تعد الإضاءة الطبيعية من أهم وأقوى الوسائل المتاحة للمصورين وهي مجانية للجميع، ففهم كيفية عمل الإضاءة الطبيعية وكيفية استعمالها بفعاليّة هما أحدى الطرق الأساسية التي تسمح بتحسين المستوى الفوتوغرافي دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة على المعدات الفوتوغرافية. وفي هذا الرد قمت بكتابة ملخص عن خمس نصائح فوتوغرافية والتي أعتقد بأنها من أكثر الأمور أهمية في تحسين الطريقة التي نتعامل فيها مع الضوء الطبيعي وبالتالي تساعدنا في تحسين المستوى الفوتوغرافي لدينا..
قبل أن أبدأ في الحديث عن هذه النصائح بودي أن أوجه إنتباهك إلى حقيقة مهمة للغاية. فالمصورين يلتقطون الصور حتى يتواصلوا على نحو مرئي وبواسطة الصور يهدف المصورون إلى أن يطلعونا على قصص ما أو نقل حالة معينة أو جو ما- كيف تشعر في مكان ما أو مع شخص معين. فهذه حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار لأنها تساعدنا على أن نرى الأمور كما هي عليه في الواقع. كما تساعدنا على إدراك أن استعمالنا للإضاءة الطبيعية ماهو سوى وسيلة واحدة فقط من وسائل التواصل البصري.
أولاً: كن واعيًا بأن خصاص الضوء تتغير.
تتغير خصائص الضوء بسبب توقيت اليوم والطقس وظروف أخرى أخرى عديدة. ويمكنك أن تقول بأن هناك أنواع مختلفة من الضوء. وأن هذه الأنواع المختلفة من الإضاءة ستجعل المشهد ذاته يبدو مختلفًا، كما هو واضح في الصور الموجودة بالأعلى والتي التقطت في أوقات مختلفة من اليوم ( في اليسار وقت الشفق- في الوسط وقت الشروق- في اليمين في منتصف النهار ).
وبالتالي يعلم المصورأنه لو لم يلتقط المشهد بالنتيجة الذي يريدها في وقت ما أو في طقس معين، فإن الفرصة قد تتاح له في التقاط المشهد من جديد بشكل مختلف كليًا في وقت آخر وفي إضاءة أخرى.
ثانيًا: لا تحكم على الإضاءة بأنها جيدة أو سيئة
العديد منا تشرب فكرة أن الإضاءة أثناء الساعة الذهبية من اليوم هي إضاءة “جيدة” أو حتى أنها الأفضل لالتقاط الصور. وبشكل عام، تعد الإضاءة القاسية في منتصف اليوم من أسوء أنواع الإضاءة. وفي الواقع تعد هذه النظرة إلى الضوء معيقة جدًا لأي نظرة أبداعية.
تعتبر الساعة الذهبية قادرة على أن تجعل أي شيء يبدو بمظهر جمالي و سحري بسبب نوعيتها الناعمة و الدرجة اللونية الخفيفة التي تتميز فيها. تعد الصورة التي في الأعلى مثالاً رائعًا لتوضيح الطريقة التي تجمل فيها الساعة الذهبية مشهد ما. ولكن، ماذا لو أننا نريد صنع صورة لا تتعلق بجمال مكان ما أو شخص ما ؟ -أو حينما لا تكون إضاءة الساعة الذهبية مناسبة لموقف مشابهة؟
نستنتج أن مقصدي من هذه النصيحة هو أن ننظر إلى أنواع الإضاءة الطبيعة على أنها أدوات مأخوذة من صندوق من الأدوات. فلا تنظر لهذه “الأدوات” على أنها جيدة أو سيئة، لأنها ليست سوى أدوات مناسبة أو غير مناسبة للرسالة التي ترغب بنقلها من خلال عملك.
ثالثًا: كن مهووس بمراقبة الضوء.
