كاشف مرصد "آيس كيوب" يوجد على أعماق تتراوح بين 1.5 و2.5 كيلومتر تحت القطب الجنوبي (مرصد آيس كيوب)
حازم بدر
1/4/2024
مساعٍ لإنهاء خصام النسبية والكمومية من القطب الجنوبي
تخيل أنك داخل غابة كثيفة الأشجار، وتحاول التواصل مع شخص ما على الجانب الآخر، فمن المؤكد أن الموجات الصوتية قد تمتصها الأشجار أو تشوهها. لكنْ في كوننا السحيق تستطيع "النيوترينوات" (وهي جسيمات ليس لها شحنة كهربائية ولا كتلة لها تقريبا) السفر عبر الفضاء دون عائق، والمرور عبر كل شيء حتى تصل إلى الأرض حاملة معلومات من الأحداث الكونية البعيدة مثل انفجار النجوم أو اصطدام الثقوب السوداء.
وبينما يمكن لأجهزة الاستشعار مراقبة هذه "النيوترينوات"، فإن فريقا بحثيا من معهد نيلز بور بجامعة كوبنهاغن بالدانمارك، نجح في تطوير طريقة تستغل البيانات الخاصة برصدها من محطة رصد بالقطب الجنوبي لإثبات وجود ما يعرف بـ "الجاذبية الكمومية".
و"الجاذبية الكمومية" إطار نظري يسعى إلى توحيد نظريتين أساسيتين في الفيزياء هما: "ميكانيكا الكم" التي تصف سلوك الجسيمات عند أصغر المقاييس، و"النسبية العامة" التي تصف سلوك الجاذبية والزمكان على مقاييس كبيرة مثل النجوم والمجرات.
ويعتمد فهمنا للكون حاليا على هاتين النظريتين المنفصلتين، ومن ثم فإن توحيدهما تحت إطار نظري واحد مثل "الجاذبية الكمومية" من شأنه توفير فهم أكثر شمولا للفيزياء الأساسية.
والفكرة التي يقدمها الفريق البحثي من الدانمارك عبر هذه الدراسة المنشورة في دورية " نيتشر فيزكس"، أن رصد حدوث تغيّرات في نكهات هذه النيوترينوات خلال رحلتها في الفضاء السحيق، يشير إلى وجود قوة غير مرئية تؤثر فيها وهي "الجاذبية الكمومية".
مرصد "آيس كيوب" بالقطب الجنوبي وفيه أجهزة حاسوب تجمع البيانات من مستشعرات المرصد تحت الجليد (مرصد آيس كيوب)
تعليق