مشكلات المدن
المدن هي المراكز الثقافية والاقتصادية والحكومية والسكانية، ومراكز المواصلات والاتصال في العالم. وهي الأماكن التي يجد فيها الناس عملاً، ويكسبون عيشهم، وحيث يجمع بعض الناس ثروة ضخمة أو متوسطة. وفي المدن يستطيع الناس أن يختاروا من النشاطات المتنوعة الثقافية والترفيهية ما يزيد في متعة الحياة. وبالرغم من ذلك، توجد بالمدن مشاكل كثيرة طبيعية واجتماعية واقتصادية وحكومية.
مشكلات البيئة العمرانية:
تشمل هذه المشكلات الإسكان غير اللائق والتلوث والاختناق المروري. يشير مصطلح الإسكان دون القياسي إلى بؤس التشييد والتصدع وعدم وجود المرافق الصحية أو السكن المزدحم جدًا. يعيش ملايين الناس في البلدان النامية في أكواخ بدائية أو مساكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية. لكن الناس في الدول المتقدمة أحسن حالآً من هؤلاء. وبالرغم من ذلك، فإن بعض المنازل دون المستوى القياسي حتى في الدول المتقدمة. ففي أوائل السبعينيات من القرن العشرين كانت حوالي 5,5% من المنازل الحضرية المأهولة في الولايات المتحدة الأمريكية تعد غير لائقة. وقد وضعت الحكومات برامج لتتخلص من الإسكان غير اللائق، ولكي توفر إسكانًا كريمًا للعائلات المحتاجة. وبالرغم من ذلك، فإن النمو السكاني والقصور المالي وارتفاع تكلفة التشييد وعوامل أخرى، أوجدت أزمة الإسكان العالمية. وقد نوقش الإسكان غير اللائق، والمحاولات التي جرت لحل المشكلة بتفصيل في مقالة السكن.
تلوّث السيارات والمصانع ومحطات القدرة الكهربائية والمصادر الأخرى الجوّ بالأبخرة التي تهدد حياة الناس، كما أن الفضلات التي تفرزها المصانع والمصادر الأخرى تلوث الممرات المائية، لكن الأشياء التي تسبب التلوث نفسها، هي التي تدعم اقتصاد المدينة وتريح الناس. وربما تريد حكومة ما أن تقضي على التلوث نهائيًا، وتبعد كل مصادر التلوث. ولكن كي تفعل ذلك، لا بد لها أن تعطل المصانع ومحطات القدرة الكهربائية وتمنع السيارات، وهكذا تشل اقتصاد المجتمع ولا تريح الناس. وبدلاً من ذلك، يجب على الحكومات والقطاع الصناعي ورجال العلم أن يبحثوا عن أساليب تقلل التلوث دون أن تعوق طريق الحياة الحضري. ★ تَصَفح: تلوث الهواء ؛ تلوث الماء.
ربما تصبح الشوارع العامة بالمدن والضواحي مكتظة بالسيارات في أي وقت. خاصة خلال ساعات الازدحام في الصباح والمساء. إن مثل هذا الاكتظاظ في حركة المرور، يؤخر ويغضب الناس الذين يريدون الذهاب إلى العمل، أو إلى أي مكان آخر. وقد أقامت الحكومات الطرق الجديدة، وحاولت أن تحسن المواصلات العامة، واتخذت تدابير أخرى لتخفف اختناق حركة المرور. ومع ذلك فإن الانتقال من مكان إلى آخر بالمناطق الحضريّة أصبح أكثر صعوبة، نتيجة للنمو السكاني ولاستخدام السيارات المتزايد على الدوام.
