عصرنا هذا عصر الصواريخ والالكترونيات والآلات الحاسبة معا
ونصف هذا العصر بعصر الصواريخ . وأصدق من هذا أن نصفه بأنه عصر الصواريخ Rockets والالكترونيات * Electronics والآلات الحاسبة Computers معا .
ان التكنية لعبت دورا عظيما في بناء الصواريخ ، ولكن الالكترونيات ركبت لهذه الصواريخ أعينا تصيب بها . انك ترسل الصاروخ ، بلا أجهزة توجيه ولا ضبط مسار ، فيذهب الصاروخ في الهواء ، أو في الماء ، أعمى ، ان أصاب هدفا ، فحمدا لله ، وان لم يصب ، فما على الأعمى من عتاب .
* ( نسبة الى الالكترون ، وهو جسيم صغير يدخل في تركيب الذرات ، يحمل شحنة كهربائية سالبة ، وهو الذي يجري في الاسلاك فندرك أن تيارا كهربائيا جرى بها .. وللالكترونات خواص كثيرة تدرس ويستفاد منها عندما تفصل عن أسلاك الكهرباء التي تجري فيها . والالكترون هو الذي أعطى لنا الراديو والتلفزيون والاشعة السينية والمجهر الالكتروني ، والآلات الحاسبة وغيرها )
ان الالكترونيات ترسم للصاروخ المجال الذي يجب أن يسير فيه . وبالالكترونيات نحس به اذا هو حاد و بالالكترونيات ، يصدر الجهاز من ذات نفسه أوامر الحركات تجري في الصاروخ من شأنها أن تصلح ما اختل من مساره .
ومن هذه الأجهزة ما كأنه يصوب بصره على الهدف كما يصوب الرجل عينه والهدف يتحرك ، والصاروخ وراءه . ولن يفلت منه حتى يلتقي به . وهو التقاء الدمار .
وأجهزة التوجيه صنفان ، صنف كامل التوجيه ، يحس بالخطأ من ذات نفسه ، ومن ذات نفسه يصححه، وهذا هو التوجيه الذاتي ، ويعرف باسم Inertial Guidance كما سبق أن ذكرنا وكررنا . وصنف آخر يعين فيه رجال مختصون بذلك ، قابعون في مراكز خاصة بالأرض هم يرقبون ويرقمون ويحسبون ، ويدركون الخطأ ومن كل هذه الأرصاد ينتهون الى نوع التصحيح ومقداره ، ثم هم يرسلون أوامرهم الى أجهزة الصاروخ الضابطة فتتحرك وفق ما يريدون وبالقدر الذي يريدون .
وكل هذه حسابات لا بد أن تتم في ثوان . وهنا يأتي مكان الآلات الحاسبة . انها تأتي بجواب اعقد المسائل في اقصر وقت . فلولا هذه الحاسبات الحسابات ما أمكن ملاحقة صاروخ في مسيره .
- ونزيد هذه المعاني تفصيلا فنقول :
ان الجديد والأهم ، والأخطر في امور هذه الصواريخ هو امكان هديها وقيادتها وتوجيهها حتى تحط على الهدف الذي هي تريده .
ان الصاروخ عندما يطلق ، يطلق بقدر الامكان في الاتجاه الذي يؤدي به الى غايته ، بعد حساب كل العوامل التي سوف تعمل فيه . وهذه العوامل تتألف من المحرك الصاروخي وهو يعمل ، ثم جاذبية الأرض بينا المحرك الصاروخي يعمل ومن بعد أن يتوقف . والبرنامج الذي يغذى به جهاز التوجيه في القذيفة الصاروخية يتضمن الوقت الذي يبطل فيه عمل محرك الصاروخ ، وكذا مكانه ومن بعد توقف عمل محرك الصاروخ تأخذ الجاذبية تعمل وحدها في القذيفة تماما كما تعمل الجاذبية في حجر ترميه في الهواء ثم هو يعود فيسقط الى الأرض.
ولكن هناك الريح التي قد تهب فتؤثر في سير القذيفة الصاروخية . وهناك جسم الصاروخ ، فقد لا يكون متماثل الشكل حول محوره واذن هو يميل عن جانب الى جانب حتى فوهة الصاروخ قد لا يكون تماثله كاملا فيخرج الغاز مندفعا منها فيميل بها وبالصاروخ عن خط سير محور الفوهة الذي هو في نفس الوقت محور القذيفة الصاروخية .
