المسلسلات المصرية تنتقل من ابتذال الكوميديا إلى الإقناع
الكوميديا في صدارة أعمال النصف الأول من موسم رمضان.
السبت 2024/03/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تقديم الأعمال يعزز تطور الكوميديا
أظهرت أغلب المسلسلات الكوميدية المعروضة خلال السباق الرمضاني أن الكتاب المصريين لا يزالون قادرين على صناعة كوميديا مقنعة وقريبة من المجتمع، دون ابتذال واستسهال، كما كشفت عن مواهب ممثلين لم يحظوا في السابق بالفرص المناسبة التي تطرحهم ضمن سوق الدراما والكوميديا في هوليوود الشرق.
القاهرة - شهدت الأعمال الكوميدية في مصر تحولا مهما في موسم رمضان الحالي، وبعد أن كانت الانتقادات تنصب على المسلسلات التي تعتمد على الابتذال والنكات المكررة، حضرت كوميديا الموقف مستندة إلى قصص اجتماعية استطاعت أن تجذب بها شريحة كبيرة من الجمهور، وتنال إشادات نقاد أيضا، وهو ما يشير إلى أن صُناع هذه النوعية من المسلسلات فطنوا إلى الأخطاء التي وقعوا فيها خلال المواسم الماضية التي تراجعت فيها الكوميديا لحساب الدراما الشعبية.
تعرض منصات رقمية وفضائيات عربية مجموعة الأعمال الكوميدية التي انتهى أغلبها في النصف الأول وتنتمي إلى النمط القصير ذي الـ15 حلقة، وأبرزها “أشغال شقة” بطولة هشام ماجد، و“بابا جه” بطولة أكرم حسني، و”كامل العدد + 1” بطولة دينا الشربيني، بجانب مسلسل “الكبير أوي 8” بطولة أحمد مكي الذي مازال مستمرا حتى نهاية الشهر، و”خالد نور وولده نور خالد” بطولة شيكو، وبدأ عرضه أخيرا.
استمرار هشام ماجد وشيكو وأكرم حسني في تقديم أعمال جيدة يؤدي إلى الحفاظ على مستوى الكوميديا
حضرت الكوميديا في عدد آخر من المسلسلات الاجتماعية التي وظفتها لتقديم وجبة تجذب شريحة من الجمهور مرتبطة بها، وهو أمر لم يكن ظاهرا في أعمال خشي صناعها من قبل أن يؤدي إقحام الكوميديا إلى توجيه انتقادات تطال العمل، وجاء توظيف الكوميديا إيجابيا في مسلسل “إمبراطورية. م” بطولة خالد النبوي، و”لانش بوكس” بطولة غادة عادل.
ينظر البعض من النقاد إلى نجاح الكوميديا وبقائها في صدارة المشاهدات والأعمال الأكثر دقة في المضمون على أنه محض صدفة، والحكم النهائي على تطور الكوميديا بحاجة إلى تقديم أعمال كثيرة تبرهن على حدوث نقلة نوعية حقيقية.
وبالنظر إلى طبيعة الأعمال المقدمة مؤخرا، خارج موسم رمضان، يلاحظ أن عملا مثل مسلسل “حالة خاصة” بطولة طه دسوقي لفت الانتباه إليه، كما أن استمرار عرض مسلسل “كامل العدد” بنفس الأداء الجيد للموسم الثاني على التوالي يشي بوجود تحول في رؤى صُناع الكوميديا، انعكس على أداء ممثلين خاضوا غمار المنافسة.
هناك قناعة بأن الاعتماد على تقديم النكات والضحك وتقسيم المسلسلات إلى اسكتشات صغيرة وتقديم وجوه تجيد أداء فن المونولوج، ليس مفضلا للجمهور، وإن تحقق ذلك بشكل جيد خلال فترة وجيزة من خلال “مسرح مصر” الذي أسسه الفنان الكوميدي أشرف عبدالباقي، لكنه لا يصلح للدراما التلفزيونية التي بحاجة إلى قضايا أعمق والغوص في تفاصيل الحياة الأسرية وصياغة الواقع برؤية نقدية كوميدية.
