البطاريات تعد بمثابة إكسير الحياة لكافة الأجهزة من حولنا (شترستوك)
طه الراوي
16/3/2024
من الجرّة الفخارية الى التفاعلات النووية.. كيف تطورت البطاريات الكهربائية؟
وأنت تقرأ هذه السطور، تستخدم هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي وربما حاسوبك المكتبي، وهذه التقنيات لم تكن لترى النور لولا ذلك الاختراع الذي يعتبر بمثابة إكسير الحياة لكافة الأجهزة من حولنا، ألا وهي "البطاريات".
كانت البطاريات المصدر الأساسي للكهرباء قبل تطوير المولدات الكهربائية والشبكات الكهربائية في نهاية القرن التاسع عشر، وسهلت التحسينات المتعاقبة في تكنولوجيا البطاريات التقدم الكهربائي الكبير، بدءا من الدراسات العلمية المبكرة وحتى ظهور التلغراف والهواتف، مما أدى في النهاية إلى ظهور جيل جديد من الأجهزة والمعدات التي كانت في يوم من الأيام محض خيال، ومن ذلك أجهزة تنظيم ضربات القلب والسيارات الكهربائية.
تُعرّف البطارية الكهربائية بأنها جهاز يقوم بتحويل الطاقة الناتجة عن بعض التفاعلات الكيميائية إلى طاقة كهربائية وتخزينها. ومرَّت البطاريات منذ اختراعها وحتى الآن بمراحل عديدة من التطوير والتحسين، فبينما كانت تشغل حيزا يقارب المتر مكعب، نسمع اليوم ببطاريات حجمها يقارب حجم أصغر عملة معدنية. لكن ورغم هذا، تتشابه معظم البطاريات بطريقة عملها.
التدفق للإلكترونات من الأنود إلى الكاثود عبر الاتصال الخارجي هو ما نستخدمه لتشغيل أجهزتنا الإلكترونية (شترستوك)
تتكون البطاريات بصورة عامة من معدنين أو مركبين كيميائيين مختلفين بصفاتهما الكيميائية يفصل بينهما عازل ذو مواصفات معينة. وعند ربط أطراف البطارية بأي جهاز خارجي، يحدث تفريغ كهربائي بين طرفي البطارية يؤدي إلى انتقال الإلكترونات (الشحنات الكهربائية) من طرف إلى آخر في عملية تسمى "التفريغ الكهربائي".
ويسمى المعدن أو المركّب الذي يفقد الإلكترونات أثناء التفريغ بالأنود، ويسمى المعدن أو المركب الذي يقبل الإلكترونات بالكاثود. هذا التدفق للإلكترونات من الأنود إلى الكاثود عبر الاتصال الخارجي هو ما نستخدمه لتشغيل أجهزتنا الإلكترونية.
ورغم تعدد أشكال وأحجام البطاريات، فإنها لا تخرج عن أحد نوعين: بطاريات قابلة للشحن، وغير قابلة للشحن.
من الجرَّة والضفدع إلى الأجهزة الذكية
تعليق