المشكلات الاجتماعية:
تشمل المشكلات الاجتماعية في المدن المعاصرة الاحتكاك بين الأفراد المنحدرين من ثقافات مختلفة والجريمة وانحراف الأحداث وتعاطي الكحول وإدمان المخدرات والفقر، الذي هو مشكلة اجتماعية واقتصادية معًا. أدى التكثف السكاني إلى الصراعات بين المجموعات البشرية، إذ غالبًا ما تخشى المجموعات التي تنتمي إلى خلفيات ثقافية مختلفة بعضها بعضًا، وتحتقر كل منها طريقة الأخرى في الحياة. وقد أدى مثل هذا الاتجاه إلى نشوب العنف بين المجموعات البشرية. وتشمل نماذج القرن العشرين الصراعات بين البروتستانت والكاثوليك بأيرلندا الشمالية، والهندوس والمسلمين بالهند وباكستان، والسود والبيض بجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، والمجموعات اللغوية بالهند. وقد أجازت الحكومات في بعض الأماكن قوانين لتحمي الأقليات من الظلم الواقع عليها. لكن ذلك لم يغير من واقع الحال كثيرًا. وتكمن أسباب السلوك غير المتحضر، كالجريمة وانحراف الأحداث وتعاطي الكحول وإدمان المخدرات، في عجز بعض الناس عن التأقلم مع الحياة الحضرية، الشيء الذي جعل بعض الناس يشعرون بأنه لا مكان لهم في المجتمع. وربما يساعد التطبيق الصارم للقانون في تخفيف هذه السلوكيات غير المتحضرة، لكن المشكلة لا تزال ماثلة إلا إذا أزيلت أسبابها. وقد أسست المنظمات الخاصة والحكومية لتحاول التقليل من السلوك غير الاجتماعي، وهذه المجموعات تُذيع الأخطار الناجمة عن مثل هذا السلوك، وكذلك تعمل على مساعدة المجرمين السابقين والأحداث المنحرفين والذين يتعاطون الكحول ومدمني المخدرات لتجاوز مشاكلهم وإعادة تأهيلهم لأخذ مكانهم في المجتمع.
المشكلات الاقتصادية:
يتمتع معظم الناس في المدن في البلدان المتقدمة بمستوى معيشي عال، إلا أن بالمدينة كثيرًا من الفقراء. لقد كان الفقر دائمًا موجودًا، لكن ثراء المدن الراهنة الطائل يسلط الضوء على المشكلة، حيث يرى الفقراء غيرهم يتمتعون بالحياة الطيبة، فيزداد شعورهم بالسخط تجاه وضعهم الخاص. وشعور الفقير بالغضب نحو المجتمع يؤدي في بعض الأحيان إلى الشغب، لذلك تعمل الحكومات والأفراد والمنظمات الخيرية والاجتماعية لإزالة الفقر، ويحاولون تحسين فرص التعليم والعمل للفقراء، ويمدون كثيرًا من الفقراء بالعون الاقتصادي. ★ تَصَفح: الفقر.
تؤدي العوامل الاقتصادية والاجتماعية المعقدة في بعض الأحيان إلى هبوط سوق العمل. وخلال فترة الكساد يفقد كثير من العمال وظائفهم، ويزداد عدد الفقراء والمحتاجين بالمدن. ويستطيع العمال أن يحصلوا على دخل مقابل تعطلهم عن العمل، لكن هذا الدخل أقل كثيرًا من دخلهم الطبيعي. ولا بد للعامل المتعطل أن يقلل من نفقاته ويعاني سوق العمل من جراء ذلك.
