عليّ بن جعفر،ابن القطاع Ibn al-Qatta لغويٌّ ونحويٌّ وأديب مشهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عليّ بن جعفر،ابن القطاع Ibn al-Qatta لغويٌّ ونحويٌّ وأديب مشهور

    ابن القطاع (علي بن جعفر ـ)
    (433 ـ 515هـ/1041 ـ 1121م)

    أبو القاسم، عليّ بن جعفر بن عليّ ابن محمد بن أبي عبد الله بن الحسين، أحد بني سعد بن زيد مناة بني تميم. لغويٌّ ونحويٌّ وأديب مشهور.
    ولد بصقليّة ونشأ بها، وقرأ الأدب على فضلائها ومنهم محمد بن علي النحوي اللغوي المعروف بابن البرّ الصقلّي، وقد روى عنه كتاب «الصحاح» للجوهري (ت398هـ)، قال ياقوت: «ومن طريقه اشتهرت رواية هذا الكتاب في جميع الآفاق».
    وفي سنة 455هـ رحل ابن القطاع عن صقلية لمّا استولى عليها الإفرنج، وانتهى به المطاف في حدود سنة 500هـ إلى مصر، فبالغ أهلها في إكرامه، وأقام بالقاهرة متصدِّراً للإفادة، وكلّفه الأفضل بدر الجمالي وزير الآمر بالله تعليم أولاده، وظلّ كذلك حتى توفي، ودفن قرب ضريح الإمام الشافعي، وكان أبو محمد بن بري (ت582هـ) من أشهر تلامذته في مصر.
    وقد أشارت جلّ المصادر التي ترجمت لابن القطّاع إلى ما أسمته تساهلاً في الرواية عنده، ومن ذلك ما قاله صاحب الإنباه: «وقد كان نقدة المصريين يَسِمونه بالتساهل في الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب الصحاح في اللغة للجوهري، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لمّا رأى اشتغال الطلبة به ورغبة الناس فيه ركّب له طريقاً في روايته (وعبارة الفيروزآبادي: ركّب إسناداً) وأخذه الناس عنه مقلدين له إلا الأقل من محققي النقل في ذلك الوقت». وقد ردّد هذا الكلام ابن خلكان، والصفدي، والفيروزآبادي وساق هذا الأخير أدلة تؤيّده.
    ومهما يكن، فإن تساهله في رواية الصحاح ـ إن صح ما ذكره صاحب الإنباه ومن تبعه ـ لم يقلل من مكانته، فقد شهد له أكثر من ترجم له بأنه إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربيّة وفنون الأدب.
    وقد صنّف ابن القطاع عدداً من الكتب في اللغة والأدب، لم يطبع منها إلا كتابه المشهور «الأفعال» وهو في ثلاث مجلدات، وقد وصفه الفيروزآبادي بأنه من أجل كتبه، وقال ابن خلكان: «أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من الأفعال لابن القوطية، وإن كان ذلك قد سبقه»، وقال ياقوت: «هذّب فيه أفعال ابن القوطية وابن طريف وغيرهما».
    والناظر في هذا الكتاب يدرك صحة ما قاله ياقوت من أنه تهذيب لأفعال ابن القوطية، إلا أنه خالفه في المنهج، واستدرك عليه طائفة من الأفعال، وكان يشير إلى كلام ابن القوطية بالحرف (ق)، وإلى ما استدركه عليه بالحرف (ع).
    أما كتبه الأخرى فما زالت بين مخطوط ومفقود، فمن المخطوط كتاب «أبنية الأسماء» جمع فيه أبنية الأسماء كلها، قال ابن خلكان: «جمع فيه فأوعب، وفيه دلالة على سعة اطلاعه»، وكتاب «العروض البارع» و«الشافي في القوافي» و«أبيات المعاياة».
    ومن المفقود: «الدرّة الخطيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة» (يعني جزيرة صقلية) اشتمل على مئة وسبعين شاعراً، وعشرين ألف بيت من الشعر. و«لمح الملح» جمع فيه طائفة من أشعار أهل الأندلس، و «فرا ئد الشذور وقلائد النحور» في الأشعار، و«ذكر تاريخ صقلية« و«حواش على كتاب الصحاح» وهي حواش وصفت بأنها نفيسة، اعتمد عليها أبو محمد بن بري فيما تكلم عليه من حواشي الصحاح.
    نبيل أبو عمشة
يعمل...
X