العجلة في خدمة الإنسان
مِنَ السَّاقِية رافعة الماء ..
إلى العجلة طاحنة الغلال ..
إلى التربين صانع الكهرباء ..
يتحدث الناس الآن عن التكنية ، أو التكنولوجية Technology ، التي هي سمة هذا الزمان ، والتي بها انقلب أسلوب العيش على هذه الأرض انقلابا لم يكن في الحسبان . ولكنهم يتحدثون عنها كأنما هي سمة هذا الزمان وحده ، وما هي لهذا الزمان وحده بسمة . ان التكنية بدأت من يوم بدأ الانسان يمارس عيشه على هذه الأرض : شجر ذو ثمر يقطفه بيده ، لطعامه ، أو هو يتسلق اليه بيديه ورجليه وماء يجري ينزل اليه في مجراه لشرابه ، أو هو يتلقفه وهو هابط . وليس شيء يعينه في شيء من ذلك الا بصره ، والا سمعه وشمه وحسه ، والا عضله . وهو اذا أراد للتربة حفرا فليس لديه من آلة غير أصابع يديه .
وما أسرع ما وجد أن أصابعه أطرى من أن تحفر ، وأضعف من أن تضرب ، وأقصر من أن تطول ، واذن اتجه نحو الطبيعة التي حوله يفتن فيما تستطيع أن تقدمه لمعونته . في خشبها . في حجرها . ورويدا رويدا في صخورها والمعادن .
تلك هي الآلات الأولى .
تلك هي التكنية عند ألفها وبائها . ولا يمنع من تسميتها تكنية أن تكنيتنا الحاضرة بلغت من درجات التقدم الى الراء والزاي ، وأنها في طريقها قدما الى ما شاء الله أن يكون لها من أحرف تبلغها ، آخرها الهاء والياء .
فالسهم الذي أطلقه الرجل القديم تكنية .
والمدق الذي كسر به الحجر تكنية .
وجذوع الشجر التي ضمها بعضا الى بعض ، برباط من شجر ، وجرى بها وهو فوقها ، فوق الماء ، فكانت أول سفينة ، هذه تكنية .
وتجري السنون ، وتتابع القرون ، وتتعدد الأدوات أصنافا كثيرة ، وأهدافا كثيرة ، وغايات متنوعة . وعليها تبني الحضارات القديمة . وتقوم حضارة ثم تختفي .
وعماد كل حضارة من هذه ما كان عند أهلها من تكنية .
حتى اذا جاء العصر المسيحي ، قرأنا في التاريخ عن مهندس قديم يكتب في هندسة التكنية ، ويصنف ما تجمع عند انسان هذا العصر من أدوات ، ويردها جميعا الى أصول ستة ، هي :
الرافعة Lever
العجلة ومحورها Wheel & Axle
البكرة Pulley
الاسفين Wedge
اللولب (1) Screw
أما المهندس القديم فهو هيرو Hero ذلك العالم الذي عاش في الاسكندرية في مطالع القرون الأولى للمسيحية ، وكان من رجال المكتبة الشهيرة ، مكتبة الاسكندرية . ولم تكن مكتبة الاسكندرية مكتبة لحفظ الكتب فحسب، وانما
كانت أشبه شيء بالجامعة الحديثة ، بها الأساتذة ، وبها التدريس ، وبها تجرى البحوث ، وكانت لغتها الاغريقية وأكثر من فيها اغريقيين .
ولقد خلف هذا المهندس ، هيرو ، مؤلفات لا تزال الى اليوم باقية ، في الأهوية ، وفي الميكانيكا وفي الهندسة وغير ذلك .
وهو لم يعدد ما كان في عصره من أدوات ، ولكنه ردها الى أشياء ستة عدها أصولا لها . والفرق بين التعبيرين فرق ذو بال .
مِنَ السَّاقِية رافعة الماء ..
إلى العجلة طاحنة الغلال ..
إلى التربين صانع الكهرباء ..
يتحدث الناس الآن عن التكنية ، أو التكنولوجية Technology ، التي هي سمة هذا الزمان ، والتي بها انقلب أسلوب العيش على هذه الأرض انقلابا لم يكن في الحسبان . ولكنهم يتحدثون عنها كأنما هي سمة هذا الزمان وحده ، وما هي لهذا الزمان وحده بسمة . ان التكنية بدأت من يوم بدأ الانسان يمارس عيشه على هذه الأرض : شجر ذو ثمر يقطفه بيده ، لطعامه ، أو هو يتسلق اليه بيديه ورجليه وماء يجري ينزل اليه في مجراه لشرابه ، أو هو يتلقفه وهو هابط . وليس شيء يعينه في شيء من ذلك الا بصره ، والا سمعه وشمه وحسه ، والا عضله . وهو اذا أراد للتربة حفرا فليس لديه من آلة غير أصابع يديه .
وما أسرع ما وجد أن أصابعه أطرى من أن تحفر ، وأضعف من أن تضرب ، وأقصر من أن تطول ، واذن اتجه نحو الطبيعة التي حوله يفتن فيما تستطيع أن تقدمه لمعونته . في خشبها . في حجرها . ورويدا رويدا في صخورها والمعادن .
تلك هي الآلات الأولى .
تلك هي التكنية عند ألفها وبائها . ولا يمنع من تسميتها تكنية أن تكنيتنا الحاضرة بلغت من درجات التقدم الى الراء والزاي ، وأنها في طريقها قدما الى ما شاء الله أن يكون لها من أحرف تبلغها ، آخرها الهاء والياء .
فالسهم الذي أطلقه الرجل القديم تكنية .
والمدق الذي كسر به الحجر تكنية .
وجذوع الشجر التي ضمها بعضا الى بعض ، برباط من شجر ، وجرى بها وهو فوقها ، فوق الماء ، فكانت أول سفينة ، هذه تكنية .
وتجري السنون ، وتتابع القرون ، وتتعدد الأدوات أصنافا كثيرة ، وأهدافا كثيرة ، وغايات متنوعة . وعليها تبني الحضارات القديمة . وتقوم حضارة ثم تختفي .
وعماد كل حضارة من هذه ما كان عند أهلها من تكنية .
حتى اذا جاء العصر المسيحي ، قرأنا في التاريخ عن مهندس قديم يكتب في هندسة التكنية ، ويصنف ما تجمع عند انسان هذا العصر من أدوات ، ويردها جميعا الى أصول ستة ، هي :
الرافعة Lever
العجلة ومحورها Wheel & Axle
البكرة Pulley
الاسفين Wedge
اللولب (1) Screw
أما المهندس القديم فهو هيرو Hero ذلك العالم الذي عاش في الاسكندرية في مطالع القرون الأولى للمسيحية ، وكان من رجال المكتبة الشهيرة ، مكتبة الاسكندرية . ولم تكن مكتبة الاسكندرية مكتبة لحفظ الكتب فحسب، وانما
كانت أشبه شيء بالجامعة الحديثة ، بها الأساتذة ، وبها التدريس ، وبها تجرى البحوث ، وكانت لغتها الاغريقية وأكثر من فيها اغريقيين .
ولقد خلف هذا المهندس ، هيرو ، مؤلفات لا تزال الى اليوم باقية ، في الأهوية ، وفي الميكانيكا وفي الهندسة وغير ذلك .
وهو لم يعدد ما كان في عصره من أدوات ، ولكنه ردها الى أشياء ستة عدها أصولا لها . والفرق بين التعبيرين فرق ذو بال .
تعليق