خلق حواء من ضلع آدم بين الاسطورة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلق حواء من ضلع آدم بين الاسطورة

    خلق حواء من ضلع آدم بين الاسطورة والدين

    اهتم السومريون بخلق الانسان وعملوا الاساطير العديدة التي تشرح كيف خُلِق الانسان (آدم وحواء). هم لم يهينوا المرأة او الانثى على العكس فإنهم وضعوها في مقام واحد مع الرجل أو بمرتبة اعلى، لأن المجتمع السومري كان مجتمعا أموميا يعبد الإلهة الانثى حيث ان كبيرة الالهة عندهم كانت أنثى وليس ذكرا وهي الإلهة (نمو) التي خلقت السماوات والارض وقام الإله انليل اله الهواء بفتقهما،.

    كذلك عبد السومريون الإلهة عشتار إلهة الخصب والحب والجمال والحرب وهي من تزوجت من الإله الذكر دموزي وقذفت به الى الجحيم أي ان الآلهة الاناث كانت لها سطوة على الآلهة الذكور. في أساطير الخلق السومرية وفي خلق الانسان هناك عدد من الاسفار التي تشير الى ان خلق الانسان (آدم وحواء) قد تم في نفس اللحظة، وقد ورد هذا الخلق في اسطورة الإلهة المولّدة نينتو (إن ابناءك يا انليل يجلونك، اطلب اليهم كي ينزلوا اليك، ليحضروا لديك أنكي. يتم التفاهم وتقرر الآلهة خلق الانسان ليحمل عبىء العمل عنها. قال الاله انليل إنك ايتها الالهة المولدة نينتو التي ستخلقين البشرية، اخلقي الانسان ليحمل النير فتحت نينتو فمها، قالت للالهة الكبار: ليس علي أنا ان اقوم بذلك، هذه المهمة خص بها الاله أنكي لأنه هو الذي يطهر كل شيء، ليعطني الصلصال حتى أشرع انا في العمل، فتح (إيا) فاه وقالت للالهة الكبار: ساعدوّ حماما من اجل التطهير فليذبحوا إلها وليتطهر الالهة الآخرون فيه وبجسد ودم هذا الاله، فلتمزج نينتو الصلصال حتى الاله والانسان يصبحان ممزوجين بالصلصال وتنبعث من جسد هذا الانسان روح. حضّر (إيا) حماما واثناء اجتماعهم ذبح الالهة إلها هو، وي الإله، الذي يمتلك الذكاء بجسده ودمه، جبلت نينتو الصلصال، الالهة الكبار الأيجيجي بصقوا على الطين وعندئذ فتحت مامي (نينتو) فمها وقالت للآلهة الكبار: لقد طلبتم مني المهمة وقد انجزتها. حين سمعوا الالهة ما قالت تراكضوا معا وقبلوا رجليها قائلين: كنا بالامس ندعوك مامي أما اليوم فانت سيدة الالهة، قطعت نينتو الصلصال اربع عشرة قطعة وضعت سبع قطع الى يمينها وسبع قطع الى يسارها ووضعت بينهما قطعة من القرميد، جعلت سبعا منها ذكور وجعلت سبعا إناث..)

    وهناك اسطورة سومرية اخرى حول خلق الرجل والمرأة (آدم وحواء) والتأويل القاصر لها لخلق المرأة وكأنها خلقت من ضلع الرجل، هذه الاسطورة مكونة من 278 سطرا وهي محفوظة في متحف فيلادلفيا (في هذا الفردوس، كان يعيش الاله انكي اله الماء العظيم وزوجته ننخرساج الارض الأم، ننخرساج تقوم بخلق ثمانية انواع من النباتات العجيبة وقبل ان تفرح بعملها، يرسل انكي رسوله (يسمند) الذي يقطف له تلك النباتات فيأكلها جميعا، ما ان تعلم ننخرساج بذلك حتى تغضب غضبا شديدا وترسل على أنكي لعنة مقيمة: الى ان يوافيك الموت لن انظر اليك بعين الحياة. اما انكي فتشتد عليه الامراض وتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي أكلها وأخذ ينهار تدريجيا وانقذ الثعلب الموقف عندما يتطوع للبحث عن ننخرساج ويجدها في النهاية، وتخضع ننخرساج لمشيئة الالهة وتقوم بشفاء أنكي عن طريق خلق ثمانية آلهة، كل إله يختص بشفاء أحد اعضاء أنكي العليلة. ننخرساج ما الذي يوجعك..؟ انكي: ان فكي يوجعني. ننخرساج: لقد اوجدت لك الاله ننتول.

    ننخرساج: ما الذي يوجعك..؟

    انكي: ان ضرسي هو الذي يوجعني. ننخرساج: لقد اوجدت لك الاله ننسوتو.

    وهكذا يتابع تعداد اوجاعه، وتتابع ننخرساج خلق آلهة من اجله الى ان يصل الى ضلعه، انكي: ان ضلعي هو الذي يألمني. ننخرساج: لقد اوجدت من اجلك الإلهة ننتي (سيدة الضلع) وتعني السيدة التي تحيي، وأنكي هنا في الاسطورة هو آدم الاول..)

    هذه الاسطورة تناقلتها الاديان وثقافات الشعوب، وحين اطلع عليها اليهود في زمن سبيهم في بابل من قام بكتابة التوراة قام باستنساخ هذه الاسطورة السومرية واعاد صياغتها وتأويلها حسب معتقده وثقافته فظهرت في التوراة بهذا النص (فأوقع الرب يهوه الاله آدم في نوم عميق، ثم تناول ضلعا من أضلاعه وسد مكانها باللحم، وعمل من هذه الضلع امرأة أحضرها الى آدم، فقال آدم: هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي فهي تدعى امرأة لانها من امرىء اخذت.

    وفي سفر التكوين (دعا آدم اسم امرأته حواء لأنها ام كل حي).

    (لذلك يترك الرجل أباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا، وكانا كلاهما عريانين، آدم وامرأته، وهما لا يخجلان) اما في الديانة المسيحية فلم ترد قصة حواء في الانجيل لكنهم يؤمنون بكل ما ورد في العهد القديم والعهد الجديد ويتبعون القصة في التوراة ويدافعون عنها اكثر من اليهود (وآدم لم يغو، لكن المرأة غوت فحصلت في التعدي،لذلك لم يأذن لها الرسول ان تعلم ولا ان تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جبل اولا ثم حواء) وترسخت النظرة الدونية الى المرأة حتى ان رجال الاكليروس نظروا الى المرأة المسيحية انها سبب الخطيئة الاولى وهي التي اخرجت آدم من الجنة وتساءلوا ان كانت لها روح كالرجل واذا ما كان ان توضع بين الوحوش.

    هذه النظرة الدينية الى المرأة والمستندة الى نصوص مقدسة في التوراة والانجيل هي من حطت من قدر المرأة وجعلت منها عبدة وجارية تباع وتشترى وكائنا ثانويا محتقرا مسلوب الارادة الى يومنا هذا ولا يجب ان تتساوى مع الرجل. في ثقافة الكثير من المجتمعات لم تعد ترتقي الى مرتبة الكائن الحي كما لدى شعوب الجيلياك وهم السكان الاصليين لجزيرة سخالين شرق روسيا حيث النساء تعامل معاملة سيئة كمعاملة الحيوانات ويمكن التخلص منها بالبيع او بأي طريقة أخرى، وحتى في الاساطير اليونانية القديمة فقد اهينت المرأة حين قام الاله برومثيوس اله الخلق بسرقة النار من كبير الالهة زيوس واعادها الى بني البشر، هذا الفعل تمثل بخلق أول امراة في المثيولوجيا اليونانية
    ..... م......
    الكاتب سلام حربهذ
يعمل...
X