تويت
مسلسل "أشغال شقة".. كوميديا خفيفة على مزاج الأسرة المصرية
عمل قدّم حبكة فنية وغلّب الرسالة الدرامية فضمن نجاحه في رمضان.
رسالة مؤثرة ومسلية
يهتم مسلسل "أشغال شقة" بالحياة الزوجية وأهم التحديات التي يواجهها المتزوجون حديثا في المجتمع المصري، وهو ما مكنه إلى جانب كوميديا الموقف من تحقيق إشادات واسعة ومعدلات مشاهدة كبيرة.
القاهرة- استطاع المسلسل الكوميدي “أشغال شقة” المعروض حاليا في موسم رمضان أن يلفت الأنظار إليه مبكرا، ما جعله يتصدر معدلات المشاهدة على منصة “شاهد” السعودية، ونجح في إعادة تقديم المشكلات اليومية التي يتعرض لها الكثير من المصريين في حياتهم الزوجية برؤية كوميدية جديدة وحبكة فنية متقنة، وتمكن من الغوص في تفاصيل صغيرة عبّرت عن قدرة صنّاعه على تقديم فكرة بشكل مقنع لجمهور يتلهف لمشاهدة أعمال كوميدية بعد تراجع مستواها بشكل ملحوظ السنوات الماضية.
وتدور قصة المسلسل في إطار اجتماعي كوميدي حول شخصية حمدي عبدالرحيم وهو أخصائي في مصلحة الطب الشرعي، ويجسده الفنان هشام ماجد، وزوجته ياسمين وتعمل مذيعة بإحدى الفضائيات وتجسد دورها الفنانة أسماء جلال، وتشهد حياتهما مفارقات وتحولات بعد إنجاب طفلين توأم ليقررا الاستعانة بمديرة منزل لرعايتهما ويدخلان في مشكلات أكبر بسبب أزمات مربيات الأطفال.
يوجد في المسلسل أكثر من خط درامي، فهو يسلط الضوء على أزمة إيجاد ما يعرف في مصر باسم “البي بي سيتر” أو مربية الأطفال، وما يترتب على ذلك من مشاكل تترك تأثيرات سلبية على استقرار الأسرة، ويأخذ المسلسل هذا البعد في إطار يغلب عليه الكوميديا من خلال المواقف التي تواجه الزوج والزوجة.
سمير الجمل: المسلسل نجح في تقديم معالجة اجتماعية للواقع
وابتعد العمل أحيانا عن الواقعية التي بدت أكثر وضوحًا في الخط الدرامي الثاني، والمرتبط بتدخلات أهالي الزوج والزوجة في حياتهما، وما يترتب عليها من مشاحنات. ويقدم المسلسل تفاصيل العلاقة الرباعية بين الزوجين والحماتين، إذ تؤدي الفنانة شيرين
شخصية والدة حمدي، وهو ابنها الوحيد، وتتدخل بشكل مبالغ فيه في اختياراته وتحاول بشكل مستمر أن تفرض سيطرتها على قراراته الأسرية، ولديها تقاليد تحاول إجبار ابنها على الالتزام بها. في المقابل تلعب الفنانة سلوى محمد علي دور والدة ياسمين، وتدعم قرارات ابنتها الساعية للاستعانة بمربية أطفال، لأنها تفتقر للخبرات في إدارة شؤون المنزل، وهي مشكلة تثيرها الفوارق الاجتماعية بين الزوجين.
هناك خط درامي ثالث يتوازى مع الخطين الرئيسيين السابقين ويتعلق بطبيعة العلاقة بين حمدي ومساعده في العمل عربي ويجسد دوره الممثل الشاب مصطفى غريب وهو شخصية ليست لها ثوابت أخلاقية ويعمل لتحقيق مصلحته والاستفادة من صديقه بكافة السبل، وتأخذ العلاقة جانبا كوميديا طوال الوقت، ونجح كل من ماجد وغريب في خلق ثنائي وتقديم وجبة كوميدية خفيفة، تعتمد على المواقف التي يمران بها.
يشارك في بطولة مسلسل “أشغال شقة” رحمة أحمد فرج، محمد محمود، مي كساب، نهى عابدين، ومن إخراج وتأليف خالد دياب، ويعتمد على ضيوف الشرف الذين يلعبون أدوار مربيات الأطفال، بينهم انتصار وإيمان السيد، واللبنانية ريم الخوري.
