مستقبل السينما مع الذكاء الاصطناعي
***
هناك تقنية جديدة في طريقها إلى التطبيق والاستخدام بشكل واسع وهي تحمل اسم سورا أي السماء باللغة اليابانية. اسم التقنية الرسمي "الذكاء الاصطناعي المفتوح سورا - Open Sora AI" وتكمن فرادتها في قدرتها على تحويل كلمات إلى أفلام فيديو ولكنها ما زالت غير متاحة للاستخدام العام رغم أن من المتوقع طرحها اعتبارا من نيسان/أبريل 2024.
بإمكان سورا إنشاء مقاطع فيديو كاملة على دفعة واحدة أو توسيع مقاطع فيديو موجودة أصلا لجعلها أطول بناءً على تعليمات مسبقة يتم تلقينها إياها. أي أن بإمكان هذه التقنية معالجة مقطع فيديو موجود وتطويره حسب رغبة أصحاب التعليمات.
إضافة إلى قدرته على إنشاء فيديو من تعليمات نصية فقط، يمكن للنموذج أيضا أن يلتقط صورة ثابتة موجودة ثم ينشئ فيديو على أساسها فيحرك ما في الصورة بدقة متناهية مع اهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
والآن ما المتوقع لعالم إنتاج الأفلام بعد هذه التطورات التقنية المهمة؟ ثم ما هي النتائج السلبية التي يمكن أن تنتج عنها وما هي الفئات البشرية التي ستتأثر بها أكثر من غيرها؟
يمكن تلخيص التأثيرات الإيجابية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالنقاط التالية:
على صعيد إنشاء المحتوى وكتابة النصوص السينمائية والسيناريوهات، من المتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي الكتاب في صياغة قصص مقنعة مع سيناريوهات وحوارات وقصص مصورة وحتى روايات بأكملها كما إن بإمكانه تحليل الأفلام وفهم البنى السردية وأبعاد الشخصيات وأنماط الحوار وهو ما يشكل مصدرا جيدا بالنسبة للكتاب.
في مرحلة ما قبل الإنتاج سيعمل الذكاء الاصطناعي على تبسيط العمليات المرتبطة بهذه المرحلة مثل استكشاف المواقع الملائمة وتصميم الديكور واختيار الممثلين. ويعتمد كل هذا على معلومات يتم إدخالها مسبقا تقوم التقنية بتحليلها واختيار الأفضل منها إضافة إلى اتخاذ القرارات الملائمة لاختيار الممثلين من خلال تحليل أدائهم السابق وتحديد مدى ملائمتهم للأدوار الجديدة المطروحة.
في مرحلة الإنتاج، ستُحدث الأجهزة والأدوات المدعومة بهذا الذكاء ثورة في تحسين التصوير السينمائي والمؤثرات البصرية والمونتاج. إذ يمكن للكاميرات مثلا ضبط الإعدادات بشكل تلقائي للحصول على الإضاءة والفريمات المثلى كما يمكن للخوارزميات مساعدة فنيي المونتاج في فرز عدد هائل من اللقطات وغربلتها واختيار الأفضل منها للاستخدام النهائي.
سيكون للذكاء الاصطناعي دورٌ مهم في تلبية التفضيلات الفردية من خلال دراسة عادات المشاهدة ومراجعة البيانات الخاصة بالمشاهدين وقد يقوم أيضا بتغيير النهايات وتطويع الحوارات والشخصيات وفقا لهذه التفضيلات الفردية.
في مجال التوزيع والتسويق سيؤدي الذكاء الاصطناعي دورا حاسما في تحسين توزيع الأفلام ووضع ستراتيجيات التسويق وذلك لأن بإمكان الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الجمهور وتحديد التركيبة السكانية المستهدفة والتنبؤ بأداء شباك التذاكر وتحسين الحملات الإعلانية عبر منصات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك يمكن للمشاهدين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأفلام التي تلائم اهتماماتهم وهو ما يؤدي إلى زيادة التفاعل وبالتالي زيادة المبيعات.
من المتوقع أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تجارب سردية جديدة وتفاعلية تقوم على إشراك المشاهدين بشكل فاعل في تطويع القصة وتوجيهها وحتى رسم خطوطها العامة وتحديد نتائجها.
على العموم، سيكون تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام بمثابة ثورة حقيقية على صعيد إنشاء المحتوى والإنتاج والتوزيع واستخدام التفاعل بين المنتج والمتفرج.
ومع ذلك يمثل استخدام هذا الذكاء الاصطناعي تحديا أو تحديات في مجال صناعة الأفلام وقد يؤدي إلى خلق واقع جديد وتوجهات قد لا تُرضي الجميع وقد تؤثر على حياة الكثيرين، ومنها:
المخاوف الاخلاقية أو القانونية مثل تلك المتعلقة بحقوق التأليف والملكية الفكرية.
يرى كثيرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي، شئنا أم أبينا، إلى التقليل من شأن الإنتاج الإبداعي للكتاب وصانعي الأفلام من البشر.
وقد يؤدي أيضا إلى فقدان الكثيرين وظائفهم لا سيما أولئك الذين بدأ الذكاء الاصطناعي يؤدي مهامهم التقليدية في العملية الإنتاجية. وهذه بالتحديد قضية شبه حتمية لأن التكنولوجيا ستحل في النهاية محل البشر كما كان متوقعا منذ عقود وكما يحدث في مختلف المجالات ولو بشكل بطئ وغير ملموس تماما.
تمثل إحدى التحديات الأخرى افتقاد النصوص أو النتاجات الفنية التي ينتجها الذكاء الاصطناعي إلى نفس إبداعي حقيقي لأن الآلة لا تشعر ولا تدرك العمق الحقيقي لكلمة أو جملة ولا تتفاعل مع البشر مثل بشر وهو ما قد يؤدي إلى إنتاج أعمال جافة وضحلة عاطفيا ونفسيا وفكريا.
هناك أيضا مخاوف من تحيز قد يمارسه الذكاء الاصطناعي اعتمادا على المعلومات التي يتلقاها في الأساس. وقد يأخذ هذا التحيز شكلا ثقافيا أو عنصريا أو جنسيا .. إلخ. يعتمد الأمر كله على نوع البيانات وعلى من يزود الذكاء الاصطناعي بهذه البيانات وعلى الآراء التي يحملها.
يضاف إلى ذلك أن كون الذكاء الاصطناعي يعتمد على بشر يملكون المعلومات لتزويده بها فقد يؤدي ذلك إلى تعميق الهوة الشاسعة أساسا بين مجتمعات متطورة وأخرى تحاول اللحاق بها وهو أمر يحتاج إلى دراسات وخطط وستراتيجيات لمعالجته.
والآن، أي الفئات هي التي من المحتمل أن تتأثر أكثر من غيرها باستخدام الذكاء الاصطناعي في عالم السينما.
أول الفئات تأثرا ستكون تلك التي تكتب وتنشئ المحتوى الأساسي كي تتم معالجته سينمائيا. وسيتأثر المصورون ثم فنيو المونتاج والعاملون في مجال التوزيع والتسويق. هذا هو المطروح في الوقت الحالي وما علينا سوى الانتظار لمعرفة النتائج الحقيقية والفعلية للذكاء الاصطناعي واستخداماته وتأثيراته في مجال صناعة الأفلام.
إليكم رابط سورا
https://openai.com/sora
وهذا فيديو يبين الفكرة الأساسية لاستخدام سورا
https://youtu.be/HK6y8DAPN_0
***
هناك تقنية جديدة في طريقها إلى التطبيق والاستخدام بشكل واسع وهي تحمل اسم سورا أي السماء باللغة اليابانية. اسم التقنية الرسمي "الذكاء الاصطناعي المفتوح سورا - Open Sora AI" وتكمن فرادتها في قدرتها على تحويل كلمات إلى أفلام فيديو ولكنها ما زالت غير متاحة للاستخدام العام رغم أن من المتوقع طرحها اعتبارا من نيسان/أبريل 2024.
بإمكان سورا إنشاء مقاطع فيديو كاملة على دفعة واحدة أو توسيع مقاطع فيديو موجودة أصلا لجعلها أطول بناءً على تعليمات مسبقة يتم تلقينها إياها. أي أن بإمكان هذه التقنية معالجة مقطع فيديو موجود وتطويره حسب رغبة أصحاب التعليمات.
إضافة إلى قدرته على إنشاء فيديو من تعليمات نصية فقط، يمكن للنموذج أيضا أن يلتقط صورة ثابتة موجودة ثم ينشئ فيديو على أساسها فيحرك ما في الصورة بدقة متناهية مع اهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
والآن ما المتوقع لعالم إنتاج الأفلام بعد هذه التطورات التقنية المهمة؟ ثم ما هي النتائج السلبية التي يمكن أن تنتج عنها وما هي الفئات البشرية التي ستتأثر بها أكثر من غيرها؟
يمكن تلخيص التأثيرات الإيجابية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالنقاط التالية:
على صعيد إنشاء المحتوى وكتابة النصوص السينمائية والسيناريوهات، من المتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي الكتاب في صياغة قصص مقنعة مع سيناريوهات وحوارات وقصص مصورة وحتى روايات بأكملها كما إن بإمكانه تحليل الأفلام وفهم البنى السردية وأبعاد الشخصيات وأنماط الحوار وهو ما يشكل مصدرا جيدا بالنسبة للكتاب.
في مرحلة ما قبل الإنتاج سيعمل الذكاء الاصطناعي على تبسيط العمليات المرتبطة بهذه المرحلة مثل استكشاف المواقع الملائمة وتصميم الديكور واختيار الممثلين. ويعتمد كل هذا على معلومات يتم إدخالها مسبقا تقوم التقنية بتحليلها واختيار الأفضل منها إضافة إلى اتخاذ القرارات الملائمة لاختيار الممثلين من خلال تحليل أدائهم السابق وتحديد مدى ملائمتهم للأدوار الجديدة المطروحة.
