"جرب تشوف" كوميديا عن قوة العلم في كشف الأكاذيب السياسية
مخرج العمل ركز على التفاصيل الصغيرة التي تعبر عن الحياة اليومية في مدينة مراكش، مما يضيف عمقا إلى التجربة التلفزيونية.
السبت 2024/03/30
انتصار للقيم النبيلة
الرباط - تنطلق أحداث الفيلم التلفزيوني “جرب تشوف” للمخرج لطفي أيت الجاوي حول تفاصيل حياة صالح التي تتسم بالهدوء والبساطة، والذي يعمل في الخزانة البلدية لمدينته، إذ يدخل في حالة من الحزن إثر تلقيه رسالة مفادها تحويل الخزانة إلى قاعة أفراح، فيفشل في محاولة الحفاظ عليها أمام السلطة وجشع المسؤولين.
يدافع صالح عن المكتبة باعتبارها من أقدم مؤسسات المعرفة في التاريخ البشري، فهي بالنسبة إليه ليست مجرد مكان لتخزين الكتب، بل هي مركز للثقافة والتعلم والتفكير النقدي، فضلا عن أنها تعتبر رمزا حيويا للتطور الإنساني والتحصيل العلمي، وهي تحظى بمكانة مرموقة في أي مجتمع يحترم العلم والمعرفة.
العمل من سيناريو بوبكر فهمي، وبطولة كل من عزيز داداس، ماجدولين الإدريسي، إبراهيم خاي ورفيق بوبكر.
مثل هذه الأفلام التلفزيونية البسيطة تحمل مسؤولية كبيرة في نقل القيم النبيلة وتعزيزها بطرق دقيقة ومبسطة، عبر مشاهد ولقطات تتصل بالجمهور العام
تتوالى الأحداث وتصطدم شخصية صالح الذي لعب دوره الممثل عزيز داداس بظهور طيف أدى دوره الممثل رفيق بوبكر من أحد رفوف الخزانة التي يعمل أمينا عليها، فيقدم الطيف نفسه على أنه يملك القدرة على جعل الشخص يغير طبيعته الشخصية بواسطة كتاب سحري، الشيء الذي جعل صالح يقبل عرض هذا الطيف القابع بين الحقيقة والخيال، ليشرع في تصفح الكتاب الذي يحمل كل عنوان فيه خصلة معروفة، كالكرم والشجاعة والمروءة ونكران الذات.
وهنا تأتي قوة الإيحاءات في الفيلم، حيث إن القيم الإنسانية مثل الكرم والشجاعة ونكران الذات من العوامل الأساسية التي تلقننا دروسا حياتية عميقة، ولكن عندما تمتزج هذه الصفات مع شخصية صالح، تتغير حياته ويصبح إنسانا يدافع عن الإنسانية بمعنى الكلمة، إلا أن هذه الصفات تنجح مع أناس وتفشل مع آخرين، فليس كل الناس سواسية، ولكن قوة المشهد تبرز مجموعة من القيم في فصول الكتاب تبعث الأمل والتفاؤل.
يتميز تكوين اللقطات والإيقاع الزمني لسرد الأحداث بمنطقية تجذب الانتباه وتحافظ على تركيز المشاهد، فلا مجال للملل أو التشتت أثناء متابعة التطورات، إذ تأتي بداية هذا السرد في المشاهد التي تتغير فيها شخصية صالح جذريا بعد أخذه صفحة من خصلة الشجاعة، والتي بالرغم من أن تأثيرها مقتصر على يوم واحد، إلا أن تداعياتها تظهر على سلوكه وعلى تفاعل المارة في الشارع، الشيء الذي جعل صالح يتلقى الاحترام والتقدير من سكان الحي.
وتعكس ردود أفعال الشخصيات المحيطة بـصالح الزوبعة التي أثارتها تحولاته النفسية، بدءا من زوجته التي لعبت دورها الممثلة ماجدولين الإدريسي، حيث أصبحت مترددة في تصرفاتها معه، مما يضفي على القصة جوا كوميديا مشوقا، بينما يحاول المسؤولون في البلدية استمالة صالح وإغرائه بطرق مختلفة، في محاولة لتطويق موضوع الخزانة.
وتأتي عادة رمزية الكتب في المشاهد لتذكرنا بأهمية النظر إلى الخارج وإلى الآخرين، وتشجعنا على تقديم المساعدة والدعم لمن يحتاجون، دون أن ننتظر مقابلا ماديا، وهكذا تنبثق قيمة نكران الذات كأداة قوية لبناء علاقات إنسانية أكثر تفاعلية وتضامنية، ولكن في حالة شخصية صالح، فقد أراده كل من حوله أن يبقى كيفما كان بسيطا وخائفا ولا يحدث ضجة، والمجتمع لا يرحم مثل هذا النوع من الشخصيات، لذلك لا يقبلون منهم أن يتغيروا أو يحدثوا أي تغيير يقلب الموازين.
من كواليس العمل
ويعتبر أداء الممثل عزيز داداس في غاية الإقناع، خاصة في تكوين اللقطات التي تبرز مقابلة صالح وطيف الخزانة، أثناء المشهد الذي قدّم فيه الطيف اقتراحا على صالح بأن يتحلى باللامبالاة كي لا يهتم بشؤون الآخرين، ولكن الطيف أخطأ وناوله الخسة والدناءة، فيجد صالح نفسه مجددا في مواقف محرجة ومثيرة للضحك.
أما أداء الممثل رفيق بوبكر، فهو رصين ومتمكن من أدواته التعبيرية، سواء على مستوى ملامح الوجه أو على مستوى الحركات، وعلاقته مع شخصية صالح منسجمة، ففي كل مرة تحدث التجربة بينهما طرائق كوميدية.
يبرز هذان المشهدان فصولا من الكتاب الذي قدمه الطيف والتي تحثنا على التخلص من الصفات الدنيئة، فمثل هذه اللقطات التلفزيونية البسيطة تمتلك القدرة على توسيع آفاقنا وتعريفنا بالقيم الإنسانية كالنزاهة والشجاعة والعطاء والعدالة، ومن خلال تجارب عدة صفات في شخصية صالح نتعلم كيف يمكننا التغلب على العيوب في شخصياتنا وتحويلها إلى صفات إيجابية.
وتبرز المشاهد اللاحقة جانبا من السياسة في قالب يجمع السخرية والدراما والكوميديا السوداء، وخاصة في تكوين اللقطات التي تبين محاولة المسؤولين استغلال السمعة الطيبة التي يتمتع بها صالح في الحي لدفعه إلى الترشيح في الانتخابات، لكن سرعان ما ينقلب عليهم السحر، في اللقطة التي يقصد فيها صالح الطيف ليأخذ منه خصلة المسؤولية، ليكون منتخبا نزيها وصالحا، لكن الخطأ يقع مرة أخرى ويأخذ أوراقا من كتاب الصراحة عوض المسؤولية، وأثناء تقديم برنامجه للسكان، تقوم الصراحة بمفعولها، إذ جعلت صالح يفضح المسؤولين، ثم امتدت الصراحة إلى علاقته بزوجته.
يكشف تكوين هذه اللقطات الاستغلال السياسي الدنيء للمؤثرين وأصحاب السمعة الطيبة في كسب الانتخابات، إذ إنها ظاهرة تندرج ضمن سياق الصراع السياسي المستمر، في كل دورة انتخابية، يتجه السياسيون باتجاه استغلال أي مورد ممكن للفوز بمقاعد السلطة، سواء كان ذلك عبر استخدام الأموال والوعود الزائفة أو حتى استغلال سمعة شخصيات مؤثرة في المجتمع مثل ما فعلوا مع شخصية صالح.
إن تلك الممارسات السياسية الخبيثة تمثل تهديدا كبيرا للديمقراطية وسلامة العملية الانتخابية، حيث تسيء استخدام السمعة والنفوذ لتشويه صورة المنافسين وتضليل الناخبين، بدلا من مناقشة القضايا وتقديم الحلول الواقعية للمشاكل التي تواجه المجتمع، لكن الجميل هو أن صالح بعد ما تشبع بمجموعة من القيم التي عالجتها فصول الكتاب، أدرك أن قول الحق في زمن مات فيه الضمير الإنساني ورجحت فيه كفة المصالح هو السبيل إلى التغيير والتصالح مع الذات.
وتمكن المخرج لطفي أيت الجاوي من خلال استخدام الكاميرا المتحركة من تعزيز الحركة والديناميكية في المنظر العام لمدينة مراكش، مما يضفي على الأزقة الضيقة والشوارع الكبرى رونقا وحيوية لافتة، وهذا يخلق تجربة ظريفة ومثيرة للمشاهدين، حيث يشعرون بمغامرة وكأنهم يستكشفون مدينة مراكش بأنفسهم.
كما نقل المخرج باستخدام اللقطات المتوسطة والقريبة العواطف والمشاعر بشكل واقعي وملموس، مما يجعل القصة أكثر قربا من المشاهدين، إذ يتميز أسلوبه بالتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تعبر عن الحياة اليومية في مدينة مراكش، مما يضيف عمقا إلى التجربة التلفزيونية الكوميدية.
وتحمل مثل هذه الأفلام التلفزيونية البسيطة مسؤولية كبيرة في نقل القيم النبيلة وتعزيزها بطرق دقيقة ومبسطة، عبر مشاهد ولقطات تتصل بالجمهور العام، إذ إنها تصنع فرصا للتأمل والتأثر، مما يؤدي إلى تعزيز القيم مثل العدالة والتسامح.
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي
مخرج العمل ركز على التفاصيل الصغيرة التي تعبر عن الحياة اليومية في مدينة مراكش، مما يضيف عمقا إلى التجربة التلفزيونية.
السبت 2024/03/30
انتصار للقيم النبيلة
الرباط - تنطلق أحداث الفيلم التلفزيوني “جرب تشوف” للمخرج لطفي أيت الجاوي حول تفاصيل حياة صالح التي تتسم بالهدوء والبساطة، والذي يعمل في الخزانة البلدية لمدينته، إذ يدخل في حالة من الحزن إثر تلقيه رسالة مفادها تحويل الخزانة إلى قاعة أفراح، فيفشل في محاولة الحفاظ عليها أمام السلطة وجشع المسؤولين.
يدافع صالح عن المكتبة باعتبارها من أقدم مؤسسات المعرفة في التاريخ البشري، فهي بالنسبة إليه ليست مجرد مكان لتخزين الكتب، بل هي مركز للثقافة والتعلم والتفكير النقدي، فضلا عن أنها تعتبر رمزا حيويا للتطور الإنساني والتحصيل العلمي، وهي تحظى بمكانة مرموقة في أي مجتمع يحترم العلم والمعرفة.
العمل من سيناريو بوبكر فهمي، وبطولة كل من عزيز داداس، ماجدولين الإدريسي، إبراهيم خاي ورفيق بوبكر.
مثل هذه الأفلام التلفزيونية البسيطة تحمل مسؤولية كبيرة في نقل القيم النبيلة وتعزيزها بطرق دقيقة ومبسطة، عبر مشاهد ولقطات تتصل بالجمهور العام
تتوالى الأحداث وتصطدم شخصية صالح الذي لعب دوره الممثل عزيز داداس بظهور طيف أدى دوره الممثل رفيق بوبكر من أحد رفوف الخزانة التي يعمل أمينا عليها، فيقدم الطيف نفسه على أنه يملك القدرة على جعل الشخص يغير طبيعته الشخصية بواسطة كتاب سحري، الشيء الذي جعل صالح يقبل عرض هذا الطيف القابع بين الحقيقة والخيال، ليشرع في تصفح الكتاب الذي يحمل كل عنوان فيه خصلة معروفة، كالكرم والشجاعة والمروءة ونكران الذات.
وهنا تأتي قوة الإيحاءات في الفيلم، حيث إن القيم الإنسانية مثل الكرم والشجاعة ونكران الذات من العوامل الأساسية التي تلقننا دروسا حياتية عميقة، ولكن عندما تمتزج هذه الصفات مع شخصية صالح، تتغير حياته ويصبح إنسانا يدافع عن الإنسانية بمعنى الكلمة، إلا أن هذه الصفات تنجح مع أناس وتفشل مع آخرين، فليس كل الناس سواسية، ولكن قوة المشهد تبرز مجموعة من القيم في فصول الكتاب تبعث الأمل والتفاؤل.
يتميز تكوين اللقطات والإيقاع الزمني لسرد الأحداث بمنطقية تجذب الانتباه وتحافظ على تركيز المشاهد، فلا مجال للملل أو التشتت أثناء متابعة التطورات، إذ تأتي بداية هذا السرد في المشاهد التي تتغير فيها شخصية صالح جذريا بعد أخذه صفحة من خصلة الشجاعة، والتي بالرغم من أن تأثيرها مقتصر على يوم واحد، إلا أن تداعياتها تظهر على سلوكه وعلى تفاعل المارة في الشارع، الشيء الذي جعل صالح يتلقى الاحترام والتقدير من سكان الحي.
وتعكس ردود أفعال الشخصيات المحيطة بـصالح الزوبعة التي أثارتها تحولاته النفسية، بدءا من زوجته التي لعبت دورها الممثلة ماجدولين الإدريسي، حيث أصبحت مترددة في تصرفاتها معه، مما يضفي على القصة جوا كوميديا مشوقا، بينما يحاول المسؤولون في البلدية استمالة صالح وإغرائه بطرق مختلفة، في محاولة لتطويق موضوع الخزانة.
وتأتي عادة رمزية الكتب في المشاهد لتذكرنا بأهمية النظر إلى الخارج وإلى الآخرين، وتشجعنا على تقديم المساعدة والدعم لمن يحتاجون، دون أن ننتظر مقابلا ماديا، وهكذا تنبثق قيمة نكران الذات كأداة قوية لبناء علاقات إنسانية أكثر تفاعلية وتضامنية، ولكن في حالة شخصية صالح، فقد أراده كل من حوله أن يبقى كيفما كان بسيطا وخائفا ولا يحدث ضجة، والمجتمع لا يرحم مثل هذا النوع من الشخصيات، لذلك لا يقبلون منهم أن يتغيروا أو يحدثوا أي تغيير يقلب الموازين.
من كواليس العمل
ويعتبر أداء الممثل عزيز داداس في غاية الإقناع، خاصة في تكوين اللقطات التي تبرز مقابلة صالح وطيف الخزانة، أثناء المشهد الذي قدّم فيه الطيف اقتراحا على صالح بأن يتحلى باللامبالاة كي لا يهتم بشؤون الآخرين، ولكن الطيف أخطأ وناوله الخسة والدناءة، فيجد صالح نفسه مجددا في مواقف محرجة ومثيرة للضحك.
أما أداء الممثل رفيق بوبكر، فهو رصين ومتمكن من أدواته التعبيرية، سواء على مستوى ملامح الوجه أو على مستوى الحركات، وعلاقته مع شخصية صالح منسجمة، ففي كل مرة تحدث التجربة بينهما طرائق كوميدية.
يبرز هذان المشهدان فصولا من الكتاب الذي قدمه الطيف والتي تحثنا على التخلص من الصفات الدنيئة، فمثل هذه اللقطات التلفزيونية البسيطة تمتلك القدرة على توسيع آفاقنا وتعريفنا بالقيم الإنسانية كالنزاهة والشجاعة والعطاء والعدالة، ومن خلال تجارب عدة صفات في شخصية صالح نتعلم كيف يمكننا التغلب على العيوب في شخصياتنا وتحويلها إلى صفات إيجابية.
وتبرز المشاهد اللاحقة جانبا من السياسة في قالب يجمع السخرية والدراما والكوميديا السوداء، وخاصة في تكوين اللقطات التي تبين محاولة المسؤولين استغلال السمعة الطيبة التي يتمتع بها صالح في الحي لدفعه إلى الترشيح في الانتخابات، لكن سرعان ما ينقلب عليهم السحر، في اللقطة التي يقصد فيها صالح الطيف ليأخذ منه خصلة المسؤولية، ليكون منتخبا نزيها وصالحا، لكن الخطأ يقع مرة أخرى ويأخذ أوراقا من كتاب الصراحة عوض المسؤولية، وأثناء تقديم برنامجه للسكان، تقوم الصراحة بمفعولها، إذ جعلت صالح يفضح المسؤولين، ثم امتدت الصراحة إلى علاقته بزوجته.
يكشف تكوين هذه اللقطات الاستغلال السياسي الدنيء للمؤثرين وأصحاب السمعة الطيبة في كسب الانتخابات، إذ إنها ظاهرة تندرج ضمن سياق الصراع السياسي المستمر، في كل دورة انتخابية، يتجه السياسيون باتجاه استغلال أي مورد ممكن للفوز بمقاعد السلطة، سواء كان ذلك عبر استخدام الأموال والوعود الزائفة أو حتى استغلال سمعة شخصيات مؤثرة في المجتمع مثل ما فعلوا مع شخصية صالح.
إن تلك الممارسات السياسية الخبيثة تمثل تهديدا كبيرا للديمقراطية وسلامة العملية الانتخابية، حيث تسيء استخدام السمعة والنفوذ لتشويه صورة المنافسين وتضليل الناخبين، بدلا من مناقشة القضايا وتقديم الحلول الواقعية للمشاكل التي تواجه المجتمع، لكن الجميل هو أن صالح بعد ما تشبع بمجموعة من القيم التي عالجتها فصول الكتاب، أدرك أن قول الحق في زمن مات فيه الضمير الإنساني ورجحت فيه كفة المصالح هو السبيل إلى التغيير والتصالح مع الذات.
وتمكن المخرج لطفي أيت الجاوي من خلال استخدام الكاميرا المتحركة من تعزيز الحركة والديناميكية في المنظر العام لمدينة مراكش، مما يضفي على الأزقة الضيقة والشوارع الكبرى رونقا وحيوية لافتة، وهذا يخلق تجربة ظريفة ومثيرة للمشاهدين، حيث يشعرون بمغامرة وكأنهم يستكشفون مدينة مراكش بأنفسهم.
كما نقل المخرج باستخدام اللقطات المتوسطة والقريبة العواطف والمشاعر بشكل واقعي وملموس، مما يجعل القصة أكثر قربا من المشاهدين، إذ يتميز أسلوبه بالتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تعبر عن الحياة اليومية في مدينة مراكش، مما يضيف عمقا إلى التجربة التلفزيونية الكوميدية.
وتحمل مثل هذه الأفلام التلفزيونية البسيطة مسؤولية كبيرة في نقل القيم النبيلة وتعزيزها بطرق دقيقة ومبسطة، عبر مشاهد ولقطات تتصل بالجمهور العام، إذ إنها تصنع فرصا للتأمل والتأثر، مما يؤدي إلى تعزيز القيم مثل العدالة والتسامح.
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي