الدراما السورية مهرجان بصري متعدد الألوان والأشكال
أعمال تجذب الأنظار إلى الدراما السورية
تبدي الدراما السورية منذ نحو عامين تعافيا من آثار الأزمة السياسية والاقتصادية التي أضرت بالإنتاج الفني عموما، وبدأت شركات الإنتاج تتنافس على أعمال متعددة المواضيع والأشكال، بعضها يهتم بالتاريخ بينما يركز بعضها الآخر على البيئة الشامية في حين يفضل بعض الممثلين خوض المنافسة عبر المسلسلات المشتركة.
في كل عام ومع حلول شهر رمضان يكون المشاهد العربي عموما والسوري خصوصا على موعد مع عرض الأعمال الدرامية السورية على القنوات العربية والمحلية، فهو ينتظر طيلة العام مجيء هذا الشهر للاستمتاع بمشاهدة المسلسلات السورية التي جرى تصويرها خلال العام لتعرض في هذا الشهر تحديدا وفق تقليد قديم يعود إلى أكثر من عشرين عاما. لكن المراقب لتطور هذا الفن يعرف أن العقد الأخير لهذه الدراما لم يكن بالمستوى الجيد الذي اعتاده السوريون قبل أربعة عشر عاما، فظروف الحرب التي مرت بها البلاد أثرت كثيرا على السوية الفنية والفكرية للأعمال المعروضة باستثناء أعمال قليلة جدا لاقت استحسانا جماهيريا.
ومنذ العام الماضي لاحظنا بدء نهضة جديدة للأعمال السورية المعروضة خلال شهر رمضان من الناحية الفنية والفكرية ويبدو أن هذا العام أيضا عام نضوج تلك النهضة الفنية التي بدأت العام الفائت مبشرة بأعمال ضخمة على المستوى الفني والفكري، أعمال متنوعة بين الدراما الاجتماعية ودراما التشويق وأعمال البيئة الشامية والدراما التاريخية.
"تاج" والعودة إلى التاريخ
منذ العام الماضي لاحظنا بدء نهضة جديدة للأعمال السورية المعروضة خلال شهر رمضان من الناحية الفنية والفكرية
يعود بنا مسلسل “تاج”، بطولة النجم تيم حسن وإخراج سامر برقاوي، إلى مرحلة معينة من التاريخ السوري الحديث في أربعينات القرن الماضي ويجمع من جديد بين تيم حسن وسامر برقاوي بعد شراكة ناجحة بين الاثنين بدأت مع مسلسل “الهيبة” بأجزائه الخمسة والذي نال شعبية كبيرة محليا وعربيا وانتهت بمسلسل “الزند” الذي عرض العام الماضي مقاربا بيئة محلية سورية تجري فيها أحداث العمل الذي أخرج تيم حسن من عباءة “الهيبة” التي ارتداها لست سنوات.
وقدم برقاوي تيم حسن بدور مختلف كليا عن “الهيبة”، ويبدو أن هذه النقلة النوعية في مسيرة المخرج مستمرة هذا العام أيضا مع مسلسله “تاج” الذي يشارك في بطولته الفنان بسام كوسا مع المغنية فايا يونان بأول مشاركة درامية لها. وهذه هي المرة الثانية الذي يجتمع فيها النجمان تيم حسن وبسام كوسا بعد أربعة عشر عاما، حيث اجتمعا آنذاك في مسلسل “زمن العار” للمخرجة رشا شربتجي.
ويؤدي حسن في هذا المسلسل شخصية تاج الدين الحمال، الملاكم الدمشقي الذي يخوض الصراعات داخل الحلبة وخارجها، صراعات تشكل مسار العمل الذي تدور أحداثه في حقبة زمنية حساسة في سوريا؛ فها نحن إذا أمام نص مختلف شكلا ومضمونا يعيد اسم تيم حسن وسامر برقاوي إلى واجهة المشهد الدرامي السوري مجددا.
بعيدا عن التاريخ وبالعودة إلى الأعمال الاجتماعية، تعود إلينا المخرجة الموهوبة رشا شربتجي هذا العام بمسلسل “ولاد بديعة”، تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وبطولة سلافة معمار التي أدت معها منذ أربعة عشر عاما دور بثينة في مسلسل “زمن العار” لتعود وتقف أمام كاميرا شربتجي من جديد بهذا العمل التي تؤدي فيه دور الأخت الوحيدة لثلاث شبان يحتدم الصراع بينهم على ميراث أمهم بديعة التي عانت كثيرا حين كانوا صغارا.
دراما البيئة الشامية
الأعمال المشتركة أصبحت تقليدا مكرسا؛ فإلى جانب الأعمال السورية - اللبنانية هناك مشاركات لفنانين سوريين في الدراما المصرية
ومن الواضح أننا أمام عمل مميز كما عودتنا مخرجته رشا شربتجي صاحبة أكثر الأعمال جماهيرية وإثارة للجدل ابتداءً من مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” وانتهاءً بـ”كسر عضم” الذي يعود هذا العام أيضا بجزئه الثاني لكن بتوقيع المخرج كنان اسكندراني مع نجوم العمل نفسه على رأسهم فايز قزق وكرم الشعراني الذي كان أداؤه ملفتا في الجزء الأول، بالإضافة إلى الفنان رشيد عساف.
وفي إطار الدراما البوليسية والتشويق يأتي مسلسل “الصديقات القطط”، إخراج محمد زهير رجب وبطولة صفاء سلطان وديمة الجندي وحمد حداقي ومجموعة من النجوم.
كما يشهد هذا الموسم اجتماع الفنانة أمل عرفة والفنان عبدالمنعم عمايري في مسلسل “وصايا الصبار”، تأليف فادي حسن وإخراج سمير حسين.
كما اعتدنا في كل عام لا بد من مشاركة أعمال البيئة الشامية في السباق الرمضاني التلفزيوني، وها نحن في رمضان الحالي أمام جزء ثان من مسلسل “العربجي”، تأليف عثمان جحا وإخراج سيف سبيعي وبطولة باسم ياخور وديمة قندلفت. فبعد أن حقق الجزء الأول نجاحا كبيرا ارتأت الشركة المنتجة غولدن لاين إنتاج جزء ثان وخصوصا أن التلفزيون السعودي الرسمي قام بتبني العمل. المسلسل أقرب إلى الفنتازيا من البيئة الشامية المعتادة، كما أننا أمام عملين آخرين هما “بيت أهلي” إخراج تامر إسحاق و”عزك يا شام” إخراج رشاد كوكش، أما العمل الأشهر “باب الحارة” فيغيب هذا العام بعد أن حجز له مكانا دائما طيلة السنوات الخمس عشرة الأخيرة. من ناحية أخرى، وكما عودنا النجم عابد فهد في كل عام ها هو يعود هذا العام بمسلسل جديد يحمل عنوان “نقطة انتهى”، تأليف فادي حسين وإخراج محمد عبدالعزيز، مخرج مسلسله السابق “النار بالنار” الذي لاقى إعجابا كبيرا من المشاهدين ومثله مثل الأخير فمسلسل “نقطة انتهى” عمل سوري – لبناني مشترك، بطولة عابد فهد وندى أبوفرحات وعادل كرم وإنتاج شركة الصباح التي تشارك بعمل مشترك آخر هو “2024”، وهو مسلسل بوليسي مشوق، بطولة نادين نجيم ومحمد الأحمد.
وهناك عمل ثالث مشترك هو مسلسل “ع أمل”، بطولة الفنانة اللبنانية ماغي بوغصن ومهيار خضور وإخراج رامي حنا.
ويبدو أن ظاهرة الأعمال المشتركة أصبحت تقليدا مكرسا منذ أكثر من عقد؛ فإلى جانب الأعمال السورية – اللبنانية هناك مشاركات لفنانين سوريين في الدراما المصرية، كمشاركة النجمة سلاف فواخرجي في مسلسل “إمبراطورية ميم” والنجمة سوزان نجم الدين في مسلسل “الحشاشين”، بطولة كريم عبدالعزيز وإخراج بيتر ميمي.
كما أن هناك مشاركة للفنانة السورية جمانة مراد إلى جانب الفنان القدير يحيى الفخراني في مسلسل “عتبات البهجة”، إخراج مجدي أبوعميرة.
وتبقى لكل مشاهد ذائقته التي تدفعه إلى متابعة عمل دون آخر؛ فالخيارات كثيرة أمامه ووسائل المشاهدة أكثر في عصرنا الرقمي ووسائل السوشيال ميديا.
إلياس حموي
كاتب سوري
أعمال تجذب الأنظار إلى الدراما السورية
تبدي الدراما السورية منذ نحو عامين تعافيا من آثار الأزمة السياسية والاقتصادية التي أضرت بالإنتاج الفني عموما، وبدأت شركات الإنتاج تتنافس على أعمال متعددة المواضيع والأشكال، بعضها يهتم بالتاريخ بينما يركز بعضها الآخر على البيئة الشامية في حين يفضل بعض الممثلين خوض المنافسة عبر المسلسلات المشتركة.
في كل عام ومع حلول شهر رمضان يكون المشاهد العربي عموما والسوري خصوصا على موعد مع عرض الأعمال الدرامية السورية على القنوات العربية والمحلية، فهو ينتظر طيلة العام مجيء هذا الشهر للاستمتاع بمشاهدة المسلسلات السورية التي جرى تصويرها خلال العام لتعرض في هذا الشهر تحديدا وفق تقليد قديم يعود إلى أكثر من عشرين عاما. لكن المراقب لتطور هذا الفن يعرف أن العقد الأخير لهذه الدراما لم يكن بالمستوى الجيد الذي اعتاده السوريون قبل أربعة عشر عاما، فظروف الحرب التي مرت بها البلاد أثرت كثيرا على السوية الفنية والفكرية للأعمال المعروضة باستثناء أعمال قليلة جدا لاقت استحسانا جماهيريا.
ومنذ العام الماضي لاحظنا بدء نهضة جديدة للأعمال السورية المعروضة خلال شهر رمضان من الناحية الفنية والفكرية ويبدو أن هذا العام أيضا عام نضوج تلك النهضة الفنية التي بدأت العام الفائت مبشرة بأعمال ضخمة على المستوى الفني والفكري، أعمال متنوعة بين الدراما الاجتماعية ودراما التشويق وأعمال البيئة الشامية والدراما التاريخية.
"تاج" والعودة إلى التاريخ
منذ العام الماضي لاحظنا بدء نهضة جديدة للأعمال السورية المعروضة خلال شهر رمضان من الناحية الفنية والفكرية
يعود بنا مسلسل “تاج”، بطولة النجم تيم حسن وإخراج سامر برقاوي، إلى مرحلة معينة من التاريخ السوري الحديث في أربعينات القرن الماضي ويجمع من جديد بين تيم حسن وسامر برقاوي بعد شراكة ناجحة بين الاثنين بدأت مع مسلسل “الهيبة” بأجزائه الخمسة والذي نال شعبية كبيرة محليا وعربيا وانتهت بمسلسل “الزند” الذي عرض العام الماضي مقاربا بيئة محلية سورية تجري فيها أحداث العمل الذي أخرج تيم حسن من عباءة “الهيبة” التي ارتداها لست سنوات.
وقدم برقاوي تيم حسن بدور مختلف كليا عن “الهيبة”، ويبدو أن هذه النقلة النوعية في مسيرة المخرج مستمرة هذا العام أيضا مع مسلسله “تاج” الذي يشارك في بطولته الفنان بسام كوسا مع المغنية فايا يونان بأول مشاركة درامية لها. وهذه هي المرة الثانية الذي يجتمع فيها النجمان تيم حسن وبسام كوسا بعد أربعة عشر عاما، حيث اجتمعا آنذاك في مسلسل “زمن العار” للمخرجة رشا شربتجي.
ويؤدي حسن في هذا المسلسل شخصية تاج الدين الحمال، الملاكم الدمشقي الذي يخوض الصراعات داخل الحلبة وخارجها، صراعات تشكل مسار العمل الذي تدور أحداثه في حقبة زمنية حساسة في سوريا؛ فها نحن إذا أمام نص مختلف شكلا ومضمونا يعيد اسم تيم حسن وسامر برقاوي إلى واجهة المشهد الدرامي السوري مجددا.
بعيدا عن التاريخ وبالعودة إلى الأعمال الاجتماعية، تعود إلينا المخرجة الموهوبة رشا شربتجي هذا العام بمسلسل “ولاد بديعة”، تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وبطولة سلافة معمار التي أدت معها منذ أربعة عشر عاما دور بثينة في مسلسل “زمن العار” لتعود وتقف أمام كاميرا شربتجي من جديد بهذا العمل التي تؤدي فيه دور الأخت الوحيدة لثلاث شبان يحتدم الصراع بينهم على ميراث أمهم بديعة التي عانت كثيرا حين كانوا صغارا.
دراما البيئة الشامية
الأعمال المشتركة أصبحت تقليدا مكرسا؛ فإلى جانب الأعمال السورية - اللبنانية هناك مشاركات لفنانين سوريين في الدراما المصرية
ومن الواضح أننا أمام عمل مميز كما عودتنا مخرجته رشا شربتجي صاحبة أكثر الأعمال جماهيرية وإثارة للجدل ابتداءً من مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” وانتهاءً بـ”كسر عضم” الذي يعود هذا العام أيضا بجزئه الثاني لكن بتوقيع المخرج كنان اسكندراني مع نجوم العمل نفسه على رأسهم فايز قزق وكرم الشعراني الذي كان أداؤه ملفتا في الجزء الأول، بالإضافة إلى الفنان رشيد عساف.
وفي إطار الدراما البوليسية والتشويق يأتي مسلسل “الصديقات القطط”، إخراج محمد زهير رجب وبطولة صفاء سلطان وديمة الجندي وحمد حداقي ومجموعة من النجوم.
كما يشهد هذا الموسم اجتماع الفنانة أمل عرفة والفنان عبدالمنعم عمايري في مسلسل “وصايا الصبار”، تأليف فادي حسن وإخراج سمير حسين.
كما اعتدنا في كل عام لا بد من مشاركة أعمال البيئة الشامية في السباق الرمضاني التلفزيوني، وها نحن في رمضان الحالي أمام جزء ثان من مسلسل “العربجي”، تأليف عثمان جحا وإخراج سيف سبيعي وبطولة باسم ياخور وديمة قندلفت. فبعد أن حقق الجزء الأول نجاحا كبيرا ارتأت الشركة المنتجة غولدن لاين إنتاج جزء ثان وخصوصا أن التلفزيون السعودي الرسمي قام بتبني العمل. المسلسل أقرب إلى الفنتازيا من البيئة الشامية المعتادة، كما أننا أمام عملين آخرين هما “بيت أهلي” إخراج تامر إسحاق و”عزك يا شام” إخراج رشاد كوكش، أما العمل الأشهر “باب الحارة” فيغيب هذا العام بعد أن حجز له مكانا دائما طيلة السنوات الخمس عشرة الأخيرة. من ناحية أخرى، وكما عودنا النجم عابد فهد في كل عام ها هو يعود هذا العام بمسلسل جديد يحمل عنوان “نقطة انتهى”، تأليف فادي حسين وإخراج محمد عبدالعزيز، مخرج مسلسله السابق “النار بالنار” الذي لاقى إعجابا كبيرا من المشاهدين ومثله مثل الأخير فمسلسل “نقطة انتهى” عمل سوري – لبناني مشترك، بطولة عابد فهد وندى أبوفرحات وعادل كرم وإنتاج شركة الصباح التي تشارك بعمل مشترك آخر هو “2024”، وهو مسلسل بوليسي مشوق، بطولة نادين نجيم ومحمد الأحمد.
وهناك عمل ثالث مشترك هو مسلسل “ع أمل”، بطولة الفنانة اللبنانية ماغي بوغصن ومهيار خضور وإخراج رامي حنا.
ويبدو أن ظاهرة الأعمال المشتركة أصبحت تقليدا مكرسا منذ أكثر من عقد؛ فإلى جانب الأعمال السورية – اللبنانية هناك مشاركات لفنانين سوريين في الدراما المصرية، كمشاركة النجمة سلاف فواخرجي في مسلسل “إمبراطورية ميم” والنجمة سوزان نجم الدين في مسلسل “الحشاشين”، بطولة كريم عبدالعزيز وإخراج بيتر ميمي.
كما أن هناك مشاركة للفنانة السورية جمانة مراد إلى جانب الفنان القدير يحيى الفخراني في مسلسل “عتبات البهجة”، إخراج مجدي أبوعميرة.
وتبقى لكل مشاهد ذائقته التي تدفعه إلى متابعة عمل دون آخر؛ فالخيارات كثيرة أمامه ووسائل المشاهدة أكثر في عصرنا الرقمي ووسائل السوشيال ميديا.
إلياس حموي
كاتب سوري