فاتح المدرس :
هنالك في التاريخ وفلسفته مفهوم يدعى "دفائن النفس" لشعب ما، فما هي حقوق هذه الدفائن الدينية بالمقارنة لمعطيات الحقائق المعاصرة، خذ مثلاً الشعب الاتروسكي المنقرض، هل يحق لشعب زال جغرافياً منذ آلاف السنين أن تحقن أسطورته بالحياة من جديد؟ أعني كل هذه الذرائع اللاعقلانية التي يتناولها "العدو الاستيطاني" هذه المقدمة أردت منها أن أتساءل: لو عاد الشعب الاتروسكي المنقرض منذ ألفي سنة، عاد إلى الشواطئ الغربية من إيطاليا، فما هو موقف الحكومة الإيطالية منه؟
محمد محفل:
لقد حاولت أنت أن تقارن بين الشعب الاتروسكي المنقرض وبين ما جاء به اليهود في فترة معينة من الزمن، وقد كرست في كتابي تاريخ الرومان فصلاً كاملاً للاتروسكيين، وقد أصبح من المتفق عليه بأن للاتروسكيين دوراً كبيراً، وكبيراً جداً في خلق روما ذاتها زال هذا الشعب واندثر، ونحن اليوم في صراع رهيب حيث يدعي البعض بأن الإسرائيليين القدامى لا زالوا موجودين! على المثقف أن يفرق بين ما هو عبراني، وموسوي وإسرائيلي، ويهودي وصهيوني، يجب أن يفرق تفريقاً جلياً بين تلك المسميات، من المضحك أن تعني شيئاً واحداً.
أما الأتروسكيين، كما يقول الإمبراطور "كلاوديوس" في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ الروماني، إن ذلك الشعب قدم الكثير لروما الإمبراطورية حضارياً، وتنظيمات سياسية واجتماعية، معتقدات، التقنية الصناعية والزراعية، سؤال يطرح كيف خاطب كلاوديوس أعضاء مجلس الشيوخ؟ قال:
"إني أدرك جيداً ما سأقوله ولن يعجب الكثير منكم لأنكم تنظرون اليوم لروما وهي تحكم العالم، هذا الشعب الأتروسكي قد أتى بقسم كبير من المقومات الحضارية لإيطاليا، ورغم ذلك انسجموا وذابوا بنا"
السؤال الثاني المطروح: ماذا أتى به الإسرائيليون القدامى إلى منطقتنا؟ لغة؟ ليس لهم لغة وقد تبنوا اللغة المحلية، اللغة الكنعانية بلهجتها الجنوبية، كما هو وارد في سفر إشعيا "لقد كانوا يتكلمون شفة كنعان".
أما من الناحية الحضارية، إذ لا يعقل لجماعة من البدو طرأوا على منطقة كانت قد تحضرت قبلهم بألفي عام، أن يكونوا أعطوها شيئاً من الناحية الحضارية.. عمران، زراعة، كتابة، الخ.
لا ألغاز تاريخية بعد اليوم، اليهود لم يعطوا أي شيء حضاري للمنطقة.
ويطرح سؤال آخر: إذاً ما هي القواعد الثابتة "المزعومة" التي يستندوا إليها لإدعاء حق تاريخي؟ يكفي القارئ أن يطلع على كتاب فجر الضمير لجيمس هنري بريستد والثاني موسى والتوحيد لسيغموند فرويد
من حوار بين المؤرخ محمد محفل والفنان فاتح المدرس
هنالك في التاريخ وفلسفته مفهوم يدعى "دفائن النفس" لشعب ما، فما هي حقوق هذه الدفائن الدينية بالمقارنة لمعطيات الحقائق المعاصرة، خذ مثلاً الشعب الاتروسكي المنقرض، هل يحق لشعب زال جغرافياً منذ آلاف السنين أن تحقن أسطورته بالحياة من جديد؟ أعني كل هذه الذرائع اللاعقلانية التي يتناولها "العدو الاستيطاني" هذه المقدمة أردت منها أن أتساءل: لو عاد الشعب الاتروسكي المنقرض منذ ألفي سنة، عاد إلى الشواطئ الغربية من إيطاليا، فما هو موقف الحكومة الإيطالية منه؟
محمد محفل:
لقد حاولت أنت أن تقارن بين الشعب الاتروسكي المنقرض وبين ما جاء به اليهود في فترة معينة من الزمن، وقد كرست في كتابي تاريخ الرومان فصلاً كاملاً للاتروسكيين، وقد أصبح من المتفق عليه بأن للاتروسكيين دوراً كبيراً، وكبيراً جداً في خلق روما ذاتها زال هذا الشعب واندثر، ونحن اليوم في صراع رهيب حيث يدعي البعض بأن الإسرائيليين القدامى لا زالوا موجودين! على المثقف أن يفرق بين ما هو عبراني، وموسوي وإسرائيلي، ويهودي وصهيوني، يجب أن يفرق تفريقاً جلياً بين تلك المسميات، من المضحك أن تعني شيئاً واحداً.
أما الأتروسكيين، كما يقول الإمبراطور "كلاوديوس" في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ الروماني، إن ذلك الشعب قدم الكثير لروما الإمبراطورية حضارياً، وتنظيمات سياسية واجتماعية، معتقدات، التقنية الصناعية والزراعية، سؤال يطرح كيف خاطب كلاوديوس أعضاء مجلس الشيوخ؟ قال:
"إني أدرك جيداً ما سأقوله ولن يعجب الكثير منكم لأنكم تنظرون اليوم لروما وهي تحكم العالم، هذا الشعب الأتروسكي قد أتى بقسم كبير من المقومات الحضارية لإيطاليا، ورغم ذلك انسجموا وذابوا بنا"
السؤال الثاني المطروح: ماذا أتى به الإسرائيليون القدامى إلى منطقتنا؟ لغة؟ ليس لهم لغة وقد تبنوا اللغة المحلية، اللغة الكنعانية بلهجتها الجنوبية، كما هو وارد في سفر إشعيا "لقد كانوا يتكلمون شفة كنعان".
أما من الناحية الحضارية، إذ لا يعقل لجماعة من البدو طرأوا على منطقة كانت قد تحضرت قبلهم بألفي عام، أن يكونوا أعطوها شيئاً من الناحية الحضارية.. عمران، زراعة، كتابة، الخ.
لا ألغاز تاريخية بعد اليوم، اليهود لم يعطوا أي شيء حضاري للمنطقة.
ويطرح سؤال آخر: إذاً ما هي القواعد الثابتة "المزعومة" التي يستندوا إليها لإدعاء حق تاريخي؟ يكفي القارئ أن يطلع على كتاب فجر الضمير لجيمس هنري بريستد والثاني موسى والتوحيد لسيغموند فرويد
من حوار بين المؤرخ محمد محفل والفنان فاتح المدرس