تويت
القصة بدأت من هنا . بلاد الرافدين
هذه القطعة السومرية تعرف بين الباحثين بعنوان اسطورة إيميش و إينتن والتي هي اطول مناظرة وخلاصتها ,, ان الاله انليل قرر ان يؤسس الزراعة في البلاد فخلق لهذا الغرض الاخوين (ايميش) الصيف ,, و(اينتن) الشتاء , وعين لكل منهما واجبته واعماله فمن وظائف الشتاء مثلا ان يسبب ولادة الغنم والماعز والعجول ويكثر الالبان ويجلب الخضرة الى الحقول وينمب الغلال والخ ..
اما الصيف فمن واجباته ان يملأ المزراع بالغلال ويكدس البيادر والمخازن ويسهل تشييد المعابد والبيوت ..
وقد عرف الاخوين الصيف والشتاء بذلك واجبات كل منهما .. وذات مرة قصدا مدينة ( نفر ) يحمل كل منهما الهدايا من نتاجه الى الاله انليل وعندئذ دبت الغيرة والتحاسد بينهما :-
صار ايمش ( الصيف ) يتجنب ( اينتن ) كأنه عدوه ولما نفذ صبر اخيه الشتاء بادله نفس العداء , وصار يفاخره بعدد ميزاته عليه مثل قوله ( عندما يرتدي الملك ( ابي- سين ) حلته الاحتفالية و جُبته الملكية ليقوم بشعائر الالهة .... وتعزف القيثارة في ( بيت الحياة ) ( اي - نام تلا) الذي خلقه آنو , فانا الذي يهيىء لهذه الاحتفالات الزبد والدهن ) .
فيجيبه الصيف ( يا اخي الشتاء في زمنك تتجمع الغيوم الدكناء وتصطك اسنان الناس وهم في داخل منازلهم في المدن , ولايجرؤ احدهم ان يخرج الى الطريق حتى في منتصف النهار ..
واخيرا يحتكم الاخوين المتخاصمين الى الاله انليل ويعرض كل منهما مزاياه ومنافعه فيصدر انليل حكمه على الوجه الاتي :-
( اجاب انليل , الصيف والشتاء قائلا : يسيطر الشتاء على المياه التي تجلب الحياة الى الارض , وهو فلاح الالهة الذي يكدس الغلال فيا بُبنيّ الصيف كيف تقرن نفسك باخيك الشتاء ! )
وهكذا يحكم انليل للشتاء ويتقبل المتناظران حكومه ويتصالحان ويتصافيان فيخضع الصيف للشتاء ويقدم له الهدايا .
#مقدمة_في_ادب_العراق_القديم
طه باقر
Wissam