أكاديميون وكتاب تونسيون يحتفون بتجربة الروائي حسنين بن عمو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أكاديميون وكتاب تونسيون يحتفون بتجربة الروائي حسنين بن عمو

    أكاديميون وكتاب تونسيون يحتفون بتجربة الروائي حسنين بن عمو


    منتدى الفكر التنويري التونسي يصدر الكتاب الثالث والثلاثين في سلسلة "أعلام الثقافة التونسية" التي خصصت لتكريم المفكرين والروائيين وغيرهم من المبدعين.
    الخميس 2024/04/04
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    روائي اتخذ لنفسه نهجا خاصا

    تونس - احتفى منتدى الفكر التنويري التونسي يومي الثلاثاء والأربعاء الثاني والثالث من أبريل الجاري بالروائي حسنين بن عمو، الذي يعتبر من رموز الكتابة الروائية في تونس خاصة فيما تناولته أعماله من أجزاء هامة في التاريخ التونسي الحديث.

    وساهم في إثراء هذه المسامرة الرمضانية الأولى سهرة الثلاثاء مجموعة من الكتاب والشعراء والأدباء والباحثين الجامعيين والنقاد المختصين في السرديات، وقد أدارت الحوار الأكاديمية جليلة الطريطر.

    في كلمة تقديمية لهذا اللقاء الذي أقيم بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة، ذكّر رئيس المنتدى الكاتب والباحث محمد المي، بأن هذا المنتدى مخصص لتكريم من راكموا إنتاجهم المعرفي، وتسليط الضوء على إنتاجهم الأدبي والفكري. وأعلن عن إصدار الكتاب الثالث والثلاثين في سلسلة “أعلام الثقافة التونسية” التي خصصت لتكريم المفكرين والروائيين ولكتاب القصة والشعر وغيرهم من المبدعين.

    وقدم المي لمحة موجزة عن المحتفى به حسنين بن عمو معتبرا أنه لم يجد المتابعة النقدية المواكبة لغزارة إنتاجه، كما انتقد غياب التوثيق لمسيرة هذا المبدع الذي يعتبر “ظاهرة بمفرده في المشهد الروائي التونسي إذ اختط لنفسه طريقا مخصوصا سار فيه بمفرده”. ولئن عرف بكتابة الرواية التاريخية فإنه أيضا كتب السيناريو وهو فنان تشكيلي أقام معارض شخصية وشارك في معارض جماعية.



    وخصصت المداخلات لتسليط الضوء على التجربة السردية لبن عمو من خلال نماذج لأعماله. فقدم الأستاذ الجامعي المختص في اللسانيات بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة توفيق العلوي قراءة في “الكروسة” وهي مجموعة قصصية لحسنين بن عمو، وتناول بالبحث “فخاخ السرد” وأنواعها وكيفية مخادعتها للقارئ، مبينا أن هذا الأسلوب يكشف عن طريقة إبداعية في الكتابة القصصية تخاتل القارئ بأساليب فنية متنوعة وتجسد القدرات الإبداعية للكاتب.

    واعتبر العلوي أن هذا المبدع علم من أعلام تونس لكنه لم ينل الحظوة التي يجب أن يكون عليها، محملا مسؤولية هذا التقصير للجامعة التونسية.

    أما الشاعر منصف الوهايبي فقد قدم قراءة لرواية “باب الفلة” واعتبرها “رواية الأبواب والعتبات والسواكف” وبين أن نصوص حسنين بن عمو تلوح توثيقية مستدلا على ذلك ببعض أبطال “باب الفلة” التي وصفها بالرواية “الشهرزادية” إذ إن كل شخصية هي ساردة تقص وتحكي، كما أن السارد بمثابة شهريار.

    وبين أن “باب الفلة” هي نص أدبي قصصي تاريخي يعيدنا إلى قضية الأدب الوثائقي أو الكتابة التوثيقية التي تلوح أحيانا أقرب إلى الريبورتاج وفق توصيفه، مؤكدا أن بن عمو قرأ تاريخ تونس قراءة جيدة متمعنة وعميقة، وجعل هذا التاريخ منطلقا لكتاباته السردية التخييلية.

    حسنين بن عمو من أبرز كتاب الراوية التاريخية في تونس لكنه لم يجد المتابعة النقدية المواكبة لغزارة إنتاجه

    كتابات هذا المبدع التونسي الذي يلقبه البعض بجرجي زيدان تونس، هي نصوص محيرة تزدحم بالشخصيات والأفعال، هكذا رآها الكاتب مصطفى الكيلاني، الذي قدم مداخلة تساءل فيها هل نكتب التاريخ بالرواية أم نكتب الرواية بالتاريخ؟ وانطلق من العلاقة بين الرواية والتاريخ بحسب منظري التاريخ والمفكرين به على غرار بول فاين ورينهارت كوزيلاك، قبل أن يعرج على فهرس الرواية التونسية لأحمد ممو، وغيره مبرزا أن نشأة الرواية التونسية ارتبطت بكتابة التاريخ أو هي كانت مدفوعة بذلك. وأشار إلى العلاقة بين لعبة النظم الحكائي والتاريخ والحبكة في الرواية التاريخية.

    وتحدث الكيلاني عن رواية “عام الفزوع” معتبرا أن ثورة علي بن غذاهم مثلت حدثا تاريخيا مرجعيا حتى للشخصية التونسية الفردية والجمعية. وخلص إلى أن النهج المتبع في كتابة الرواية لدى بن عمو لا يخرج عن التنادي والتصادي بين السردين الروائي والتاريخي ضمن سرد واحد مشترك يصعب الفصل من خلاله بين التخييل الروائي والواقع التاريخي وفق تعبيره.

    أما الجامعي والكاتب سمير المسعودي فقد قدم قراءة زمنية في مجمل أعمل المحتفى به، مشيرا إلى أن جميع الروايات يجمع بينها قاسم مشترك هو الأزمات التي مرت بها تونس في مختلف الفترات، فضلا عن خلق قصص حب متشابكة تخترق كل قصص وروايات حسنين بن عمو.

    ولفت إلى أن كل أعمال هذا المبدع، الذي تصدر كتابة الرواية التاريخية في تونس، فيها انتصار للوظيفة التخييلية على حساب الزمن. فالزمن ليس سوى أرضية ينطلق منها لبناء الأحداث، كما لاحظ انتصار حسنين بن عمو للشخصيات الهامشية وجعلها أبطال رواياته وقصصه.

    ولئن جمعت بين كل رواياته هذه القواسم المشتركة، فإن “الغروب الخالد” تعد رواية متفردة، وفق المسعودي، إذ اعتبر أن هذه الرواية التي اختار بن عمو أن يجعل من العلامة ابن خلدون بطلها، باعتبارها رواية سيرة، تختلف عن بقية الأعمال رغم أنها تشترك معها في تسليط الضوء على إحدى الأزمات وهي بداية الانهيار الكامل شرقا وغربا.

    وتفاعل حسنين بن عمو مع مختلف القراءات التي قدمها المتدخلون، متحدثا عن ظروف كتابته لسيرة ابن خلدون، قائلا “الكتابة عنه وعن خير الدين باشا لا تستهويني لأنهما شخصيتان متعاليتان، يلعبان بالسياسة والتاريخ”، قبل أن يكشف عن ملابسات عدوله عن قراره، وتغيير رأيه بكتابته لسيرة العلامة، بما تضمنته هذه السيرة من مغامرات تكشف عن الوجه الآخر الشخصي لهذا المؤرخ.
يعمل...
X