"لحظة".. تجربة لونية تربط بين الزمن والتراث في معرض البحريني عمر الراشد
الفنان التشكيلي يجسّد في معرضه الشخصي الأخير جمالية اللحظة وتأثيرها على الإبداع والإلهام.
السبت 2024/03/23
ShareWhatsAppTwitterFacebook
انفعالات وشخوص من ذاكرة الأمكنة
المنامة - هي تلك اللحظة الفريدة والمميزة التي تتسلل إلى حياتنا بلا إنذار، تُحدث تغييرًا مفاجئًا في حالتنا العاطفية والروحية.. تجعلنا نتوقف قليلا وننغمس بجمالها وقوتها، وتخلق ذكريات لا تُنسى وتغمرنا بمشاعر عميقة. ومهما كان نوع اللحظة التي نعيشها، فهي جزء لا يتجزأ من تجربتنا الإنسانية، نكتشف من خلالها جوانب جديدة من ذواتنا، وتُظهر لنا أهمية الحاضر وتذكرنا بأن الحياة قصيرة وجميلة في آن معا.
بهذه الروح، يجسّد الفنان التشكيلي، وعضو المجلس الوطني للفنون في البحرين عمر الراشد في معرضه الشخصي الأخير “لحظة” جمالية اللحظة وتأثيرها على الإبداع والإلهام، في عالمٍ من المشاعر والانطباعات التي تولدها.
يقول الراشد متحدثا عن رؤيته لمعرضه الشخصي، الذي افتتحه في البحرين مؤخراً بحضور رئيس المجلس الوطني للفنون الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة “حاولت أن أجسد فكرة اللحظة بمختلف الانفعالات التي تصاحبها، سواء كانت فرحا أو حزنا أو غضبا أو ربما لحظة عفوية. هذه اللحظات التي أعيشها أجسدها على الفور في أعمال فنية مباشرة وليس إلى عمل فني مخطط مسبقا، وعندما تبني معرضاً شخصياً على فكرة واحدة فقط تحاول تجسيدها في عمل متكامل فذلك يستغرق وقتاً طويلا”.
عمر الراشد: هناك متسع لكسر قواعد نقل التراث في العمل الفني
وعن التقنيات والأساليب التي اتبعها للتعبير عن مفهوم اللحظة يشير إلى النقطة والخط واللون، حيث يقول “تمثل الألوان التي استخدمتها تفاعلاً بين الألوان الحارة والباردة، كما قدمت أعمالاً باللون الأبيض والأسود باستخدام الفحم، والتفاعل بين الخط والنقطة… هناك لحظات في حياتنا لا نستطيع الإمساك بها، ولكن ثمة لحظات تعيش معنا عمراً من الزمن، ويدوّنها العقل والقلب، وهي التي عبرت عنها في أعمالي الأخيرة”.
يؤكد الفنان البحريني أن العائلة والمحيط الاجتماعي والتجارب التي عاشها في مراحل مختلفة من حياته هي المرجعية التي استوحى منها أعمال معرضه الأخير، لافتاً إلى أن المرأة الحاضرة في جميع أعماله هي مصدر إلهامه الأساسي، وعبّر عن ذلك بقوله “أحب عنصر المرأة لما تحمل من جمالية، فضلاً عن الأدوار المتعددة التي تلعبها في حياة الإنسان.. أحب الأمهات، فهن يحملن مخزوناً من العفوية والحنان الذي يمكن ترجمته إلى عشرات الأعمال الفنية”، فيما يرى أن الرجل هو مكملٌ للمرأة في العمل الفني. وبينما عُرف الراشد في تجربته الفنية الممتدة على أربعة عقود بإبرازه للهوية المحلية البحرينية، فقد اتبع في معرض “لحظة” أسلوبا معاصرا يربط بين الحداثة والتراث من خلال تجربة اللون، إلى جانب عناصر مستوحاة من البيئة المحلية، بالإضافة إلى الشخوص التاريخية.
ورداً على سؤال أين هو التراث من معرضه الأخير وكيف قام بتوظيفه، يوضح أنه استوحى من التراث من حيث التكوين والشخوص والأزياء والانفعالات بالإضافة إلى ذاكرة المكان، فيقول “ليس بالضرورة أن ننقل التراث بطريقة مباشرة أو تقليدية، بل هناك متسع لكسر هذه القواعد في العمل الفني، ففي هذا المعرض عنصر التراث كان حاضراً عبر الشخوص، بالإضافة إلى الألوان، حيث أدخلت الفضي والذهبي والأبيض والأسواد كألوان جديدة، لكنها حاضرة في التراث البحريني وفي الأزياء الشعبية”.
ويتابع “قد نخطئ عندما نحصر التراث في إطار معين، إذ أعتقد أن التاريخ هو الأهم ويمكن توظيفه بأشكال متعددة في العمل الفني. لدينا في البحرين حضارة عريقة يمكن أن نستوحي منها الكثير من العناصر، وهنا أتحدث عن الشخوص التي استوحيتها من الحضارة الآشورية والسومرية المرتبطة بحضارة دلمون، حيث خرجت في هذا المعرض عن إطار الأزياء الشعبية المحلية التي كنت أستخدمها كمصدر إبداعي في أعمالي”.
ويرى الراشد أن الأساليب الفنية الحديثة لا تندرج تحت مدرسة أو مفهوم تشكيلي معين، إذ يقول “لقد خرجنا من إطار المدارس الفنية وأصبحنا اليوم نرسم في فضاء الفن المفتوح والمعاصر والحديث، الذي يمكن التعبير عنه بأي طريقة”، لافتاً إلى توجهه نحو المدرسة التعبيرية التي جسدها بأسلوب حديث، والتي أصبحت اليوم صحبة المدرسة الانطباعية أساساً لتكوين العمل الفني الحديث.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سوسن فريدون
صحافية بحرينية
الفنان التشكيلي يجسّد في معرضه الشخصي الأخير جمالية اللحظة وتأثيرها على الإبداع والإلهام.
السبت 2024/03/23
ShareWhatsAppTwitterFacebook
انفعالات وشخوص من ذاكرة الأمكنة
المنامة - هي تلك اللحظة الفريدة والمميزة التي تتسلل إلى حياتنا بلا إنذار، تُحدث تغييرًا مفاجئًا في حالتنا العاطفية والروحية.. تجعلنا نتوقف قليلا وننغمس بجمالها وقوتها، وتخلق ذكريات لا تُنسى وتغمرنا بمشاعر عميقة. ومهما كان نوع اللحظة التي نعيشها، فهي جزء لا يتجزأ من تجربتنا الإنسانية، نكتشف من خلالها جوانب جديدة من ذواتنا، وتُظهر لنا أهمية الحاضر وتذكرنا بأن الحياة قصيرة وجميلة في آن معا.
بهذه الروح، يجسّد الفنان التشكيلي، وعضو المجلس الوطني للفنون في البحرين عمر الراشد في معرضه الشخصي الأخير “لحظة” جمالية اللحظة وتأثيرها على الإبداع والإلهام، في عالمٍ من المشاعر والانطباعات التي تولدها.
يقول الراشد متحدثا عن رؤيته لمعرضه الشخصي، الذي افتتحه في البحرين مؤخراً بحضور رئيس المجلس الوطني للفنون الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة “حاولت أن أجسد فكرة اللحظة بمختلف الانفعالات التي تصاحبها، سواء كانت فرحا أو حزنا أو غضبا أو ربما لحظة عفوية. هذه اللحظات التي أعيشها أجسدها على الفور في أعمال فنية مباشرة وليس إلى عمل فني مخطط مسبقا، وعندما تبني معرضاً شخصياً على فكرة واحدة فقط تحاول تجسيدها في عمل متكامل فذلك يستغرق وقتاً طويلا”.
عمر الراشد: هناك متسع لكسر قواعد نقل التراث في العمل الفني
وعن التقنيات والأساليب التي اتبعها للتعبير عن مفهوم اللحظة يشير إلى النقطة والخط واللون، حيث يقول “تمثل الألوان التي استخدمتها تفاعلاً بين الألوان الحارة والباردة، كما قدمت أعمالاً باللون الأبيض والأسود باستخدام الفحم، والتفاعل بين الخط والنقطة… هناك لحظات في حياتنا لا نستطيع الإمساك بها، ولكن ثمة لحظات تعيش معنا عمراً من الزمن، ويدوّنها العقل والقلب، وهي التي عبرت عنها في أعمالي الأخيرة”.
يؤكد الفنان البحريني أن العائلة والمحيط الاجتماعي والتجارب التي عاشها في مراحل مختلفة من حياته هي المرجعية التي استوحى منها أعمال معرضه الأخير، لافتاً إلى أن المرأة الحاضرة في جميع أعماله هي مصدر إلهامه الأساسي، وعبّر عن ذلك بقوله “أحب عنصر المرأة لما تحمل من جمالية، فضلاً عن الأدوار المتعددة التي تلعبها في حياة الإنسان.. أحب الأمهات، فهن يحملن مخزوناً من العفوية والحنان الذي يمكن ترجمته إلى عشرات الأعمال الفنية”، فيما يرى أن الرجل هو مكملٌ للمرأة في العمل الفني. وبينما عُرف الراشد في تجربته الفنية الممتدة على أربعة عقود بإبرازه للهوية المحلية البحرينية، فقد اتبع في معرض “لحظة” أسلوبا معاصرا يربط بين الحداثة والتراث من خلال تجربة اللون، إلى جانب عناصر مستوحاة من البيئة المحلية، بالإضافة إلى الشخوص التاريخية.
ورداً على سؤال أين هو التراث من معرضه الأخير وكيف قام بتوظيفه، يوضح أنه استوحى من التراث من حيث التكوين والشخوص والأزياء والانفعالات بالإضافة إلى ذاكرة المكان، فيقول “ليس بالضرورة أن ننقل التراث بطريقة مباشرة أو تقليدية، بل هناك متسع لكسر هذه القواعد في العمل الفني، ففي هذا المعرض عنصر التراث كان حاضراً عبر الشخوص، بالإضافة إلى الألوان، حيث أدخلت الفضي والذهبي والأبيض والأسواد كألوان جديدة، لكنها حاضرة في التراث البحريني وفي الأزياء الشعبية”.
ويتابع “قد نخطئ عندما نحصر التراث في إطار معين، إذ أعتقد أن التاريخ هو الأهم ويمكن توظيفه بأشكال متعددة في العمل الفني. لدينا في البحرين حضارة عريقة يمكن أن نستوحي منها الكثير من العناصر، وهنا أتحدث عن الشخوص التي استوحيتها من الحضارة الآشورية والسومرية المرتبطة بحضارة دلمون، حيث خرجت في هذا المعرض عن إطار الأزياء الشعبية المحلية التي كنت أستخدمها كمصدر إبداعي في أعمالي”.
ويرى الراشد أن الأساليب الفنية الحديثة لا تندرج تحت مدرسة أو مفهوم تشكيلي معين، إذ يقول “لقد خرجنا من إطار المدارس الفنية وأصبحنا اليوم نرسم في فضاء الفن المفتوح والمعاصر والحديث، الذي يمكن التعبير عنه بأي طريقة”، لافتاً إلى توجهه نحو المدرسة التعبيرية التي جسدها بأسلوب حديث، والتي أصبحت اليوم صحبة المدرسة الانطباعية أساساً لتكوين العمل الفني الحديث.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سوسن فريدون
صحافية بحرينية