وقال الكاتب والسيناريست سمير الجمل إن المسلسل منذ بدايته ومع اتضاح طريقة تناوله للمشكلات الاجتماعية منح إشارات على أن الجمهور أمام عمل جيد، وأن وجود عدد من المشاهد التي يبدو الإضحاك فيها طاغيًا على الواقع أمر لا يقلل منه، فالضحك هدف في حد ذاته، وتخلص المسلسل من العيوب التي تعانيها غالبية الأعمال الكوميدية وتتعلق بغياب رسالة العمل، ونجح في تقديم معالجة اجتماعية تعكس واقع المواطنين.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن مناقشة الأزمات الاجتماعية برؤية كوميدية أمر ليس جديدا، لكن من المهم أن يتم ذلك عبر حبكة درامية تقنع الجمهور وتجعله يشعر أن واقعه اليومي يتم تقديمه بشكل ساخر على الشاشة، وهذا أحد أسباب انجذاب الجمهور إلى العمل، وهذه النوعية من المسلسلات لا بد من تشجيع الاستمرار في تقديمها والتجاوز عن بعض الأخطاء التي قد توجد فيها.
وتعرض مسلسل “أشغال شقة” إلى انتقادات نتيجة للاستغراق في الكوميديا بشكل فيه افتعال أحيانا، ويظهر ذلك في المواقف التي تتسبب فيها مربيات الأطفال، وتقارب عدد من المواقف مع مشاهد سابقة أو قريبة منها في أعمال درامية وسينمائية قديمة مثلما الوضع بالنسبة إلى مشهد دخول الفنانة اللبنانية ريم الخوري مصلحة الطب الشرعي وانبهار الجميع بها ما أعاد التذكير بإحدى مشاهد فيلم “التجربة الدنماركية”، بطولة عادل إمام والفنانة اللبنانية نيكول سابا.
◙ مسلسل "أشغال شاقة" يعتمد على مواهب أبطاله الذين لديهم قدرات كوميدية تؤهلهم للإبداع في تجسيد الشخصيات
وأشار الجمل في حديثه لـ”العرب” إلى أن إيجابيات المسلسل تظهر من خلال نجاح الفنان هشام ماجد في تقديم نفسه في دور البطولة المطلقة بعد أن اعتاد على العمل مع الفنانين شيكو وأحمد فهمي، وقد برع ماجد في تقديم كوميديا تعتمد على وصلات من الهزار مع الجمهور والسخرية في المواقف الحرجة، بعيداً عن الغلظة التي تبدو غير منطقية وسائدة في أدوار عدد آخر من نجوم الكوميديا.
وما يجعل المسلسل يحظى بقدر من الإجماع عليه بعد عرض حلقاته الأولى أن أحداثه تسير بصورة تصاعدية وسريعة بحكم انتمائه لنوعية الأعمال القصيرة ذات الـ15 حلقة، كما أن إيقاع الأحداث داخل منزل أسرة حمدي وياسمين وتركيز صناع العمل على التفاصيل يجعل الجمهور يتشوق لانتظار التطورات، ما يغيّب الملل الذي يسيطر على بعض الأعمال الكوميدية التي تعتمد على الضحك من أجل الضحك ومن دون رسالة حقيقية، وتتحول في النهاية إلى ما يشبه “إسكتشات” يختفي منها البعد الدرامي.
ويتفق البعض من النقاد على أن ثيمة الأعمال الدرامية التي تركز على الواقع وترصد أزمات الحياة الزوجية التي تأخذ في التصاعد على المستوى المجتمعي ويترتب عليها زيادة معدلات الطلاق يخدم صناع مسلسل “أشغال شقة”، لأنه يسلط الضوء على هذه المشكلات من منظور كوميدي جاد، يمكن أن يلقى استحسانا من شريحة كبيرة من الجمهور، كما أن رسالته تصبح أكثر تأثيرا، إذ أنه يخاطب فئات واسعة وتتوفر لديه عوامل التسلية التي قد يلتف حولها جميع أفراد الأسرة.
يعتمد صناع مسلسل “أشغال شقة” على مواهب أبطاله الذين لديهم قدرات كوميدية تؤهلهم للإبداع في تجسيد الشخصيات التي تم رسمها بعناية من جانب مؤلف العمل ومخرجه خالد دياب، ومع أن العمل قصته ليست جديدة تماما، إلا أن الحبكة الدرامية فيه لها خصوصية تجعله مميزا.
كما قدم وجوها كوميدية من المتوقع أن يكون لها مستقبل جيد، مثل أسماء جلال التي أدت بشكل جديد عليها في هذا اللون الفني، ويمكن أن يفتح الباب للمزيد من الحضور للفنان مصطفى غريب الذي أعلن عنه نفسه من قبل في الجزء السابع من مسلسل “الكبير أوي” مع الفنان أحمد مكي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
عمل قدّم حبكة فنية وغلّب الرسالة الدرامية فضمن نجاحه في رمضان.
رسالة مؤثرة ومسلية
يهتم مسلسل "أشغال شقة" بالحياة الزوجية وأهم التحديات التي يواجهها المتزوجون حديثا في المجتمع المصري، وهو ما مكنه إلى جانب كوميديا الموقف من تحقيق إشادات واسعة ومعدلات مشاهدة كبيرة.
القاهرة- استطاع المسلسل الكوميدي “أشغال شقة” المعروض حاليا في موسم رمضان أن يلفت الأنظار إليه مبكرا، ما جعله يتصدر معدلات المشاهدة على منصة “شاهد” السعودية، ونجح في إعادة تقديم المشكلات اليومية التي يتعرض لها الكثير من المصريين في حياتهم الزوجية برؤية كوميدية جديدة وحبكة فنية متقنة، وتمكن من الغوص في تفاصيل صغيرة عبّرت عن قدرة صنّاعه على تقديم فكرة بشكل مقنع لجمهور يتلهف لمشاهدة أعمال كوميدية بعد تراجع مستواها بشكل ملحوظ السنوات الماضية.
وتدور قصة المسلسل في إطار اجتماعي كوميدي حول شخصية حمدي عبدالرحيم وهو أخصائي في مصلحة الطب الشرعي، ويجسده الفنان هشام ماجد، وزوجته ياسمين وتعمل مذيعة بإحدى الفضائيات وتجسد دورها الفنانة أسماء جلال، وتشهد حياتهما مفارقات وتحولات بعد إنجاب طفلين توأم ليقررا الاستعانة بمديرة منزل لرعايتهما ويدخلان في مشكلات أكبر بسبب أزمات مربيات الأطفال.
يوجد في المسلسل أكثر من خط درامي، فهو يسلط الضوء على أزمة إيجاد ما يعرف في مصر باسم “البي بي سيتر” أو مربية الأطفال، وما يترتب على ذلك من مشاكل تترك تأثيرات سلبية على استقرار الأسرة، ويأخذ المسلسل هذا البعد في إطار يغلب عليه الكوميديا من خلال المواقف التي تواجه الزوج والزوجة.
سمير الجمل: المسلسل نجح في تقديم معالجة اجتماعية للواقعوابتعد العمل أحيانا عن الواقعية التي بدت أكثر وضوحًا في الخط الدرامي الثاني، والمرتبط بتدخلات أهالي الزوج والزوجة في حياتهما، وما يترتب عليها من مشاحنات. ويقدم المسلسل تفاصيل العلاقة الرباعية بين الزوجين والحماتين، إذ تؤدي الفنانة شيرين
شخصية والدة حمدي، وهو ابنها الوحيد، وتتدخل بشكل مبالغ فيه في اختياراته وتحاول بشكل مستمر أن تفرض سيطرتها على قراراته الأسرية، ولديها تقاليد تحاول إجبار ابنها على الالتزام بها. في المقابل تلعب الفنانة سلوى محمد علي دور والدة ياسمين، وتدعم قرارات ابنتها الساعية للاستعانة بمربية أطفال، لأنها تفتقر للخبرات في إدارة شؤون المنزل، وهي مشكلة تثيرها الفوارق الاجتماعية بين الزوجين.
هناك خط درامي ثالث يتوازى مع الخطين الرئيسيين السابقين ويتعلق بطبيعة العلاقة بين حمدي ومساعده في العمل عربي ويجسد دوره الممثل الشاب مصطفى غريب وهو شخصية ليست لها ثوابت أخلاقية ويعمل لتحقيق مصلحته والاستفادة من صديقه بكافة السبل، وتأخذ العلاقة جانبا كوميديا طوال الوقت، ونجح كل من ماجد وغريب في خلق ثنائي وتقديم وجبة كوميدية خفيفة، تعتمد على المواقف التي يمران بها.
يشارك في بطولة مسلسل “أشغال شقة” رحمة أحمد فرج، محمد محمود، مي كساب، نهى عابدين، ومن إخراج وتأليف خالد دياب، ويعتمد على ضيوف الشرف الذين يلعبون أدوار مربيات الأطفال، بينهم انتصار وإيمان السيد، واللبنانية ريم الخوري.
