من طبّال إلى نبي: ماذا تعرف عن مدعي النبوة نشأت منذر؟
من
انتشرت هذه الصورة التي تدعي أن نشأت منذر كان طبالًا في أحد الكازينوهات
Play Video
Play Video
فيديو اعلاني - تصوير الأنبياء والرسل وفتنة التصوير
على مر التاريخ، ظهر الكثير من مدعي النبوة، وأضعاف العدد من العرافين والمنجمين الذين يبشرون بالكوارث مقتنصين الفرصة المناسبة لإثارة هلع واهتمام الناس.
توقف انتشار هذه الظواهر إلى حدّ كبير في ظل انفتاح البشر على الإنترنت والمعرفة، لكن هذا الأمر يبدو مختلفًا اليوم، وفي لبنان تحديدًا، حيث يوجد العديد من المنجمين، وهو البلد الذي ظهر فيه النبي الجديد نشأت عبد النور.
أصبح مدعي النبوة اللبناني، نشأت عبد النور، حديث السوشيال ميديا خصوصًا بعدما ظهر مع المنجّمة المشهورة كارمن شماس في عددٍ من الفيديوهات على قناتها، لتنشر الأخيرة رسالته وتهنئ الشعب اللبناني بقدوم النبي الجديد.
الإعلانات
حاملًا صولجانه الذي يشبه رأس النرجيلة، ومرتديًا زيّه الغريب، وعلى رأسه تلك الرموز الغامضة، ظهر نشأت على مواقع التواصل الاجتماعي ليعلن عن نبوّته، آملًا كسب أتباعه بالحبّ والسلام.
لم تكن شهرة نشأت كبيرة قبل ظهوره مع كارمن التي هنّأت متابعيها بقدوم نشأت وقدوم الخلاص معه، وهي مقتنعة تمامًا بنبوّته.
ويبدو أنها أحبّت ركوب هذا ”التريند“ لأسباب مجهولة، قائلة أنّ وهج النور الإلهي ظهر فوق لبنان منذ أسبوعين، وهو دليلٌ على مجيء النبي المنتظر منذ 1500 سنة.
فمن هذه الشخصية الغريبة التي أثارت جدلًا وسخرية واسعَين على وسائل التواصل؟
الإعلاناتنشأت منذر، طبّال في أحد الكازينوهات
نشر أحد الأشخاص صورة يدعي فيها أن نشأت (المُشار إليه في الصورة) كان طبالًا في أحد الكازينوهات، لكن لا يوجد ما يؤكد هذا الادعاء.
ظهر نشأت منذر، أو الرسول نشأت عبد النور كما يحب أن يسمّي نفسه، حاملًا عصا غريبة يدعي أنها عصا سحريّة تنقله بين البلدان المختلفة بدقيقة واحدة، ويدعي أن خاتمه هو أداة يكافئ أتباعه من خلالها أو يعاقبهم.
يدعي أيضًا أنه زار كوكب المريخ، وأن كافة الأمراض والمصائب التي تحلّ بنا ناتجة عن تناول لحوم الحيوانات، مستشهدًا بفيروس كورونا طبعًا (وهل يفوّت مدّعي النبوة فرصة استغلال الأزمات للتبشير بمعتقداتهم؟)
في خضمّ تلك الفوضى التي أثارها على السوشيال ميديا، ظهر حسابٌ باسم ”إيهاب أمين“، نشر صورة قديمة يدعي فيها أن نشأت النبي ما هو إلا عازف الطبل الموجود في الصورة.
يقول البعض أنه مصري وليس لبناني، بينما يدعي آخرون أنه لبناني ينتمي إلى الطائفة الدرزية. بصرف النظر عن هذا الرأي أو ذاك، يبدو أن نشأت استطاع الحصول على شهرة واسعة، وقد لا تكون شهرة مؤقتة، من خلال ادعاء النبوة وأمور أخرى عجيبة.
Sponsored Links
الإعلاناتالحمية النباتية أبرز تعاليمه
ظهر نشأت عدة مرات على قناة المنجمة اللبنانية كارمن شماس.
يقول نشأت أن البشرية ستهلك تمامًا إذا لم تتوقف عن أكل لحوم الحيوانات. لا نعلم من أين جاء نشأت بهذا الادعاء، لكن لا بدّ من العودة إلى تاريخ دعوة نشأت واعتناقه النباتية حتى نفهم الأشياء التي يدافع عنها.
يَدّعي نشأت أنه أحد تلاميذ معلّمة روحية فيتنامية تُدعى (شينج هاي)، والأخيرة هي شخصية روحانية جمعت أتباعًا في بلادها وادعت أيضًا قصصًا أسطورية لا يمكن تصديقها.
