محسن العلي: مستوى المسلسلات تراجع بتغير كواليس المهنة
"الباب المفتوح" برنامج تلفزيوني ساهم في اكتشاف الكثير من الوجوه الفنية العراقية التي أصبحت نجوما.
الاثنين 2024/03/18
ShareWhatsAppTwitterFacebook
خبرة عقود في التمثيل
بغداد - بدأ الممثل العراقي محسن العلي رحلته الفنية مخرجا إذاعيا، ومن ثم ولج التلفزيون ليكون ممثلا يشار له بالبنان حينما كان الحظ حليفه عندما اختاره المخرج عبدالهادي مبارك ليجسد شخصية تلفزيونية في برنامج “الباب المفتوح”، البرنامج الذي ساهم في اكتشاف الكثير من الوجوه الفنية العراقية التي أصبحت نجوما فيما بعد حتى لقب بـ”صانع النجوم”.
أخرج العديد من المسرحيات التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا كمسرحية “بيت وخمس بيبان” ومسرحية “أطراف المدينة” ومسرحية “مقامات أبوسمرة” وغيرها، فضلا عن أعماله الإنتاجية للكثير من المسلسلات والأفلام والبرامج داخل العراق وخارجه. وصار اسمه علامة فارقة في خارطة الفن العراقي لما له من منجزات فنية ثرة استثنائية في مجال التلفزيون والمسرح والإذاعة والإنتاج والإخراج والتمثيل قد يصعب على غيره تحقيقها.
عن بدايات دخوله مجال التمثيل والقصة التي قلبت موازين حياته، يقول العلي “بداياتي كانت من الإذاعة حيث دخلتها مبكرا عندما كنت طالبا في المرحلة الثانية في كلية الفنون الجميلة، وتدرجت في عملي الإذاعي من مساعد مخرج ومن ثم أصبحت مخرجا إذاعيا وأولى تجاربي الإخراجية الإذاعية كانت من خلال برنامج تأريخي اسمه ‘طريق السلامة’، وبعد ذلك انتقلت إلى العمل في الدراما الإذاعية قسم التمثيليات في إذاعة بغداد وأصبحت مخرجا في قسم التمثيليات والدراما الإذاعية”.
الإنتاج الدرامي العراقي مازال إنتاجا محليا يحاكي قصصا محلية ولا يراعي في اختيار قصص الأعمال أن تكون ذات قيمة
ويضيف “القصة التي قلبت الموازين حينما دخلت مجال التلفزيون عندما حالفني الحظ والصدفة ليختارني المخرج عبدالهادي مبارك للمشاركة في البرنامج التلفزيوني ‘الباب المفتوح’ بدلا عن ممثل آخر لم يحضر التصوير، أديت شخصية كوميدية لشخص يأكل كثيرا حتى يفقد الوعي وفعلا تم التصوير لمرة واحدة لأن لا يمكن أن يعاد المشهد أكثر من مرة بسبب طبيعة المشهد وظل المشهد يعاد عرضه لمدة أسبوع كامل في التلفزيون دونا عن المشاهد الأخرى من البرنامج كونه حقق حضورا لافتا، وكان هذا الدور أول علامة فارقة لي في التلفزيون، ومن ثم اشتركت في تمثيلية ‘النافذة’ بدور رئيس أيضا بترشيح من المخرج عبدالهادي مبارك، وهكذا توالت الأعمال التلفزيونية”.
ويوضح أن “الموصل ساهمت بتكوين ملامح شخصيتي الفنية. قدمت في الموصل أكثر من 15 عملا مسرحيا، تتلمذت على أيدي الكثير من الأستاذة الكبار أمثال عزالدين ذنون، ومحمد طبو، وراسم السباه، هؤلاء المخرجون منحوني الفرصة لأكون ممثلا في الموصل واستطعت أن أطور نفسي خلال عام واحد لأتدرج في الأدوار من دور ثالث إلى دور ثان إلى دور رئيس”.
وفي تقييمه للإنتاج الدرامي في زمننا الحالي ومدى اختلافه عن الدراما في العقود السابقة من حيث تلقائية الفنان في أدائه الأدوار وتقمصه الشخصيات، ومدى التزام المخرجين بإسناد الأدوار للممثلين انطلاقا من الشخصيات التي تلاءم كل موهبة، أوضح محسن العلي “توزيع واختيار الممثلين للأدوار اختلف اختلافا كبيرا عما كان في السابق، فعندما كنا سابقا حين نمنح دورا لشخصية ما في مسلسل كانت تعقد جلسة اسمها ‘جلسة الطاولة’، هذه الجلسة تتم فيها قراءة المسلسل بالمجمل ونناقش الأدوار الملائمة
للفنانين وتقديم التمارين التي تجرى على أداء الأدوار قبل عملية التصوير، لذلك حينما نقف أمام الكاميرا نعرف حكاية المسلسل منذ بدايته وحتى نهايته ونعرف امتداد الدور المسند لنا وأدوار الممثلين الآخرين. هكذا كان يقدم العمل”.
ويتابع “الآن تمنح الأدوار بعشوائية وحسب العلاقات الشخصية ويدخل الممثل إلى العمل وهو حافظ دوره فقط لا يعلم حكاية وأحداث المسلسل، لذلك يخرج المسلسل مهلهلا وسطحيا، وهذه الأخطاء يتحملها المخرج وجهة الإنتاج”.
أما في تقييمه للأسباب التي أدت إلى عزلة الفنان العراقي عربيا، وانحسار نجومية الممثل العراقي مقارنة بغيره من الممثلين، فيرى العلي أن “الفنان العراقي لم يسهم في عزلته عن المحيط العربي بل وجد نفسه بحكم الظروف المختلفة معزولا عن النشاطات العربية”.
الفنان العراقي لم يسهم في انعزاله عن المحيط العربي بل وجد نفسه بحكم الظروف المختلفة معزولا
ويقول “بكل صراحة بعض القنوات الفضائية العربية تعتبر العقل العراقي مؤدلجا كون هناك خلط ما بين الإعلام وبين الفن، لذلك كان كل شيء مسخرا للإعلام في الفن، فضلا عن أن أعمالنا العراقية كانت ذات صبغة محلية بحتة أكثر مما هي عربية، وأستثني بعض الأعمال التي خرجت عن نطاقها المحلي مثل مسلسل ‘فتاة في العشرين’ و’النسر وعيون المدينة’، و’الأماني الضالة’، و’عش الأزواج’ كون هذه الأعمال تحاكي قصصا عامة في المجتمع”.
ويرى العلي أن “الإنتاج الدرامي العراقي الآن مازال إنتاجا محليا ولا يراعي في اختيار قصص الأعمال أن تكون ذات قيمة كون تلك الأعمال تعرض على قنوات فضائية عراقية مشاهدة من جميع العالم، لذلك المشاهد العربي ليس له الاستعداد لمشاهدة مسلسلات عراقية تحاكي قصصا محلية ضعيفة في المحتوى والإخراج وأقصد هنا بعض الأعمال العراقية وليس الكل”.
وفي حديث عن آخر أعماله الدرامية، يقول الممثل العراقي “انتهيت من تصوير مسلسل جديد صور في دبي اسمه ‘قلوب من ماء’ تأليف وإخراج عماد نجار، من إنتاج عربي كبير بالاشتراك مع عدد من نجوم الفن العربي من سوريا ولبنان والأردن. أنا أشارك من العراق أجسد في المسلسل شخصية رئيسة تتحدث عن تاجر مغترب عراقي تحصل له مشكلة مع أسرته ويحاول أن يجد الحلول لها”.
ورغم التجربة الفنية المهمة يقول العلي إنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لن يختار الفن طريقا له في الحياة، “لأني لم أكن أتصور أننا سنصل إلى مرحلة ننظر إلى الغث ولا نرى السمين في ما يخص إنتاج الأعمال الفنية، للأسف أصبح باب الفن مشرعا لمن أراد الدخول بكل سهولة، فضلا عن أن بعض الأعمال الفنية أصبحت محصورة ببعض الأسماء وهذا ما سمعته عن قرب من أصدقائي الفنانين الذين يشكون تفشي ظاهرة “الغروبات” (المجموعات) في الوسط الفني”.
"الباب المفتوح" برنامج تلفزيوني ساهم في اكتشاف الكثير من الوجوه الفنية العراقية التي أصبحت نجوما.
الاثنين 2024/03/18
ShareWhatsAppTwitterFacebook
خبرة عقود في التمثيل
بغداد - بدأ الممثل العراقي محسن العلي رحلته الفنية مخرجا إذاعيا، ومن ثم ولج التلفزيون ليكون ممثلا يشار له بالبنان حينما كان الحظ حليفه عندما اختاره المخرج عبدالهادي مبارك ليجسد شخصية تلفزيونية في برنامج “الباب المفتوح”، البرنامج الذي ساهم في اكتشاف الكثير من الوجوه الفنية العراقية التي أصبحت نجوما فيما بعد حتى لقب بـ”صانع النجوم”.
أخرج العديد من المسرحيات التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا كمسرحية “بيت وخمس بيبان” ومسرحية “أطراف المدينة” ومسرحية “مقامات أبوسمرة” وغيرها، فضلا عن أعماله الإنتاجية للكثير من المسلسلات والأفلام والبرامج داخل العراق وخارجه. وصار اسمه علامة فارقة في خارطة الفن العراقي لما له من منجزات فنية ثرة استثنائية في مجال التلفزيون والمسرح والإذاعة والإنتاج والإخراج والتمثيل قد يصعب على غيره تحقيقها.
عن بدايات دخوله مجال التمثيل والقصة التي قلبت موازين حياته، يقول العلي “بداياتي كانت من الإذاعة حيث دخلتها مبكرا عندما كنت طالبا في المرحلة الثانية في كلية الفنون الجميلة، وتدرجت في عملي الإذاعي من مساعد مخرج ومن ثم أصبحت مخرجا إذاعيا وأولى تجاربي الإخراجية الإذاعية كانت من خلال برنامج تأريخي اسمه ‘طريق السلامة’، وبعد ذلك انتقلت إلى العمل في الدراما الإذاعية قسم التمثيليات في إذاعة بغداد وأصبحت مخرجا في قسم التمثيليات والدراما الإذاعية”.
الإنتاج الدرامي العراقي مازال إنتاجا محليا يحاكي قصصا محلية ولا يراعي في اختيار قصص الأعمال أن تكون ذات قيمة
ويضيف “القصة التي قلبت الموازين حينما دخلت مجال التلفزيون عندما حالفني الحظ والصدفة ليختارني المخرج عبدالهادي مبارك للمشاركة في البرنامج التلفزيوني ‘الباب المفتوح’ بدلا عن ممثل آخر لم يحضر التصوير، أديت شخصية كوميدية لشخص يأكل كثيرا حتى يفقد الوعي وفعلا تم التصوير لمرة واحدة لأن لا يمكن أن يعاد المشهد أكثر من مرة بسبب طبيعة المشهد وظل المشهد يعاد عرضه لمدة أسبوع كامل في التلفزيون دونا عن المشاهد الأخرى من البرنامج كونه حقق حضورا لافتا، وكان هذا الدور أول علامة فارقة لي في التلفزيون، ومن ثم اشتركت في تمثيلية ‘النافذة’ بدور رئيس أيضا بترشيح من المخرج عبدالهادي مبارك، وهكذا توالت الأعمال التلفزيونية”.
ويوضح أن “الموصل ساهمت بتكوين ملامح شخصيتي الفنية. قدمت في الموصل أكثر من 15 عملا مسرحيا، تتلمذت على أيدي الكثير من الأستاذة الكبار أمثال عزالدين ذنون، ومحمد طبو، وراسم السباه، هؤلاء المخرجون منحوني الفرصة لأكون ممثلا في الموصل واستطعت أن أطور نفسي خلال عام واحد لأتدرج في الأدوار من دور ثالث إلى دور ثان إلى دور رئيس”.
وفي تقييمه للإنتاج الدرامي في زمننا الحالي ومدى اختلافه عن الدراما في العقود السابقة من حيث تلقائية الفنان في أدائه الأدوار وتقمصه الشخصيات، ومدى التزام المخرجين بإسناد الأدوار للممثلين انطلاقا من الشخصيات التي تلاءم كل موهبة، أوضح محسن العلي “توزيع واختيار الممثلين للأدوار اختلف اختلافا كبيرا عما كان في السابق، فعندما كنا سابقا حين نمنح دورا لشخصية ما في مسلسل كانت تعقد جلسة اسمها ‘جلسة الطاولة’، هذه الجلسة تتم فيها قراءة المسلسل بالمجمل ونناقش الأدوار الملائمة
للفنانين وتقديم التمارين التي تجرى على أداء الأدوار قبل عملية التصوير، لذلك حينما نقف أمام الكاميرا نعرف حكاية المسلسل منذ بدايته وحتى نهايته ونعرف امتداد الدور المسند لنا وأدوار الممثلين الآخرين. هكذا كان يقدم العمل”.
ويتابع “الآن تمنح الأدوار بعشوائية وحسب العلاقات الشخصية ويدخل الممثل إلى العمل وهو حافظ دوره فقط لا يعلم حكاية وأحداث المسلسل، لذلك يخرج المسلسل مهلهلا وسطحيا، وهذه الأخطاء يتحملها المخرج وجهة الإنتاج”.
أما في تقييمه للأسباب التي أدت إلى عزلة الفنان العراقي عربيا، وانحسار نجومية الممثل العراقي مقارنة بغيره من الممثلين، فيرى العلي أن “الفنان العراقي لم يسهم في عزلته عن المحيط العربي بل وجد نفسه بحكم الظروف المختلفة معزولا عن النشاطات العربية”.
الفنان العراقي لم يسهم في انعزاله عن المحيط العربي بل وجد نفسه بحكم الظروف المختلفة معزولا
ويقول “بكل صراحة بعض القنوات الفضائية العربية تعتبر العقل العراقي مؤدلجا كون هناك خلط ما بين الإعلام وبين الفن، لذلك كان كل شيء مسخرا للإعلام في الفن، فضلا عن أن أعمالنا العراقية كانت ذات صبغة محلية بحتة أكثر مما هي عربية، وأستثني بعض الأعمال التي خرجت عن نطاقها المحلي مثل مسلسل ‘فتاة في العشرين’ و’النسر وعيون المدينة’، و’الأماني الضالة’، و’عش الأزواج’ كون هذه الأعمال تحاكي قصصا عامة في المجتمع”.
ويرى العلي أن “الإنتاج الدرامي العراقي الآن مازال إنتاجا محليا ولا يراعي في اختيار قصص الأعمال أن تكون ذات قيمة كون تلك الأعمال تعرض على قنوات فضائية عراقية مشاهدة من جميع العالم، لذلك المشاهد العربي ليس له الاستعداد لمشاهدة مسلسلات عراقية تحاكي قصصا محلية ضعيفة في المحتوى والإخراج وأقصد هنا بعض الأعمال العراقية وليس الكل”.
وفي حديث عن آخر أعماله الدرامية، يقول الممثل العراقي “انتهيت من تصوير مسلسل جديد صور في دبي اسمه ‘قلوب من ماء’ تأليف وإخراج عماد نجار، من إنتاج عربي كبير بالاشتراك مع عدد من نجوم الفن العربي من سوريا ولبنان والأردن. أنا أشارك من العراق أجسد في المسلسل شخصية رئيسة تتحدث عن تاجر مغترب عراقي تحصل له مشكلة مع أسرته ويحاول أن يجد الحلول لها”.
ورغم التجربة الفنية المهمة يقول العلي إنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لن يختار الفن طريقا له في الحياة، “لأني لم أكن أتصور أننا سنصل إلى مرحلة ننظر إلى الغث ولا نرى السمين في ما يخص إنتاج الأعمال الفنية، للأسف أصبح باب الفن مشرعا لمن أراد الدخول بكل سهولة، فضلا عن أن بعض الأعمال الفنية أصبحت محصورة ببعض الأسماء وهذا ما سمعته عن قرب من أصدقائي الفنانين الذين يشكون تفشي ظاهرة “الغروبات” (المجموعات) في الوسط الفني”.