غازات الأعصاب : أسلحة كيماوية ابتدعها الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية
وان تكن الحرب العالمية الثانية ( ١٩٣٩ – ١٩٤٥ ) قد خلت من استخدام الأسلحة الكيماوية ، فقد كان من اخطر ما حدث في أثنائها ما ابتدعه الألمان من مركبات كيماوية جديدة اسموها بغازات الأعصاب ، كانت اشد سما من أي غاز سبق به علم ، واشد سما من غازات عرفتها الحرب العالمية الأولى .
ولم تستخدمها المانيا في هذه الحرب . ولعلها لم تفعل لأن تهيؤها لاستخدامها زامن ضياع سطوتها في الهواء .
ومع هذا ، فلا يزال أهل الرأي يرون في المفعول القوي لهذه الغازات ما سوف يفري باستخدامها في الحرب القادمة . حتى لقد قيل انه لو قامت حرب ذرية وقبع الجند في مخابئهم ، فلن يخرجهم منها الا هذه الغازات .
وهي سوائل سريعة التغوز ، من الكيماويات العضوية ، معقدة التركيب .
من أشهرها مادة أسموها تابون Tabun ، وتركيبها الكيماوي Dimethyl Amino-etho Xyphosphine Oxide. Cyano وشبيه بها مادة أخرى اسمها سارین Sarin وأخرى اسمها سومان Soman .
- غازات الأعصاب عند الولايات المتحدة مخزونة حاضرة :
والولايات المتحدة عندها اليوم مخزون حاضر من مادتين من هذه الفاعلات في الأعصاب .
أولاهما ، وتعرف عندهم ، بالرمز GB وما هي الا المادة الألمانية التي ذكرنا باسم سارين وتركيبها الكيماوي وهي Isopropyl Methyl Phosphoro Fluoridate سائل يتفوز في درجة الحرارة العادية فيصبح غازا لا لون له ولا رائحة . وهذا يزيد في خبثه .
وينشرونه في العدو عندما يريدون رشاشا ، يتحول الى غاز ، خطره عظيم عندما يستنشقه رجال لا تحميهم كمامات تمنع منه .
والتركز الهوائي المطلوب من هذا الغاز ليكون قاتلا للانسان يكفي أن يبلغ ۱۰۰ ملليجرام منه في كل متر مكعب في الهواء ، تدخله كل دقيقة . ومعنى هذا أن بقاء انسان عشر دقائق في هواء بكل متر مكعب منه ۱۰۰ ملليجرام من الغاز تكفي لهلاكه .
أما المادة الثانية ، الفاعلة في الأعصاب ، التي عند الولايات المتحدة مخزون حاضر منها اليوم ، فهي مادة يرمز اليها بالرمز VX . ولا يزال تركيبها الكيماوي سرا مخبوءا . وهم كشفوها في السنوات الخمسينية الماضية من هذا القرن عندما كانوا يبحثون عن مبيدات حشرية جديدة .
وهذه المادة سائل ، مثل مادة سارين ، الا أنها أبطأ تفوزا منها . وهي أقتل منها بضع مرات .
وهي تقتل عند استنشاقها ، أو عند سقوطها على الجلد . وتقتل في بضع دقائق . ويكفي لذلك أن يصيب الجلد منها ١٠ ملليجرامات فقط . وهي لا تكفي فيها الوقاية بلبس الكمامة الخاصة ، فلا بد من لباس واق كامل يستر الجسم . وهذا فيه من تعطيل لحركة الجند ما فيه .
وكما عند الأمريكان من غازات اعصاب ، يوجد لا شك عند الروس وغيرهم .
من أجل هذا ليس من صالح الأمم الصناعية المتقدمة أن تبدأ بالحرب الكيماوية ، لأعصاب كانت أو غير أعصاب . فالانتقام حاضر ، والتجهيز واحد ، والقدرة متقاربة . وانما تصلح الحرب الكيماوية وغير الكيماوية بين بلد متقدم وآخر متخلف .
وهنا لا بد أن أعود الى العرب فأحذر من الغد المجهول .
- فعل غازات الأعصاب في الانسان :
بقي أن نذكر كيف تفعل هذه المواد في الانسان . انها تتدخل في انتقال النبضات العصبية من خلية من خلايا الأعصاب الى أخرى . وهي تتدخل بأن تبطل عمل الأنزيم المعروف باسم Choline Esteraise فهو الذي يحدد ختام نقلة نبضة من خلية عصبية الى أخرى ، فهو يضبطها . وغازات الأعصاب تدع هذه النبضات تجري بدون ضابط ، وينتج عن هذا ارتطام التنفس ووظائف أخرى . والموت الذي يحدث من جراء ذلك يسبقه عادة تغبش في البصر ، وسیلان ریق شدید ، وتشنجات جثمانية .
( صورة الجندي وعلى وجهه كمامة ضد الغاز حديثة ، فيها شيئان جديدان ، أولهما أنه يستطيع أن يشرب ماء غير ملوث من قارورته دون أن يرفع عن وجهه الكمامة .. وثانيهما أنه يستطيع أن يتحدث من داخل الكمامة ويسمعه رفيقه الجندي )
( ان الغاز السام ، أحد فظائع الحروب الحديثة ، أعمى هؤلاء الرجال ورجالا كثيرين غيرهم . وتراهم في الصورة يقود بعضهم بعضا ، بالأذرع تمسك بالأكتاف )
( هكذا كانت تصف القنابل المملوءة بالكيماوي ، الفاعل في الأعصاب ، في الطائرات العمودية، طائرات الكبتر الأمريكية لتلقى على الأعداء. وفي كل قنبلة ٨٠ رطلا من هذا الكيماوي السائل . وفي وسط كل قنبلة مفرقع يتفرقع عند وصوله الى الأرض وينشر الكيماوي الذي فيها في الأعداء )
( قذيفة أمريكية ترسلها المدفعية الى الأعداء والصورة واضحة . فالفتيل يشتعل فيسبب اشتعال الشحنة الناسفة ، وذلك عندما ترتطم القذيفة بالأرض . وهذا النسف ينشر الكيماوي الفاعل في الأعصاب بين جند العدو . أما القذيفة فتزن ٤٤ كيلوغراما ، وأما مداها الذي اليه ترسل فنحو ١٥ كيلومترا ) .
وان تكن الحرب العالمية الثانية ( ١٩٣٩ – ١٩٤٥ ) قد خلت من استخدام الأسلحة الكيماوية ، فقد كان من اخطر ما حدث في أثنائها ما ابتدعه الألمان من مركبات كيماوية جديدة اسموها بغازات الأعصاب ، كانت اشد سما من أي غاز سبق به علم ، واشد سما من غازات عرفتها الحرب العالمية الأولى .
ولم تستخدمها المانيا في هذه الحرب . ولعلها لم تفعل لأن تهيؤها لاستخدامها زامن ضياع سطوتها في الهواء .
ومع هذا ، فلا يزال أهل الرأي يرون في المفعول القوي لهذه الغازات ما سوف يفري باستخدامها في الحرب القادمة . حتى لقد قيل انه لو قامت حرب ذرية وقبع الجند في مخابئهم ، فلن يخرجهم منها الا هذه الغازات .
وهي سوائل سريعة التغوز ، من الكيماويات العضوية ، معقدة التركيب .
من أشهرها مادة أسموها تابون Tabun ، وتركيبها الكيماوي Dimethyl Amino-etho Xyphosphine Oxide. Cyano وشبيه بها مادة أخرى اسمها سارین Sarin وأخرى اسمها سومان Soman .
- غازات الأعصاب عند الولايات المتحدة مخزونة حاضرة :
والولايات المتحدة عندها اليوم مخزون حاضر من مادتين من هذه الفاعلات في الأعصاب .
أولاهما ، وتعرف عندهم ، بالرمز GB وما هي الا المادة الألمانية التي ذكرنا باسم سارين وتركيبها الكيماوي وهي Isopropyl Methyl Phosphoro Fluoridate سائل يتفوز في درجة الحرارة العادية فيصبح غازا لا لون له ولا رائحة . وهذا يزيد في خبثه .
وينشرونه في العدو عندما يريدون رشاشا ، يتحول الى غاز ، خطره عظيم عندما يستنشقه رجال لا تحميهم كمامات تمنع منه .
والتركز الهوائي المطلوب من هذا الغاز ليكون قاتلا للانسان يكفي أن يبلغ ۱۰۰ ملليجرام منه في كل متر مكعب في الهواء ، تدخله كل دقيقة . ومعنى هذا أن بقاء انسان عشر دقائق في هواء بكل متر مكعب منه ۱۰۰ ملليجرام من الغاز تكفي لهلاكه .
أما المادة الثانية ، الفاعلة في الأعصاب ، التي عند الولايات المتحدة مخزون حاضر منها اليوم ، فهي مادة يرمز اليها بالرمز VX . ولا يزال تركيبها الكيماوي سرا مخبوءا . وهم كشفوها في السنوات الخمسينية الماضية من هذا القرن عندما كانوا يبحثون عن مبيدات حشرية جديدة .
وهذه المادة سائل ، مثل مادة سارين ، الا أنها أبطأ تفوزا منها . وهي أقتل منها بضع مرات .
وهي تقتل عند استنشاقها ، أو عند سقوطها على الجلد . وتقتل في بضع دقائق . ويكفي لذلك أن يصيب الجلد منها ١٠ ملليجرامات فقط . وهي لا تكفي فيها الوقاية بلبس الكمامة الخاصة ، فلا بد من لباس واق كامل يستر الجسم . وهذا فيه من تعطيل لحركة الجند ما فيه .
وكما عند الأمريكان من غازات اعصاب ، يوجد لا شك عند الروس وغيرهم .
من أجل هذا ليس من صالح الأمم الصناعية المتقدمة أن تبدأ بالحرب الكيماوية ، لأعصاب كانت أو غير أعصاب . فالانتقام حاضر ، والتجهيز واحد ، والقدرة متقاربة . وانما تصلح الحرب الكيماوية وغير الكيماوية بين بلد متقدم وآخر متخلف .
وهنا لا بد أن أعود الى العرب فأحذر من الغد المجهول .
- فعل غازات الأعصاب في الانسان :
بقي أن نذكر كيف تفعل هذه المواد في الانسان . انها تتدخل في انتقال النبضات العصبية من خلية من خلايا الأعصاب الى أخرى . وهي تتدخل بأن تبطل عمل الأنزيم المعروف باسم Choline Esteraise فهو الذي يحدد ختام نقلة نبضة من خلية عصبية الى أخرى ، فهو يضبطها . وغازات الأعصاب تدع هذه النبضات تجري بدون ضابط ، وينتج عن هذا ارتطام التنفس ووظائف أخرى . والموت الذي يحدث من جراء ذلك يسبقه عادة تغبش في البصر ، وسیلان ریق شدید ، وتشنجات جثمانية .
( صورة الجندي وعلى وجهه كمامة ضد الغاز حديثة ، فيها شيئان جديدان ، أولهما أنه يستطيع أن يشرب ماء غير ملوث من قارورته دون أن يرفع عن وجهه الكمامة .. وثانيهما أنه يستطيع أن يتحدث من داخل الكمامة ويسمعه رفيقه الجندي )
( ان الغاز السام ، أحد فظائع الحروب الحديثة ، أعمى هؤلاء الرجال ورجالا كثيرين غيرهم . وتراهم في الصورة يقود بعضهم بعضا ، بالأذرع تمسك بالأكتاف )
( هكذا كانت تصف القنابل المملوءة بالكيماوي ، الفاعل في الأعصاب ، في الطائرات العمودية، طائرات الكبتر الأمريكية لتلقى على الأعداء. وفي كل قنبلة ٨٠ رطلا من هذا الكيماوي السائل . وفي وسط كل قنبلة مفرقع يتفرقع عند وصوله الى الأرض وينشر الكيماوي الذي فيها في الأعداء )
( قذيفة أمريكية ترسلها المدفعية الى الأعداء والصورة واضحة . فالفتيل يشتعل فيسبب اشتعال الشحنة الناسفة ، وذلك عندما ترتطم القذيفة بالأرض . وهذا النسف ينشر الكيماوي الفاعل في الأعصاب بين جند العدو . أما القذيفة فتزن ٤٤ كيلوغراما ، وأما مداها الذي اليه ترسل فنحو ١٥ كيلومترا ) .
تعليق