نحو 300 مليون شخص حول العالم يعانون من أمراض الرئة المزمنة التي تتسبب في سد الشعب الهوائية وضيق في التنفس والسعال.
اكتشف باحثون صينيون وأمريكيون، علاجا جديدا لمرض الربو من خلال الوخز بالإبر، ما يفتح الباب أمام المزيد من تطبيقات الطب الصيني التقليدي في البحوث الطبية الحديثة.
وذكرت صحيفة "سوهو" الصينية، أن نحو 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من أمراض الرئة المزمنة التي تتسبب في سد الشعب الهوائية وضيق في التنفس والسعال، وربما تؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة.
وقال يانغ يونغ تشينغ، وهو أستاذ بجامعة شانغهاي للطب الصيني التقليدي، إن عشرين باحثاً من 5 معاهد مختلفة أجروا دراسة بحثية على المركبات التي عثر عليها في دماء مرضى الربو قبل وبعد العلاج بالوخز بالإبر.
وبحسب يانغ، فإن نتائج فاعلية الوخز بالإبر كانت مبهرة، حيث تحسنت حالات مرضى الربو، وهو ما دفع الباحثين لمثل هذا النوع من الدراسة.
وأشرف على الدراسة، علماء من جامعة شانغهاي للطب الصيني التقليدي بالصين، بالتعاون مع باحثين من كلية روتجرز نيوجيرسي الطبية في الولايات المتحدة.
واكتشف الباحثون أثناء الدراسة التي استمرت 4 سنوات، أن نسبة بروتين معين - ميتالوثيونين-2 (مت-2) - في دم المرضى زادت بعد العلاج بالوخز بالإبر، ولكنها كانت منخفضة للغاية أثناء نوبات الربو، مما يشير إلى أن هذا البروتين كان سبباً رئيسياً في تحسن حالات المرضى.
ودفعت هذه النتائج الفريق البحثي لتطوير دواء جديد من شأنه أن يعزز بروتين (مت-2)، وأطلقوا عليه tsg12"، وهو يعمل على تبسيط عضلات مجرى الهواء وتوسيع قنوات مختلفة في الرئتين، مما يجعل التنفس أسهل ويوقف بشكل فعال نوبة الربو.
وقال يانغ "إن الوخز بالإبر أعطانا نقطة دخول جديدة، وسمح لنا بالتركيز على بروتين مختلف عن البروتين الموجود في الطب الغربي".
ووجدت الدراسة أن الدواء "tsg12" لم تنتج عنه أي آثار جانبية على المرضى ولم يصبح أقل فاعلية مع مرور الوقت، على عكس الأدوية القائمة للربو المعروفة باسم "ناهضات بيتا 2".
وقال لويس أولوا، وهو باحث أمريكي مشارك في الدراسة، إن العديد من المرضى لا يستجيبون لـ"مضادات بيتا 2" ومع مرور الوقت هناك عدد متزايد من المرضى الذين يتوقفون عن الاستجابة للعلاج، وليس لديهم أي علاج بديل.
في حين قال تشانغ شيبينغ، وهو أستاذ متخصص في الوخز بالإبر وعلم الأعصاب، إن هذه هي المرة الأولى التي يطور فيها العلماء دواء جديدا أكثر فاعلية من الأدوية الغربية الحالية من خلال دراسة نتائج الوخز بالإبر،
الأمر الذي من شأنه أن يلفت الانتباه إلى العلاج باستخدام الوخز بالإبر من الباحثين الطبيين.
وقال تشانغ: "من المتوقع أنه خلال المزيد من الدراسات القائمة على الوخز بالإبر، سيتم اكتشاف المزيد من المسارات الفسيولوجية، ما يؤدي إلى الوصول لعلاجات للكثير من الأمراض".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، كانت قد ثبتت فاعلية العلاج بالوخز بالإبر لمجموعة من الأمراض، من القرحة الهضمية إلى الاكتئاب، من خلال التجارب السريرية.