النقد المغاربي منذ ألف عام كان له أسلوبه في قراءة النصوص
تلقي النقد القديم للنص الشعري ينطلق في أساس الأمر من العناصر المرتبطة بمقولاته ونظرياته.
الثلاثاء 2024/03/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
خيرة بن مستورة: هدف الدراسة هو البحث عن مدى الخصوصية في النقد المغاربي القديم
الجزائر- تدرس الباحثة والأكاديمية الجزائرية خيرة بن مستورة، في كتابها “النقد المغاربي القديم في ضوء نظرية التلقي”، إشكالية تلقي النص الشعري في النقد القديم، إذ تؤكد بين ثنايا هذا الكتاب، بأن هذا النقد لا يرتبط بجغرافية هذا النقد وبيئته، إن كان مشرقيا أم مغاربيا، بقدر ما يرتبط بمقولات ونظريات هذا النقد بحد ذاته من حيث طبيعتها، وتفصيلاتها، وتفرّعاتها، واصطلاحاتها، ومدوّناتها، وتدلل على ذلك بكون مسألة تلقي النقد القديم للنص الشعري ينطلق في أساس الأمر من تلك العناصر المرتبطة بمقولاته ونظرياته.
وتؤكد الباحثة بأن الهاجس الوحيد لهذه الدراسة هو البحث عن مدى الخصوصية في النقد المغاربي القديم والكشف عن احتمالية التأثر والبحث في الوقت نفسه عن تأثير هذا النقد، متجاوزا أو مجددا، لأهم مقومات النقد القديم عموما.
وتضيف بن مستورة في تقديم الكتاب، الصادر عن دار أدليس للنشر والترجمة، قائلة “إن تتبع آليات التلقي وقراءة النص القديم عند عبدالكريم النهشلي (توفي سنة 403 هـ/ 1012 م)، لعلها تدل على ما يمكن أن يوصف بالجديد أو التجاوز الذي أحدثه النهشلي في النقد العربي القديم من خلال مدونته ‘الممتع في صنعة الشعر وعمله‘”.
وتتابع “حتى ولو كان ذلك الأمر ضئيلا وباهتا، فهو كذلك إذا أردنا البحث عن مصوّغات لخصوصية النقد المغاربي القديم والآليات التي اعتمدها عبدالكريم في تلقيه للنص المغاربي القديم، ومعرفة القيمة الأدبية لمدونته، وهذا ما يبرّر، بشكل لافت للنظر الاعتماد على إستراتيجيات القراءة الواعية والمدركة لمدونة عبدالكريم النهشلي، للاستئناس والاطمئنان إلى ما تذهب إليه هذه الدراسة من نتائج وتوصيات في سياق المنجز النقدي المغاربي القديم”.
وقد قسمت الباحثة هذه الدراسة النقدية إلى أربعة فصول هي: التلقي في التراث النقدي القديم؛ تناولت فيه مفهوم التلقي وتمظهراته عند عدد من النقاد القدامى على غرار الجاحظ (ت 255 هـ)، وابن طباطبا (ت 322 هـ)، وقدامة بن جعفر (ت 337 هـ). أما الفصل الثاني “تلقي النص لدى عبدالكريم النهشلي”، فناقشت الباحثة فيه الميراث الشعري عند النهشلي، في حين تناولت في الفصل الثالث “تلقي النص الشعري لدى النقاد المغاربة القدامى” مفهوم النقد لدى عدد من النقاد على غرار أبوإسحاق الحصري القيرواني (ت 453 هـ)، وابن رشيق (456 هـ)، وابن شرف القيرواني (ت 460 هـ). وخصصت الباحثة الفصل الرابع “التلقي العربي القديم بين المشارقة والمغاربة”، للحديث عن الفوارق بين المدرستين النقديتين، معتمدة على العديد من المصادر والمراجع.