العجلة من أقدم الآلات التي عرفها الانسان
على أننا لو نظرنا الى هذه الأصول الستة لم نجد صعوبة في اختيار ما كان لا بد أقدمها زمنا . واذا نحن قلنا ان أقدمها زمنا كانت العجلة وما اتصل بها من محور تدور عليه ، لم نبتعد عن الصواب كثيرا . فقد عرف العجلة السومريون في أرض الرافدين من العراق ، وعرفها المصريون عند ضفاف النيل ، وكلاهما أقدم من عصر هيرو قدما كبيرا .
وقد اتخذت العجلات ، فيما اتخذت ، حاملة للعربات . وبين العجلتين محور تدوران عليه ، هو الحامل لثقل العربة وما فيها ومن فيها .
- العجلة رافعة للماء :
واذا نظرنا في حاجات الانسان الضرورية الأولى لم نعدم أن نقع على الطعام أول حاجة . واعتمد الانسان لطعامه الأول على ثمر الشجر القائم كما تعتمد القردة وأشباهها اليوم . واعتمد على الصيد . وما أوشك ما تعلم كيف ينبت الشجر ، وأنه من البذور ينبت ، وأنه يحتاج الى التربة ، ومع التربة الماء .
ولم تعزه التربة ولكن عزة الماء . التربة ملء الأرض ، وليس الماء في كل أرض .
والماء في الأنهار الوطيئة يجري ، أو هو في المجاري المنخفضة .
فالماء لا بد من حمله الى التربة ، وحمله الانسان بعضلات ساعده وعلى عظام كتفه . أو هو حمله على ظهر كل ماشية لها أرجل أربع .
ثم جاء الوحي ، طبعاً ، وجاء ذكاء وفطنة ، وجاء قدرا ، فجاءته العجلة وهي من خشب ، توحي اليه أن لعلها تغنيه عن حمل الماء على أكتاف الرجال ، أو على ظهور الحيوان . فكانت الساقية .
- الساقية :
وسمیت ساقية لأنها تسقي الأرض والزرع . والساقية عجلة ركبوا على اطارها على ( محيطها )
( الماء الذي يدير العجلة اما أن يأتيها من أسفلها ، كما ترى في الصورة العليا ، أو يأتيها من فوقها كما ترى في الصورة السفلى. وتصنع العجلة بالذي يتفق مع مصدر الماء الجاري في كل موضع بذاته )
أوعية ، كالجرار ونحوها ، عشرا أو أكثر أو أقل . وتدور العجلة ، وهي قائمة في مستواها الرأسي ، على محورها، وهو في مستواه الأفقي . وتنال بجرارها السفلى وحدها الماء ، فتغرف هذه من الماء ما استطاعت ، وتدور الجرار مع العجلة ( الساقية ) حاملة اياها الى أعلى . واذا كانت الجرة مثبتة في اطار الساقية ، وبلغت أعلى وضع لها على الاطار ، انقلب وضعها فصار أفقيا . واذن فهي تصب ما بها من ماء في مجرى مستقل عنها يحمل الماء الى حيث يراد حمله ، الى التربة يسقيها ، والزرع ينبته ، ومن الزرع يخرج الطعام حبوبا وثمرات .
ولكن ، ما الذي يدير محور الساقية فتدور معه عجلتها ؟
انه الثور ، يديرها بواسطة عجلة أو عجلات أخرى .
( ساقية لها شكل الطبلة )
( تنقسم الطبلة في داخلها الى أقسام كل له استقلاله ولكل قسم فتحته في اطار الطبلة . ويمتلىء القسم الواحد منها بالماء وهي في أسفل ، فاذا دارت الساقية بدأ القسم الواحد يصب ما حمل من ماء عندما يبلغ الوضع الأفقي ، والماء عندئذ يجري من الأنبوب الظاهر في الصورة.)
( ساقية )
( وهي تدور بجرارها ، وتقترف الجرة من الماء ، وهي في أسفل ، وتفرغه في مجرى خاص ، وهي في أعلى . ولأن الجرار في الصورة أوعية معلقة على اطار الساقية ، فهي تظل راسية الوضع ، حتى اذا قاربت مجرى الماء الذي تفرغ فيه ، وجدت عنده عائقا يقلبها لتفرغ ماءها . اما الساقية فيديرها محورها الدوار ، ومحورها تديره عجلات
يديرها ثور . وليس من ذلك شيء ظاهر في الصورة )
والخلاصة
ان العجلة ، التي ابتدعت أول ما ابتدعت لتسهل جر الأثقال ، وحمل العربات ، لم تلبث في التاريخ أن اتخذت صورا أخرى لغايات أخرى .
ومن هذه الغايات أنها دارت في ماء النهر أو ماء الترعة ونحوه ، وهو هادىء ساكن ، وأدرناها بقوة الحيوان ، فرفعنا بذلك الماء ، فسقى الأرض .
ومن هذه الغايات أنها دارت في الماء الجاري، فأدارها، وأدار محورها ، فأكسبه القوة ، أكسبه الطاقة الحركية التي خدمت الانسان قرونا طويلة .
فهل وقف تطور العجلة عند هذا الحد ؟
اننا لا نخطىء أبدا اذا نحن قلنا انه لولا العجلة ، ولولا استخداماتها ، ما كان على سطح هذه الارض ما نرى اليوم من مدنية .
على أننا لو نظرنا الى هذه الأصول الستة لم نجد صعوبة في اختيار ما كان لا بد أقدمها زمنا . واذا نحن قلنا ان أقدمها زمنا كانت العجلة وما اتصل بها من محور تدور عليه ، لم نبتعد عن الصواب كثيرا . فقد عرف العجلة السومريون في أرض الرافدين من العراق ، وعرفها المصريون عند ضفاف النيل ، وكلاهما أقدم من عصر هيرو قدما كبيرا .
وقد اتخذت العجلات ، فيما اتخذت ، حاملة للعربات . وبين العجلتين محور تدوران عليه ، هو الحامل لثقل العربة وما فيها ومن فيها .
- العجلة رافعة للماء :
واذا نظرنا في حاجات الانسان الضرورية الأولى لم نعدم أن نقع على الطعام أول حاجة . واعتمد الانسان لطعامه الأول على ثمر الشجر القائم كما تعتمد القردة وأشباهها اليوم . واعتمد على الصيد . وما أوشك ما تعلم كيف ينبت الشجر ، وأنه من البذور ينبت ، وأنه يحتاج الى التربة ، ومع التربة الماء .
ولم تعزه التربة ولكن عزة الماء . التربة ملء الأرض ، وليس الماء في كل أرض .
والماء في الأنهار الوطيئة يجري ، أو هو في المجاري المنخفضة .
فالماء لا بد من حمله الى التربة ، وحمله الانسان بعضلات ساعده وعلى عظام كتفه . أو هو حمله على ظهر كل ماشية لها أرجل أربع .
ثم جاء الوحي ، طبعاً ، وجاء ذكاء وفطنة ، وجاء قدرا ، فجاءته العجلة وهي من خشب ، توحي اليه أن لعلها تغنيه عن حمل الماء على أكتاف الرجال ، أو على ظهور الحيوان . فكانت الساقية .
- الساقية :
وسمیت ساقية لأنها تسقي الأرض والزرع . والساقية عجلة ركبوا على اطارها على ( محيطها )
( الماء الذي يدير العجلة اما أن يأتيها من أسفلها ، كما ترى في الصورة العليا ، أو يأتيها من فوقها كما ترى في الصورة السفلى. وتصنع العجلة بالذي يتفق مع مصدر الماء الجاري في كل موضع بذاته )
أوعية ، كالجرار ونحوها ، عشرا أو أكثر أو أقل . وتدور العجلة ، وهي قائمة في مستواها الرأسي ، على محورها، وهو في مستواه الأفقي . وتنال بجرارها السفلى وحدها الماء ، فتغرف هذه من الماء ما استطاعت ، وتدور الجرار مع العجلة ( الساقية ) حاملة اياها الى أعلى . واذا كانت الجرة مثبتة في اطار الساقية ، وبلغت أعلى وضع لها على الاطار ، انقلب وضعها فصار أفقيا . واذن فهي تصب ما بها من ماء في مجرى مستقل عنها يحمل الماء الى حيث يراد حمله ، الى التربة يسقيها ، والزرع ينبته ، ومن الزرع يخرج الطعام حبوبا وثمرات .
ولكن ، ما الذي يدير محور الساقية فتدور معه عجلتها ؟
انه الثور ، يديرها بواسطة عجلة أو عجلات أخرى .
( ساقية لها شكل الطبلة )
( تنقسم الطبلة في داخلها الى أقسام كل له استقلاله ولكل قسم فتحته في اطار الطبلة . ويمتلىء القسم الواحد منها بالماء وهي في أسفل ، فاذا دارت الساقية بدأ القسم الواحد يصب ما حمل من ماء عندما يبلغ الوضع الأفقي ، والماء عندئذ يجري من الأنبوب الظاهر في الصورة.)
( ساقية )
( وهي تدور بجرارها ، وتقترف الجرة من الماء ، وهي في أسفل ، وتفرغه في مجرى خاص ، وهي في أعلى . ولأن الجرار في الصورة أوعية معلقة على اطار الساقية ، فهي تظل راسية الوضع ، حتى اذا قاربت مجرى الماء الذي تفرغ فيه ، وجدت عنده عائقا يقلبها لتفرغ ماءها . اما الساقية فيديرها محورها الدوار ، ومحورها تديره عجلات
يديرها ثور . وليس من ذلك شيء ظاهر في الصورة )
والخلاصة
ان العجلة ، التي ابتدعت أول ما ابتدعت لتسهل جر الأثقال ، وحمل العربات ، لم تلبث في التاريخ أن اتخذت صورا أخرى لغايات أخرى .
ومن هذه الغايات أنها دارت في ماء النهر أو ماء الترعة ونحوه ، وهو هادىء ساكن ، وأدرناها بقوة الحيوان ، فرفعنا بذلك الماء ، فسقى الأرض .
ومن هذه الغايات أنها دارت في الماء الجاري، فأدارها، وأدار محورها ، فأكسبه القوة ، أكسبه الطاقة الحركية التي خدمت الانسان قرونا طويلة .
فهل وقف تطور العجلة عند هذا الحد ؟
اننا لا نخطىء أبدا اذا نحن قلنا انه لولا العجلة ، ولولا استخداماتها ، ما كان على سطح هذه الارض ما نرى اليوم من مدنية .
تعليق