هل من منافسة حاضرة بين الفحم والزيت ، وبين الذرة ، مصدرا للقوة ؟
نعم . توجد منافسة ، ولكنها منافسة لا تضر بأي من الجانبين ، جانب الفحم والزيت والغاز الطبيعي ، وجانب الذرة اذ تستخرج من أفرانها ( مفاعلاتها ) القوة .
ان الذرة اليورنيومية استخدمت ، هي وأخوات لها ، منذ سنوات غير بعيدة ، في أفران خصيصة بها ، تنشق الذرات فيها فيخرج من انشقاقها حرارة . وهذه الحرارة تحيل ماء الى بخار . وهذا البخار يدفع التربينات ، وهذه تدير عجلات عليها من الأسلاك ما عليها تعرف بالمولدات الكهربائية . وهذه تقطع في دورانها ما بين أقطاب مغناطيسيات كبيرة من حقول ، فتتولد بذلك في الأسلاك المقادير الكبيرة من الكهرباء . والكهرباء قوة في هذا العصر الصناعي هائلة وهي أنظف القوى .
وبمثل هذا يستخدم الفحم أو الزيت أو الفاز يحرق ليحول ماء الى بخار ، يدير التربينات ، وهذه تدير العجلات .. على نحو ما وصفنا في الزيت تماما .
وعند البدء كانت نفقة الذرة في انتاج الكهرباء أعلى كثيرا من نفقة الفحم أو الزيت أو الغاز .
⏺الفحم والزيت يفرغان في قرن ، قد يزداد إلى قرنين .. أما الذرة ، فتقدم العلم ، قد يمتد بها العُمر إلى بضعة بلايين مِنَ السِّنين .
⏺الولايات المتحدة تستخرج من الذرة نصف حاجتها مِنَ القوة ، قبيل ختام هذا القرن العشرين ، وستستخرج مِنهَا كُل حاجاتها المتزايدة عند منتصف القرن العشرين .
ولكن تقدم العلم في هذه السنوات الخمس عشرة الماضية ، جعل الذرة تلحق ، ثم تلحق ، حتى كادت اليوم تدرك ، من الوجهة الاقتصادية ، الوقود الحفري في صناعة الكهرباء .
وفي هذا أيضا نعتمد على آراء أهل الاختصاص .
فقد جاء في تقرير لجنة الطاقة الذرية ، ذلك الذي ذكرنا أنها رفعته الى الرئيس كندي ، ما يلي :
( ان الأفران ( المفاعلات ) الذرية سوف تلحق بالوقود الحفري ( الفحم والزيت ) من حيث التنافس الواقع بينهما في انتاج القوى ، وذلك في السنوات السبعينية القادمة ( أعني من عام ۱۹۷۰ فما بعدها ) .
والواقع انها الآن قد لحقت فعلا به ، أي الوقود الحفري ، في أماكن كثيرة بعيدة عن مصادر الفحم والزيت ) .
وحتى الدول القريبة من فحم وزيت ، بل والتي عندها فحم وزيت ، بدأت تتخذ للزمن القادم حين تبلغ نفقة القوة من الذرة نفقة القوة تأتي من الفحم والزيت بدأت تتخذ للزمن القادم عدته .
وهل فوق الولايات المتحدة أمة أعرف بمستقبل الصناعات ، وأحرص على الدولار والسنتيم، وعلى القرش والمليم ؟
- في عام ۲۰۰۰ ، نصف القوى بأمريكا من الذرة :
ان الولايات المتحدة تتوقع ، عند انتهاء هذا القرن الحاضر ، القرن العشرين ، أن تكون القوى المستخدمة في الولايات المتحدة يأتي نصفها من الذرة ، ويدخل في هذا الحساب التزايد الهائل المنتظر في الاستهلاك بتقدم اقتصاديات البلاد عاما بعد عام .
ويقضي هذا الحساب أيضا ، الذي قامت به لجنة الطاقة الذرية هناك ، بأنه لن ينتصف القرن الحادي والعشرون حتى تكون القوى المستخدمة ، في الولايات قد جاءت كلها تقريبا من الذرة .
- أكبر محطة ذرية في العالم :
ومن مبادرة الولايات المتحدة استعدادا للمستقبل أن شركة أديسون بنيويورك Consolidated Edison Co قد أعلنت عن بناء محطة تنتج الكهرباء من الذرة . تبلغ نفقتها ۱۷۵ مليون دولار ، تم بناؤها وعملت في عام ۱۹۷۰ ، لتنتج مليون كيلوواط ، وتكون بذلك أكبر محطة للذرة في العالم .
و اين تجدها ؟
في أوسط المدينة . ذلك لأن أمر هذه المحطات الذرية فلا خطر على المدينة صار اليوم مأمونا أكمل الأمان منها .