المشكلات الحكومية:
أصبح حكم المدن عبر السنين، أشد تعقيدًا. أما اليوم فإن حكومة المدينة تجد نفسها تحت ضغوط كثيرة لكي تعيد بناء المناطق القديمة المتصدعة، وتوفر المدارس الكافية والحماية الأمنية والخدمات الضرورية الأخرى. كما أن النمو السكاني والتغير والنقص في مصادر التمويل وعدم وجود السلطة وصراع السلطة، كل ذلك يساهم في صعوبة حكم المدن. ويعني نمو سكان المدن المستمر أنه يجب على الحكومات أن توفر الخدمات لعدد من الناس يزداد باطراد. أيضًا فإن كثيرًا من الناس الذين يزحفون نحو المدينة فقراء، وكثيرًا من الذين يزحفون خارجها أغنياء. وهذا التطور يعني أنه يجب على حكومة المدينة أن توفر المساعدة الاقتصادية لجزء كبير من السكان. وتعني أيضًا أن الذين يسكنون المدن هم أقل الناس استطاعة على دفع تكاليف الخدمات التي تقدمها الحكومة. أما الأثرياء الذين يتجهون نحو الضواحي فقد يستمرون في العيش بالمدينة لكنهم لا يدفعون ضرائب لمساندة الحكومة. وتتقلص مصادر ضرائب المدينة عندما تنتقل المصانع إلى الضواحي. وتساهم الحكومات المركزية في تكاليف إدارة المدن. وبالرغم من هذه المساعدة، تواجه المدن أزمة اقتصادية خطيرة. إن حكومة المدينة هي جزء من نظام سلطوي معقد. وتخضع حكومة المدينة للوائح الحكومة المركزية، وتخضع المدن في بعض الأقطار، إلى لوائح الحكومات الإقليمية كتلك اللوائح التي تحكم الدول والمقاطعات. وفي بعض الأقطار ربما تختار المدينة شكل الحكومة التي تريد، وتكون لها إلى حد كبير الحرية في إدارة الأمور المحلية. وفي حالات أخرى يقرر التشريع المركزي الشكل الذي يمكن أن تكون عليه المدينة، وكذلك يقرر التشريع كثيرًا من سياسات حكومة المدينة، كنوع الضرائب ومقدارها. وغالبًا ما يصوت أعضاء المجلس التشريعي من المناطق الريفية، ضد الإجراءات التي تصمم لدعم المناطق الحضرية. وتشمل هذه الوحدات المدينة والضاحية والمقاطعة وحكومات المدن الريفية ومراكز المدارس والمراكز الخاصة. وتشمل المراكز الخاصة الوحدات الحكومية التي تقوم بجمع النفايات ومحاربة البعوض والتخلص من مياه الصرف وإدارة المتنزهات. وليس لوحدة حكومية واحدة سلطة على المنطقة كلها. ومن ثم فإنه ليس لأي وحدة سلطة أو مسؤولية التصرف في مشاكل المنطقة بأجمعها، كالتلوث وحركة النقل الجماعي. وقد أسست الحكومات الحضريّة في بعض المناطق الحضريّة لتمثل السلطة الكلية. والحكومة مسؤولة عن شؤون المنطقة بكاملها مثل بسط الأمن وإمداد الماء والمواصلات الجماعية والخدمات الأخرى التي يمكن التحكم فيها بكفاءة بوساطة سلطة عامة للمنطقة كلها. وهم يخشون أن تسفر هذه السلطة عن ضرائب باهظة، ويعتقدون أن الحكومة المحلية الصغيرة فقط هي التي يمكن أن تكون قريبة من الشعب. ★ تَصَفح: الحكومة المحلية.
حل مشكلات المدينة:
بذلت المدن بعض الجهود نحو حل مشاكلها، لكن مازال الكثير منها ينتظر التنفيذ. وربما تحل بعض هذه المشاكل على نحو ما إذا تيسر مزيد من المال أكثر مما هو متوفر الآن. وتأتي معظم النفقات من الضرائب التي يدفعها المواطنون ورجال الأعمال. ويفضل بعض الناس الاستخدام المكثف لمال الضرائب في التطوير الاجتماعي وبعضهم يعارض ذلك. وكذلك يمكن استخدام لوائح الحكومة في حل المشاكل. مثال ذلك يمكن للحكومة أن تطالب منتجي السيارات أن يصنعوا السيارات التي لا تلوث الجو، كما تفعل سيارات اليوم. وكذلك يفضل بعض الناس لائحة حكومية شاملة كحل للمشكلة، ويعارضها بعضهم الآخر.
ولا يمكن حل مشاكل المدينة تمامًا حتى لو فضل كل واحد استخدامًا واسعًا لمال الضرائب ولوائح الحكومة. ولا تستطيع بعض الحكومات ببساطة أن تحصل على المال الكافي لتخفيف بعض المشاكل كالفقر والإسكان غير اللائق، كذلك فإن المال لايمكن أن يغير موقف بعض الناس تجاه الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نظم الحكومة لها صلاحيات محدودة في حل مثل هذه المشاكل، كما يبين مثال محاربة التلوث بقسم المشاكل الطبيعية في هذه المقالة.
المدن هي المراكز الثقافية والاقتصادية والحكومية والسكانية، ومراكز المواصلات والاتصال في العالم. وهي الأماكن التي يجد فيها الناس عملاً، ويكسبون عيشهم، وحيث يجمع بعض الناس ثروة ضخمة أو متوسطة. وفي المدن يستطيع الناس أن يختاروا من النشاطات المتنوعة الثقافية والترفيهية ما يزيد في متعة الحياة. وبالرغم من ذلك، توجد بالمدن مشاكل كثيرة طبيعية واجتماعية واقتصادية وحكومية.
الإسكان غير اللائق هي واحدة من أكثر مشكلات المدن خطورة. فبالرغم من جهود الحكومة لتحسين الإسكان، ما زالت كثير من المساكن البائسة مثل هذه الأكواخ بنيودلهي بالهند باقية. |
تشمل هذه المشكلات الإسكان غير اللائق والتلوث والاختناق المروري. يشير مصطلح الإسكان دون القياسي إلى بؤس التشييد والتصدع وعدم وجود المرافق الصحية أو السكن المزدحم جدًا. يعيش ملايين الناس في البلدان النامية في أكواخ بدائية أو مساكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية. لكن الناس في الدول المتقدمة أحسن حالآً من هؤلاء. وبالرغم من ذلك، فإن بعض المنازل دون المستوى القياسي حتى في الدول المتقدمة. ففي أوائل السبعينيات من القرن العشرين كانت حوالي 5,5% من المنازل الحضرية المأهولة في الولايات المتحدة الأمريكية تعد غير لائقة. وقد وضعت الحكومات برامج لتتخلص من الإسكان غير اللائق، ولكي توفر إسكانًا كريمًا للعائلات المحتاجة. وبالرغم من ذلك، فإن النمو السكاني والقصور المالي وارتفاع تكلفة التشييد وعوامل أخرى، أوجدت أزمة الإسكان العالمية. وقد نوقش الإسكان غير اللائق، والمحاولات التي جرت لحل المشكلة بتفصيل في مقالة السكن.
تلوّث السيارات والمصانع ومحطات القدرة الكهربائية والمصادر الأخرى الجوّ بالأبخرة التي تهدد حياة الناس، كما أن الفضلات التي تفرزها المصانع والمصادر الأخرى تلوث الممرات المائية، لكن الأشياء التي تسبب التلوث نفسها، هي التي تدعم اقتصاد المدينة وتريح الناس. وربما تريد حكومة ما أن تقضي على التلوث نهائيًا، وتبعد كل مصادر التلوث. ولكن كي تفعل ذلك، لا بد لها أن تعطل المصانع ومحطات القدرة الكهربائية وتمنع السيارات، وهكذا تشل اقتصاد المجتمع ولا تريح الناس. وبدلاً من ذلك، يجب على الحكومات والقطاع الصناعي ورجال العلم أن يبحثوا عن أساليب تقلل التلوث دون أن تعوق طريق الحياة الحضري. ★ تَصَفح: تلوث الهواء ؛ تلوث الماء.
