مسيرة العراقي الراحل: فاروق چنچون..بطل الملاكمه العالمي.

اخذت هذه الصورة مع البطل المرحوم فاروق جنجون في عام ١٩٨٠ أثناء بطولة العراق للفتيان الفاتحة على روحه الطيبة الطاهرة.

يوميات حسين الاعظمي (755)

موسوعة المجلس الثقافي
الملاكم العالمي فاروق جنجون
26/10/1995.
امتاز مجلسنا الثقافي باستضافة الشخصيات المميزة في كافة الاختصاصات العلمية والفنية والمعرفية بصورة عامة. ولم يكن مجلسنا خاص بالفنون او بفنون المقامات العراقية فقط كما يتصوره الكثيرون، فقد استضاف مجلسنا الكثير من الشخصيات البارزة بالتخصصات الاخرى كبالباراسايكولوجي والجريمة والعقاب والاداب والفنون والمقامات العراقية والسِّحِر والاجتماع والاقتصاد والرياضة وغير ذلك من اختصاصات ثقافية اخرى..! وبالنسبة الى الرياضة، فقد تم استضافة سبعة شخصيات رياضية لها شهرتها وعطاءاتها في خدمة رياضة الوطن الغالي وفي مواعيد مختلفة. وهم اللاعب السلوي الدولي أ.د.هلال عبد الكريم العبيدي. والملاكم الاسيوي فاروق جنجون واللاعب الكروي الدولي حسين سعيد واللاعب الكروي الدولي الشهيد احمد راضي والخبير الدولي الكروي الدكتور عبد القادر زينل واللاعب الكروي الدولي هشام عطا عجاج والمدرب الدولي الكروي عمو بابا.

في صباح الخميس الموافق 26/10/1995. كان ضيف المجلس الثقافي بطل مغوار من ابطال وطني الحبيب في رياضة الملاكمة، محليا وعربيا وقاريا وعالميا. هو اخي وصديقي العتيد البطل الدولي الكبير فاروق جنجون، الذي صال وجال في الافاق الرياضية بأرض الله الواسعة، محرزا الكثير من الاوسمة والمداليات والكؤوس والجوائز المختلفة. وهو الذي يتمتع بروح إنسانية تربوية وأخلاق رفيعة في بساطتها وسهولتها وتعاملها مع الناس جميعا، كل صفات التواضع ومحبة الناس تتجسد في بطلنا الاولمبي فاروق جنجون، حيث شارك في البطولات وحصد الأوسمة، وقدم جهدا ً فنيا ً في خدمة لعبة الملاكمة التي تعشقها أسرته من حيث المبدأ..! بوعي رياضي نسج هذه الثقافة الإنسانية والأخلاق الرفيعة، مع الفن النبيل للعبة الملاكمة العريقة، حيث تحدث بطلنا جنجون عن سيرته الرياضية في مجلسنا الثقافي صباح هذا اليوم الخميس 26/10/1995. التي يمكن ان ألخصها بهذه الاسطر.
يقول البطل فاروق جنجون في مستهل حديثه عن تجربته الرياضية، أنّ الاعلامي المعروف هشام الهاشمي وفي مقدمة حوار رياضي أجراه مع بطلنا جنجون موضحا. ان الملاكمة العراقية تمتلك إرثا عظيما، وصورة مشرقة في أذهان جمهور اللعبة التي أنجبت لاعبين عظام يشار لهم بالبنان، أمثال عامر ناجي وزبرج سبتي وإسماعيل خليل وغيرهم كثير من الذين رفعوا راية العراق في المحافل الدولية. ومن هؤلاء البطل فاروق فاروق جنجون الذي يمتلك مسيرة حافلة بالانجازات العظيمة لاعبا ومدربا من خلال مسيرته الطويلة. ثم يتحدث بطلنا الكبير فاروق جنجون ويقول ولدتُ في 30 يونيو (حزيران) 1955. وعشت ُوسط عائلة رياضية إنسانية، خاصة ً أبي الذي علمني حب الوطن والفداء والتضحية في سبيله، وعلمني التسامح، واحترام الجميع، ونكران الذات. ووالدي رياضي، مارس لعبة الملاكمة، وكذلك مصارعة الزورخانه، ووالدتي التي كانت لا تكف عن تشجيعي باستمرار، بل تحضر بشكل متواصل في قاعات التمارين، وفي النزالات الرسمية في بغداد، وكذلك أشقائي، صباح وفيصل ورعد وشقيقتي كفاح (البنت الوحيدة في عائلتي)، وكان لرعاية شقيقي الأكبر غازي، حافز مهم ومؤثر جدا ً في مسيرتي الرياضية، فوجدت ُمن عائلتي كل الدعم والرعاية. وكان لنادي الأعظمية الرياضي تأثير فعّال وفضل كبير في ممارستي للألعاب الرياضية، وهو مدرستي الأولى التي تعلمتُ فيها شعار -الرياضة حب وطاعة واحترام- فقد مارستُ الملاكمة و لعبة كرة القدم، وكنت ُ لاعبا ً بارعا ً (بشهادة الخبير الكروي، محمد نجيب كابان) الذي طلب مني اللعب لفريق آليات الشرطة (نادي الشرطة)، ومثلت ُمنتخب ناشئة العراق لكرة القدم سنة 1972، ومارست كذلك لعبة المصارعة، والعاب الساحة والميدان، وكرة السلة، والبليارد، والسباحة و الغطس، والملاكمة. وكنت ُالأول في لعبة المنضدة في جانب الرصافة.
ومن نادي الشرطة كانت انطلاقتي الاولى في لعبة الملاكمة التي وجدتُ نفسي فيها اكثر من غيرها من الالعاب. وفي موسم 1972/1973 كانت انطلاقتي الدولية الاولى وتمثيل المنتخب الوطني، حيث تعلمت ُفي البيت الأخضر (نادي الشرطة) كل ما يتعلق بفنون اللعبة، ووجدتُ فيه كامل الرعاية والاهتمام والحب والتقدير والإعداد البدني، وكنت ُأشعر بالطمأنينة والثقة بالنفس وأنا داخل النادي، فهو بيتي الثاني، ومواصلة المشوار على مدى اثني عشر عاما ً، صنعتُ خلالها شخصية فاروق جنجون، ونلت ُثقة أبي، وأصبحت ُبطلا ً، ولم أخسر خلالها في أي نزال محلي أو عربي، أو دولي داخل العراق، وكان للقيادات الرياضية المتعاقبة دور بارز في نجاحي وتألقي، وعلى رأسهم السادة فهمي القيماقجي، نزار بهاء الدين، فوزي عسكر، أكرم الشيخلي، عبد القادر زينل، فلاح ميرزا، غازي عبد الصمد، موسى جواد، باسل عبد المهدي. هؤلاء تميزوا بحب الرياضة وحب العمل، والنجاح في التخطيط الإداري والحرص الشديد، واحترام الرياضة والرياضيين، فقد أولوني الثقة المطلقة، ولهم كل التقدير والامتنان.

أول مشاركة دولية خارجية، مثلت فيها منتخب العراق في بطولة (هالة) الدولية في ألمانيا سنة 1973، وتوالت بعدها مشاركاتي، وأهمها في ثلاث بطولات لأولمبياد آسيا 1974 في طهران. وفي بانكوك 1978. وفي هذه البطولة لعبتُ أفضل نزالاتي وحققتُ فيه الفوز على البطل الياباني، بعد أن كسر أنفي في بداية الجولة الثانية، وأكملت النزال بكل قوة وجدارة، وكان الدكتور سمير سعد الله طبيب الوفد قد أجرى لي العملية الجراحية بعد نهاية النزال مباشرة، وكذلك شاركت في اولمبياد اسيا في دلهي 1982. وحصلتُ في هذه البطولة على الوسام البرونزي، وشاركت في بطولة الألعاب الأولمبية في مونتريال 1976، وكنت الملاكم الوحيد ضمن الوفد، لكن الوفد العراقي انسحب من هذه البطولة احتجاجا ً على التمييز العنصري في وقتها.
حضر الكثير من رواد المجلس هذا الصباح اذكر منهم السادة. الاديب محمد واثق العبيدي والمحامي انور السامرائي و د.عماد الصالحي وعبد المعين الموصلي واللاعب السلوي الدولي هلال العبيدي ومثنى احمد ياس والمحامي صلاح عبد الوهاب ومحمد رضا كاظم والفنان طه غريب والفنان محمد زكي عبد والحاج صفاء الاعظمي وصلاح المحياوي وآخرين. وكان السيد تحسين نعمان رفعت والسيد جمال ايوب صبري الخياط قد حضرا لاول مرة.

أخيرا توفي بطلنا الكبير فاروق جنجون في 9 أبريل (نيسان) 2017. اثر مرض عضال. رحم الله اخي وصديقي الرياضي المغوار فاروق جنجون واسكنه فسيح جناته.

والى حلقة اخرى من ضيوف مجلسنا الثقافي ان شاء الله.

اضغط على الرابط
حسين الاعظمي، مقام البنجكاه من حفلة مهرجان موركن لاند بكاتدرائية مدينة اوسنا بروك الالمانية يوم 27/9/2013.
https://www.youtube.com/watch?v=8VPZ...nel=IraqiMaqam


صورة واحدة / الملاكم الاولمبي الكبير والبطل الاولمبي الاسيوي والمدرب الدولي فاروق جنجون في احدى تمريناته اليومية.

مسيرة العراقي الراحل: فاروق چنچون..بطل الملاكمه العالمي.