نهر زغرين .... أمازون "اللاذقية"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صور تلك الغابة التي يخترقها النهر، لطالما كنا لا نراها إلا من خلال الأفلام الوثائقية التي كانت تصور الأنهار الكبيرة التي تخترق الغابات والحدود الجغرافية، ولكن اللوحة الطبيعية التي يرسمها نهر "زغرين"، وإن لم يكن هناك مقارنة أو تشابه بنهر "الأمازون"، أقرب ما يمكن وصفه بأمازون اللاذقية من خلال تداخلاته وانحداره وتخلله غابة "شجر العرعر" العملاقة والمعمرة ليأخذ لنفسه مسارات تبدأ من نبعه البعيد حوالي 10 كم في إحدى تلال بلدة "بلوران" والذي يدعى "نبع الشراشير".
.
نهر "زغرين" لوحة مرسومة في الفضاء الخارجي ولا تستطيع أي لوحة التعبير عنه كاملاً لأن ريشة الرسام مهما أبدعت ألواناً وصوراً في اللوحة فلن ترقى إلى الريشة السحرية وألوانها الإلهية التي أبدعها خالق النهر في فضائه،..
ولا يخلو النهر من المخلوقات المائية من أسماك وسلاحف وبط عائم على سطحه وأعشاش للطيور بين أعشاب ضفافه وطيور ترتوي منه، وهو مقصد لساكني المنطقة ونواحيها، بالإضافة إلى أنه مقصد للنزهة لسكان "اللاذقية" للترفيه عن أنفسهم والسباحة وإعادة برمجة للعقول المشحونة بصخب المدينة..،
.
.يبتعد منبع هذا النهر عن آخر مستقر له حوالي 10 كم عن مصبه الذي ينتهي عند آخر "وادي قنديل" في البحر.. ومياه هذا النهر غير صالحة للشرب بسبب تعرضها لمشاركة روافد مائية من بلدة "السرسكية"، وعرف عن هذه الينابيع بأنها غير صالحة للشرب ويعتقد بأن الماء ملوث..
.
الإقبال كبير جدا على هذه المنطقة من قبل الوافدين للمنطقة والزوار من كافة الأنحاء صيفاً، أما في الشتاء فيبدو المشهد أكثر جمالا لطبيعة الجو وسحر النهر وتناغمه مع الغابة والجبل، وصوت خرير ماء النهر غير المنقطع وحفيف الأشجار، مع جميع تلك العناصر تتشكل فرقة موسيقية مكوناتها الإنسان والطبيعة فقط،
.
ان الأنهار التي تلتقي مع البحر نادرة ولها طابع خاص حيث تجمع الماء الحلو بالمالح دون اختلاط المخلوقات البحرية والنهرية مع بعضها، فنتمنى تسليط الضوء على هذه المناطق لكي يسمع عنها ويراها كل الناس