خالد قوطرش Qutrash (Khaled) أديب ومربٍّ سوري. ولد بدمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خالد قوطرش Qutrash (Khaled) أديب ومربٍّ سوري. ولد بدمشق

    قوطرش (خالد ـ)
    (1330 ـ 1421هـ/1912 ـ 2001م)

    خالد بن محمد فخري قوطرش، أديب ومربٍّ سوري. ولد بدمشق لأسرة ميسورة الحال، كان والده ضابطاً في الجيش العثماني أواخر عهد الدولة العثمانية، وكان يتمتع بشخصية قوية أثرت في سلوك ابنه. التحق خالد قوطرش في أيام طفولته الأولى بالخجا والكُتَّاب؛ فتعلم القرآن الكريم والخط والحساب، ثم انتقل إلى مدرسة المهاجرين الابتدائية وتخرج فيها. وكان للمعلم بكري قدورة فيها أثر بالغ في حبه للعربية وحرصه على الاستزادة من تعلّمها في المراحل اللاحقة من حياته، ثم انتقل للدراسة في مدرسة التجهيز الأولى بدمشق فدرس فيها بضع سنوات، ثم التحق بمكتب عنبر، وكان الثانوية الوحيدة آنذاك بدمشق، فأخذ العلم فيه عن طائفة من الأساتذة الكبار الذين درَّسوا فيه، من أمثال الشيخ سليم الجندي، والشيخ عبد القادر المبارك والأستاذ جودة الهاشمي، والأستاذ رشدي بركات، والمستشرق الفرنسي الأستاذ جان غولميه أستاذ الفلسفة واللغة الفرنسية فيه آنذاك، وتخرج فيه بامتياز. انتقل بعد ذلك إلى التدريس، فكان معلماً لسنوات طويلة، ثم مديراً لبعض المدارس، فمفتشاً، فمديراً عاماً للتربية والتعليم بدمشق بالوكالة، ثم اختير للتدريس في دار المعلمين بدمشق فدرَّس فيها سنوات عدة، وأُوفد في أثناء ذلك إلى فرنسا سنة 1371هـ/1951م لاستكمال الدراسة التخصصية في التربية وعلم النفس بدار المعلمين العليا بباريس، وجمع إلى ذلك دراسة الصحافة والدراسات الاجتماعية العليا، واللغة الفرنسية، والتاريخ والحضارة الفرنسية، ونال في ذلك كله عدداً من الدبلومات والشهادات المهمة.
    تمَّ اختيار قوطرش مراقباً لبعثات الطلاب السوريين في السفارة السورية بباريس لفترة من الوقت، ثم عاد إلى دمشق فكان أستاذاً في دار المعلمين إلى سنة 1384هـ/1964م، وقد أثَّر في طلابه تأثيراً عظيماً، واستطاع أن ينقل إلى أذهانهم أحسن ما حصل من النظريات التربوية في أثناء دراسته العليا بفرنسا بصدق وحرص وإخلاص.
    رشَّحته وزارة التربية والتعليم في سورية ليكون في عداد الخبراء التربويين لدى منظمة اليونسكو العالمية، فاعتمد عضواً فيها أواخر سنة 1384هـ/1964م. وفي سنة 1386هـ/1966م أحيل على التقاعد بطلب منه، وسافر عقب ذلك إلى جمهورية الكونغو الإفريقية، وعمل فيها خبيراً تربوياً ست سنوات، وحقق في أثناء ذلك كثيراً من النجاحات والإنجازات، فكرّمته الحكومة الكنغولية تكريماً خاصاً تقديراً لخدماته القيّمة في حقل التربية أثناء عمله فيها، وكرّمته أيضاً الحكومة الكويتية لاهتمامه بالموفدين من طلابها إلى سورية.
    حصل قوطرش على درجة الدكتوراه من فرنسا وهو في الخامسة والسبعين من عمره. ولم يقتصر اهتمامه على شؤون التربية والتعليم منذ سنوات شبابه الأولى، وإنما تعداه إلى الاهتمام بشؤون الأدب لميله المبكر إلى مطالعة أمهات كتب الأدب العربي القديم، وروائع الأدب العربي الحديث، وجملة من دواوين الشعر العربي قديمه وحديثه، كما كانت له مطالعات كثيرة في كتب الأدب الفرنسي في مختلف عصوره، فأثّر ذلك كله في أسلوبه الأدبي حين انتقل إلى الكتابة والتأليف.
    شرع خالد قوطرش بالكتابة للصحافة منذ فترة مبكرة من حياته؛ فنشر أول مقالة له في مجلة «المعلمين والمعلمات» سنة 1351هـ/1931م، ثم نشر عدداً من القصص القصيرة في مجلة «السياسة الأسبوعية» بالقاهرة سنة 1353هـ/1933م، واستمر في الكتابة للصحافة إلى أواخر سنوات حياته، فنشر عدداً كبيراً من المقالات في عدد كبير من المجلات العربية داخل سورية وخارجها، وخلَّف عدداً كبيراً من الكتب تأليفاً وترجمة، فمن مؤلفاته التي استقل بتأليفها: «صلاح الدين الأيوبي رجل السلم والحرب»، و«آباء وأبناء»، و«كيف تنشئ موضوعاً في التربية وعلم النفس»، و«تطوير التعليم في سورية». ونشر بعنوان «التعليم في سورية نشأته وتطوره» أطروحته التي نال عليها درجة الدكتوراه من جامعة بول ڤاليري بمدينة مونبلييه بفرنسا بدرجة الشرف. ومن مؤلفاته المتميزة التي سجل آراءه التربوية النافعة بها كتابه «دليل المعلم»، وقد ألَّفه ليأخذ بيد المعلمين نحو المنهجية المثلى في ممارسة التعليم وتحضير الدروس، و«مرآة الذكريات» وهو أرفع ما كتب وأعمق ما دوَّن، وفيه تتجلى أخلاقه وإنسانيته بأرفع صورهما. ومن مؤلفاته بالاشتراك مع آخرين: «الأخطاء السائرة في اللغة العربية». ومن أهم الكتب التي نقلها إلى العربية بمفرده: «أحسن القصص» و«مختارات قصصية من الآداب العالمية». ومن الكتب التي نقلها إلى العربية بالاشتراك مع آخرين: «أطفالنا عالم نجهله» و«المدارس الحديثة» و«رسوم الأطفال». وقدَّم لعدد من الكتب التي ألّفها أصدقاؤه.
    وعندما شاخ قوطرش وخارت قواه وضعف بصره، عملت ابنته أديبة على مساعدته في كتابة مؤلفاته، ومن ثم نشر ما خلَّفه من آثار كتابية عقب وفاته.
    كان قوطرش يتمتع بأخلاق رفيعة يلازمها تواضع نادر المثال وعزوف عن الشهرة والأضواء، وإخلاص للعمل. ومن أقواله في التربية: «التربية تعدَّل ولاتبدل». وكان عضواً في اتحاد الكتاب العرب عندما وافاه الأجل، ودفن بدمشق.
    محمود الأرناؤوط
يعمل...
X