وقال الكاتب والسيناريست سمير الجمل إن المسلسل منذ بدايته ومع اتضاح طريقة تناوله للمشكلات الاجتماعية منح إشارات على أن الجمهور أمام عمل جيد، وأن وجود عدد من المشاهد التي يبدو الإضحاك فيها طاغيًا على الواقع أمر لا يقلل منه، فالضحك هدف في حد ذاته، وتخلص المسلسل من العيوب التي تعانيها غالبية الأعمال الكوميدية وتتعلق بغياب رسالة العمل، ونجح في تقديم معالجة اجتماعية تعكس واقع المواطنين.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن مناقشة الأزمات الاجتماعية برؤية كوميدية أمر ليس جديدا، لكن من المهم أن يتم ذلك عبر حبكة درامية تقنع الجمهور وتجعله يشعر أن واقعه اليومي يتم تقديمه بشكل ساخر على الشاشة، وهذا أحد أسباب انجذاب الجمهور إلى العمل، وهذه النوعية من المسلسلات لا بد من تشجيع الاستمرار في تقديمها والتجاوز عن بعض الأخطاء التي قد توجد فيها.
وتعرض مسلسل “أشغال شقة” إلى انتقادات نتيجة للاستغراق في الكوميديا بشكل فيه افتعال أحيانا، ويظهر ذلك في المواقف التي تتسبب فيها مربيات الأطفال، وتقارب عدد من المواقف مع مشاهد سابقة أو قريبة منها في أعمال درامية وسينمائية قديمة مثلما الوضع بالنسبة إلى مشهد دخول الفنانة اللبنانية ريم الخوري مصلحة الطب الشرعي وانبهار الجميع بها ما أعاد التذكير بإحدى مشاهد فيلم “التجربة الدنماركية”، بطولة عادل إمام والفنانة اللبنانية نيكول سابا.
◙ مسلسل "أشغال شاقة" يعتمد على مواهب أبطاله الذين لديهم قدرات كوميدية تؤهلهم للإبداع في تجسيد الشخصياتوأشار الجمل في حديثه لـ”العرب” إلى أن إيجابيات المسلسل تظهر من خلال نجاح الفنان هشام ماجد في تقديم نفسه في دور البطولة المطلقة بعد أن اعتاد على العمل مع الفنانين شيكو وأحمد فهمي، وقد برع ماجد في تقديم كوميديا تعتمد على وصلات من الهزار مع الجمهور والسخرية في المواقف الحرجة، بعيداً عن الغلظة التي تبدو غير منطقية وسائدة في أدوار عدد آخر من نجوم الكوميديا.
وما يجعل المسلسل يحظى بقدر من الإجماع عليه بعد عرض حلقاته الأولى أن أحداثه تسير بصورة تصاعدية وسريعة بحكم انتمائه لنوعية الأعمال القصيرة ذات الـ15 حلقة، كما أن إيقاع الأحداث داخل منزل أسرة حمدي وياسمين وتركيز صناع العمل على التفاصيل يجعل الجمهور يتشوق لانتظار التطورات، ما يغيّب الملل الذي يسيطر على بعض الأعمال الكوميدية التي تعتمد على الضحك من أجل الضحك ومن دون رسالة حقيقية، وتتحول في النهاية إلى ما يشبه “إسكتشات” يختفي منها البعد الدرامي.
ويتفق البعض من النقاد على أن ثيمة الأعمال الدرامية التي تركز على الواقع وترصد أزمات الحياة الزوجية التي تأخذ في التصاعد على المستوى المجتمعي ويترتب عليها زيادة معدلات الطلاق يخدم صناع مسلسل “أشغال شقة”، لأنه يسلط الضوء على هذه المشكلات من منظور كوميدي جاد، يمكن أن يلقى استحسانا من شريحة كبيرة من الجمهور، كما أن رسالته تصبح أكثر تأثيرا، إذ أنه يخاطب فئات واسعة وتتوفر لديه عوامل التسلية التي قد يلتف حولها جميع أفراد الأسرة.
يعتمد صناع مسلسل “أشغال شقة” على مواهب أبطاله الذين لديهم قدرات كوميدية تؤهلهم للإبداع في تجسيد الشخصيات التي تم رسمها بعناية من جانب مؤلف العمل ومخرجه خالد دياب، ومع أن العمل قصته ليست جديدة تماما، إلا أن الحبكة الدرامية فيه لها خصوصية تجعله مميزا.
كما قدم وجوها كوميدية من المتوقع أن يكون لها مستقبل جيد، مثل أسماء جلال التي أدت بشكل جديد عليها في هذا اللون الفني، ويمكن أن يفتح الباب للمزيد من الحضور للفنان مصطفى غريب الذي أعلن عنه نفسه من قبل في الجزء السابع من مسلسل “الكبير أوي” مع الفنان أحمد مكي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري