النقوش الثمودية دلالات حضارية تحكي جانبا من تاريخ السعودية
دراسة وتحليل 193 نقشا ثموديا موزعة على 6 مواقع من جبال القنة وهي السويد والرقيرقة والسعيدة والريازة ودنة وعشيرة.
الأربعاء 2024/03/20
ShareWhatsAppTwitterFacebook
النقوش وثائق البشر القدامىمسعود المسردي
الرياض – تمثل الرسوم والنقوش الصخرية مظهرا حضاريا عبر من خلاله البشر القدامى خلال العصور السابقة للتاريخ والعصور التاريخية عن أنشطتهم المعيشية وحياتهم اليومية وممارساتهم الدينية وتفاعلهم مع البيئة.
وتزخر السعودية بالعديد من المناطق التي تضم رسوما ونقوشا ترجع لفترة ما قبل التاريخ وعلى وجه التحديد فترة العصر الحجري الحديث، وتمثل متحفا مفتوحا لقراءة التاريخ.
في هذا الصدد أنجز الباحث سالم بن هذال القحطاني كتابا أكاديميا عن النقوش الثمودية بعنوان “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة”.
ويقع هذا الكتاب، الصادر من وكالة الآثار والمتاحف (هيئة التراث حاليا)، في 221 صفحة مقسمة على أربعة فصول تبحث في الخلفية الجغرافية والتاريخية لمحافظة تثليث، ونقوش جبال القنة، كما تتطرق إلى مضامين النقوش وتحلل الرسوم الصخرية في جبال القنة، بالإضافة إلى فهارس للأعلام والقبائل والمعبودات والألفاظ والمفردات.
محافظة تثليث السعودية تعد مرسما مفتوحا للنقوش والرسوم الصخرية
واستهل الباحث كتابه بنبذة عن مدينة تثليث، ذاكرا أنها محافظة تتبع إداريا لمنطقة عسير، وتبعد عن مدينة أبها مسافة 235 كلم، وتشرف على عدد كبير من المراكز والقرى والهجر، مبينا أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى واديها العملاق الذي يبلغ طوله أكثر من 450 كلم من أقصى منابعه في بلاد سنحان حتى حدود وادي الدواسر، أما “جبال القنة”، موضع الدراسة فهي سلسلة جبلية سوداء طويلة تقع جنوب غرب “مدينة تثليث” بين وادي جاش ووادي الثفن، وفيها أودية كثيرة وشعاب مليئة بالغابات والأحراش والكهوف ومواقع المياه.
وبين أن الكتاب يحتوي على دراسة وتحليل 193 نقشا ثموديا موزعة على 6 مواقع من جبال القنة وهي السويد والرقيرقة والسعيدة والريازة ودنة وعشيرة.
وأشار إلى أن الخط الثمودي المستخدم لتدوين هذه النقوش يمثل المراحل المختلفة له من مبكر ووسيط ومتأخر، وذلك قياسا على أنواع الحروف وأشكالها، وأما الطرق التي صيغ بها فثلاثة وهي: الخط المستقيم المقروء من اليمين إلى اليسار والخط العمودي المقروء من الأعلى إلى الأسفل، والخط المائل، وقد عثر فيها على جميع حروف الخط الثمودي ما عدا حرف “الظاء”، وربما وصل الخط الثمودي إلى جبال القنة عن طريق التجار القدماء حيث كان هو الخط السائد في الفترة التي كانت قوافلهم التجارية تسلك الطريق عبر هذه الجبال.
وقال القحطاني “إن نقوش جبال القنة تتميز بخصائص أبرزها: أنها تتشابه في أشكال حروفها وحجم خطها، وتوجد أسماء أعلام وقبائل تتكرر في جميع تلك النقوش، وتتشابه في مضامينها اللغوية والاجتماعية، كما أن أغلب تلك النقوش تذكارية قصيرة”.
وذكر الباحث أنه عثر على صيغ ومفردات لأول مرة ترد في النقوش العربية مثل: (خ ي)، وهو اسم مفرد على وزن فعل من المرجح اشتقاقه من “أ خ ي”، و (ز ب ع ت) والزبعة في اللغة الريح التي تحمل الغبار، و( و ح د) ويعني أول عدد الحساب، و( أ ع ض م) وهو في اللغة يعني “عظم” أي الفخ والمصيدة أو مقبض القوس وغيرها.