( القذيفة الروسية الكبری ، اسکراج Serag العابرة بين القارات ، مداها الآلاف من الأميال وهي تحمل قنبلة ادروجينية الى الأعداء ، وهي من القذائف المخيفة التي تترك مساحات كبيرة من الأرض عارية من الحياة والأحياء )
كل هذا الميل يحتاج الى تصحيح وهو قبل التصحيح يحتاج الى أن يكشف عنه وأن يقدر .
ولهذا طريقتان :
طريقة التوجيه التلقائي Automatic of Inertial Guidance
وطريقة التوجيه من الأرض كما ذكرنا .
أما الطريقة الأولى فتتضمن مرجعا يكون في الصاروخ ثابت الاتجاه لا يتأثر بحركة الصاروخ ، وبه يقارن المسار الواقع القائم فعلا ، لينكشف بذلك الانحراف ان كان وقع . والذي يقوم بهذا الكشف أدوات حساسة يحملها الصاروخ نفسه Sensors والذي تجده هذه الأدوات الحساسة تنقله الى الآلات الحاسبة Computers وهي تقارنها بالمسار المرسوم وتقدر مقدار الانحراف ان كان ، ثم هي ترسل كل هذا الى آلات الضبط والربط، وهي تحرك الدفات ( التي بفوهة خزانة الاحتراق بالصاروخ ) الى أي من الاتجاهات الأربعة ، فتغير بذلك من اتجاه الغازات الخارجة المندفعة ، فترد بذلك الصاروخ الى مساره الصحيح .
وهذه الأدوات كلها والآلات توجد مع الصاروخ في التوجيه الذاتي الكامل .
وقد يشارك في التوجيه بعض رجال في الأرض ، يرقبون حركة الصاروخ ، ويكون معهم بعض هذه الأدوات كالحاسبات وغيرها ، وعندئذ هم يرسلون أوامر هذه الحاسبات الى آلات تعديل اتجاه الصاروخ ، بتعديل دفاته ، وهي بالصاروخ نفسه .
ويتضح من كل هذا اعتماد التوجيه على ثلاث :
التكنيات في تصميمه ، والالكترونيات ، والحاسبات في توجيهه .
اجتمعت هذه الثلاث في عصر واحد ، ولو تخلف احداها ما كان للصاروخ مثل هذا الخطر .
بقي أن نتحدث عن المرجع الذي يكون في الصاروخ ، ذلك الذي يعين الاتجاه الثابت الذي لا يتأثر بحركة ، ولا حتى حركة الصاروخ نفسها .
وبقي أن نتحدث عن الآلات الحاسبة كيف تحسب وتحسب في لمحة .
وبقي أن نتحدث عن آلات الضبط والربط التي تنتهي بتحريك الدفات الداخلة في فوهة الغازات .
ولكن دون هذا يضيق المقام ، ولو ان علمه علم تصاحبه لذة العرفان .
ولنضرب مثلا لنوع من هذا التوجيه نتخذ له صورة منشورة بالصفحة التالية. انها صورة توضح نوعا من التوجيه ، يساعد القذيفة على الالتقاء بالهدف الذي يراد تدميره . فهذه طائرة العدو في السماء . وقد أطلقنا اليها أشعة رادار فانعكست عليها وارتدت الينا ، ونحن نظل بالرادار نتابعها . وقد فنا بالقذيفة الصاروخية اليها، وربطناها بشعاع من رادار آخر مرتد كذلك الينا . ومن الرادارين تذهب المعلومات الى الآلات الحاسبة وهي تقدر في أقصر وقت كم يجب أن ينحرف الصاروخ حتى يلتقي بالطائرة . وهي ترسل الأمر بمقدار هذا الانحراف الذي ينحرفه الصاروخ لصندوق البث اللاسلكي ، وهذا ينقله الى آلات التوجيه التي بالصاروخ فتتحرك وتطيع . ويلتقي الصاروخ بالطائرة ويتفجر فيها ويذهب بها .
صورة توضح كيف يوجه الصاروخ بالرادار من الأرض الى الطائرة المغيرة .
