نظرتُ إلى طولِ الحياة وعرضِها
فلم ألقَ مثلَ الفقرِ للمرءِ قاتلا
يُحيلُ صفاءَ القلب موجاً مُعَكّراً
ويُمسي بياضُ الوجه للفحمِ مائِلا
ويُغوي حكيمَ القوم حتى كأنه
من الجوعِ والإملاقِ قد صارَ جاهلا
ويَرمي عزيزَ النفس من قوسِ لؤمِه
بسهمٍ يحيلُ العزَّ ذلاً وباطلا
ويسقي شريفَ الناسِ من ثدي ذُلِّه
وقد كان من بئرِ الكرامةِ ناهلا
فما عاد يخشى اللومَ من سوء فعله
ولا ينتهي عمّا يثيرُ العواذلا
يقاتلُ ربُّ البيت من أجل لقمةٍ
فيُدعى أبو الأطفالِ فحلاً مقاتلا
يناضلُ من أجل الصِّغار وأمِّهمْ
أليس معيلُ الجائعين مناضلا ؟
ويغزل من حلٌمِ السعادة ثوبَه
فهل تُدفئُ الأحلامُ في البردِ غازلا ؟!!
إذا فتَكَ الفقرُ اللئيمُ بدولةٍ
ترى شعبها عمّا يُرَقِّيه ذاهلا
تصيرُ علومُ الكونِ آخرَ همِّه
ويُحرَمُ عقلُ الجائعين الوسائلا
ويغرقُ في بحر الجهالة والعمى
ويحسبُ هذا البحرَ للرزقِ ساحلا
وإنَّ جياعَ القوم دوماً أواخرٌ
فأنَّى سنسعى ان نكون الأوائلا
أيا وطناً فاق الثُّريا بعلمه
فكان شعاعُ العلم للشمسِ واصلا
وقد كنتَ نجماً في المعالي و كوكباً
فكيف استحالَ النجمُ بالفقر آفلا ؟
تمرَّدْ كما العنقاء من تحت جمرها
وحطِّمْ قيودَ الظلم وارمِ السلاسلا
وأشبِعْ جياعاً في ربوعك وارعهمْ
وكن مثلَ غيمِ الخيرِ بالجود نازلا
وحقِّقْ أماني الصابرين وسؤلَهُمْ
فأنت كريمٌ لا تُخَيِّبُ سائلا
.................................................. .....
بدر رجب حسن
فلم ألقَ مثلَ الفقرِ للمرءِ قاتلا
يُحيلُ صفاءَ القلب موجاً مُعَكّراً
ويُمسي بياضُ الوجه للفحمِ مائِلا
ويُغوي حكيمَ القوم حتى كأنه
من الجوعِ والإملاقِ قد صارَ جاهلا
ويَرمي عزيزَ النفس من قوسِ لؤمِه
بسهمٍ يحيلُ العزَّ ذلاً وباطلا
ويسقي شريفَ الناسِ من ثدي ذُلِّه
وقد كان من بئرِ الكرامةِ ناهلا
فما عاد يخشى اللومَ من سوء فعله
ولا ينتهي عمّا يثيرُ العواذلا
يقاتلُ ربُّ البيت من أجل لقمةٍ
فيُدعى أبو الأطفالِ فحلاً مقاتلا
يناضلُ من أجل الصِّغار وأمِّهمْ
أليس معيلُ الجائعين مناضلا ؟
ويغزل من حلٌمِ السعادة ثوبَه
فهل تُدفئُ الأحلامُ في البردِ غازلا ؟!!
إذا فتَكَ الفقرُ اللئيمُ بدولةٍ
ترى شعبها عمّا يُرَقِّيه ذاهلا
تصيرُ علومُ الكونِ آخرَ همِّه
ويُحرَمُ عقلُ الجائعين الوسائلا
ويغرقُ في بحر الجهالة والعمى
ويحسبُ هذا البحرَ للرزقِ ساحلا
وإنَّ جياعَ القوم دوماً أواخرٌ
فأنَّى سنسعى ان نكون الأوائلا
أيا وطناً فاق الثُّريا بعلمه
فكان شعاعُ العلم للشمسِ واصلا
وقد كنتَ نجماً في المعالي و كوكباً
فكيف استحالَ النجمُ بالفقر آفلا ؟
تمرَّدْ كما العنقاء من تحت جمرها
وحطِّمْ قيودَ الظلم وارمِ السلاسلا
وأشبِعْ جياعاً في ربوعك وارعهمْ
وكن مثلَ غيمِ الخيرِ بالجود نازلا
وحقِّقْ أماني الصابرين وسؤلَهُمْ
فأنت كريمٌ لا تُخَيِّبُ سائلا
.................................................. .....
بدر رجب حسن