إنتاج خاص ومشترك يطغى على الدراما المصرية في رمضان
"المتحدة" تعيد تموضعها وتعزز المنافسة بين شركات الإنتاج.
إنتاجات تعيد للدراما المصرية ريادتها
فتحت الجهات الحكومية المصرية الفاعلة في مجال الدراما المجال أمام شركات الإنتاج الخاصة لإنتاج مسلسلات رمضان المقبل، ما يبشر بتعزيز التنافس والشراكة بينها، ودعم الدراما المصرية مما يمنحها قدرة على مواكبة التغيرات الطارئة على سوق الدراما والتي تفرضها الأسواق العربية الناشئة والمنصات الرقمية.
القاهرة - بدأت تظهر ملامح موسم رمضان الدرامي في مصر قبل حوالي شهر من انطلاقه عمليا، ويبدو أن هناك حضورا لافتا لشركات إنتاج خاصة فيه لم يكن لها وجود قوي أو حظوظ للمساهمة في الأعمال التي عرضت السنوات الماضية، بجانب تدشين شراكات واعدة بين منتجين يحاولون التعامل مع الصعوبات الاقتصادية التي تعترض عملية الإنتاج وتسببت في خروج نحو 11 عملا عن السباق الدرامي.
تدخل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة لجهات حكومية، وتولت خلال الفترة الماضية الإنتاج كشريك أساسي في عدد كبير من الأعمال التي قدمتها شركات إنتاج مختلفة، هذا السباق على أمل تحسين الجودة والتنوع وترشيد الإنفاق. ودشنت المتحدة شراكات مباشرة تحت عباءتها مع شركات "سينرجي" و"دي أس" و"بلو بي" و"سعدي– جوهر" وغيرهم من الشركات لتقديم تسعة مسلسلات. ودخلت بعض الشركات الخاصة عملية تعاون مشترك لتقديم مسلسلات عدة، من أبرزها "ألف ليلة وليلة" بالشراكة بين "أروما" و"ميديا هب سعدي - جوهر".
محمد رفعت: الإنتاج المشترك مقدمة للتعاون بين المنتجين المصريين والعرب
كل هذه الشركات كانت حظوظها خلال السنوات الماضية متفاوتة، لكن دورها لم يكن مؤثرا في الإنتاج، وبدت مقيدة باعتبارات متباينة نتيجة احتكار شركة المتحدة والشركات التي تدور في فلكها لإنتاج غالبية الأعمال التي قدمت للتلفزيون. وكانت القضايا التي تمت معالجتها منتقاة بما يحق أهدافا محددة للدولة، ما جعل الاستمرار في هذه المسألة مكلفا، لأن الموضوعات التي تطرحها لها صبغة سياسية وتخدم أجندة الدولة.
ويقدم المنتج محمد عبدالغني مسلسل "العتاولة" بطولة أحمد السقا، وتقدم شركة "سكاي ليميت" مسلسل "فراولة" بطولة نيللي كريم، أما شركة "أروما أستديو" فتقدم مسلسل "إمبراطورية ميم" بطولة خالد النبوي، في حين تقدم شركة "سعدي– جوهر" مسلسل "بابا جه" بطولة أكرم حسني، وتتواجد شركة "فيومينا" بمسلسل "صيد العقارب" بطولة غادة عبدالرازق، وتقدم شركة "الصباح" مسلسل "صلة رحم" بطولة إياد نصار، وتنتج الشركة ذاتها مسلسل "220 يوم" بطولة كريم فهمي.
ومازالت شركة "سينرجي"، التابعة للمتحدة، تحافظ على حضورها القوي عبر تقديم عدد من الأعمال أبرزها "الحشاشين" بطولة كريم عبدالعزيز، و"المعلم" بطولة مصطفى شعبان، و"الساعة 5" بطولة آسر ياسين، فضلا عن مسلسل "جري الوحوش" بطولة نضال الشافعي، و"حق عرب" بطولة أحمد العوضي، و"بيت الرفاعي" بطولة كريم كرارة، و"الكبير-8" بطولة الفنان أحمد مكي.