ونصف هذا العصر بعصر الصواريخ . وأصدق من هذا أن نصفه بأنه عصر الصواريخ Rockets والالكترونيات * Electronics والآلات الحاسبة Computers معا .
ان التكنية لعبت دورا عظيما في بناء الصواريخ ، ولكن الالكترونيات ركبت لهذه الصواريخ أعينا تصيب بها . انك ترسل الصاروخ ، بلا أجهزة توجيه ولا ضبط مسار ، فيذهب الصاروخ في الهواء ، أو في الماء ، أعمى ، ان أصاب هدفا ، فحمدا لله ، وان لم يصب ، فما على الأعمى من عتاب .
* ( نسبة الى الالكترون ، وهو جسيم صغير يدخل في تركيب الذرات ، يحمل شحنة كهربائية سالبة ، وهو الذي يجري في الاسلاك فندرك أن تيارا كهربائيا جرى بها .. وللالكترونات خواص كثيرة تدرس ويستفاد منها عندما تفصل عن أسلاك الكهرباء التي تجري فيها . والالكترون هو الذي أعطى لنا الراديو والتلفزيون والاشعة السينية والمجهر الالكتروني ، والآلات الحاسبة وغيرها )
ان الالكترونيات ترسم للصاروخ المجال الذي يجب أن يسير فيه . وبالالكترونيات نحس به اذا هو حاد و بالالكترونيات ، يصدر الجهاز من ذات نفسه أوامر الحركات تجري في الصاروخ من شأنها أن تصلح ما اختل من مساره .
ومن هذه الأجهزة ما كأنه يصوب بصره على الهدف كما يصوب الرجل عينه والهدف يتحرك ، والصاروخ وراءه . ولن يفلت منه حتى يلتقي به . وهو التقاء الدمار .
وأجهزة التوجيه صنفان ، صنف كامل التوجيه ، يحس بالخطأ من ذات نفسه ، ومن ذات نفسه يصححه، وهذا هو التوجيه الذاتي ، ويعرف باسم Inertial Guidance كما سبق أن ذكرنا وكررنا . وصنف آخر يعين فيه رجال مختصون بذلك ، قابعون في مراكز خاصة بالأرض هم يرقبون ويرقمون ويحسبون ، ويدركون الخطأ ومن كل هذه الأرصاد ينتهون الى نوع التصحيح ومقداره ، ثم هم يرسلون أوامرهم الى أجهزة الصاروخ الضابطة فتتحرك وفق ما يريدون وبالقدر الذي يريدون .
وكل هذه حسابات لا بد أن تتم في ثوان . وهنا يأتي مكان الآلات الحاسبة . انها تأتي بجواب اعقد المسائل في اقصر وقت . فلولا هذه الحاسبات الحسابات ما أمكن ملاحقة صاروخ في مسيره .
- ونزيد هذه المعاني تفصيلا فنقول :
ان الجديد والأهم ، والأخطر في امور هذه الصواريخ هو امكان هديها وقيادتها وتوجيهها حتى تحط على الهدف الذي هي تريده .
ان الصاروخ عندما يطلق ، يطلق بقدر الامكان في الاتجاه الذي يؤدي به الى غايته ، بعد حساب كل العوامل التي سوف تعمل فيه . وهذه العوامل تتألف من المحرك الصاروخي وهو يعمل ، ثم جاذبية الأرض بينا المحرك الصاروخي يعمل ومن بعد أن يتوقف . والبرنامج الذي يغذى به جهاز التوجيه في القذيفة الصاروخية يتضمن الوقت الذي يبطل فيه عمل محرك الصاروخ ، وكذا مكانه ومن بعد توقف عمل محرك الصاروخ تأخذ الجاذبية تعمل وحدها في القذيفة تماما كما تعمل الجاذبية في حجر ترميه في الهواء ثم هو يعود فيسقط الى الأرض.
ولكن هناك الريح التي قد تهب فتؤثر في سير القذيفة الصاروخية . وهناك جسم الصاروخ ، فقد لا يكون متماثل الشكل حول محوره واذن هو يميل عن جانب الى جانب حتى فوهة الصاروخ قد لا يكون تماثله كاملا فيخرج الغاز مندفعا منها فيميل بها وبالصاروخ عن خط سير محور الفوهة الذي هو في نفس الوقت محور القذيفة الصاروخية .
( القذيفة الروسية الكبری ، اسکراج Serag العابرة بين القارات ، مداها الآلاف من الأميال وهي تحمل قنبلة ادروجينية الى الأعداء ، وهي من القذائف المخيفة التي تترك مساحات كبيرة من الأرض عارية من الحياة والأحياء )
كل هذا الميل يحتاج الى تصحيح وهو قبل التصحيح يحتاج الى أن يكشف عنه وأن يقدر .
ولهذا طريقتان :
طريقة التوجيه التلقائي Automatic of Inertial Guidance
وطريقة التوجيه من الأرض كما ذكرنا .
أما الطريقة الأولى فتتضمن مرجعا يكون في الصاروخ ثابت الاتجاه لا يتأثر بحركة الصاروخ ، وبه يقارن المسار الواقع القائم فعلا ، لينكشف بذلك الانحراف ان كان وقع . والذي يقوم بهذا الكشف أدوات حساسة يحملها الصاروخ نفسه Sensors والذي تجده هذه الأدوات الحساسة تنقله الى الآلات الحاسبة Computers وهي تقارنها بالمسار المرسوم وتقدر مقدار الانحراف ان كان ، ثم هي ترسل كل هذا الى آلات الضبط والربط، وهي تحرك الدفات ( التي بفوهة خزانة الاحتراق بالصاروخ ) الى أي من الاتجاهات الأربعة ، فتغير بذلك من اتجاه الغازات الخارجة المندفعة ، فترد بذلك الصاروخ الى مساره الصحيح .
وهذه الأدوات كلها والآلات توجد مع الصاروخ في التوجيه الذاتي الكامل .
وقد يشارك في التوجيه بعض رجال في الأرض ، يرقبون حركة الصاروخ ، ويكون معهم بعض هذه الأدوات كالحاسبات وغيرها ، وعندئذ هم يرسلون أوامر هذه الحاسبات الى آلات تعديل اتجاه الصاروخ ، بتعديل دفاته ، وهي بالصاروخ نفسه .
ويتضح من كل هذا اعتماد التوجيه على ثلاث :
التكنيات في تصميمه ، والالكترونيات ، والحاسبات في توجيهه .
اجتمعت هذه الثلاث في عصر واحد ، ولو تخلف احداها ما كان للصاروخ مثل هذا الخطر .
بقي أن نتحدث عن المرجع الذي يكون في الصاروخ ، ذلك الذي يعين الاتجاه الثابت الذي لا يتأثر بحركة ، ولا حتى حركة الصاروخ نفسها .
وبقي أن نتحدث عن الآلات الحاسبة كيف تحسب وتحسب في لمحة .
وبقي أن نتحدث عن آلات الضبط والربط التي تنتهي بتحريك الدفات الداخلة في فوهة الغازات .
ولكن دون هذا يضيق المقام ، ولو ان علمه علم تصاحبه لذة العرفان .
ولنضرب مثلا لنوع من هذا التوجيه نتخذ له صورة منشورة بالصفحة التالية. انها صورة توضح نوعا من التوجيه ، يساعد القذيفة على الالتقاء بالهدف الذي يراد تدميره . فهذه طائرة العدو في السماء . وقد أطلقنا اليها أشعة رادار فانعكست عليها وارتدت الينا ، ونحن نظل بالرادار نتابعها . وقد فنا بالقذيفة الصاروخية اليها، وربطناها بشعاع من رادار آخر مرتد كذلك الينا . ومن الرادارين تذهب المعلومات الى الآلات الحاسبة وهي تقدر في أقصر وقت كم يجب أن ينحرف الصاروخ حتى يلتقي بالطائرة . وهي ترسل الأمر بمقدار هذا الانحراف الذي ينحرفه الصاروخ لصندوق البث اللاسلكي ، وهذا ينقله الى آلات التوجيه التي بالصاروخ فتتحرك وتطيع . ويلتقي الصاروخ بالطائرة ويتفجر فيها ويذهب بها .
صورة توضح كيف يوجه الصاروخ بالرادار من الأرض الى الطائرة المغيرة .
تعليق