راقب الضوء في حياتك اليومية-كيفية وصل الضوء إلى كل ما هو حولك وهو محمل بذرات الغبار والماء، وراقب كيف يتغير أثناء تنقلك من مكان لأخر وكيف تحجب الظلال الضوء. راقب كيف يستخدم المصورين الذين يعجبك تصويرهم الضوء في أعمالهم. والهدف من هذا هو أن تثقف نفسك و تدرب عينيك على التعرف على سيناريوهات مختلفة من الإضاءة حتى تتمكن في نهاية المطاف من أن تتوقع سيناريوهات أكثر من الإضاءة المحيرة التي قد تصادفك.
رابعًا: جرب وصور لمعرفة إلى ماذا سيترجم أي شيء تقوم بتصويره من خلال الفيوفايندر
بغض النظر عن عدد المرات التي تراقب فيها الإضاءة الطبيعية أو عدد النصائح التي تقرأها بشأن ذلك أنت تحتاج إلى الممارسة الفوتوغرافية الفعلية والتقاط الصور.
التجربة لا تؤدي بالضرورة إلى صنع أعمال رائعة إلا أنها تساعدك على فهم كيفية عمل الضوء في ظروف محددة. ومع وجود الكاميرات الرقمية لم يعد هناك أسباب تمنعنا من التقاط الفريمات (الإطارات). فعندما ترى سيناريو ضوئي مثير للاهتمام فإنك ستتساءل عن كيفية ما قد يبدو عليه في الصورة- عندما تصوره! وهذا هو ما قمت بفعله تمامًا في الصورة أعلاه. ففي هذه الصورة، رأيت أن إضاءة المشهد خلفية وفي الوقت ذاته كان هناك إضاءة من خلفي، عندها خطر في بالي مباشرة “يا ترى كيف ستكون النتيجة؟” ومن ثم قمت بخوض التجربة والتقطت بعض التعريضات و انتهى بي المطاف بعمل قوي كما أعتقد.
خامسًا: خذ التعريض مع مراعاتك للمعالجة
بغض النظر عن مدى براعة كاميراتنا، فإننا لن نتمكن من التقاط مدى التدرج اللوني بالكامل والحاصل نتيجة لبعض الظروف الضوئية الأكثر تحديًا دون مساعدة برامج المعالجة مثل برنامج اللايت روم.
وللاستفادة القصوى من مثل هذه الظروف فإنه من المهم أن تأخذ التعريض بطريقة تمنحك فرصة لالتقاط أقصى حد ممكن من التفاصيل. وهذا قد يعني خفض أو زيادة التعريض لعناصر معينة في المشهد.
سادسًا: أنتظر
لقد ذكرت لكم مسبقًا بأن خصائص الإضاءة الطبيعية تتغير دائمًا، فتصوير نفس المشهد أو نفس الموضوع خلال أوقات مختلفة من النهار أو في ظروف جوية مختلفة قد يؤدي إلى صورة مغايرة تمامًا. أولاً قم بالانتظار، فهو أسهل أمر يتعين عليك القيام به (بقدر المجهود الذي تبذله) إلا أن احتمالية حدوث شيء ما يعد من أكثر الأمور المخيبة التي نقوم بتطبيقها أثناء سعينا في التحكم بالإضاءة.
فعملية الانتظار قد تستغرق بضع دقائق حتى تتفرق الغيوم في السماء، أو بضع ساعات حتى تبدأ الشمس في الغروب، أو بضع أسابيع لأجل حدوث ظروف جوية معينة.
وعندما نكون تحت رحمة الانتظار لنوع محدد من الإضاءة الطبيعية لأجل أن نصور فيه، فإنه يمكننا تقليل توتر الانتظار من خلال استعدادنا للاستفادة من الإضاءة التي سنتعامل معها عن طريق متابعة التقارير الجوية قبل الذهاب إلى الأمكنة المراد تصويرها مع مراقبة الظواهر الجويّة المؤثرة على الإضاءة فيها وفهم السبب المؤدي إلى حدوث ظروف جوية معينة مثل الضباب أو العاصفة الرملية.