في مرحلة الإنتاج، ستُحدث الأجهزة والأدوات المدعومة بهذا الذكاء ثورة في تحسين التصوير السينمائي والمؤثرات البصرية والمونتاج. إذ يمكن للكاميرات مثلا ضبط الإعدادات بشكل تلقائي للحصول على الإضاءة والفريمات المثلى كما يمكن للخوارزميات مساعدة فنيي المونتاج في فرز عدد هائل من اللقطات وغربلتها واختيار الأفضل منها للاستخدام النهائي.
سيكون للذكاء الاصطناعي دورٌ مهم في تلبية التفضيلات الفردية من خلال دراسة عادات المشاهدة ومراجعة البيانات الخاصة بالمشاهدين وقد يقوم أيضا بتغيير النهايات وتطويع الحوارات والشخصيات وفقا لهذه التفضيلات الفردية.
في مجال التوزيع والتسويق سيؤدي الذكاء الاصطناعي دورا حاسما في تحسين توزيع الأفلام ووضع ستراتيجيات التسويق وذلك لأن بإمكان الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الجمهور وتحديد التركيبة السكانية المستهدفة والتنبؤ بأداء شباك التذاكر وتحسين الحملات الإعلانية عبر منصات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك يمكن للمشاهدين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأفلام التي تلائم اهتماماتهم وهو ما يؤدي إلى زيادة التفاعل وبالتالي زيادة المبيعات.
من المتوقع أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تجارب سردية جديدة وتفاعلية تقوم على إشراك المشاهدين بشكل فاعل في تطويع القصة وتوجيهها وحتى رسم خطوطها العامة وتحديد نتائجها.
على العموم، سيكون تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام بمثابة ثورة حقيقية على صعيد إنشاء المحتوى والإنتاج والتوزيع واستخدام التفاعل بين المنتج والمتفرج.
ومع ذلك يمثل استخدام هذا الذكاء الاصطناعي تحديا أو تحديات في مجال صناعة الأفلام وقد يؤدي إلى خلق واقع جديد وتوجهات قد لا تُرضي الجميع وقد تؤثر على حياة الكثيرين، ومنها:
المخاوف الاخلاقية أو القانونية مثل تلك المتعلقة بحقوق التأليف والملكية الفكرية.
يرى كثيرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي، شئنا أم أبينا، إلى التقليل من شأن الإنتاج الإبداعي للكتاب وصانعي الأفلام من البشر.
وقد يؤدي أيضا إلى فقدان الكثيرين وظائفهم لا سيما أولئك الذين بدأ الذكاء الاصطناعي يؤدي مهامهم التقليدية في العملية الإنتاجية. وهذه بالتحديد قضية شبه حتمية لأن التكنولوجيا ستحل في النهاية محل البشر كما كان متوقعا منذ عقود وكما يحدث في مختلف المجالات ولو بشكل بطئ وغير ملموس تماما.
تمثل إحدى التحديات الأخرى افتقاد النصوص أو النتاجات الفنية التي ينتجها الذكاء الاصطناعي إلى نفس إبداعي حقيقي لأن الآلة لا تشعر ولا تدرك العمق الحقيقي لكلمة أو جملة ولا تتفاعل مع البشر مثل بشر وهو ما قد يؤدي إلى إنتاج أعمال جافة وضحلة عاطفيا ونفسيا وفكريا.
هناك أيضا مخاوف من تحيز قد يمارسه الذكاء الاصطناعي اعتمادا على المعلومات التي يتلقاها في الأساس. وقد يأخذ هذا التحيز شكلا ثقافيا أو عنصريا أو جنسيا .. إلخ. يعتمد الأمر كله على نوع البيانات وعلى من يزود الذكاء الاصطناعي بهذه البيانات وعلى الآراء التي يحملها.
يضاف إلى ذلك أن كون الذكاء الاصطناعي يعتمد على بشر يملكون المعلومات لتزويده بها فقد يؤدي ذلك إلى تعميق الهوة الشاسعة أساسا بين مجتمعات متطورة وأخرى تحاول اللحاق بها وهو أمر يحتاج إلى دراسات وخطط وستراتيجيات لمعالجته.
والآن، أي الفئات هي التي من المحتمل أن تتأثر أكثر من غيرها باستخدام الذكاء الاصطناعي في عالم السينما.
أول الفئات تأثرا ستكون تلك التي تكتب وتنشئ المحتوى الأساسي كي تتم معالجته سينمائيا. وسيتأثر المصورون ثم فنيو المونتاج والعاملون في مجال التوزيع والتسويق. هذا هو المطروح في الوقت الحالي وما علينا سوى الانتظار لمعرفة النتائج الحقيقية والفعلية للذكاء الاصطناعي واستخداماته وتأثيراته في مجال صناعة الأفلام.
إليكم رابط سورا
https://openai.com/sora
وهذا فيديو يبين الفكرة الأساسية لاستخدام سورا
https://youtu.be/HK6y8DAPN_0