قدّم مسلسل “بابا جه” في حلقته الأخيرة رسائل مهمة، مفادها أن الأب ليس سلعة يمكن تأجيرها أو تحويله إلى أداة لتلبية احتياجات الأسرة دون أن يكون له دور مهم في التربية والتعرف على تفاصيل حياة أسرته.
ولعب هذا العمل على وتر أزمة تتصاعد في المجتمع المصري، حيث تعاني فئة فيه من مشكلات اقتصادية تجعل الأب يبدو كأداة لتوفير متطلبات الأسرة ويتبعد عن الأبناء، ما يخلف تشوهات اجتماعية عدة تظهر في زيادة معدل الطلاق والانفصال التام للأبناء عن الآباء في مرحلة عمرية مبكرة.
وأعاد مسلسل “أشغال شقة” تقديم المشكلات التي تتسبب فيها مربيات الأطفال في بعض البيوت المصرية، وهي مشكلة تتزايد مع اتجاه الآباء والأمهات للعمل وترك المنزل بلا مسؤولية أسرية ورعاية الأبناء، تحديدا في السن الصغيرة، وقدم رسائل تشدد على أن التدخلات الخارجية في المشكلات الزوجية تقود إلى تفكيك الأسرة، وجاءت متضافرة مع المواقف الكوميدية التي شكلت سمة رئيسية للعمل بلا ملل.
فايزة هنداوي: الكتابة الجيدة هي سر تفجير الكوميديا دون ابتذال
ونجح مسلسل “كامل العدد+ 1” في أن يعكس واقع الأسر التي لديها عدد كبير من الأبناء وتأثير ذلك على العلاقة الزوجية والصعوبات التي يواجهها الأب والأم في لتلبية احتياجات الأبناء، والمغريات التي قد يجدها الأب خارج المنزل في حالة لم تكن زوجته توفر له الاهتمام الكامل، وطموحات الأبناء التي قد تكون غير سلمية وبحاجة إلى توجيه أسري، ودخل في تفاصيل المشكلات الأسرية الواقعية بحبكة درامية جيدة وحضور لافت للكوميديا التي تعكس المشكلات بصورة بسيطة جذبت الجمهور.
قالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي إن الكوميديا جاءت في صدارة المسلسلات الأكثر جودة في النصف الأول من الموسم الدرامي، وكلمة السر في الكتابة التي استطاعت تفجير الكوميديا بلا ارتجال أو نكات مبتذلة، واستطاع مؤلفو تلك الأعمال أن يسيروا على أشواك الكتابة الصعبة، وقدموا مواقف اجتماعية تماشت مع الواقع الأسري، ومع أن دينا الشربيني وشريف سلامة بطلي مسلسل “كامل العدد+ 1” غير مصنفين ضمن ممثلي الكوميديا، لكن جودة الكتابة ورؤية الإخراج استطاعتا استكشاف موهبتهما.
وأوضحت في تصريح لـ“العرب” أن الجيد في الأعمال المقدمة هذا العام أنها أعادت تقديم قضايا أو قصص قديمة برؤية جديدة وواقعية، وهو ما حدث في مسلسل “أشغال شقة” الذي قدم قضية الخادمات في شكل مختلف، تميزت فيه عناصر الفكرة الجيدة والكتابة المتطورة وحنكة الإخراج والمونتاج والتصوير، علاوة على كفاءة الممثلين بمن فيهم ضيوف الشرف الذين تحولوا إلى أبطال في هذا المسلسل.
وأشارت هنداوي إلى أن أكرم حسني بطل مسلسل “بابا جه” استفاد من أخطائه السابقة وحينما قدم مسلسل “رجالة البيت” لم يكن على المستوى المطلوب منذ أربع سنوات، واعترف بذلك واعتذر لجمهوره ثم استطاع أن يُحسن من جودة ما يقدمه من أعمال كوميدية، وظهر ذلك من خلال مسلسل “مكتوب عليّا” الذي عرض منذ عامين، ويعد مسلسل هذا العام هو الأفضل، حيث استطاع من خلاله تقديم فكرة تسليع الأب بذكاء ودقة.
يشارك في بطولة مسلسل “بابا جه” نسرين أمين، محمد أوتاكا، سما إبراهيم، الطفلة لاڤينيا نادر، وعدد من ضيوف الشرف، منهم كريم فهمي وأحمد أمين، وهو من تأليف وائل حمدي ومحمد إسماعيل، وإخراج خالد مرعي.