تقول (شينج هاي) أنها تتحدّث إلى الله وتدعوه بالمعلّم الأعلى، وتمتلك سلسلة مطاعم نباتيّة اسمها Loving Hut لها أفرعٌ في مختلف أنحاء العالم.
أما تعاليمها، فيبدو أنها مزيجٌ من الديانات الإبراهيمية والبوذية، ولا شيء جديد فيها سوى الاهتمام الشديد بالنباتية.
نعود إلى نشأت، الذي يدعي أنه تلقى تعاليمه من (شينج هاي) نفسها، وهو ما يفسّر تركيزه الشديد على عدم إيذاء الحيوانات، مقترحًا تناول النباتات كبديل، وهو شيء جميل حقًا لو أن الموضوع اقتصر على التوعية العلمية والعقلانية بخصوص هذا الأمر.
لكن نشأت لا يتوقف هنا، إذ يدّعي أن تناول الحيوانات خطيئة كبرى عقوبتها حلول الكوارث والحوادث، وفيروس كورونا أكبر دليل على ذلك، ودعا إلى التوقف عن تناولها، والبيض خصوصًا، إذ يقول نشأت أن الشيطان يسكنه.
لماذا يهاجم نشأت المصريين خصوصًا؟
يدعي البعض أن نشأت مصري، بينما يقول آخرون أنه لبناني عاش فترة في مصر، ولم يحظَ فيها بأي اهتمام.
بخاتمه العجيب، يستطيع نشأت -وفق ادعاءاته طبعًا- معاقبة خصومه بالكوابيس المزعجة والحوادث والكوارث، مهددًا على ما يبدو أي شخصٍ ينكر نبوّته. ولأن أيام الدعوة الدينية بصورتها التقليدية ولّت منذ زمن بعيد، لجأ نشأت إلى الفيسبوك والسوشيال ميديا لنشر أفكاره.
لكن نشأت نسي أن الزمن تغيّر، وأنه سيتلقى الكثير من الإهانات، ولن يستطيع حتى الرد عليها. لهذا السبب، عجّت صفحة مدعي النبوة بآلاف التعليقات الساخرة، أغلبها من مواطنين مصريين.
هذا ما أثار حنق نشأت، فهاجم المصريين وتوعدهم بكوارث طبيعية مزلزلة إذا لم يتوقفوا عن تناول لحوم الحيوانات وإنكار حقيقته، واصفًا إياهم بـ ”غير المستنيرين“.
تبيّن لاحقَا أن لدى نشأت مشكلة قديمة مع المصريين، إذ عاش في مصر مدة طويلة، حتى أن بعض المصريين يدعون أنه مصري وليس لبناني، مع أن مصادرًا أخرى تؤكد أنه لبناني انتمى سابقًا إلى الطائفة الدرزية، خصوصًا أن شيخ عقل الطائفة في لبنان استنكر ما يقوم به نشأت.
لم يلق نشأت في مصر أي اهتمام، ما جعله حاقدًا على ما يبدو، إلى درجة أن هذا النبي ذي القدرات الخارقة اضطر إلى ”حظر“ أي مصريٍّ يسيء إليه في التعليقات.
دعوى قضائية ضد نشأت في لبنان
المكتب الاعلامي في مشيخة العقل لطائفة الدروز يستنكر ادعاء النبوة وتصريحات نشأت.
يدّعي زوراً وبهتاناً أنه رسول مرسل من السماء صاحب رسالة سماوية، بهذه الكلمات رُفعت دعوى قضائية من دار الإفتاء اللبنانية إلى النيابة العامة ضد نشأت مجد النور، حيث تستند الدعوى إلى تهم مثل إثارة العنصرية والطائفية.
ليست تلك الدعوى الوحيدة ضد نشأت، حيث رُفع بلاغ جديد ضده وضد المنجّمة كارمن شماس أيضًا، باعتبار أنها تسانده وتروّج له.
Sponsored Links
بذلك، يمكن القول أن ”الديانة النشأتيّة“ ستواجه مشكلة كبيرة قبل ولادتها أساسًا، هذا إن اتبعها أحدٌ أساسًا، حيث يبدو أن نشأت لم يثر في نفوس الناس سوى الضحك والسخرية.
هل هو نبي أم مشعوذ؟ أم مجرد شخص يسعى إلى الظهور الإعلامي والاهتمام والشهرة؟ لن نجادل في هذا الموضوع، وسنترك الأمر للزمن: فإما أن يختفي النبي الجديد من غير رجعة، أو تحلّ بنا تلك الكوارث التي يتوّعد بها.