أما الرسوم الصخرية في “جبال القنة” حسب ما ورد في الكتاب فأغلبها لأشكال بشرية مفردة أو مقترنة بحيوانات أليفة كالإبل والخيل، وعثر على حيوانات مستأنسة وأخرى متوحشة وصورة لأفعى يرجح الباحث أن لها مدلولا طقوسيا، كما عثر على رسمة لكف يد منفردة نفذت بطريقة النحت البارز وربما يكون لها مدلول ديني، وعثر أيضا على رسومات لبعض الأسلحة المستعملة في تلك العصور المتزامنة مع تاريخ النقوش الثمودية وأغلبها من الرماح والسيوف.
وخلص الباحث في دراسته إلى أن لتلك النقوش والرسوم الصخرية دلالات حضارية منها أن مستخدمي ذلك الخط قد مارسوا التجارة، كما دلت على أنهم كانوا وثنيين وذلك لعبادتهم الأصنام لتكرار أسماء الإلهة الوثنية في تلك النقوش مثل اللات ومناة وغيرهما.
يذكر أن “محافظة تثليث” تعد مرسما مفتوحا للنقوش والرسوم الصخرية سواء الثمودية أو المسندية أو الحميرية أو الإسلامية، ولمؤلف الكتاب آنف الذكر رسالة دكتوراه لم تطبع بعنوان “نقوش وادي نعام الثمودية بمحافظة تثليث – دراسة تحليلية”.
يعتبر كتاب سالم بن هذال القحطاني “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة” أول محاولة لدراسة نقوش منطقة جبال القنة، وقد تطلب ذلك من المؤلف جملة من الإجراءات والجهود الكبيرة مثل القيام بالرحلات الميدانية لمواقع النقوش وجمع المواد العلمية وتوثيقها، بالإضافه إلى تصوير النقوش فوتوغرافيا ونقل النقوش رسما باليد.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
دراسة وتحليل 193 نقشا ثموديا موزعة على 6 مواقع من جبال القنة وهي السويد والرقيرقة والسعيدة والريازة ودنة وعشيرة.
الأربعاء 2024/03/20
ShareWhatsAppTwitterFacebook
النقوش وثائق البشر القدامىمسعود المسردي
الرياض – تمثل الرسوم والنقوش الصخرية مظهرا حضاريا عبر من خلاله البشر القدامى خلال العصور السابقة للتاريخ والعصور التاريخية عن أنشطتهم المعيشية وحياتهم اليومية وممارساتهم الدينية وتفاعلهم مع البيئة.
وتزخر السعودية بالعديد من المناطق التي تضم رسوما ونقوشا ترجع لفترة ما قبل التاريخ وعلى وجه التحديد فترة العصر الحجري الحديث، وتمثل متحفا مفتوحا لقراءة التاريخ.
في هذا الصدد أنجز الباحث سالم بن هذال القحطاني كتابا أكاديميا عن النقوش الثمودية بعنوان “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة”.
ويقع هذا الكتاب، الصادر من وكالة الآثار والمتاحف (هيئة التراث حاليا)، في 221 صفحة مقسمة على أربعة فصول تبحث في الخلفية الجغرافية والتاريخية لمحافظة تثليث، ونقوش جبال القنة، كما تتطرق إلى مضامين النقوش وتحلل الرسوم الصخرية في جبال القنة، بالإضافة إلى فهارس للأعلام والقبائل والمعبودات والألفاظ والمفردات.
محافظة تثليث السعودية تعد مرسما مفتوحا للنقوش والرسوم الصخرية
واستهل الباحث كتابه بنبذة عن مدينة تثليث، ذاكرا أنها محافظة تتبع إداريا لمنطقة عسير، وتبعد عن مدينة أبها مسافة 235 كلم، وتشرف على عدد كبير من المراكز والقرى والهجر، مبينا أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى واديها العملاق الذي يبلغ طوله أكثر من 450 كلم من أقصى منابعه في بلاد سنحان حتى حدود وادي الدواسر، أما “جبال القنة”، موضع الدراسة فهي سلسلة جبلية سوداء طويلة تقع جنوب غرب “مدينة تثليث” بين وادي جاش ووادي الثفن، وفيها أودية كثيرة وشعاب مليئة بالغابات والأحراش والكهوف ومواقع المياه.