وفطن ممثلو الكوميديا هذا العام إلى وجود شعرة بين خفة الظل والاستظراف، وأن الجمهور باتت لديه القدرة على التفرقة بين المواقف التي تشير إلى وجود قصة متماسكة يمكن الانتباه إليها ومشاهدتها، وبين مسلسلات تحاول انتزاع الضحكات لكن من دون مضمون جيد، وهو ما قاد إلى انصراف المشاهدين عن المسلسلات الكوميدية في السنوات الماضية، وتسبب في تراجعها بوجه عام.
أشارت فايزة هنداوي في حديثها لـ”العرب” إلى أن الاستثناء هذا العام يتمثل في مسلسل “الكبير أوي 8” بعد أن جرى استنزاف أبطاله على مدار المواسم السابقة وسقط في هوة التكرار بدءا من الجزء السابع، وكان متوقعا أن يتوقف عند ذلك الحد بعد أن عزف الكثير من الجمهور عن مشاهدته، وأن بطل العمل كان يمكنه أن يوظف موهبته وذكاءه في تقديم شخصية جديدة.
حاول صناع المسلسل تجديد قصته هذا العام من خلال تقديم قصص خيالية أشبه بحكايات الأطفال، مثل بينوكيو وحكايات ديزني والشمامة وعوالم الفانتازيا، واعتمد على الشخصيات الثلاث المعروفة التي قدمها مكي منذ الجزء الأول وهي الكبير أوي وحزلقوم وجوني.
ولا يرتبط ضمان الاستمرار في تقديم أعمال كوميدية جيدة بالكتابة فقط، لكن الأمر يتوقف أيضا على من يقدم الكوميديا، واختيارات النجوم تحدد بوصلة الأعمال وفقا لطبيعة مسلسلات رمضان التي يكون فيها النجم هو المحور، ومن الممكن أن يؤدي استمرار هشام ماجد وشيكو وأكرم حسني في تقديم أعمال جيدة في المواسم المقبلة إلى الحفاظ على مستوى مناسب من الطاقة الكوميدية.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
الكوميديا في صدارة أعمال النصف الأول من موسم رمضان.
السبت 2024/03/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تقديم الأعمال يعزز تطور الكوميديا
أظهرت أغلب المسلسلات الكوميدية المعروضة خلال السباق الرمضاني أن الكتاب المصريين لا يزالون قادرين على صناعة كوميديا مقنعة وقريبة من المجتمع، دون ابتذال واستسهال، كما كشفت عن مواهب ممثلين لم يحظوا في السابق بالفرص المناسبة التي تطرحهم ضمن سوق الدراما والكوميديا في هوليوود الشرق.
القاهرة - شهدت الأعمال الكوميدية في مصر تحولا مهما في موسم رمضان الحالي، وبعد أن كانت الانتقادات تنصب على المسلسلات التي تعتمد على الابتذال والنكات المكررة، حضرت كوميديا الموقف مستندة إلى قصص اجتماعية استطاعت أن تجذب بها شريحة كبيرة من الجمهور، وتنال إشادات نقاد أيضا، وهو ما يشير إلى أن صُناع هذه النوعية من المسلسلات فطنوا إلى الأخطاء التي وقعوا فيها خلال المواسم الماضية التي تراجعت فيها الكوميديا لحساب الدراما الشعبية.
تعرض منصات رقمية وفضائيات عربية مجموعة الأعمال الكوميدية التي انتهى أغلبها في النصف الأول وتنتمي إلى النمط القصير ذي الـ15 حلقة، وأبرزها “أشغال شقة” بطولة هشام ماجد، و“بابا جه” بطولة أكرم حسني، و”كامل العدد + 1” بطولة دينا الشربيني، بجانب مسلسل “الكبير أوي 8” بطولة أحمد مكي الذي مازال مستمرا حتى نهاية الشهر، و”خالد نور وولده نور خالد” بطولة شيكو، وبدأ عرضه أخيرا.
