Walid Bannoud مثقفو حلب
جامع قرطبة في الأندلس
هو مسجد سابق , وحاليًا هو ( كاتدرائية كاثوليكية تسمى كاتدارئية سيدة الانتقال ) وتعرف من قبل سكان قرطبة باسم ( كاتدرائية مـِسكيتا ) وكلمة مـِسكيتا باللغة الأسبانية تعني مسجد . حالياً فإن الكاتدرائية هي مقر مطران أبرشية قرطبة وهي مدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي .
كان موقع الكاتدرائية في الأصل معبدًا وثنيًا , ثم تحول إلى كنيسة مسيحية على زمن القوط الغربيين ، ثم إلى مسجد خلال الحكم الأموي في الأندلس , حيث تم بناء مسجد جديد بجانبه في ذات الموقع .
بعد حروب الاسترداد قام الإسبان بتحويل المسجد إلى كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . وقد شكلت هذه الكاتدرائية نموذجاً فريداً لتداخل فن العمارة الإسلامية والمسيحية . حيث مازالت تعتبر كاتدرائية قرطبة بوصفها واحدة من أشهر المعالم الأثرية للعمارة الإسلامية في إسبانيا .
جامع قرطبة من الداخل
تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف القرن تقريبا ويرجع تأسيسه إلى سنة ( 785 ) ميلادية عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس وشاطر حينئذ المسلمون للمسيحيين في قرطبة كنيستهم العظمى , فبنوا في شطرها مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم . وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم إشترى عبد الرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الغزو .
أمر عبد الرحمن الداخل بإنشاء هذا الجامع سنة 785 ميلادية وكانت مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً , وكان المسجد قديماً يُسمى بجامع الحضرة أي ( جامع الخليفة ) أمّا اليوم فيُسمى بمسجد الكاتدرائية . إن أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة بحيث يتسق مع شكله الأساسي .
إيوان جامع قرطبة
كان الشكل الأصلي للمسجد يتألف من حرم طوله 73.5 متر وعرضه 36.8 متر ، وكان مقسماً إلى 11 رواقاً، بواسطة 10 صفوف من الأقواس ، يضم كل منها 12 قوسا ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عمودياً على الجدار الخلفي . كانت هذه الصفوف تتألف من طبقتين من الأقواس , الأقواس السفلى منها على شكل حدوة فرس والعليا تنقص قليلاً عن نصف دائرة ، وهي تحمل سقفاً منبسطاً يرتفع مقدار 9.8 أمتار عن الأرضية وفوقها 11 سقفاً جمالياً متوازياً بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص .
يوجد للجامع باب غربي وباب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي كما له باب شرقي متوافق مع الأول . وكان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم ( بوير تادي سان استيبان ) .
التوسعة المعمارية
كانت مقاييس الجامع الأول (75 × 65 ) بالإضافة إلى صحن الجامع . وفي عهد الأمير الأموي الأندلسي عبد الرحمن الأوسط تمت توسعته أكثر ..... وأضاف المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع لانتقال الأمير إلى المسجد من قصره دون المرور بالشارع .
في سنة ( 951 ) ميلادية أنشأ عبد الرحمن الناصر مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال , وهي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي وهذه المئذنة لا تزال قائمة وقد حولت إلى برج أجراس . و في عهد محمد بن أبي عامر المنصور في عصر الأمير هاشم المؤيد عام ( 987 ) تمت توسعة الجامع فأصبحت مقاييسه (125 مترا × 180 مترا) لتبلغ مساحته الإجمالية ( 22500 ) م2 .
صحن النارنج
يعد صحن المسجد الكبير قطعة فنية إسلامية فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب وفي جهته الشمالية توجد المئذنة . بنيت في جزء منه كتدرائية يؤمها المسيحيون للعبادة . أما المسجد الكبير ويحمله أكثر من ( 800 ) عمود فأصبح متحفا يزوره السياح . وقد زرع الناس أشجار النارنج وأشجار الليمون فيه ولهذا يسمى بصحن النارنج .
=======================