكوالسكي وزوجته والتي هي في الأساس نتاج للمعاملة العنيفة منه تجاهها، وآخرها عن شرفها الذي ظن كوالسكي حينها أنه القشة الأخيرة في اعتبارها إنسانة تمتلك حق المعاملة الطيبة، فأجهز على آخر آمالها في العثور على الخير مبعدا آخر أمل لها في الحياة، والذي يودي بها إلى الجنون، ريثما تستقر آثار الأسئلة التي لم تجد لها أية إجابات فيما حولها، لماذا يسئ الناس معاملتي !!
عالم بلانش
كان الخوف الأكبر لدى كازان عند صناعة الفيلم، هو أن يخرج ميلودراما مبكية، لا تقدم للمشاهد قيمة سوى ثمن المناديل التي يمسح بها دموعه، فحاول جعل عالم الفيلم معبرا عن العالم الداخلي للشخصية الرئيسية بلانش، وكيف ترى هي العالم الذي قادها إلى الجنون، فـحاول تحييد الأحكام الأخلاقية منه بتقديمه لمعاني إنسانية أكثر قيمة من المعلومات، كحقيقة بلانش وأنها فعلا كانت تمارس الجنس مع الغرباء، أو مشهد الاغتصاب الذي خاض من أجل عدم تصويره معركة مع كاتب المسرحية والسيناريست وحقوق الملكية الفكرية، وحاول فرض رؤيته الإخراجية تلك على كل عناصر الفيلم.
كثرة الأصوات الداخلية كأصوات الممثلين والخارجية كأصوات المؤثرات الصوتية والموسيقى، كان أحد مميزات الفيلم وعالم بلانش كما ظهر لنا، إذ لا توجد ثانيتان متواصلتان بدون أي صوت، كاشفا هنا حجم القلق الذي تحياه بلانش وحجم الضغط النفسي الذي لا يُوجِد لها أية مساحة للاسترخاء حتى تسترجع جزءا من قوتها كي تستمر في المقاومة، واستخدم معه المونتاج الحاد الذي لا يتيح أي فرصة للمشاهد لتأمل تكوين المشهد جيدا ويظهر أكبر كم من المعاناة الإنسانية على وجه بلانش وستيلا لقسوة كوالسكي حتى يتورط المشاهد في عالم بلانش القلق المفزع جدا والذي كثفه المخرج وأضاف وحشية إلى وحشيته.
كما كان استخدامه للقطات القريبة جدا من وجه بلانش، وصور المعظم من مشاهد الفيلم داخل الحجرات المغلقة إلا من الأصوات المزعجة للشارع والمرات الوحيدة التي رأينا فيها السماء، كانت ليلاً تحمل سواداً مما حواه قلب بلانش من مرارة العيش، والذي كشف لنا جدّا أي أزمة تحياها بلانش، وأصبحنا كمشاهدين في قلبها نعي أزمتها ونتأثر بانفعالاتها.
معارك الإنتاج
عربة اسمها الرغبة، هو واحد من الأفلام الأمريكية المبكرة التي امتلك المخرج فيها رؤية فرضها على كل عناصر الإنتاج ، وخاض من أجل تحقيق ذلك نقاشات حادة مع الكاتب تنيسي وليامز لتعديل مشاهد في النص الأصلي للمسرحية كمشهد الاغتصاب أو الحوار الذي دار بين ستيلا وكوالسكي في نهاية الفيلم، وأيضا بعض حقوق الملكية الفكرية التي كانت تفرض عليه بعض الخيارات الإنتاجية في صنع الفيلم كـأماكن التصوير الخارجية التي استبدلها كازان برؤيته للعالم الداخلي لبلانش، واختياره للممثل مارلون براندو الذي لم يكن قد ظهر سوى في فيلم واحد فقط، إذ أن اعتبارات شباك التذاكر تفترض البطولة لنجوم الشباك حيث اقترح المنتجون البعض منهم لكن كازان كان متمسكا جدا بآرائه، متجاوزا السلطات الإنتاجية وحسابات شباك التذاكر، ليصنع بذلك أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما حتى وقتنا هذا.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
لماذا هذه المكانة التاريخية لـ «عربة اسمها الرغبة»؟
«سينماتوغراف» ـ عمار محمود
يوجد في تاريخ السينما العالمية العديد من الأفلام التي احتفظت بمكانتها التاريخية منذ أول عرض لها في دور السينما، إما لأنها قدمت بعض التقنيات الحديثة كالمونتاج في أفلام جريفيث أو استخدام الكاميرا في أفلام مورناو في بدايات السينما، أو لأنها قدمت قيمة فنية تحافظ على حيوية الفيلم حتى الآن باستخدامها عناصر الصورة السينمائية بشكل جذّاب ومغاير مهما كانت موضوعاتها متشابهة مع باقي الأفلام.
وفيلم "عربة إسمها الرغبة" للمخرج الأمريكي إليا كازان هو أحد تلك الأفلام التي امتد أثرها حتى وقتنا هذا لما فيه من تقنية فريدة في إدارة الممثلين وطرح الموضوع بالإتساق مع رؤية المخرج له.
"عربة إسمها الرغبة"، هو سابع أفلام المخرج الروائية في مسيرته والتي أنجز فيها واحدا وعشرين فيلما روائيا طويلا على مدار مسيرته في السينما والتي امتدت نحو ستة وثلاثين عاما قبيل وفاته في سبتمبر عام 2003 عن عمر يناهز أربعة و تسعين عاما، نال فيها الأوسكار وجوائز من أهم المهرجانات العالمية كبرلين وكان وفينيسيا.
الفيلم مقتبس عن مسرحية تنيسي وليامز "عربة اسمها الرغبة"
العنوان الأصلي للفيلم: A Streetcar Named Desire
إنتاج:1951
سيناريو: تينيسي وليامز وأوسكار سول.
يحكي الفيلم عن بلانش دوبوا "فيفيان لي" التي تأتي للإقامة عند أختها ستيلا "كيم هانتر" لظروف سيئة تحاول أن تتخطاها، فتتورط بلانش في علاقة سيئة مع ستانلي كوالسكي "مارلون براندو" زوج أختها، بسبب تدخل بلانش في حياة أختها المستقرة ولأسباب تتعلق بسمعة بلانش السيئة التي أدركها كوالسكي من أحد أصدقائه، ولكن بلانش لا ترى مبررا لوحشية كوالسكي في التعامل معهن كسيدات مجتمع أرستقراطي سابقات، فتسبب تلك المعاملة السيئة لبلانش اضطرابات نفسية تودي بها إلى الجنون.
معركة نفسية للحفاظ على القيم.
أدرك كوالسكي خطورة تواجد بلانش في منزله، وأثرها على علاقته المستقرة بزوجته ستيلا، التي تتحمل حماقاته الشديدة وعنفه المدمر وحبها المتفاني لشخصه، فيحاول إبعاد بلانش عن منزله بشتى الطرق الوحشية، إذ لا يترك أي مساحة نفسية لاسترخاء بلانش في منزله فـدوما يفتعل المعارك اللفظية معها و يحاول أيضاً أن يبرر لنفسه تلك الأفعال بمحاولته للبحث عن معلومة سيئة يتداولها الناس في شرف بلانش. وما أن يتأكد من سوء سمعتها حتى يحاول أن يبعد أي مصدر للخير عنها، إذ أحبها جدا صديقه ميتش "كارل مالدن" بالرغم من قلة المعلومات التي يعرفها عنها حتى أنه لم يعرف عمرها الحقيقي أبداً. وما أن يعلم كوالسكي بأن ميتش سوف يتزوج بها حتى يحاول بقسوة أن يبعدها عنه ظنّا منه بأنها أحد حقوق الصداقة القديمة بينهما. ويحدث الصدام بين ميتش وكوالسكي، ثم ميتش وبلانش عندما يواجهها باتهامات كوالسكي في شرفها، أثناء إحدى نوبات اضطرابها العاطفية بعدما تجاهل ميتش نفسه موعده معها، ليبتعد عنها أحد آمالها في العيش المكرّم.
تحافظ ستيلا دوما على حيوية حبها للأشخاص المقربين منها بالرغم من وحشيتهم الشديدة كزوجها كوالسكي، أو أعراض الجنون التي ظهرت على أختها، فـتسامح زوجها وتحنو على أختها التي لجأت لها محتمية بعدما تم رهن منزلها، فتتورط ستيلا بقلبها الحاني بين الأمرّين، حبها لأختها الكبرى وولائها لزوجها والد الطفل الذي تحمله، فـتحاول تعديل الكفة بين سماعها لنصائح أختها من ضرورة اتخاذ ردة فعل تجاه عنف زوجها، وبين تأقلمها الذي تحول إلى ماسوشية "أي محبة للعنف الجسدي" إذ تراه مثيرا جنسيا، بأن تستمع لأختها حتى النهاية وتبدو أمامها مقتنعة وبأن تأخذ موقفا ظاهريا برفض عنف زوجها الذي تدرك هي الأخرى عشقه لها والذي سوف يدفعه ذلك لطلب المغفرة دوما، وكان أحد مصادر الشر لبلانش، إذ لا منطق في حب العنف، مبددا آمالها في تحسين ظروف معيشة أختها، ليبتعد عنها أحد مصادر الخير التي تبحث عنها.
لم تطمح بلانش إلى المستحيل، بل كانت تريد معاملة إنسانية من أقرب الناس إليها، كـتلك التي نشأت عليها في عائلتها أو جربتها من الغرباء، كانت تحاول الحفاظ على التقاليد الأرستقراطية التي نشأت عليها بالرغم من هياجها الجنسي والذي أساء إلى سمعتها كثيراً عندما استجابت له، فذهبت إلى أختها وتعايشت معها بالرغم من تواضع مسكنها حتى تبتعد عن مشاكل آتية في الطريق، لكنها اصطدمت بأسئلة كانت تكثر يوما بعد يوم من كوالسكي.
أول هذه الأسئلة كان عن الميراث الذي لم يكن لها ذنب في ضياعه وبالطبع لم يصدقها كوالسكي، وثانيها عن مدة إقامتها التي طالت وجلبت المشاكل لكوالسكي وزوجته والتي هي في الأساس نتاج للمعاملة العنيفة منه تجاهها، وآخرها عن شرفها الذي ظن كوالسكي حينها أنه القشة الأخيرة في اعتبارها إنسانة تمتلك حق المعاملة الطيبة، فأجهز على آخر آمالها في العثور على الخير مبعدا آخر أمل لها في الحياة، والذي يودي بها إلى الجنون، ريثما تستقر آثار الأسئلة التي لم تجد لها أية إجابات فيما حولها، لماذا يسئ الناس معاملتي !!
عالم بلانش
كان الخوف الأكبر لدى كازان عند صناعة الفيلم، هو أن يخرج ميلودراما مبكية، لا تقدم للمشاهد قيمة سوى ثمن المناديل التي يمسح بها دموعه، فحاول جعل عالم الفيلم معبرا عن العالم الداخلي للشخصية الرئيسية بلانش، وكيف ترى هي العالم الذي قادها إلى الجنون، فـحاول تحييد الأحكام الأخلاقية منه بتقديمه لمعاني إنسانية أكثر قيمة من المعلومات، كحقيقة بلانش وأنها فعلا كانت تمارس الجنس مع الغرباء، أو مشهد الاغتصاب الذي خاض من أجل عدم تصويره معركة مع كاتب المسرحية والسيناريست وحقوق الملكية الفكرية، وحاول فرض رؤيته الإخراجية تلك على كل عناصر الفيلم.
كثرة الأصوات الداخلية كأصوات الممثلين والخارجية كأصوات المؤثرات الصوتية والموسيقى، كان أحد مميزات الفيلم وعالم بلانش كما ظهر لنا، إذ لا توجد ثانيتان متواصلتان بدون أي صوت، كاشفا هنا حجم القلق الذي تحياه بلانش وحجم الضغط النفسي الذي لا يُوجِد لها أية مساحة للاسترخاء حتى تسترجع جزءا من قوتها كي تستمر في المقاومة، واستخدم معه المونتاج الحاد الذي لا يتيح أي فرصة للمشاهد لتأمل تكوين المشهد جيدا ويظهر أكبر كم من المعاناة الإنسانية على وجه بلانش وستيلا لقسوة كوالسكي حتى يتورط المشاهد في عالم بلانش القلق المفزع جدا والذي كثفه المخرج وأضاف وحشية إلى وحشيته.
كما كان استخدامه للقطات القريبة جدا من وجه بلانش، وصور المعظم من مشاهد الفيلم داخل الحجرات المغلقة إلا من الأصوات المزعجة للشارع والمرات الوحيدة التي رأينا فيها السماء، كانت ليلاً تحمل سواداً مما حواه قلب بلانش من مرارة العيش، والذي كشف لنا جدّا أي أزمة تحياها بلانش، وأصبحنا كمشاهدين في قلبها نعي أزمتها ونتأثر بانفعالاتها.
معارك الإنتاج
عربة اسمها الرغبة، هو واحد من الأفلام الأمريكية المبكرة التي امتلك المخرج فيها رؤية فرضها على كل عناصر الإنتاج ، وخاض من أجل تحقيق ذلك نقاشات حادة مع الكاتب تنيسي وليامز لتعديل مشاهد في النص الأصلي للمسرحية كمشهد الاغتصاب أو الحوار الذي دار بين ستيلا وكوالسكي في نهاية الفيلم، وأيضا بعض حقوق الملكية الفكرية التي كانت تفرض عليه بعض الخيارات الإنتاجية في صنع الفيلم كـأماكن التصوير الخارجية التي استبدلها كازان برؤيته للعالم الداخلي لبلانش، واختياره للممثل مارلون براندو الذي لم يكن قد ظهر سوى في فيلم واحد فقط، إذ أن اعتبارات شباك التذاكر تفترض البطولة لنجوم الشباك حيث اقترح المنتجون البعض منهم لكن كازان كان متمسكا جدا بآرائه، متجاوزا السلطات الإنتاجية وحسابات شباك التذاكر، ليصنع بذلك أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما حتى وقتنا هذا.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك