تويت
مدينة أنطاكية - عاصمة سوريا السلوقية والولاية الرومانية .
بشار خليف
سنة 333 ق.م ينتصر الاسكندر المكدوني على الفرس في موقعة أسوس على خليج اسكندرون السوري، يتقدم نحو فينيقية، في طريقه يتوقف عند المكان الذي ستقام عليه أنطاكية فيما بعد، يشرب من نبع ماء بالغ العذوبة.
قال الاسكندر: إنه يضارع لبن أمي . وأطلق على النبع اسم (أولمبياس) وأنشأ معبداً أطلق عليه اسم (زيوس بوتيايوس) .
يذكر أحد المؤرخين وجود قرية تسمى (بوتيا) تقوم على الأرض المنبسطة بالقرب من نهر العاصي حيث أسس سلوقس نيكاتور مدينة أنطاكية فيما بعد.
يموت الاسكندر 323 ق.م . تؤول امبراطورية الاسكندر إلى كبار قواده حيث تصبح سوريا من نصيب سلوقس نيكاتور الذي شرع في إنشاء أربع مدن شقيقة في سوريا: أنطاكية، سلوقية - بيريه، أفاميا ، اللاذقية. والذي يبدو أن إقامة هذه المنشآت الأربع - ميناءان تقابلهما مدينتان في الداخل - ينبئ عن وجود خطة موحدة التصميم الإنشائي.
وقد دلت الأبحاث الأثرية والعمرانية على أن تخطيط الشوارع في أنطاكية و اللاذقية كان من تصميم مهندس معماري واحد.
و لإنشاء المدينة طقسٌ : سيذهب سلوقس مع كبار الكهنة إلى أنتيجونية ليقدم القرابين إلى زيوس لانتقاء موقع لإنشاء المدينة حسب الإرادة الإلهية.
يقدم سلوقس القربان إلى إله على نية الاختيار الجغرافي الإلهي.
ينقضّ نسرٌ وهو طائر زيوس، على لحم القربان ويحمله، يطلب سلوقس من ابنه أنطيوخوس أن يلاحق النسر على صهوة حصانه ، النسر يطير نحو مذبح زيوس بوتيايوس، يضع القربان على المذبح : الإرادة الإلهية اختارت هذا المكان لإنشاء أنطاكية في هذا الموقع. في 22
أيار من السنة 12 من حكم سلوقس وفي الساعة الأولى من النهار، يقوم سلوقس بتقديم القربان ويضع أساسات الأسوار ويطلق عليها اسم ابنه (أنطيوخوس).
يقال أنه حين أنشأ المدينة أوقفت فيلة جيش سلوقس في مواضع بناء الأبراج في سور المدينة وأن حبوب القمح استخدمت لتحديد مسارات الشوارع.
دلت الدراسات على أن التنظيم العمراني في أنطاكية كان سوري الخصائص ويتفق مع تخطيط المدن الذي اتبع في مدن سورية أخرى وهي: بيرويا - دورا أوروبوس - دمشق - أفاميا - اللاذقية ، هذه المدن التي منها ما كان سلوقي المنشأ ومنها ما أقيمت على مواقع أقدم منها عهداً.
كانت أنطاكية عاصمة للسلوقيين ، وفي منتصف القرن الأول قبل الميلاد وحين أصبحت سوريا ولاية رومانية أصبحت أنطاكية عاصمة هذه الولاية.
في فترة الفاعلية التدمرية في القرن الثالث الميلادي ضمت زنوبيا إلى بلاطها أسقف أنطاكية (بولس السميساطي) الذي أصبح مخطط سياسة تدمر وهو المواجه لسياسة روما في المشرق.
مع ظهور المسيحية أصبحت أنطاكية منطلقاً للتبشير حيث وفد إليها برنابا وبولص وبطرس، بطرس الذي اعتبِر مؤسس الكنيسة في أنطاكية وأول أسقف لها.
و بين 525 و 542 م تتعرض المدينة لكوارث وزلازل ولهجمات الفرس ويحل الطاعون بها ما سبب في إنهاء فاعليتها التاريخية.
يقال أنه حين استولى المسلمون عام 637 م لم تكن سوى مجرد حصن قائم على الحدود
بشار خليف
سنة 333 ق.م ينتصر الاسكندر المكدوني على الفرس في موقعة أسوس على خليج اسكندرون السوري، يتقدم نحو فينيقية، في طريقه يتوقف عند المكان الذي ستقام عليه أنطاكية فيما بعد، يشرب من نبع ماء بالغ العذوبة.
قال الاسكندر: إنه يضارع لبن أمي . وأطلق على النبع اسم (أولمبياس) وأنشأ معبداً أطلق عليه اسم (زيوس بوتيايوس) .
يذكر أحد المؤرخين وجود قرية تسمى (بوتيا) تقوم على الأرض المنبسطة بالقرب من نهر العاصي حيث أسس سلوقس نيكاتور مدينة أنطاكية فيما بعد.
يموت الاسكندر 323 ق.م . تؤول امبراطورية الاسكندر إلى كبار قواده حيث تصبح سوريا من نصيب سلوقس نيكاتور الذي شرع في إنشاء أربع مدن شقيقة في سوريا: أنطاكية، سلوقية - بيريه، أفاميا ، اللاذقية. والذي يبدو أن إقامة هذه المنشآت الأربع - ميناءان تقابلهما مدينتان في الداخل - ينبئ عن وجود خطة موحدة التصميم الإنشائي.
وقد دلت الأبحاث الأثرية والعمرانية على أن تخطيط الشوارع في أنطاكية و اللاذقية كان من تصميم مهندس معماري واحد.
و لإنشاء المدينة طقسٌ : سيذهب سلوقس مع كبار الكهنة إلى أنتيجونية ليقدم القرابين إلى زيوس لانتقاء موقع لإنشاء المدينة حسب الإرادة الإلهية.
يقدم سلوقس القربان إلى إله على نية الاختيار الجغرافي الإلهي.
ينقضّ نسرٌ وهو طائر زيوس، على لحم القربان ويحمله، يطلب سلوقس من ابنه أنطيوخوس أن يلاحق النسر على صهوة حصانه ، النسر يطير نحو مذبح زيوس بوتيايوس، يضع القربان على المذبح : الإرادة الإلهية اختارت هذا المكان لإنشاء أنطاكية في هذا الموقع. في 22
أيار من السنة 12 من حكم سلوقس وفي الساعة الأولى من النهار، يقوم سلوقس بتقديم القربان ويضع أساسات الأسوار ويطلق عليها اسم ابنه (أنطيوخوس).
يقال أنه حين أنشأ المدينة أوقفت فيلة جيش سلوقس في مواضع بناء الأبراج في سور المدينة وأن حبوب القمح استخدمت لتحديد مسارات الشوارع.
دلت الدراسات على أن التنظيم العمراني في أنطاكية كان سوري الخصائص ويتفق مع تخطيط المدن الذي اتبع في مدن سورية أخرى وهي: بيرويا - دورا أوروبوس - دمشق - أفاميا - اللاذقية ، هذه المدن التي منها ما كان سلوقي المنشأ ومنها ما أقيمت على مواقع أقدم منها عهداً.
كانت أنطاكية عاصمة للسلوقيين ، وفي منتصف القرن الأول قبل الميلاد وحين أصبحت سوريا ولاية رومانية أصبحت أنطاكية عاصمة هذه الولاية.
في فترة الفاعلية التدمرية في القرن الثالث الميلادي ضمت زنوبيا إلى بلاطها أسقف أنطاكية (بولس السميساطي) الذي أصبح مخطط سياسة تدمر وهو المواجه لسياسة روما في المشرق.
مع ظهور المسيحية أصبحت أنطاكية منطلقاً للتبشير حيث وفد إليها برنابا وبولص وبطرس، بطرس الذي اعتبِر مؤسس الكنيسة في أنطاكية وأول أسقف لها.
و بين 525 و 542 م تتعرض المدينة لكوارث وزلازل ولهجمات الفرس ويحل الطاعون بها ما سبب في إنهاء فاعليتها التاريخية.
يقال أنه حين استولى المسلمون عام 637 م لم تكن سوى مجرد حصن قائم على الحدود