علماء يطورون علاجا جديدا يمكنه محاربة البكتيريا المقاومة للأدوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علماء يطورون علاجا جديدا يمكنه محاربة البكتيريا المقاومة للأدوية

    علماء يطورون علاجا جديدا يمكنه محاربة البكتيريا المقاومة للأدوية




    البكتيريا والفطريات شديدتا المراوغة

    تمكن فريق من العلماء الأميركيين من تطوير علاج جديد أطلقوا عليه اسم “بي.إل.جي 0206” بإمكانه محاربة البكتيريا المقاومة للأدوية ومنع مزيد تطورها. ولُوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع معدلات مقاومة الالتهابات البكتيرية الشائعة، بما فيها التهابات المسالك البولية والإنتان والأمراض المنقولة جنسيا، للمضادات الحيوية الكثيرة الاستعمال مما يشير إلى أن المضادات الحيوية الناجعة آخذة في النفاد.

    بنسلفانيا (الولايات المتحدة) - طور علماء دواء يمكن أن يحل مشكلة البكتيريا المقاومة للأدوية وينقذ أكثر من مليون شخص على مستوى العالم كل عام.

    ونشرت بيبتيلوجيكس، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، نتائج التجارب لعقارها الجديد “بي.إل.جي 0206” الأسبوع الماضي تظهر أنه يمكن أن يقضي على العدوى المقاومة للأدوية في بيئة المختبر والحيوانات. والأهم من ذلك، أنها لم تحفز البكتيريا على التحور بطريقة تؤدي إلى اكتساب المزيد من المقاومة.

    وفي حين أنه لا يزال الطريق طويلا لعلاج العدوى المقاومة للأدوية لدى البشر، يأمل العلماء أن يكونوا اتخذوا خطوة أولى حاسمة في إيجاد حل لإحدى الأزمات الطبية الناشئة في العالم.

    وظهرت عدوى المضادات الحيوية في العقود الأخيرة بسبب الإفراط في استخدام الأدوية قرب مطلع القرن. ويتوقع الخبراء أن تتسبب الأمراض في وفاة 50 مليون شخص على مستوى العالم قبل عام 2050، وهي مسؤولة حاليا عن أكثر من مليون حالة وفاة كل عام.

    وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن انتشار هذه الأمراض ارتفع خلال جائحة كوفيد – 19.

    العلماء يأملون في أن يكونوا اتخذوا خطوة أولى حاسمة في إيجاد حل لإحدى الأزمات الطبية الناشئة في العالم

    ويعد “بي.إل.جي 0206” دواء مضادا للميكروبات يستهدف على وجه التحديد العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التي ظهرت في العقود الأخيرة. إن ببتيد مصمم باستخدام سلسلة من الأحماض الأمينية. ويشيع استخدام هذه الأنواع من الأدوية في الطب.

    وتم استخدام مضادات الميكروبات لسنوات، حيث تندرج المضادات الحيوية نفسها في نفس فئة الأدوية.

    وهناك مشكلة نشأت وهي أن البكتيريا والفطريات شديدة المراوغة ويمكن أن تتحور بطرق تجعلها مقاومة للدواء المصمم لمكافحتها.

    وأدى ذلك إلى ظهور عدوى خطيرة مثل “اسينيتوباكتر” المقاوم للكاربابينيم و”سي أوريس”. وفي حين يمكن السيطرة على أعراض هذه العدوى من قبل المسؤولين، لا توجد علاجات فعالة معروفة.

    وأدى هذا إلى البحث في العثور على فئات جديدة من الأدوية التي لا تحارب فقط هذه العدوى المقاومة، ولكن أيضا تفعل ذلك بطريقة لن تدفعها إلى المزيد من التطور.

    وظهرت خيارات أخرى في السنوات الأخيرة، ولكن غالبا ما يُعتقد أنها سامة للإنسان أو غير فعالة بما يكفي لتكون جديرة بالمتابعة.

    ويعد “بي.إل.جي 0206” مستساغا للبشر، وفي حين أنه قوي للغاية، إلا أنه ليس كذلك لدرجة أنه يشكل خطرا عليهم. ويمكن أن يصل الدواء أيضا إلى الكلى، حيث يتم استقلابه لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.

    واختبر الباحثون العقار أولا في بيئة معملية. وعثر على “بي.إل.جي 0206” ليكون قادرا على محاربة الالتهابات في خلايا دم الأغنام. وفي اختبار للأرانب التي تم زرعها بأجهزة معدنية مشتركة غالبا ما تسبب العدوى للإنسان، كان الدواء قادرا على منع تشكل التجمعات البكتيرية في 75 في المئة من الحالات.

    وللمقارنة، نفق كل أرنب عولج بمضاد حيوي شائع نتيجة للعدوى.

    وكان الدواء أيضا قادرا على علاج الفئران من الإشريكية القولونية، ولم يتم العثور على بقايا للعدوى عندما تم إجراء تشريح للجثة في وقت لاحق على القوارض.



    وفي يوليو الماضي حصل العقار على الموافقة على برنامج المسار السريع لإدارة الغذاء والدواء، والذي يمكن أن يبسط عملية المراجعة إذا تم تقديم البيانات إلى المنظمين للموافقة عليها.

    ومع ذلك، قد يكون هذا التقديم بعيدا جدا، حيث أن التجارب البشرية على عقار يستخدم “بي.إل.جي 0206” كعنصر نشط لم تبدأ بعد.

    ومضادات الميكروبات، بما فيها المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفايروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هي أدوية تُستعمل للوقاية من الالتهابات التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات ولعلاجها.

    وتظهر مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفايروسات والفطريات والطفيليات بمرور الزمن فتصبح أقل استجابة للأدوية ممّا يصعّب علاج الالتهابات ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.

    وتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد باطراد صعوبة علاج الالتهابات أو يستحيل علاجها.

    وتشكّل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدا عالميا للصحة والتنمية، وهي تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات بشأنها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

    وأعلنت المنظمة العالمية للصحة أن مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية.

    وتعدّ إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها المحركين الرئيسيين لظهور الأمراض المقاومة للأدوية.

    ويؤدي نقص المياه النظيفة وخدمات الصحة وقصور الوقاية من عدوى الأمراض ومكافحتها إلى تعزيز انتشار الميكروبات التي يمكن لبعضها أن يقاوم العلاج بمضادات الميكروبات.

    ويترتب على مقاومة مضادات الميكروبات تكاليف طائلة. وإضافة إلى ما تخلفه الاعتلالات الممتدة لأجل طويل من وفيات وإعاقات، فإنها تسفر عن إطالة أمد رقود المرضى في المستشفيات وحاجتهم إلى أدوية أغلى ومواجهتهم لتحديات مالية.

    ومن شأن نجاح الطب الحديث في حالات العدوى، بوسائل منها العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان، أن يتعرض لمخاطر متزايدة من دون استعمال مضادات ميكروبات ناجعة.

    ولوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع معدلات مقاومة الالتهابات البكتيرية الشائعة، بما فيها التهابات المسالك البولية والإنتان والأمراض المنقولة جنسيا وبعض أشكال الإسهال، للمضادات الحيوية الكثيرة الاستعمال لعلاج تلك الالتهابات في أنحاء العالم بأسره، مما يشير إلى أن مخزون المضادات الحيوية الناجعة آخذ في النفاد.
يعمل...
X