قلعة سكرة.. التاريخية غرب الحسكة.. طراز معماري مميز
.................................................. ...................................
وحدها تحمل أرواح وذكريات ضائعة تناوب على تشكيلها أمم وقوافل، وحدها تحمل إشارات للغائب وأسرار حياة وجدت ذات يوم في أرضها، وحدها تقص علينا حكاية الأمس الغابر.
وحدها أوابد الأولين وما حملته بين طياتها تخبرنا حكاية حضارات مرت عليها ولم يتبق منها إلا مشاهد للآتي، أما هذه المرة فتخبرنا قلعة "سكرة" حكايتها مع الزمن..
.
بين طيات جبل "عبد العزيز" وبعد عبور طريق وعر، يطل عليك التاريخ الأيوبي من خلال صرح على قمة جبل، حامية أيوبية تقع كعين للدولة على الممر الوحيد في هذا الجبل، قلعة "سكرة" تحكي تاريخ حضارة سادت البلاد في حقبة زمنية، ولا تزال آثارها باقية تخبر الأجيال أن التاريخ مرَّ من هنا..
.
تقع قلعة "سكرة" التاريخية إلى الغرب من مدينة "الحسكة" وتبعد عنها ما يقارب الـ35كم على "جبل عبد العزيز"..وفي نهاية طريق يخترق "جبل عبد العزيز" متفرعاً عن الطريق الواصل إلى "مغلوجة" حيث تطل آثارها من إحدى القمم مفصحة بجلاء عن طراز معماري مميز ينتسب إلى الفترتين الأيوبية والمملوكية.
.
شيدت من أجل غرض عسكري بحت ، ولا ينطبق عليها تسمية القلاع،هي عبارة عن حامية عسكرية صغيرة، والغرض من إنشائها كان لمراقبة السهل الشمالي لـجبل عبد العزيز، والتحكم بالممر الجبلي الذي يقسم الجبل من الشمال إلى الجنوب، وهذا الممر على ما يبدو كان صلة الوصل بين السهل الشمالي والسهل الجنوبي..
.
والمرتفع الجبلي الذي بنيت عليه القلعة هو مرتفع طبيعي ومحصن وفيه انحدارات شديدة من كافة الجهات، تصل في بعض الأحيان زاوية انحداره إلى (70) درجة ويبلغ ارتفاع القلعة عن السهول المحيطة حوالي(300م) . ويتم الوصول إليها بواسطة طريق معبد ونعتقد أن الدخول إلى القلعة كان من الجهة الجنوبية الغربية، حيث الإشراف المباشر على السهل الشمالي الشرقي من خلال الفتحة التي تقطع "جبل عبد العزيز" من الشمال إلى الجنوب وهو محور الطريق المعبد الذي يمر من أسفل القلعة.
.
يوحي الشكل العام للموقع الذي تنتشر في أرجائه الكسر الفخارية أن القلعة خصصت للأعمال الدفاعية ويؤكد الآثاريون أنها شيدت من أجل غرض عسكري محض..
.
تبلغ مساحة القلعة (150× 80م2). وتتكون من أبراج وجدران مبنية من الحجر الكلسي تتراوح إبعاد المداميك المبنية من (20-40سم) وغير منتظمة،وما زالت أربعة منها قائمة حتى اليوم.
.
يوجد حالياً آثار وبقايا لأربعة أبراج يربطها ببعضها البعض سور خارجي لكنه متهدم كلياً ولم يبق منه سوى بعض بقايا أساسات غير واضحة المعالم ولا تعطي أية معلومات عن الأبعاد والمظهر والشكل الذي كان عليه السور في الماضي ،
ويظهر ضمن أحد الأبراج قبة مزخرفة من الداخل بزخارف هندسية جصية ذات نمط إسلامي وذلك في الطابق الأرضي للبرج الثاني ،
أما باحتها فهي عبارة عن أرضية صخرية من الحجر الكلسي الأصفر ، وفي الجهة الغربية منها تتوضع بقايا أساسات لجدران قد تكون لمنشآت كانت تخدم القلعة لكنها الآن متهدمة كلياً ،
.
يشار إلى أن جميع جدران وبدنات القلعة متهدمة كلياً ولا تظهر منها سوى بقايا أساساتها، كاشفة عن باحة صخرية تحتضن خمس آبار دائرية منحوتة في زاويتها الجنوبية الشرقية وبعمق يتراوح بين (3 و8 م). والآبار لها فتحة دائرية بقطر متر واحد تقريباً من الأعلى وتتسع كلما تعمق البئر ليصبح القطر عند القاعدة حوالي ٥ - ٧ م ، ومن المرجح أن هذه الآبار كانت خزانات لتجميع المياه .
.
خضعت القلعة للترميم من أجل الحفاظ عليها ووضعها في الاستثمار السياحي، كما تم فتح طريق يصلها بالطريق العام(الحسكة – مغلوجة) وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في محافظة الحسكة
.
وكانت دائرة آثار الحسكة التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف قد أجرت أعمال ترميم وتدعيم أساسات الأبراج وإعادة بناء أجزاء من جدران الأبراج. حيث تضمنت أعمال الترميم وضع شبك حديدي لتغطية الآبار الموجودة في باحة القلعة لحماية الزائرين من خطر السقوط وتم تشييد درج في الجهة الجنوبية الغربية منها من أجل سهولة الوصول إلى القلعة، إضافة إلى تنفيذ سياج معدني للدرج واستراحات ومقاعد.
.
ويذكر أنه تمت عملية تشجير حول التل الذي ترتكز عليه القلعة وتم بناء درج من أسفل التل حتى الوصول إلى القلعة لتسهيل الذهاب اليها،
======================
بلاد الشام Levant