التنقل في المدن صعب في أغلب الأحيان، ولابد للناس أن يتزاحموا في القطارات والحافلات، ولا بد أن يقودوا سياراتهم على طرق مكتظة. وفي طوكيو (أعلاه)، يتدافع العمال لركوب القطارات. |
المشكلات الاجتماعية:
تشمل المشكلات الاجتماعية في المدن المعاصرة الاحتكاك بين الأفراد المنحدرين من ثقافات مختلفة والجريمة وانحراف الأحداث وتعاطي الكحول وإدمان المخدرات والفقر، الذي هو مشكلة اجتماعية واقتصادية معًا. أدى التكثف السكاني إلى الصراعات بين المجموعات البشرية، إذ غالبًا ما تخشى المجموعات التي تنتمي إلى خلفيات ثقافية مختلفة بعضها بعضًا، وتحتقر كل منها طريقة الأخرى في الحياة. وقد أدى مثل هذا الاتجاه إلى نشوب العنف بين المجموعات البشرية. وتشمل نماذج القرن العشرين الصراعات بين البروتستانت والكاثوليك بأيرلندا الشمالية، والهندوس والمسلمين بالهند وباكستان، والسود والبيض بجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، والمجموعات اللغوية بالهند. وقد أجازت الحكومات في بعض الأماكن قوانين لتحمي الأقليات من الظلم الواقع عليها. لكن ذلك لم يغير من واقع الحال كثيرًا. وتكمن أسباب السلوك غير المتحضر، كالجريمة وانحراف الأحداث وتعاطي الكحول وإدمان المخدرات، في عجز بعض الناس عن التأقلم مع الحياة الحضرية، الشيء الذي جعل بعض الناس يشعرون بأنه لا مكان لهم في المجتمع. وربما يساعد التطبيق الصارم للقانون في تخفيف هذه السلوكيات غير المتحضرة، لكن المشكلة لا تزال ماثلة إلا إذا أزيلت أسبابها. وقد أسست المنظمات الخاصة والحكومية لتحاول التقليل من السلوك غير الاجتماعي، وهذه المجموعات تُذيع الأخطار الناجمة عن مثل هذا السلوك، وكذلك تعمل على مساعدة المجرمين السابقين والأحداث المنحرفين والذين يتعاطون الكحول ومدمني المخدرات لتجاوز مشاكلهم وإعادة تأهيلهم لأخذ مكانهم في المجتمع.
مشهد من شارع مزدحم. تعم مثل هذه المشاهد بالقاهرة في مصر، وسائر مدن العالم. تحتل المدن أجزاء صغيرة من أراضي العالم، إلا أن ما يزيد على 40% من نسبة السكان يقطنون المدن أو قريبا منها. غير أن النسبة المئوية في ارتفاع مطرد. |
يتمتع معظم الناس في المدن في البلدان المتقدمة بمستوى معيشي عال، إلا أن بالمدينة كثيرًا من الفقراء. لقد كان الفقر دائمًا موجودًا، لكن ثراء المدن الراهنة الطائل يسلط الضوء على المشكلة، حيث يرى الفقراء غيرهم يتمتعون بالحياة الطيبة، فيزداد شعورهم بالسخط تجاه وضعهم الخاص. وشعور الفقير بالغضب نحو المجتمع يؤدي في بعض الأحيان إلى الشغب، لذلك تعمل الحكومات والأفراد والمنظمات الخيرية والاجتماعية لإزالة الفقر، ويحاولون تحسين فرص التعليم والعمل للفقراء، ويمدون كثيرًا من الفقراء بالعون الاقتصادي. ★ تَصَفح: الفقر.
تؤدي العوامل الاقتصادية والاجتماعية المعقدة في بعض الأحيان إلى هبوط سوق العمل. وخلال فترة الكساد يفقد كثير من العمال وظائفهم، ويزداد عدد الفقراء والمحتاجين بالمدن. ويستطيع العمال أن يحصلوا على دخل مقابل تعطلهم عن العمل، لكن هذا الدخل أقل كثيرًا من دخلهم الطبيعي. ولا بد للعامل المتعطل أن يقلل من نفقاته ويعاني سوق العمل من جراء ذلك.
