النموذج الحالي لتكوين الكون يشير إلى أنّه يتألف من 68% من الطاقة المظلمة و27% من المادة المظلمة و5% من المادة الطبيعية (شترستوك)19/3/2024
دراسة: الكون لا يحتوي على "المادة المظلمة"
تتحدى دراسة حديثة النموذج الحالي لقوام الكون وتكوينه، وتقدم أدلة تناقض فكرة وجود المادة المظلمة في ورقة بحثية نُشرت في مجلة "الفيزياء الفلكية" من قبل باحثين بجامعة أوتاوا الكندية.
ويَفترض النموذج النظري الحالي للكون أنّه يتكون بشكل أساسي من ثلاثة عناصر:
- المادة العادية أو الطبيعية: وتشمل جميع المواد والأجسام المألوفة التي يمكن ملاحظتها مباشرة مثل الذرات والجسيمات دون الذرية والنجوم وغيرها.
- الطاقة المظلمة: وهي قوة غامضة يُعتقد أنها العنصر المسؤول عن التوسع المتسارع للكون الذي رُصد وأُثبت مرارا وتكرارا.
- المادة المظلمة: ويُعتقد أنها نوع من المادة التي لا تنبعث منها أو تمتص أو تعكس أشعة كهرومغناطيسية، مما يجعلها غير مرئية ولا يمكن اكتشافها.
وفي علم الكونيات، يُفترض أن المادة المظلمة تفسر ظواهر مختلفة، مثل سلوك جاذبية المجرات، وانتشار المادة في الكون على نطاق واسع. وعلى الرغم من افتقارها إلى المراقبة المباشرة، فقد كانت المادة المظلمة عنصرا حاسما في العديد من النماذج الكونية لتفسير هذه الظواهر الفلكية.
وتخالف الدراسة الحديثة الأعراف العلمية الرائجة في المجتمع العلمي اليوم، والتي تبدو متطرّفة في طرحها، مقدمةً أدلة تناقض الفهم الحالي، وهو ما يُعد تحوّلا فيزيائيا كبيرا.
المادة المظلمة قوة غير مرئية توجد في جميع أنحاء الكون بكميات هائلة (سيمونز فاونديشن)
ويقترح راغندرا غوبتا أستاذ الفيزياء في كلية العلوم بجامعة أوتاوا، نهجا جديدا لفهم تكوين الكون، معتمدا على مزيج من نظريتين: نظرية "ثوابت الاقتران المتغيرة"، ونظرية "الضوء المُجهَد"، والتي يشار إليهما معا باسم نموذج "سي سي سي + تي إل". ويتحدى هذا النموذج المبتكر توزيع النسب بشكلها الحالي لتكوين الكون من المادة المظلمة والطاقة المظلمة والمادة العادية.
ويدمج النموذج المستخدم في الدراسة مفهومين أساسيين يتعلقان بسلوك القوى في الكون، وسلوك الضوء عبر المسافات الكونية الشاسعة؛ فالنظرية الأولى تقول إن القوى الأساسية للطبيعة -مثل الجاذبية والكهرومغناطيسية- قد تتغير مع مرور الوقت بفترات زمنية كونية طويلة، وفي الوقت ذاته تقترح النظرية الثانية أن الضوء يفقد طاقته عندما يقطع مسافات شاسعة عبر الكون "فيُجهد".
ومن خلال الجمع بين هاتين النظريتين، طوّر غوبتا وفريقه إطارا يوفر تفسيرا بديلا لمختلف الظواهر الكونية، وخضع هذا النموذج للاختبار وأثبت توافقه مع العديد من نقاط بيانات الرصد، ففسّر توزيع المجرات في الكون وتطور الضوء المنبعث من الكون المبكر.
تعليق