محمد الحمصي - حمص قصة عشق لاتنتهي
٢٦ أبريل، الساعة ٥:٥٣ ص ·
#بقلمي
#قبل_عدة_سنوات...
كنا نعيش معاً بمنزلٍ واحد بضحكتنا بفرحنا بحزننا بلهونا.....
لم نترك ثغرة جرح أو ألم أو دمعة ضيق إلا سددناها بأيدينا وقلبنا معاً..
في اللحظة التي غادرنا فيها بيتنا دقت نواقيص نهاية الطفولة فقد فات الموعد، وانقضى أجلُ الذكريات...
بكيت كثيراً، رغم أنهم قالوا أننا سنعود قريباً.. كان قلبي معلقاً بجدران بيتنا، ورائحة الخربشات العالقة فيه....
كان بيتنا هو المأمن الوحيد من كل خوف، حتى خرجنا منه رغماً عنّا....
كانت تلك الايام جميلة...
نعم جميلة رغم بساطة العيشِ
وقسوة الظروف.....
#بعد_عدة_سنوات
كم أحن الى تلك الذكرياتِ بكل ما تحمله من ألمٍ وحزن وفِراق، ألا إنها أجمل من واقعنا هذا...
وها نحن اليوم قد كبرنا
نعم كبرنا......
وتبدل الحال، وتغيرت الأحوال
أصبح الحنين لا يغادرُ مضجعي...
ليت لحظاتنا الجميلة الدافئة تدوم لساعات... لإيام.. لسنين....
لنسرق أنفُسنا من كل ضحكةٍ تعنينا...
مازالت الجدران تبكي ذكرياتنا..
وما زالت خربشاتنا محفورة في تلك الحُجرات الصغيرة..
لتبقى خلفنا الحروف شاهدة علينا...
مرت الايام....
الاسابيع....
السنين...
كنتُ أستيقظُ على أملِ أن يعودَ كلُّ شيءٍ لطبيعته ، ثم يأتي الظلامُ مُحمّلاً بخيبةٍ جديدةٍ من اليأس...
نعم إنتهت قصتنا، وقصة الطفولة بعناء..
هذا مارأته عيني....
ودعتكِ يا وطني وفي القلب غصة... وفي العيون دمعة وفي الصوت بحة..
وها نحن اليوم قد كبرنا
نعم كبرنا
وتركنا خلفنا قلباً ينبضُ بإسمه...
#لإنك #وطني ذرفتُ من الدموع ما ذرفت حتى جفتِ المقلُ
وارتجفت الروح...
وأُبليَّ الجسد
#لانك #وطني ذات مساءٍ بكيت....
بكيت على إطلالك كما لم أفعل من قبل، فكلما زعمت نسيانك فاضت نيران الذكريات والأشواق فما عدتُ أقوى على الهجران
كلما مرت ذكرياته بذاكرتي
هزت كياني وزلزلت ما كان راكداً منذ سنين فتباً لرائحة الحنين حين تهب توقدُ نيران الأشواق والآلام
الوداع أيتها البيوت البسيطة أيتها الجدران.....
ستندثرين كما أندثرت قصتنا وتصبحين إطلالاً من العدم.....
#محمد
- الجوهرة الحمصية
الله يرجعنا لذكريتنا وذكريات اولادنا