"قسمين"... إغفاءة على كتف النهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "قسمين"... إغفاءة على كتف النهر


    "قسمين"... إغفاءة على كتف النهر
    قريّة الزيتون والليمون
    ............................................
    قرية تتميّز بجبالها الخضراء وطبيعة مناخها الرائع فلا برد الشّتاء يحجُب شمسها الدّافئة، ولا حرارة الصّيف تمنع هواءها العليل.
    ☆سميت القرية "قسمين" نسبة إلى (قس أمين) وهو رجل مسيحي كان يملك هذه الضيعة وفيما بعد اختصرت هذه التسمية وأصبحت "قسمين".وهي بالأصل كانت "بيت مون" أي بيت الإله وعبر تسلسل التاريخ أصبحت "بيت الدين" ولا يزال "وادي بيت الدين" على طرف البحيرة معروفاً لأهاليها حتى الآن
    .
    ☆وهناك مقولة ثانية لاسم القرية الذي يقسم إلى كلمتين هما (القوس والمــين) حيث ان المين واللون واللينا من أسماء القمر بلغة أوغاريت / باللغة الإنكليزية، والقوس Moonوالمين / هو جزء من الدائرة وتعني (قوس القمر) ذلك أنّ شكل القرية الجغرافي من جهة الشرق تظهر على شكل هلال ومع الأيام أصبحت من /قوس القمر/،
    .
    ☆وايضا هناك رأي آخر«اسمها الأصلي مزارع قسمين نسبة إلى قرى ثلاث (قسمين- الرويسة- الحارة)، فهذه القرى كانت لثلاثة إخوة وفيما بعد قاموا بضمها فأصبحت قرية واحدة سُميت قسمين
    سكن أهل القرية في قسمين منذ زمن بعيد يتجاوز \300\ عام، فقد اتت أولى العائلات التي استقرت بها من مناطق مختلفة، ولا تزال منازلهم موجودة في نفس المكان الذي سكنوه عند قدومهم.
    .
    طبيعة القرية وخصوبة أراضيها شجعت على الزراعة وخصوصاً زراعة القمح والتبغ حيث كان معظم أهالي القرية يعيشون من الزراعة باستثناء الموظفين الذين كانو يسمون "أمراء"، أما الآن فقد أصبح الاعتماد على زراعة أشجار الزيتون والحمضيات وتراجعت الزراعات الموسمية.
    .
    كانت "قسمين" في الماضي تعاني كغيرها من باقي القرى من صعوبات توافر متطلبات الحياة ، اذ لم يكن الماء يتوافر في البيوت، فكان السكان يذهبون إلى العين (نبع ينحدر من مرتفعٍ عالٍ، مياهه نقيّة وصالحة للشرب) ويقومون بتعبئة الماء منه في "الراوي" (شكل بيضوي مصنوع من الجلد يحفظ الماء)، كما أنّ أغلبية الناس كانوا يستحمون في مغاور قرب النبع بينما كانت النسوة يغسلن الثياب قرب النبع ليوفرن جهد نقل المياه.
    .
    تتميز القرية بالإضافة إلى روعة طلتها ونقاء مياه نبعها بوجود قلعة "الرباص" فيها (فهي من أقدم القلاع وموجودة في مكان مطل على السد)،
    إضافة لوجود "الترب" (وهو عبارة عن أشجار كثيفة تغطي مساحة معينة من مرتفع يقع وسط القرية يذهب إليه الناس للجلوس وتناول الطعام والتمتع بجمال القرية).
    .
    التّعليم في القرية كان ومازال رفيع المستوى فقد خرّجت القرية (أساتذة وأطباء ومحامين وعلماء ذرّة ومهندسين)، لتوافر المدارس (مدرسة قسمين الابتدائية مدرسة رويسة قسمين الثانوية) وتميُّز كادرها التدريسي.
    .
    كان السكان قديما يعيشون في بيوت مصنوعة من التراب، وكان الرجل يلبس "قنبازا" و"شروالا" ويلف رأسه بشملة ويثبتها بعقال، وكان سكان القرية جميعهم يسكنون حول ساحة القرية، ويجتمعون فيها للتسلية واللعب، كما أن جميع الأعراس والاحتفالات كانت تقام فيها.
    وفيما بعد بدأ السكان يتوسعون فقاموا ببناء البيوت وتوزعوا بشكل بعيد عن الساحة الأمر الذي زاد مساحة القرية أكثر.
    و كان الأهالي يطحنون البرغل في الساحة بواسطة "الباطوس" (عبارة عن أداة حجرية كبيرة ودائريّة الشكل)، ومازال موجوداً حتى الآن.
    .
    باتت "قسمين" اليوم قرية مخدمة بكل المقاييس اذ يتوافر فيها كهرباء وماء، فقد استملك (90 بالمئة) من أراضي القرية لبناء سد 16 تشرين الذي يروي القرية وجميع القرى المحيطة بها، مع العلم أن مياهه صالحة للشرب نظرا لاحتوائها على آبار وقنوات يُغذيها السد، وفي القرية فرن آلي يخبز كل يوم ويتوافر فيه الخبز والطحين بكثرة.
    وتشتهر القرية بمتحفها الجيولوجي المعروف باسم متحف الدكتور الراحل "فواز الأزكي" وهو من أهم المتاحف الجيولوجية في العالم.
    الجدير بالذكر أن قرية قسمين محاطة بقرى "الرويسة والكنيسات والجريمقية" من جهة ومن جهة أخرى بقرى "البهلولية ومشقيتا والصفصاف"، وهي تبعد عن مدينة "اللاذقية" حوالي \22\ كم.
    .
    يمكن الوصول إلى قسمين من مدخل اللاذقية القادم من حلب إلى اليمين ومنها يمكن الوصول إلى البحيرات السبع والتمتع بمناظر طبيعية فريدة ليس لها مثيل وخاصة إذا قرنتها مع الطبيعة العذراء.
    يوجد فيها قلعة "الرباص" وهي موجودة شمال غرب القرية...
    وقسم من أراضيها يسمى عقاريا "وطى السريان" نسبة ل"قلعة السريان" و الموجودة على الخارطة الأثرية ..
    .
    ومن أشهر القرى المحيطة بها، قرية "ستمرخو" وهي أقدم قرية مأهولة على وجه الأرض وإلى الشمال منها والجنوب يوجد ثلاث قرى ما قبل التاريخ مثل "القلوف" و"الدامات" و"بدميون" وإلى جوارها "جبريون"
    .
    وفي دراسات في المتحف الوطني بدمشق تم الحديث مع الوثائق على القرى المذكورة وإلى أن حوض نهر الكبير الشمالي هو موطن الإنسان النياندرتالي الأول.
    هي قرية جميلة طبيعة وموقعاً فهي مكان خصب للاستثمار السياحي رفيع المستوى مع قربها من المدينة والبحر وإطلالتها الساحرة على البحيرة وجبل الأقرع وسلسلة الجبال الغربية..
    حيث ترى وبالعين المجردة "جبل الأقرع" و"صلنفة" وغيرها من المناظر الجبلية الممتدة على جزء كبير من السلسلة مع كل ما يمتاز بها جوها وطبيعتها وسحر الشروق والغروب وفي أيام الصحو رؤية النجود والبدر وما تهمس لك البحيرة والأشجار وما يسره لك الليل إذا ما كنت من الساهرين
    فيها مقصفان جميلا يطلان على بحيرات النهر الكبير الشمالي ذات المناظر الخلابة.
    ===============================
    مدونة وطن





يعمل...
X