لقد حصلت على النتيجة أعلاه بسبب مراقبتي للظواهر الجويّة في هذه المنطقة قبل القيام بالتصوير و انتظاري كذلك. ففترات الصباح في هذا الوقت من السنة في رومانيا تكون مصحوبة بالضباب، حيث أدى الضباب هنا إلى إحداث تفاعل دراميّ لإضاءة الشمس المشرقة، كما أن الضباب سيتلاشى قبل أن تتم الشمس صعودها وبالتالي فإن الحصول على أقصى قدر من الدراما في الصورة يمكن تحقيقه أثناء المراحل الأولى لصعود الشمس. لقد حصلت على الصورة التي ترون من بعد انتظار و عودة إلى المكان نفسه في الوقت المناسب وكان الدخان المتصاعد من المدخنة مكافئة مصاحبة لذلك.
سابعًا: قم بتشتيت الإضاءة
نحن لا نشتت الإضاءة الطبيعية من مصدرها – الشمس. إن أول وأسهل طريقة لتشتيت الإضاءة الطبيعية يتم من خلال المواقع التي نكون فيها و/أو مواقع المواضيع المراد تصويرها بالنسبة إلى الشمس. فعلى سبيل المثال، يمككنا أن نطلب من الشخص المراد تصويره أن يتحرك ( أو أن نقوم بوضعه إذا كان جماد ) في الظل أو مكان مغلق أو يمكننا بكل سهولة أن نبحث عن تلك المواضيع/الأجسام الموجودة مسبقًا في الظل أو الأمكان المغلقة-حيث أن ذلك سيتيح لنا العمل مع الإضاءة الطبيعية المشتتة على نحو كبير.
التقطت الصورة التي بالأعلى في منتصف يوم مشمس ساطع، فكانت الإضاءة المباشرة من الشمس قاسية للغاية وغير مناسبة للصورة التي رغبت بالتقاطها بالتحديد، حيث طلبت من الأشخاص الانتقال إلى منطقة الظل التي أحدثتها جدران المنزل.
يمكننا تشتيت الإضاءة بواسطة مشتتات منزلية الصنع، عادة ما تكون قطع كبيرة من الساتان (نسيج حريري) مبسوطة على لوح ما، إذ أن التأثير سيكون مطابق لتأثير المشتت ويمكننا نقلها بسهولة، كما أن سحب الستائر يعد مثالاً رائعًا لتشتيت الإضاءة الطبيعية.
أحد سلبيات تشتيت الإضاءة الطبيعية على هذا النحو هو عدم مقدرتنا على تشتيت المواضيع ذات الأحجام الكبيرة مثل مبنى مرتفع أو سلسلة جبلية، ففي مثل هذه المواقف لا يمكننا سوى الانتظار حتى تتشتت الإضاءة من تلقاء نفسها؛ مثل تشتتها مع وجود الغيوم.
ثامنًا: قم بتوجيه الإضاءة
نحن نقوم بتوجيه الإضاءة بنفس الطريقة التي نقوم فيها بتشتيتها-بواسطة تغيير المواقع التي نكون فيها و/أو المواضيع المراد تصويرها بالنسبة إلى مصدر الإضاءة، والذي يمكن أن يكون الشمس في هذه الحالة خصوصًا إذا ما كنا في الخارج أو في الأماكن المفتوحة، وفي بعض الحالات قد تأتي الإضاءة من فتحة ما مثل النافذة عندما نكون في داخل المنزل (مكان مغلق).
إن أحد الأمثلة النموذجية لتوجيه الإضاءة في الخارج و المناطق المفتوحة هو عند التقاط صورة “سيلويت” كما هو موضح في الصورة أعلاه، فأنت تجعل موقع الموضوع المراد تصويره بينك وبين الشمس، وبالتالي تقوم بتوجيه الإضاءة من وراء الموضوع أو تقوم بإضاءته من الخلف.
إن أجمل ما في الإضاءة الطبيعية هو وجود طرق لا نهائية لتوجيهها بهذه الطريقة تبعًا لموقع الشمس أو مصدر الإضاءة (عند التصوير في الأماكن المغلقة) وبالتأكيد، موقعك وموقع الموضوع المراد تصويره.
تاسعًا: قم بعكس الإضاءة
يمكننا أن نعكس الإضاءة ببعض الطرق المختلفة. و تعد العواكس بشرية الصنع ذات الأسطح العاكسة الخاصة (في بعض الأحيان تكون مختلفة الألوان) من أسهل الطرق التي نعكس فيها الضوء.
تعمل العواكس بشرية الصنع بتوجيه الإضاءة المنعكسة من عليها نحو الموضوع، وللحصول على تأثير أوضح يستحسن أن يكون الموضوع في إضاءة مشتتة عند الظل أو في الأماكن المغلقة، وأن تقوم بعكس أشعة الشمس عن طريق العاكس. كلما كان العاكس قريبًا من الموضوع يكون الضوء المنعكس من عليه أقوى.
و يمكن أن يكون أي شيء مسطح أو مضيء نسبيًا عاكسًا بدرجات متفاوتة- كالثلج أو الماء أو حتى الرمال الساطعة.
عاشرًا: قم بالبحت عن الحالات التي تحتوي على مصادرة إضاءة متعددة
تحدث مثل هذه الحالات في الأماكن الداخلية سواء كانت بشرية الصنع أو طبيعية (كالكهف). وفي مثل هذه الحالات تحل النوافذ أو الفتحات الأخرى محل مصادر الإضاءة، وعند توفر القليل أو البعض منها فإننا نحصل على مصادرة إضاءة متعددة.
تعد الإضاءة الطبيعية من أهم وأقوى الوسائل المتاحة للمصورين وهي مجانية للجميع، ففهم كيفية عمل الإضاءة الطبيعية وكيفية استعمالها بفعاليّة هما أحدى الطرق الأساسية التي تسمح بتحسين المستوى الفوتوغرافي دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة على المعدات الفوتوغرافية. وفي هذا الرد قمت بكتابة ملخص عن خمس نصائح فوتوغرافية والتي أعتقد بأنها من أكثر الأمور أهمية في تحسين الطريقة التي نتعامل فيها مع الضوء الطبيعي وبالتالي تساعدنا في تحسين المستوى الفوتوغرافي لدينا..
قبل أن أبدأ في الحديث عن هذه النصائح بودي أن أوجه إنتباهك إلى حقيقة مهمة للغاية. فالمصورين يلتقطون الصور حتى يتواصلوا على نحو مرئي وبواسطة الصور يهدف المصورون إلى أن يطلعونا على قصص ما أو نقل حالة معينة أو جو ما- كيف تشعر في مكان ما أو مع شخص معين. فهذه حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار لأنها تساعدنا على أن نرى الأمور كما هي عليه في الواقع. كما تساعدنا على إدراك أن استعمالنا للإضاءة الطبيعية ماهو سوى وسيلة واحدة فقط من وسائل التواصل البصري.
أولاً: كن واعيًا بأن خصاص الضوء تتغير.
تتغير خصائص الضوء بسبب توقيت اليوم والطقس وظروف أخرى أخرى عديدة. ويمكنك أن تقول بأن هناك أنواع مختلفة من الضوء. وأن هذه الأنواع المختلفة من الإضاءة ستجعل المشهد ذاته يبدو مختلفًا، كما هو واضح في الصور الموجودة بالأعلى والتي التقطت في أوقات مختلفة من اليوم ( في اليسار وقت الشفق- في الوسط وقت الشروق- في اليمين في منتصف النهار ).
وبالتالي يعلم المصورأنه لو لم يلتقط المشهد بالنتيجة الذي يريدها في وقت ما أو في طقس معين، فإن الفرصة قد تتاح له في التقاط المشهد من جديد بشكل مختلف كليًا في وقت آخر وفي إضاءة أخرى.
ثانيًا: لا تحكم على الإضاءة بأنها جيدة أو سيئة
العديد منا تشرب فكرة أن الإضاءة أثناء الساعة الذهبية من اليوم هي إضاءة “جيدة” أو حتى أنها الأفضل لالتقاط الصور. وبشكل عام، تعد الإضاءة القاسية في منتصف اليوم من أسوء أنواع الإضاءة. وفي الواقع تعد هذه النظرة إلى الضوء معيقة جدًا لأي نظرة أبداعية.
تعتبر الساعة الذهبية قادرة على أن تجعل أي شيء يبدو بمظهر جمالي و سحري بسبب نوعيتها الناعمة و الدرجة اللونية الخفيفة التي تتميز فيها. تعد الصورة التي في الأعلى مثالاً رائعًا لتوضيح الطريقة التي تجمل فيها الساعة الذهبية مشهد ما. ولكن، ماذا لو أننا نريد صنع صورة لا تتعلق بجمال مكان ما أو شخص ما ؟ -أو حينما لا تكون إضاءة الساعة الذهبية مناسبة لموقف مشابهة؟
نستنتج أن مقصدي من هذه النصيحة هو أن ننظر إلى أنواع الإضاءة الطبيعة على أنها أدوات مأخوذة من صندوق من الأدوات. فلا تنظر لهذه “الأدوات” على أنها جيدة أو سيئة، لأنها ليست سوى أدوات مناسبة أو غير مناسبة للرسالة التي ترغب بنقلها من خلال عملك.
ثالثًا: كن مهووس بمراقبة الضوء.
راقب الضوء في حياتك اليومية-كيفية وصل الضوء إلى كل ما هو حولك وهو محمل بذرات الغبار والماء، وراقب كيف يتغير أثناء تنقلك من مكان لأخر وكيف تحجب الظلال الضوء. راقب كيف يستخدم المصورين الذين يعجبك تصويرهم الضوء في أعمالهم. والهدف من هذا هو أن تثقف نفسك و تدرب عينيك على التعرف على سيناريوهات مختلفة من الإضاءة حتى تتمكن في نهاية المطاف من أن تتوقع سيناريوهات أكثر من الإضاءة المحيرة التي قد تصادفك.
رابعًا: جرب وصور لمعرفة إلى ماذا سيترجم أي شيء تقوم بتصويره من خلال الفيوفايندر
بغض النظر عن عدد المرات التي تراقب فيها الإضاءة الطبيعية أو عدد النصائح التي تقرأها بشأن ذلك أنت تحتاج إلى الممارسة الفوتوغرافية الفعلية والتقاط الصور.
التجربة لا تؤدي بالضرورة إلى صنع أعمال رائعة إلا أنها تساعدك على فهم كيفية عمل الضوء في ظروف محددة. ومع وجود الكاميرات الرقمية لم يعد هناك أسباب تمنعنا من التقاط الفريمات (الإطارات). فعندما ترى سيناريو ضوئي مثير للاهتمام فإنك ستتساءل عن كيفية ما قد يبدو عليه في الصورة- عندما تصوره! وهذا هو ما قمت بفعله تمامًا في الصورة أعلاه. ففي هذه الصورة، رأيت أن إضاءة المشهد خلفية وفي الوقت ذاته كان هناك إضاءة من خلفي، عندها خطر في بالي مباشرة “يا ترى كيف ستكون النتيجة؟” ومن ثم قمت بخوض التجربة والتقطت بعض التعريضات و انتهى بي المطاف بعمل قوي كما أعتقد.
خامسًا: خذ التعريض مع مراعاتك للمعالجة
بغض النظر عن مدى براعة كاميراتنا، فإننا لن نتمكن من التقاط مدى التدرج اللوني بالكامل والحاصل نتيجة لبعض الظروف الضوئية الأكثر تحديًا دون مساعدة برامج المعالجة مثل برنامج اللايت روم.
وللاستفادة القصوى من مثل هذه الظروف فإنه من المهم أن تأخذ التعريض بطريقة تمنحك فرصة لالتقاط أقصى حد ممكن من التفاصيل. وهذا قد يعني خفض أو زيادة التعريض لعناصر معينة في المشهد.
سادسًا: أنتظر
لقد ذكرت لكم مسبقًا بأن خصائص الإضاءة الطبيعية تتغير دائمًا، فتصوير نفس المشهد أو نفس الموضوع خلال أوقات مختلفة من النهار أو في ظروف جوية مختلفة قد يؤدي إلى صورة مغايرة تمامًا. أولاً قم بالانتظار، فهو أسهل أمر يتعين عليك القيام به (بقدر المجهود الذي تبذله) إلا أن احتمالية حدوث شيء ما يعد من أكثر الأمور المخيبة التي نقوم بتطبيقها أثناء سعينا في التحكم بالإضاءة.
فعملية الانتظار قد تستغرق بضع دقائق حتى تتفرق الغيوم في السماء، أو بضع ساعات حتى تبدأ الشمس في الغروب، أو بضع أسابيع لأجل حدوث ظروف جوية معينة.
وعندما نكون تحت رحمة الانتظار لنوع محدد من الإضاءة الطبيعية لأجل أن نصور فيه، فإنه يمكننا تقليل توتر الانتظار من خلال استعدادنا للاستفادة من الإضاءة التي سنتعامل معها عن طريق متابعة التقارير الجوية قبل الذهاب إلى الأمكنة المراد تصويرها مع مراقبة الظواهر الجويّة المؤثرة على الإضاءة فيها وفهم السبب المؤدي إلى حدوث ظروف جوية معينة مثل الضباب أو العاصفة الرملية.
لقد حصلت على النتيجة أعلاه بسبب مراقبتي للظواهر الجويّة في هذه المنطقة قبل القيام بالتصوير و انتظاري كذلك. ففترات الصباح في هذا الوقت من السنة في رومانيا تكون مصحوبة بالضباب، حيث أدى الضباب هنا إلى إحداث تفاعل دراميّ لإضاءة الشمس المشرقة، كما أن الضباب سيتلاشى قبل أن تتم الشمس صعودها وبالتالي فإن الحصول على أقصى قدر من الدراما في الصورة يمكن تحقيقه أثناء المراحل الأولى لصعود الشمس. لقد حصلت على الصورة التي ترون من بعد انتظار و عودة إلى المكان نفسه في الوقت المناسب وكان الدخان المتصاعد من المدخنة مكافئة مصاحبة لذلك.
سابعًا: قم بتشتيت الإضاءة
نحن لا نشتت الإضاءة الطبيعية من مصدرها – الشمس. إن أول وأسهل طريقة لتشتيت الإضاءة الطبيعية يتم من خلال المواقع التي نكون فيها و/أو مواقع المواضيع المراد تصويرها بالنسبة إلى الشمس. فعلى سبيل المثال، يمككنا أن نطلب من الشخص المراد تصويره أن يتحرك ( أو أن نقوم بوضعه إذا كان جماد ) في الظل أو مكان مغلق أو يمكننا بكل سهولة أن نبحث عن تلك المواضيع/الأجسام الموجودة مسبقًا في الظل أو الأمكان المغلقة-حيث أن ذلك سيتيح لنا العمل مع الإضاءة الطبيعية المشتتة على نحو كبير.
التقطت الصورة التي بالأعلى في منتصف يوم مشمس ساطع، فكانت الإضاءة المباشرة من الشمس قاسية للغاية وغير مناسبة للصورة التي رغبت بالتقاطها بالتحديد، حيث طلبت من الأشخاص الانتقال إلى منطقة الظل التي أحدثتها جدران المنزل.
يمكننا تشتيت الإضاءة بواسطة مشتتات منزلية الصنع، عادة ما تكون قطع كبيرة من الساتان (نسيج حريري) مبسوطة على لوح ما، إذ أن التأثير سيكون مطابق لتأثير المشتت ويمكننا نقلها بسهولة، كما أن سحب الستائر يعد مثالاً رائعًا لتشتيت الإضاءة الطبيعية.
أحد سلبيات تشتيت الإضاءة الطبيعية على هذا النحو هو عدم مقدرتنا على تشتيت المواضيع ذات الأحجام الكبيرة مثل مبنى مرتفع أو سلسلة جبلية، ففي مثل هذه المواقف لا يمكننا سوى الانتظار حتى تتشتت الإضاءة من تلقاء نفسها؛ مثل تشتتها مع وجود الغيوم.
ثامنًا: قم بتوجيه الإضاءة
نحن نقوم بتوجيه الإضاءة بنفس الطريقة التي نقوم فيها بتشتيتها-بواسطة تغيير المواقع التي نكون فيها و/أو المواضيع المراد تصويرها بالنسبة إلى مصدر الإضاءة، والذي يمكن أن يكون الشمس في هذه الحالة خصوصًا إذا ما كنا في الخارج أو في الأماكن المفتوحة، وفي بعض الحالات قد تأتي الإضاءة من فتحة ما مثل النافذة عندما نكون في داخل المنزل (مكان مغلق).
إن أحد الأمثلة النموذجية لتوجيه الإضاءة في الخارج و المناطق المفتوحة هو عند التقاط صورة “سيلويت” كما هو موضح في الصورة أعلاه، فأنت تجعل موقع الموضوع المراد تصويره بينك وبين الشمس، وبالتالي تقوم بتوجيه الإضاءة من وراء الموضوع أو تقوم بإضاءته من الخلف.
إن أجمل ما في الإضاءة الطبيعية هو وجود طرق لا نهائية لتوجيهها بهذه الطريقة تبعًا لموقع الشمس أو مصدر الإضاءة (عند التصوير في الأماكن المغلقة) وبالتأكيد، موقعك وموقع الموضوع المراد تصويره.
تاسعًا: قم بعكس الإضاءة
يمكننا أن نعكس الإضاءة ببعض الطرق المختلفة. و تعد العواكس بشرية الصنع ذات الأسطح العاكسة الخاصة (في بعض الأحيان تكون مختلفة الألوان) من أسهل الطرق التي نعكس فيها الضوء.
تعمل العواكس بشرية الصنع بتوجيه الإضاءة المنعكسة من عليها نحو الموضوع، وللحصول على تأثير أوضح يستحسن أن يكون الموضوع في إضاءة مشتتة عند الظل أو في الأماكن المغلقة، وأن تقوم بعكس أشعة الشمس عن طريق العاكس. كلما كان العاكس قريبًا من الموضوع يكون الضوء المنعكس من عليه أقوى.
و يمكن أن يكون أي شيء مسطح أو مضيء نسبيًا عاكسًا بدرجات متفاوتة- كالثلج أو الماء أو حتى الرمال الساطعة.
عاشرًا: قم بالبحت عن الحالات التي تحتوي على مصادرة إضاءة متعددة
تحدث مثل هذه الحالات في الأماكن الداخلية سواء كانت بشرية الصنع أو طبيعية (كالكهف). وفي مثل هذه الحالات تحل النوافذ أو الفتحات الأخرى محل مصادر الإضاءة، وعند توفر القليل أو البعض منها فإننا نحصل على مصادرة إضاءة متعددة.