المشكلات الحكومية:
أصبح حكم المدن عبر السنين، أشد تعقيدًا. أما اليوم فإن حكومة المدينة تجد نفسها تحت ضغوط كثيرة لكي تعيد بناء المناطق القديمة المتصدعة، وتوفر المدارس الكافية والحماية الأمنية والخدمات الضرورية الأخرى. كما أن النمو السكاني والتغير والنقص في مصادر التمويل وعدم وجود السلطة وصراع السلطة، كل ذلك يساهم في صعوبة حكم المدن. ويعني نمو سكان المدن المستمر أنه يجب على الحكومات أن توفر الخدمات لعدد من الناس يزداد باطراد. أيضًا فإن كثيرًا من الناس الذين يزحفون نحو المدينة فقراء، وكثيرًا من الذين يزحفون خارجها أغنياء. وهذا التطور يعني أنه يجب على حكومة المدينة أن توفر المساعدة الاقتصادية لجزء كبير من السكان. وتعني أيضًا أن الذين يسكنون المدن هم أقل الناس استطاعة على دفع تكاليف الخدمات التي تقدمها الحكومة. أما الأثرياء الذين يتجهون نحو الضواحي فقد يستمرون في العيش بالمدينة لكنهم لا يدفعون ضرائب لمساندة الحكومة. وتتقلص مصادر ضرائب المدينة عندما تنتقل المصانع إلى الضواحي. وتساهم الحكومات المركزية في تكاليف إدارة المدن. وبالرغم من هذه المساعدة، تواجه المدن أزمة اقتصادية خطيرة. إن حكومة المدينة هي جزء من نظام سلطوي معقد. وتخضع حكومة المدينة للوائح الحكومة المركزية، وتخضع المدن في بعض الأقطار، إلى لوائح الحكومات الإقليمية كتلك اللوائح التي تحكم الدول والمقاطعات. وفي بعض الأقطار ربما تختار المدينة شكل الحكومة التي تريد، وتكون لها إلى حد كبير الحرية في إدارة الأمور المحلية. وفي حالات أخرى يقرر التشريع المركزي الشكل الذي يمكن أن تكون عليه المدينة، وكذلك يقرر التشريع كثيرًا من سياسات حكومة المدينة، كنوع الضرائب ومقدارها. وغالبًا ما يصوت أعضاء المجلس التشريعي من المناطق الريفية، ضد الإجراءات التي تصمم لدعم المناطق الحضرية. وتشمل هذه الوحدات المدينة والضاحية والمقاطعة وحكومات المدن الريفية ومراكز المدارس والمراكز الخاصة. وتشمل المراكز الخاصة الوحدات الحكومية التي تقوم بجمع النفايات ومحاربة البعوض والتخلص من مياه الصرف وإدارة المتنزهات. وليس لوحدة حكومية واحدة سلطة على المنطقة كلها. ومن ثم فإنه ليس لأي وحدة سلطة أو مسؤولية التصرف في مشاكل المنطقة بأجمعها، كالتلوث وحركة النقل الجماعي. وقد أسست الحكومات الحضريّة في بعض المناطق الحضريّة لتمثل السلطة الكلية. والحكومة مسؤولة عن شؤون المنطقة بكاملها مثل بسط الأمن وإمداد الماء والمواصلات الجماعية والخدمات الأخرى التي يمكن التحكم فيها بكفاءة بوساطة سلطة عامة للمنطقة كلها. وهم يخشون أن تسفر هذه السلطة عن ضرائب باهظة، ويعتقدون أن الحكومة المحلية الصغيرة فقط هي التي يمكن أن تكون قريبة من الشعب. ★ تَصَفح: الحكومة المحلية.
حل مشكلات المدينة:
بذلت المدن بعض الجهود نحو حل مشاكلها، لكن مازال الكثير منها ينتظر التنفيذ. وربما تحل بعض هذه المشاكل على نحو ما إذا تيسر مزيد من المال أكثر مما هو متوفر الآن. وتأتي معظم النفقات من الضرائب التي يدفعها المواطنون ورجال الأعمال. ويفضل بعض الناس الاستخدام المكثف لمال الضرائب في التطوير الاجتماعي وبعضهم يعارض ذلك. وكذلك يمكن استخدام لوائح الحكومة في حل المشاكل. مثال ذلك يمكن للحكومة أن تطالب منتجي السيارات أن يصنعوا السيارات التي لا تلوث الجو، كما تفعل سيارات اليوم. وكذلك يفضل بعض الناس لائحة حكومية شاملة كحل للمشكلة، ويعارضها بعضهم الآخر.
ولا يمكن حل مشاكل المدينة تمامًا حتى لو فضل كل واحد استخدامًا واسعًا لمال الضرائب ولوائح الحكومة. ولا تستطيع بعض الحكومات ببساطة أن تحصل على المال الكافي لتخفيف بعض المشاكل كالفقر والإسكان غير اللائق، كذلك فإن المال لايمكن أن يغير موقف بعض الناس تجاه الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نظم الحكومة لها صلاحيات محدودة في حل مثل هذه المشاكل، كما يبين مثال محاربة التلوث بقسم المشاكل الطبيعية في هذه المقالة.