يتفق العديد من النقاد على أن حضور الإنتاج الخاص بكثافة في دراما في رمضان المقبل تحكمه مجموعة من التحولات، حيث يعبر عن تنوع نادت به أطراف عدة، سوف يسهم في تقديم عدد أكبر من الأعمال التي تأخذ هذا العام طابعا يشبه ما تقدمه المنصات الرقمية من زاوية عدد الحلقات والتوسع في الاعتماد على البطولة الجماعية. ما يرسخ لتغيرات إيجابية بدأت تمر بها الدراما المصرية مؤخراً، مع التقدم الفني في المحتوى.
لا ينفصل اتجاه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتكون وعاء أو إطارا عاما تتحرك من خلاله الشركات الخاصة عن مخاوف من إمكانية تعرض الشركات الخاصة لأزمات مع ارتفاع تكاليف الإنتاج تأثرا بتراجع قيمة الجنيه، وفي ظل شراسة المنافسة العربية مع الاستعانة بفنانين مصريين لتقديم أعمال عربية فرضت الحاجة لمجاراة ما يتم من تطورات في بعض الأسواق.
وسعى تأسيس “اتحاد منتجي مصر” في يوليو الماضي الاستعداد لتلك اللحظة، فمشاركة 18 شركة إنتاج هدفت لإعادة رسم سوق الإنتاج الدرامي وتنظيمه، وإحداث قدر من التعاون المطلوب بين الشركات لتتمكن من تحسين المحتوى المقدم والمساعدة على تجاوز عقبة الأزمات الاقتصادية التي كلّفت بعض الشركات خسائر فادحة في العامين الماضيين، وقد شهدتا تراجعا في العوائد الإعلانية على الفضائيات المحلية.
◙ دخول شركات كبيرة بثقلها يحافظ على حالة انتشار الأعمال المصرية التي لديها مردودات إيجابية على الحركة الفنية
يتوقع بعض صناع الدراما في مصر أن تستمر مشكلات العوائد الإعلانية هذا العام، ما يفسر الاتجاه نحو تقديم مسلسلات بإنتاج منخفض والتوسع في تقديم المسلسلات القصيرة، والاستعانة بالشركة المتحدة كشريك في إنتاج بعض المسلسلات، مع دخول شركات كبيرة مثل “سينرجي” بثقلها بما يحافظ على حالة انتشار الأعمال المصرية التي لديها مردودات إيجابية على الحركة الفنية في مصر بوجه عام.
قال الناقد الفني محمد رفعت إن الوجود اللافت لشركات الإنتاج الخاصة يشكل عودة إلى المسار الطبيعي للدراما المصرية التي لم تعتد طوال تاريخها على هيمنة شركة أو إثنتين على إجمالي الأعمال المقدمة، وقد أعادت الجهات الحكومية تموضعها من خلال الشركة المتحدة وتقدم أعمالا محدودة مثلما كان الوضع في عصر إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، وترك مساحة يتنافس فيها عدد من المنتجين.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الإنتاج المشترك يدعم تقديم أعمال بجودة فنية مرتفعة، ويجنب الشركات الخسائر التي قد تتعرض لها جراء تكلفة الصناعة الباهظة، ومن المتوقع أن يشهد هذا العام مغالاة عدد من النجوم في أجورهم بعد عروض تلقوها من شركات إنتاج عربية لتقديم أعمال لها، وأن سوق العرض والطلب لابد أن يحكم عملية الإنتاج، ويبقى الحل الأكثر نجاحاً هو الدخول في شراكات إنتاجية.
وأكد أن معايير الإنتاج الدرامي في رمضان تختلف عن دراما المنصات الرقمية، لأن النجوم الذين يجذبون شركات الإعلانات الكبيرة على الفضائيات لهم الكلمة العليا في مسألة الإنتاج وطبيعة الأدوار التي يتم تفصيلها لتتماشى مع ميولهم ورغباتهم، ما يؤدي لابتلاع حفنة من النجوم للجزء الأكبر من ميزانية الأعمال المقدمة، واستمرار ذلك أمر مرهون بتوجهات الجمهور ومدى إقباله على هؤلاء النجوم من عدمه.
وتوقع محمد رفعت في حديثه لـ “العرب” أن يكون الإنتاج المشترك بين شركات الإنتاج مقدمة لمزيد من التعاون المشترك بين المنتجين المصريين والعرب، والعروض التي تلقاها بعض الفنانين من جانب هيئة الترفيه السعودية لتقديم أعمال من إنتاجها يعزز هذا الاتجاه، وقد يخدم ذلك الدراما المصرية والعربية معًا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
"المتحدة" تعيد تموضعها وتعزز المنافسة بين شركات الإنتاج.
