قراءة خاصة في فيلم «العراب»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة خاصة في فيلم «العراب»

    ** مع الذكرى المئوية لميلاد مارلون براندو (1924 – 2024) قراءة خاصة في فيلم «العراب»

    «سينماتوغراف» ـ مالك العثامنة
    كانت فكرة فيلم «العراب» كلها مبنية على عائلات إيطالية كاثوليكية بدأت في الاستقرار و«التموضع» الاجتماعي في العالم الجديد «البروتستانتي» المحكوم بفكرة «الفردية» والبراغماتية المبنية على فلسفة المنفعة الفردية، وأمام لحظة صعود تاريخية للشركات الأميركية العملاقة وبداية نشوء فكرة عالم «البيزنس» الليبرالي المتوحش إن جاز التعبير.
    كانت تلك العائلات الإيطالية لا تزال محكومة بفكرة «العائلة» وبأبعاد كاثوليكية كانت تؤمن بقيم محافظة لا يمكن لها الذوبان في مجتمعها الجديد، وأخطر ما تحمله تلك العائلات في ضميرها الجمعي هو فكرة «العدالة»، ما وضعها أمام مفترق طرق القانون: تطبيقه حرفياً أم استعادة روح العدالة فيه!!
    في كل مشهد وفي كل تفصيلة بصرية في الفيلم، كان «كوبولا» المشارك الرئيس في وضع السيناريو مع المؤلف «ماريو بوزو»، حريصاً على أن يكون هناك ضجيج في كل التفاصيل تعكس تلك الروح، فالضمير هو الحاضر الغائب في كل مشاهد الفيلم، والدين هو الخلفية الصامتة وأحياناً ينطق في مشاهد جبارة ومشغولة بإبداع.
    المشاهد الأساسية للحضور الديني الطاغي كانت موزعة على الأجزاء الثلاثة تباعاً، ففي الجزء الأول كان مشهد المعمودية حيث ذروة الفيلم حين قرر مايكل كوروليوني أن يكون عراب ابنة أخته وفي الوقت نفسه ينفذ كرئيس للعائلة مجزرة إبادة باقي رؤساء العائلات في دموية تتناقض ظاهرياً مع مشهد السر المقدس في العمودية، لكنها تقرأ في العمق فكرة تطبيق العدالة التي لا مفر من تطبيقها أمام قواعد اللعبة الإجرامية التي تحكم تلك العائلات.
    في الجزء الثاني، كان مقتل فريدو (شقيق مايكل) في خلفية دينية واضحة، وهو الذي يشكل العقدة الأساس للمشهد الثالث عند مايكل نفسه في الجزء الثالث حين يؤدي ببراعة مدهشة مشهد الاعتراف أمام الكاردينال الذي التقط فرصة انهيار إنساني نادرة عند زعيم العائلة ذي التاريخ الدموي والذي لم يخف أمام الكاردينال شكه بأن يحصل على الخلاص باعتراف كنسي عابر.
    كل مشاهد الفيلم مبنية على فكرة «الخطيئة»، والخط الدرامي كله حكايات خطايا وبين كل مشهد ومشهد كانت الخلفية تضج بالحضور الديني إما عبر أيقونة أو شعار أو جملة في حوار كأن كوبولا يحاول فيها تفسير هذا الانضباط الأخلاقي في عالم الجريمة المنظمة تلك تحديدا.
    كوبولا، في مقابلة شهيرة له، كان يردد فيها أن الإيقاع الأساسي لفيلم العراب بكل أجزائه كان يتكثف بمفهوم واحد وهو «الأمل»، وهو ما يذكرني بجملة عبقري المسرح العربي المعاصر الراحل سعد الله ونوس «نحن محكومون بالأمل»، فحماية العائلة عبر منهجية الخطايا المستمرة كانت دوما محكومة بالأمل سواء لدى الأب فيتو كوروليوني وقد جسده الأسطورة مارلون براندو في أداء لا يتكرر، أو عبر وريثه في الزعامة ابنه الأصغر مايكل كوروليوني الذي كان في كل ثنايا الفيلم يعكس حجم هاجسه الوحيد المتمحور حول «الأمل»، وسعيه في الحكاية الدرامية إلى دخول العالم الشرعي للأعمال لكن هذا العالم الشرعي نفسه يحكمه مجرمون بربطات عنق أيضا.
    مضامين الفيلم احتوت الأمل، بمفهومه المطلق، وثنائيات التضاد بين العدالة والرحمة أو العائلة بكل قيمها الراسخة أمام المجتمع والوطن الجديد بكل متطلباته، أو حتى في مفهوم تحقيق العدالة أمام تطبيق القانون القاصر عن تحقيقها.

    http://cinematographwebsite.com/

    #فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
يعمل...
X