وبين أن الكتاب يحتوي على دراسة وتحليل 193 نقشا ثموديا موزعة على 6 مواقع من جبال القنة وهي السويد والرقيرقة والسعيدة والريازة ودنة وعشيرة.
وأشار إلى أن الخط الثمودي المستخدم لتدوين هذه النقوش يمثل المراحل المختلفة له من مبكر ووسيط ومتأخر، وذلك قياسا على أنواع الحروف وأشكالها، وأما الطرق التي صيغ بها فثلاثة وهي: الخط المستقيم المقروء من اليمين إلى اليسار والخط العمودي المقروء من الأعلى إلى الأسفل، والخط المائل، وقد عثر فيها على جميع حروف الخط الثمودي ما عدا حرف “الظاء”، وربما وصل الخط الثمودي إلى جبال القنة عن طريق التجار القدماء حيث كان هو الخط السائد في الفترة التي كانت قوافلهم التجارية تسلك الطريق عبر هذه الجبال.
وقال القحطاني “إن نقوش جبال القنة تتميز بخصائص أبرزها: أنها تتشابه في أشكال حروفها وحجم خطها، وتوجد أسماء أعلام وقبائل تتكرر في جميع تلك النقوش، وتتشابه في مضامينها اللغوية والاجتماعية، كما أن أغلب تلك النقوش تذكارية قصيرة”.
وذكر الباحث أنه عثر على صيغ ومفردات لأول مرة ترد في النقوش العربية مثل: (خ ي)، وهو اسم مفرد على وزن فعل من المرجح اشتقاقه من “أ خ ي”، و (ز ب ع ت) والزبعة في اللغة الريح التي تحمل الغبار، و( و ح د) ويعني أول عدد الحساب، و( أ ع ض م) وهو في اللغة يعني “عظم” أي الفخ والمصيدة أو مقبض القوس وغيرها.
أما الرسوم الصخرية في “جبال القنة” حسب ما ورد في الكتاب فأغلبها لأشكال بشرية مفردة أو مقترنة بحيوانات أليفة كالإبل والخيل، وعثر على حيوانات مستأنسة وأخرى متوحشة وصورة لأفعى يرجح الباحث أن لها مدلولا طقوسيا، كما عثر على رسمة لكف يد منفردة نفذت بطريقة النحت البارز وربما يكون لها مدلول ديني، وعثر أيضا على رسومات لبعض الأسلحة المستعملة في تلك العصور المتزامنة مع تاريخ النقوش الثمودية وأغلبها من الرماح والسيوف.
وخلص الباحث في دراسته إلى أن لتلك النقوش والرسوم الصخرية دلالات حضارية منها أن مستخدمي ذلك الخط قد مارسوا التجارة، كما دلت على أنهم كانوا وثنيين وذلك لعبادتهم الأصنام لتكرار أسماء الإلهة الوثنية في تلك النقوش مثل اللات ومناة وغيرهما.
يذكر أن “محافظة تثليث” تعد مرسما مفتوحا للنقوش والرسوم الصخرية سواء الثمودية أو المسندية أو الحميرية أو الإسلامية، ولمؤلف الكتاب آنف الذكر رسالة دكتوراه لم تطبع بعنوان “نقوش وادي نعام الثمودية بمحافظة تثليث – دراسة تحليلية”.
يعتبر كتاب سالم بن هذال القحطاني “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة” أول محاولة لدراسة نقوش منطقة جبال القنة، وقد تطلب ذلك من المؤلف جملة من الإجراءات والجهود الكبيرة مثل القيام بالرحلات الميدانية لمواقع النقوش وجمع المواد العلمية وتوثيقها، بالإضافه إلى تصوير النقوش فوتوغرافيا ونقل النقوش رسما باليد.
ShareWhatsAppTwitterFacebook