إنتاجات تعيد للدراما المصرية ريادتها
فتحت الجهات الحكومية المصرية الفاعلة في مجال الدراما المجال أمام شركات الإنتاج الخاصة لإنتاج مسلسلات رمضان المقبل، ما يبشر بتعزيز التنافس والشراكة بينها، ودعم الدراما المصرية مما يمنحها قدرة على مواكبة التغيرات الطارئة على سوق الدراما والتي تفرضها الأسواق العربية الناشئة والمنصات الرقمية.
القاهرة - بدأت تظهر ملامح موسم رمضان الدرامي في مصر قبل حوالي شهر من انطلاقه عمليا، ويبدو أن هناك حضورا لافتا لشركات إنتاج خاصة فيه لم يكن لها وجود قوي أو حظوظ للمساهمة في الأعمال التي عرضت السنوات الماضية، بجانب تدشين شراكات واعدة بين منتجين يحاولون التعامل مع الصعوبات الاقتصادية التي تعترض عملية الإنتاج وتسببت في خروج نحو 11 عملا عن السباق الدرامي.
تدخل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة لجهات حكومية، وتولت خلال الفترة الماضية الإنتاج كشريك أساسي في عدد كبير من الأعمال التي قدمتها شركات إنتاج مختلفة، هذا السباق على أمل تحسين الجودة والتنوع وترشيد الإنفاق. ودشنت المتحدة شراكات مباشرة تحت عباءتها مع شركات "سينرجي" و"دي أس" و"بلو بي" و"سعدي– جوهر" وغيرهم من الشركات لتقديم تسعة مسلسلات. ودخلت بعض الشركات الخاصة عملية تعاون مشترك لتقديم مسلسلات عدة، من أبرزها "ألف ليلة وليلة" بالشراكة بين "أروما" و"ميديا هب سعدي - جوهر".
محمد رفعت: الإنتاج المشترك مقدمة للتعاون بين المنتجين المصريين والعرب
كل هذه الشركات كانت حظوظها خلال السنوات الماضية متفاوتة، لكن دورها لم يكن مؤثرا في الإنتاج، وبدت مقيدة باعتبارات متباينة نتيجة احتكار شركة المتحدة والشركات التي تدور في فلكها لإنتاج غالبية الأعمال التي قدمت للتلفزيون. وكانت القضايا التي تمت معالجتها منتقاة بما يحق أهدافا محددة للدولة، ما جعل الاستمرار في هذه المسألة مكلفا، لأن الموضوعات التي تطرحها لها صبغة سياسية وتخدم أجندة الدولة.
ويقدم المنتج محمد عبدالغني مسلسل "العتاولة" بطولة أحمد السقا، وتقدم شركة "سكاي ليميت" مسلسل "فراولة" بطولة نيللي كريم، أما شركة "أروما أستديو" فتقدم مسلسل "إمبراطورية ميم" بطولة خالد النبوي، في حين تقدم شركة "سعدي– جوهر" مسلسل "بابا جه" بطولة أكرم حسني، وتتواجد شركة "فيومينا" بمسلسل "صيد العقارب" بطولة غادة عبدالرازق، وتقدم شركة "الصباح" مسلسل "صلة رحم" بطولة إياد نصار، وتنتج الشركة ذاتها مسلسل "220 يوم" بطولة كريم فهمي.
ومازالت شركة "سينرجي"، التابعة للمتحدة، تحافظ على حضورها القوي عبر تقديم عدد من الأعمال أبرزها "الحشاشين" بطولة كريم عبدالعزيز، و"المعلم" بطولة مصطفى شعبان، و"الساعة 5" بطولة آسر ياسين، فضلا عن مسلسل "جري الوحوش" بطولة نضال الشافعي، و"حق عرب" بطولة أحمد العوضي، و"بيت الرفاعي" بطولة كريم كرارة، و"الكبير-8" بطولة الفنان أحمد مكي.
يتفق العديد من النقاد على أن حضور الإنتاج الخاص بكثافة في دراما في رمضان المقبل تحكمه مجموعة من التحولات، حيث يعبر عن تنوع نادت به أطراف عدة، سوف يسهم في تقديم عدد أكبر من الأعمال التي تأخذ هذا العام طابعا يشبه ما تقدمه المنصات الرقمية من زاوية عدد الحلقات والتوسع في الاعتماد على البطولة الجماعية. ما يرسخ لتغيرات إيجابية بدأت تمر بها الدراما المصرية مؤخراً، مع التقدم الفني في المحتوى.
لا ينفصل اتجاه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتكون وعاء أو إطارا عاما تتحرك من خلاله الشركات الخاصة عن مخاوف من إمكانية تعرض الشركات الخاصة لأزمات مع ارتفاع تكاليف الإنتاج تأثرا بتراجع قيمة الجنيه، وفي ظل شراسة المنافسة العربية مع الاستعانة بفنانين مصريين لتقديم أعمال عربية فرضت الحاجة لمجاراة ما يتم من تطورات في بعض الأسواق.
وسعى تأسيس “اتحاد منتجي مصر” في يوليو الماضي الاستعداد لتلك اللحظة، فمشاركة 18 شركة إنتاج هدفت لإعادة رسم سوق الإنتاج الدرامي وتنظيمه، وإحداث قدر من التعاون المطلوب بين الشركات لتتمكن من تحسين المحتوى المقدم والمساعدة على تجاوز عقبة الأزمات الاقتصادية التي كلّفت بعض الشركات خسائر فادحة في العامين الماضيين، وقد شهدتا تراجعا في العوائد الإعلانية على الفضائيات المحلية.
◙ دخول شركات كبيرة بثقلها يحافظ على حالة انتشار الأعمال المصرية التي لديها مردودات إيجابية على الحركة الفنية
يتوقع بعض صناع الدراما في مصر أن تستمر مشكلات العوائد الإعلانية هذا العام، ما يفسر الاتجاه نحو تقديم مسلسلات بإنتاج منخفض والتوسع في تقديم المسلسلات القصيرة، والاستعانة بالشركة المتحدة كشريك في إنتاج بعض المسلسلات، مع دخول شركات كبيرة مثل “سينرجي” بثقلها بما يحافظ على حالة انتشار الأعمال المصرية التي لديها مردودات إيجابية على الحركة الفنية في مصر بوجه عام.
قال الناقد الفني محمد رفعت إن الوجود اللافت لشركات الإنتاج الخاصة يشكل عودة إلى المسار الطبيعي للدراما المصرية التي لم تعتد طوال تاريخها على هيمنة شركة أو إثنتين على إجمالي الأعمال المقدمة، وقد أعادت الجهات الحكومية تموضعها من خلال الشركة المتحدة وتقدم أعمالا محدودة مثلما كان الوضع في عصر إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، وترك مساحة يتنافس فيها عدد من المنتجين.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الإنتاج المشترك يدعم تقديم أعمال بجودة فنية مرتفعة، ويجنب الشركات الخسائر التي قد تتعرض لها جراء تكلفة الصناعة الباهظة، ومن المتوقع أن يشهد هذا العام مغالاة عدد من النجوم في أجورهم بعد عروض تلقوها من شركات إنتاج عربية لتقديم أعمال لها، وأن سوق العرض والطلب لابد أن يحكم عملية الإنتاج، ويبقى الحل الأكثر نجاحاً هو الدخول في شراكات إنتاجية.
وأكد أن معايير الإنتاج الدرامي في رمضان تختلف عن دراما المنصات الرقمية، لأن النجوم الذين يجذبون شركات الإعلانات الكبيرة على الفضائيات لهم الكلمة العليا في مسألة الإنتاج وطبيعة الأدوار التي يتم تفصيلها لتتماشى مع ميولهم ورغباتهم، ما يؤدي لابتلاع حفنة من النجوم للجزء الأكبر من ميزانية الأعمال المقدمة، واستمرار ذلك أمر مرهون بتوجهات الجمهور ومدى إقباله على هؤلاء النجوم من عدمه.
وتوقع محمد رفعت في حديثه لـ “العرب” أن يكون الإنتاج المشترك بين شركات الإنتاج مقدمة لمزيد من التعاون المشترك بين المنتجين المصريين والعرب، والعروض التي تلقاها بعض الفنانين من جانب هيئة الترفيه السعودية لتقديم أعمال من إنتاجها يعزز هذا الاتجاه، وقد يخدم ذلك الدراما المصرية والعربية معًا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري