السينما مورد اقتصادي كبير وفيلم اوبنهايمر نموذجاً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السينما مورد اقتصادي كبير وفيلم اوبنهايمر نموذجاً

    السينما مورد اقتصادي كبير وفيلم اوبنهايمر نموذجاً
    كتابة رحيم الحلي
    اضافة الى دورها الاعلامي والتسويقي تعتير السينما احدى اهم المشاريع التجارية الرابحة التي تجلب عوائد مالية كبيرة فلقد كانت السينما المصرية في فترة الستينات المصدر الثاني للدخل الوطني في مصر بعد القطن وتقدمت على ايرادات السياحة التي تجلبها الاهرامات احدى اهم الاماكن السياحية في العالم .
    رغم تراجع عائدات شباك التذاكر لدور العرض في كثير من دول العالم ، حافظت السينما على مكانتها خاصة مع ظهور وسائل العرض السينمائي التي دخلت كل بيت عبر شاشات العرض البالغة الدقة ومنصات الافلام السينمائية التي تعرض افلامها مقابل اشتراكات معقولة اضافة الى انتشار دور العرض في مراكز التسوق التجارية والنوادي والمقاهي الكبيرة اضافة الى استمرار دور العرض التقليدية التي استمر نشاطها رغم تراجع ايرادات شباك التذاكر فيها بالمقارنة مع الفترة التي سبقت ظهور الانترنت.
    بلغت ميزانية فيلم "اوبنهايمر" الذي حصل على سبع جوائز اوسكار حوالي مائة مليون دولار، لكنه حقق عوائد مالية بلغت مليار دولار تعادل سدس ميزانية دول شرق اوسطية مهمة مثل سوريا التي تبلغ ميزانيتها قرابة ستة مليار دولار سنويا ، الامر الذي يؤكد اهمية السينما من الناحية الاقتصادية .
    السينما الايرانية مثلاً والتي تجذب انتباه الجمهور وتحصد جوائز كثيرة في المهرجانات العالمية رغم القيود الصارمة والمضايقات الكبيرة التي يتعرض لها العاملون في ميدان السينما ، يمكنها جلب موارد مالية كبيرة في بلد يعاني فيه المواطنون من شحة مداخيلهم الشهرية .
    عند البحث عن عناصر نجاح فيلم "اوبنهايمر" الذي حصل على جائزة الاوسكار لأفضل فيلم نجد ان واقعية الفيلم قد اضافت نقاطا مهمة لصالحه ، فعندما جرى مشاهدته وتقييمه من قبل لجان التحكيم في مهرجان الاوسكار الدورة 96 في العاشر من اذار 2024 في مسرح دولبي في لوس انجلوس فقد مثلت احداثه قصة مثيرة للاهتمام حيث تناول الفيلم حياة ج. روبرت أوبنهايمر ، "أبو القنبلة الذرية" وتروي القصة صراعاته الشخصية والأخلاقية وهو يقود مشروع مانهاتن لتطوير القنبلة الذرية. تميز الفيلم إيقاع سريع مترابط يشد المشاهد طوال الوقت. فهو لايفلت عيون المشاهد حيث لا توجد اماكن ضعيفة في ذلك الشريط السينمائي ولا في الحبكة السينمائية ، حيث تتسارع الأحداث بشكل مثير مع اقتراب موعد اختبار القنبلة.
    ويحسب للفيلم ويضيف لرصيده نقاطا اضافية الأداء الرائع لطاقم العمل واولهم الممثل "كيليان مورفي" بدور أوبنهايمر فقد جسد مورفي شخصية أوبنهايمر بكل تعقيداتها، من عبقريته إلى صراعاته الداخلية فقد نجح "كريستوفر نولان" في اختياره "كيليان مورفي" لأداء الدور الرئيسي في الفيلم ، وهو ممثل آيرلندي معروف لدى المخرج ، فاز اخيرا بجائزة أوسكار أفضل ممثل. .
    ظهرت في الفيلم مهارات المخرج "كريستوفر نولان" ، فقد استخدم نولان تقنيات تصوير مبتكرة لخلق جو مثير وواقعي. اضافة الى اهتمام نولان بالتفاصيل في كل مشهد من مشاهد الفيلم. من تصميم الديكور إلى الأزياء، كل شيء عند نولان كان محسوبا بدقة وعناية وحصل المخرج على جائزة الاوسكار لأفضل مخرج .
    لقد اضافت الموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقار السويدي الموهوب لودفيك يورانسون سحرا اضافيا للفلم ، تعد الموسيقى التصويرية احد عناصر النجاح لهذا الفيلم و نجحت بالفعل في ترجمة مشاعر القلق التي عاشها العالم أوبنهايمر وفريقه وقد حصل الموسيقار السويدي على جائزة الاوسكار لأفضل موسيقى تصويرية .
    عالج الفيلم موضوعة مهمة ، وهي المسؤولية الأخلاقية للعلماء من مخاطر تلك الاسلحة على مصير البشرية في تلك الحقبة من حرب باردة كانت قابلة لأن تتحول الى كارثة تهدد مصير البشرية.
    طرح الفيلم أسئلة مهمة حول دور العلم في المجتمع، ومسؤولية العلماء عن نتائج أبحاثهم.
    من عناصر نجاح الفلم هو الدعاية والتسويق الناجح الذي تم من خلاله الترويج للفيلم بشكل مكثف، في الوقت الذي يثير قلق الناس خاصة في الدول المتحضرة مساعي الدول الغاشمة لامتلاك اسلحة نووية تهدد بها مصير البشرية. ربما ساهمت تلك العناصر في نجاح الفلم وتمكنه من حصد 7 جوائز أوسكار تعتبر أبرز مكافأة سينمائية .
    يتناول الفيلم الذي يمتد الى أكثر من ثلاث ساعات مفاصل مهمة في حياة روبرت أوبنهايمر، الفيزيائي الذي أدخل الكوكب إلى العصر النووي ولحظات القلق الداخلي والخوف من ذلك السلاح التدميري الفتاك.
    ولغايات التصوير وتناغما مع واقعية القصة قرر مخرج الفيلم استخدام متفجرات حقيقية نجح ذلك السيناريو في إقناع النقّاد والجمهور على السواء.
    فبعد أن عرف المجد بوصفه «عراب القنبلة الذرية»، أصبح "روبرت أوبنهايمر" غارقاً في الندم على عواقب اختراعه.واصبح بعد ذلك داعية لنزع السلاح النووي، وتعرض للتهميش بعد ان تعرض للملاحقة والاشتباه في تعاطفه مع الشيوعية.
    حصد الفيلم في الأشهر الأخيرة جوائز مرموقة كثيرة أبرزها في حفلات «غولدن غلوب»، و«بافتا» البريطانية، وحتى جوائز نقابة ممثلي الشاشة (ساغ) ، قبل أن يتوج الفلم يوم الأحد العاشر من اذار 2024 في حفل الأوسكار.

يعمل...
X