استمرار هشام ماجد وشيكو وأكرم حسني في تقديم أعمال جيدة يؤدي إلى الحفاظ على مستوى الكوميديا
حضرت الكوميديا في عدد آخر من المسلسلات الاجتماعية التي وظفتها لتقديم وجبة تجذب شريحة من الجمهور مرتبطة بها، وهو أمر لم يكن ظاهرا في أعمال خشي صناعها من قبل أن يؤدي إقحام الكوميديا إلى توجيه انتقادات تطال العمل، وجاء توظيف الكوميديا إيجابيا في مسلسل “إمبراطورية. م” بطولة خالد النبوي، و”لانش بوكس” بطولة غادة عادل.
ينظر البعض من النقاد إلى نجاح الكوميديا وبقائها في صدارة المشاهدات والأعمال الأكثر دقة في المضمون على أنه محض صدفة، والحكم النهائي على تطور الكوميديا بحاجة إلى تقديم أعمال كثيرة تبرهن على حدوث نقلة نوعية حقيقية.
وبالنظر إلى طبيعة الأعمال المقدمة مؤخرا، خارج موسم رمضان، يلاحظ أن عملا مثل مسلسل “حالة خاصة” بطولة طه دسوقي لفت الانتباه إليه، كما أن استمرار عرض مسلسل “كامل العدد” بنفس الأداء الجيد للموسم الثاني على التوالي يشي بوجود تحول في رؤى صُناع الكوميديا، انعكس على أداء ممثلين خاضوا غمار المنافسة.
هناك قناعة بأن الاعتماد على تقديم النكات والضحك وتقسيم المسلسلات إلى اسكتشات صغيرة وتقديم وجوه تجيد أداء فن المونولوج، ليس مفضلا للجمهور، وإن تحقق ذلك بشكل جيد خلال فترة وجيزة من خلال “مسرح مصر” الذي أسسه الفنان الكوميدي أشرف عبدالباقي، لكنه لا يصلح للدراما التلفزيونية التي بحاجة إلى قضايا أعمق والغوص في تفاصيل الحياة الأسرية وصياغة الواقع برؤية نقدية كوميدية.
قدّم مسلسل “بابا جه” في حلقته الأخيرة رسائل مهمة، مفادها أن الأب ليس سلعة يمكن تأجيرها أو تحويله إلى أداة لتلبية احتياجات الأسرة دون أن يكون له دور مهم في التربية والتعرف على تفاصيل حياة أسرته.
ولعب هذا العمل على وتر أزمة تتصاعد في المجتمع المصري، حيث تعاني فئة فيه من مشكلات اقتصادية تجعل الأب يبدو كأداة لتوفير متطلبات الأسرة ويتبعد عن الأبناء، ما يخلف تشوهات اجتماعية عدة تظهر في زيادة معدل الطلاق والانفصال التام للأبناء عن الآباء في مرحلة عمرية مبكرة.
وأعاد مسلسل “أشغال شقة” تقديم المشكلات التي تتسبب فيها مربيات الأطفال في بعض البيوت المصرية، وهي مشكلة تتزايد مع اتجاه الآباء والأمهات للعمل وترك المنزل بلا مسؤولية أسرية ورعاية الأبناء، تحديدا في السن الصغيرة، وقدم رسائل تشدد على أن التدخلات الخارجية في المشكلات الزوجية تقود إلى تفكيك الأسرة، وجاءت متضافرة مع المواقف الكوميدية التي شكلت سمة رئيسية للعمل بلا ملل.
فايزة هنداوي: الكتابة الجيدة هي سر تفجير الكوميديا دون ابتذال
ونجح مسلسل “كامل العدد+ 1” في أن يعكس واقع الأسر التي لديها عدد كبير من الأبناء وتأثير ذلك على العلاقة الزوجية والصعوبات التي يواجهها الأب والأم في لتلبية احتياجات الأبناء، والمغريات التي قد يجدها الأب خارج المنزل في حالة لم تكن زوجته توفر له الاهتمام الكامل، وطموحات الأبناء التي قد تكون غير سلمية وبحاجة إلى توجيه أسري، ودخل في تفاصيل المشكلات الأسرية الواقعية بحبكة درامية جيدة وحضور لافت للكوميديا التي تعكس المشكلات بصورة بسيطة جذبت الجمهور.
قالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي إن الكوميديا جاءت في صدارة المسلسلات الأكثر جودة في النصف الأول من الموسم الدرامي، وكلمة السر في الكتابة التي استطاعت تفجير الكوميديا بلا ارتجال أو نكات مبتذلة، واستطاع مؤلفو تلك الأعمال أن يسيروا على أشواك الكتابة الصعبة، وقدموا مواقف اجتماعية تماشت مع الواقع الأسري، ومع أن دينا الشربيني وشريف سلامة بطلي مسلسل “كامل العدد+ 1” غير مصنفين ضمن ممثلي الكوميديا، لكن جودة الكتابة ورؤية الإخراج استطاعتا استكشاف موهبتهما.
وأوضحت في تصريح لـ“العرب” أن الجيد في الأعمال المقدمة هذا العام أنها أعادت تقديم قضايا أو قصص قديمة برؤية جديدة وواقعية، وهو ما حدث في مسلسل “أشغال شقة” الذي قدم قضية الخادمات في شكل مختلف، تميزت فيه عناصر الفكرة الجيدة والكتابة المتطورة وحنكة الإخراج والمونتاج والتصوير، علاوة على كفاءة الممثلين بمن فيهم ضيوف الشرف الذين تحولوا إلى أبطال في هذا المسلسل.
وأشارت هنداوي إلى أن أكرم حسني بطل مسلسل “بابا جه” استفاد من أخطائه السابقة وحينما قدم مسلسل “رجالة البيت” لم يكن على المستوى المطلوب منذ أربع سنوات، واعترف بذلك واعتذر لجمهوره ثم استطاع أن يُحسن من جودة ما يقدمه من أعمال كوميدية، وظهر ذلك من خلال مسلسل “مكتوب عليّا” الذي عرض منذ عامين، ويعد مسلسل هذا العام هو الأفضل، حيث استطاع من خلاله تقديم فكرة تسليع الأب بذكاء ودقة.
يشارك في بطولة مسلسل “بابا جه” نسرين أمين، محمد أوتاكا، سما إبراهيم، الطفلة لاڤينيا نادر، وعدد من ضيوف الشرف، منهم كريم فهمي وأحمد أمين، وهو من تأليف وائل حمدي ومحمد إسماعيل، وإخراج خالد مرعي.
وفطن ممثلو الكوميديا هذا العام إلى وجود شعرة بين خفة الظل والاستظراف، وأن الجمهور باتت لديه القدرة على التفرقة بين المواقف التي تشير إلى وجود قصة متماسكة يمكن الانتباه إليها ومشاهدتها، وبين مسلسلات تحاول انتزاع الضحكات لكن من دون مضمون جيد، وهو ما قاد إلى انصراف المشاهدين عن المسلسلات الكوميدية في السنوات الماضية، وتسبب في تراجعها بوجه عام.
أشارت فايزة هنداوي في حديثها لـ”العرب” إلى أن الاستثناء هذا العام يتمثل في مسلسل “الكبير أوي 8” بعد أن جرى استنزاف أبطاله على مدار المواسم السابقة وسقط في هوة التكرار بدءا من الجزء السابع، وكان متوقعا أن يتوقف عند ذلك الحد بعد أن عزف الكثير من الجمهور عن مشاهدته، وأن بطل العمل كان يمكنه أن يوظف موهبته وذكاءه في تقديم شخصية جديدة.
حاول صناع المسلسل تجديد قصته هذا العام من خلال تقديم قصص خيالية أشبه بحكايات الأطفال، مثل بينوكيو وحكايات ديزني والشمامة وعوالم الفانتازيا، واعتمد على الشخصيات الثلاث المعروفة التي قدمها مكي منذ الجزء الأول وهي الكبير أوي وحزلقوم وجوني.
ولا يرتبط ضمان الاستمرار في تقديم أعمال كوميدية جيدة بالكتابة فقط، لكن الأمر يتوقف أيضا على من يقدم الكوميديا، واختيارات النجوم تحدد بوصلة الأعمال وفقا لطبيعة مسلسلات رمضان التي يكون فيها النجم هو المحور، ومن الممكن أن يؤدي استمرار هشام ماجد وشيكو وأكرم حسني في تقديم أعمال جيدة في المواسم المقبلة إلى الحفاظ على مستوى مناسب من الطاقة الكوميدية.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري