الموت اللّذيذ للكاتبة سوسن ابراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت اللّذيذ للكاتبة سوسن ابراهيم

    تلكَ المسافةُ الّتي تفصلُني عنكَ
    كلمةُ صدقٍ صامتةٌ
    في عينيكَ أعرفُها وأقرؤها
    فتؤجّلُ موتيَ قليلًا
    فبلادةُ الصّمتِ ما أكرهُه
    وقساوةُ الانتظارِ
    في رصيفٍ امتلأَ
    (في إناءٍ ينضحُ بما فيهِ )
    من عتمةٍ ونارٍ تلظّتْ
    بذكرياتِك العقيمةِ
    أكنتَ تهذي حينذاكَ؟
    عندما قلتَ : أحبُّكِ
    وأعشقُكِ جنونًا
    كيف لقلبِكَ الصّحراويِّ
    أنْ يستعمرَ مدن الياسمينَ
    والسّوسنَ
    كيف لقلبِكَ أنْ ينتهكَ المقدّساتِ
    ويقصفَ الشّوقَ والحنينَ؟
    فالموتُ يقتربُ منّي هنيهةً
    والوفاءُ دِيني
    والاستهزاءُ محرّمٌ
    والوصلُ منهجي
    والفصلُ بيني وبينكَ
    هو ذاك الموتُ الّلذيذُ
    مزنٌ فوق السّحاب
    أحبّكَ
    حين نمشي معًا
    في أزقّةٍ مجهولةٍ
    نكتشفُ المكانَ
    ونضيعُ في قبلةٍ بحريّةٍ معًا
    أحبُّكَ
    حين تعتذرُ كالقضاءِ المستعجلِ
    وتحملُني بحديثِكَ
    إلى الفضاءِ الخارجيِّ
    أحبٌّكَ
    حين أنزيماتُ الشّوقِ
    في قلبيَ الصّغيرِ
    تستعمرُكَ فلا غروبٌ
    ولا شمسٌ تأخذُ هديّتي
    ولا قمرٌ
    يأخذُ قبلةً عند بحرِ النّساءِ
    فأضيعُ وأتلاشى
    كمزنٍ مع السّحابِ
    أعتذرُ
    أحبُّكَ جدًّا
    فلا تعتذرْ من وجعِ الحياةِ
    وهمِّ الانكسارِ
    وصدى الانهيارِ
    فستثمرُ يدي طاقةً راجعةً
    في شوقٍ عند المساء
    لكلِّ من يحبُّ بوفاءٍ
يعمل...
X