- هل تفرغ الذرة ، كما يفرغ الزيت والفحم ، على مدى الزمان ؟
والجواب . نعم .
كل شيء فان . وكل مخزون في الأرض فارغ ما صحبه استهلاك .
ومصدر الذرة الحاضر ، الأكثر والأكبر ، انما هو اليورنيوم . واليورنيوم صنفان ، صنف مشع قابل للانشقاق من ذات نفسه ، ونسميه يورنيوم ٢٣٥ ) والرقم هنا هو وزنه الذري ) والصنف الآخر غير قابل للانشقاق الا مع وجود يورنيوم مشع ، وتسمیه یورنیوم ۳۳۸ ( والرقم هو وزنه الذري أيضا ) .
واليورنيوم الموجود في الطبيعة خليط من الاثنين ، وبه نحو ۷۱۹ر. في المائة من المشع ، والباقي ويبلغ ۲۸ ۹۹ في المائة ، من غير المشع . ثم ثالث غاية في القلة .
ونحن نستعين بشق اليورنيوم غير المشع - وهو الأكثر وجودا في الأرض - باليورنيوم المشع ، حتى نأتي من انشقاق ذراته بالطاقة التي نحولها الى كهرباء .
ولكن هذا اليورنيوم المشع قد لا يأتي ختام هذا القرن حتى يكون قد فرغ من خاماته في الأرض . من أجل هذا عمد العلماء الى أفران تحيل اليورنيوم غير المشع نفسه ، الى عنصر مشع ، سهل انشقاقه ، فسهل انتاج الكهرباء منه . ولن ندخل في تفصيل ذلك .
ان الانسان يحاول أن ينتفع بكل ذرة من يورنيوم مشع ، وغير مشع ، وبغير اليورنيوم من عناصر كالثر يوم ذات اشعاع ، فذات انشقاق تنتج عنه القوة في صورة كهرباء .
كل هذه مجهودات يتشبث بها الانسان ما عاش ، وبحسبانه كلا ، بمصادر القوى التي خلقت له هذه المدنية خلقا وبدونها تنهار ، ويعود الانسان من بعد انهيارها الى الاعتماد على عضله هو ، وعضل الدواب من جمل وحصان وحمار .
ولكن اليورنيوم بصنفيه ، والثريوم ، وأشباه الثريوم وكل عنصر مشع ميسرة خاماته في الأرض ، لها يوم أو أيام تنفد فيه جميعا . تماما كما ينفد الفحم وكما ينفد الزيت .
نعم . توجد منافسة ، ولكنها منافسة لا تضر بأي من الجانبين ، جانب الفحم والزيت والغاز الطبيعي ، وجانب الذرة اذ تستخرج من أفرانها ( مفاعلاتها ) القوة .
ان الذرة اليورنيومية استخدمت ، هي وأخوات لها ، منذ سنوات غير بعيدة ، في أفران خصيصة بها ، تنشق الذرات فيها فيخرج من انشقاقها حرارة . وهذه الحرارة تحيل ماء الى بخار . وهذا البخار يدفع التربينات ، وهذه تدير عجلات عليها من الأسلاك ما عليها تعرف بالمولدات الكهربائية . وهذه تقطع في دورانها ما بين أقطاب مغناطيسيات كبيرة من حقول ، فتتولد بذلك في الأسلاك المقادير الكبيرة من الكهرباء . والكهرباء قوة في هذا العصر الصناعي هائلة وهي أنظف القوى .
وبمثل هذا يستخدم الفحم أو الزيت أو الفاز يحرق ليحول ماء الى بخار ، يدير التربينات ، وهذه تدير العجلات .. على نحو ما وصفنا في الزيت تماما .
وعند البدء كانت نفقة الذرة في انتاج الكهرباء أعلى كثيرا من نفقة الفحم أو الزيت أو الغاز .
⏺الفحم والزيت يفرغان في قرن ، قد يزداد إلى قرنين .. أما الذرة ، فتقدم العلم ، قد يمتد بها العُمر إلى بضعة بلايين مِنَ السِّنين .
⏺الولايات المتحدة تستخرج من الذرة نصف حاجتها مِنَ القوة ، قبيل ختام هذا القرن العشرين ، وستستخرج مِنهَا كُل حاجاتها المتزايدة عند منتصف القرن العشرين .
ولكن تقدم العلم في هذه السنوات الخمس عشرة الماضية ، جعل الذرة تلحق ، ثم تلحق ، حتى كادت اليوم تدرك ، من الوجهة الاقتصادية ، الوقود الحفري في صناعة الكهرباء .
وفي هذا أيضا نعتمد على آراء أهل الاختصاص .
فقد جاء في تقرير لجنة الطاقة الذرية ، ذلك الذي ذكرنا أنها رفعته الى الرئيس كندي ، ما يلي :
( ان الأفران ( المفاعلات ) الذرية سوف تلحق بالوقود الحفري ( الفحم والزيت ) من حيث التنافس الواقع بينهما في انتاج القوى ، وذلك في السنوات السبعينية القادمة ( أعني من عام ۱۹۷۰ فما بعدها ) .
والواقع انها الآن قد لحقت فعلا به ، أي الوقود الحفري ، في أماكن كثيرة بعيدة عن مصادر الفحم والزيت ) .
وحتى الدول القريبة من فحم وزيت ، بل والتي عندها فحم وزيت ، بدأت تتخذ للزمن القادم حين تبلغ نفقة القوة من الذرة نفقة القوة تأتي من الفحم والزيت بدأت تتخذ للزمن القادم عدته .
وهل فوق الولايات المتحدة أمة أعرف بمستقبل الصناعات ، وأحرص على الدولار والسنتيم، وعلى القرش والمليم ؟
- في عام ۲۰۰۰ ، نصف القوى بأمريكا من الذرة :
ان الولايات المتحدة تتوقع ، عند انتهاء هذا القرن الحاضر ، القرن العشرين ، أن تكون القوى المستخدمة في الولايات المتحدة يأتي نصفها من الذرة ، ويدخل في هذا الحساب التزايد الهائل المنتظر في الاستهلاك بتقدم اقتصاديات البلاد عاما بعد عام .
ويقضي هذا الحساب أيضا ، الذي قامت به لجنة الطاقة الذرية هناك ، بأنه لن ينتصف القرن الحادي والعشرون حتى تكون القوى المستخدمة ، في الولايات قد جاءت كلها تقريبا من الذرة .
- أكبر محطة ذرية في العالم :
ومن مبادرة الولايات المتحدة استعدادا للمستقبل أن شركة أديسون بنيويورك Consolidated Edison Co قد أعلنت عن بناء محطة تنتج الكهرباء من الذرة . تبلغ نفقتها ۱۷۵ مليون دولار ، تم بناؤها وعملت في عام ۱۹۷۰ ، لتنتج مليون كيلوواط ، وتكون بذلك أكبر محطة للذرة في العالم .
و اين تجدها ؟
في أوسط المدينة . ذلك لأن أمر هذه المحطات الذرية فلا خطر على المدينة صار اليوم مأمونا أكمل الأمان منها .
- هل تفرغ الذرة ، كما يفرغ الزيت والفحم ، على مدى الزمان ؟
والجواب . نعم .
كل شيء فان . وكل مخزون في الأرض فارغ ما صحبه استهلاك .
ومصدر الذرة الحاضر ، الأكثر والأكبر ، انما هو اليورنيوم . واليورنيوم صنفان ، صنف مشع قابل للانشقاق من ذات نفسه ، ونسميه يورنيوم ٢٣٥ ) والرقم هنا هو وزنه الذري ) والصنف الآخر غير قابل للانشقاق الا مع وجود يورنيوم مشع ، وتسمیه یورنیوم ۳۳۸ ( والرقم هو وزنه الذري أيضا ) .
واليورنيوم الموجود في الطبيعة خليط من الاثنين ، وبه نحو ۷۱۹ر. في المائة من المشع ، والباقي ويبلغ ۲۸ ۹۹ في المائة ، من غير المشع . ثم ثالث غاية في القلة .
ونحن نستعين بشق اليورنيوم غير المشع - وهو الأكثر وجودا في الأرض - باليورنيوم المشع ، حتى نأتي من انشقاق ذراته بالطاقة التي نحولها الى كهرباء .
ولكن هذا اليورنيوم المشع قد لا يأتي ختام هذا القرن حتى يكون قد فرغ من خاماته في الأرض . من أجل هذا عمد العلماء الى أفران تحيل اليورنيوم غير المشع نفسه ، الى عنصر مشع ، سهل انشقاقه ، فسهل انتاج الكهرباء منه . ولن ندخل في تفصيل ذلك .
ان الانسان يحاول أن ينتفع بكل ذرة من يورنيوم مشع ، وغير مشع ، وبغير اليورنيوم من عناصر كالثر يوم ذات اشعاع ، فذات انشقاق تنتج عنه القوة في صورة كهرباء .
كل هذه مجهودات يتشبث بها الانسان ما عاش ، وبحسبانه كلا ، بمصادر القوى التي خلقت له هذه المدنية خلقا وبدونها تنهار ، ويعود الانسان من بعد انهيارها الى الاعتماد على عضله هو ، وعضل الدواب من جمل وحصان وحمار .
ولكن اليورنيوم بصنفيه ، والثريوم ، وأشباه الثريوم وكل عنصر مشع ميسرة خاماته في الأرض ، لها يوم أو أيام تنفد فيه جميعا . تماما كما ينفد الفحم وكما ينفد الزيت .
تعليق