ندعوكم لتتعرفوا معنا هل تؤثر أفلام الأكشن على سلوك الأطفال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ندعوكم لتتعرفوا معنا هل تؤثر أفلام الأكشن على سلوك الأطفال



    هل تؤثر أفلام الأكشن على سلوك الأطفال؟تشير الأدبيات التي حاولت دراسة تأثير التلفزيون على الأطفال من أبحاث سابقة وكتب، بأنهم كلما كانوا أصغر في العمر فإن تأثرهم سيكون سلبياً أكثر مهما كان نوع البرامج التي يتابعونها، فالتعليم غير التفاعلي الذي ينتج من متابعة التلفزيون يؤدي إلى تلقٍ سلبي للمعلومات حتى وإن كانت تعليمية، ويؤدي إلى تقليص قدرات عقلهم التي تتحسن كلما كان الاتصال تفاعلياً مع الطرف الآخر، بالإضافة إلى أن دراسة أخرى نشرتها مجلة طبية عالمية، أجريت على ما يزيد عن 1000 طفل ذكرت أن مشاهدة الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم عامين، يعطل النمو الصحيح لعقلهم مهما كان نوع البرامج التي يشاهدونها، أو المدة التي يقضونها أمام التلفاز.
    هل تؤثر أفلام الأكشن على سلوك الأطفال؟


    إحدى الدراسات التي تحدث عنها الإعلامي والأكاديمي القطري أحمد عبد الملك تحدثت عن أن الطفل العربي في عمر سنتين إلى خمسة سنوات يقضي ما مقداره ثمانيةً وعشرين ساعة أسبوعياً أمام التلفاز، وأن الأطفال ما بين 6 سنوات و11 سنة يقضون أسبوعياً 24 ساعة يشاهدون البرامج المختلفة، في الوقت الذي يبقى فيه 70% من المواد التي يشاهدونها، في عقلهم لمدة لا تقل عن 4 شهور.

    ومع هذه الساعات الطويلة تصبح إمكانية التأثر أكبر، خاصة مع سيل الصور والمعلومات السريعة جداً التي يتلقاها الأطفال من خلال التلفاز.

    بالإضافة إلى معرفتنا بأثر هذا التلقي لدى المشاهدين الأكبر عمراً، فهو أيضاً يتلقى المعلومات بشكل سلبي ما يؤدي إلى تقليل التفكير بها، ومرورها إلى العقل الباطن دون مراجعة، فكيف إذن بالأطفال الذين لا يملكون التحكم في دخول هذه المعلومات.

    فالتلفاز يسيطر على دماغ الطفل بشكل كلي، نظراً إلى كمية ما يتعرض له من تأثيرات، مع العلم المسبق بقوة الوسائل الإعلامية المختلفة، فإنه لا شك في كون ذلك سيؤثر على قدرات الطفل النقدية والعقلية، مُنحياً التفكير العقلاني لديه، واللجوء إلى العاطفة المفرطة التي ستقوي التأثر العاطفي، وهذا ليس ما يحتاجه الطفل خاصة وأنه في ظل هذا العمر الصغير الذي يتطلب فيه الملائمة بين ما يراه وبين ما يحتاجه لنموه ولمستقبله، وحاجته إلى الشعور بذاته، وتنمية طريقة تفكيره، وكل الأمور التي يحتاجها من أجل فهم العالم الذي سيواجهه بعد فترة قصيرة، كما ذكر الدكتور أحمد يحيى في دراسته المنشورة في مجلة التربية، 2009.

    من المعروف أن التلفاز يؤدي إلى فقدان الحساسية تجاه العنف، وهو بالتحديد موضوع البحث، فمع وجود عدد كبير من المشاهد التي تحتوي عنفاً مباشراً أو غير مباشر، سواء كان ذلك تمثيلاً متفقاً عليه لأسباب سينيمائية، أو كان مشاهداً حقيقية من الحروب الدائرة في البلاد العربية وغيرها، فإن ذلك كله سيؤدي إلى فقدان حساسية العنف في أذهاننا، فيصبح العنف شيئاً طبيعياً لا مفر منه، ويصبح هو الحل الأمثل – كما نتصور – لجميع المشاكل، فإن شتمك أحدهم فالحل هو ضربه، وإن سرقك أحدهم فالحل هو ضربه، بالتالي أصبح العنف شيئاً اعتيادياً بل ومستلزماً من مستلزمات استمرار الحياة.

    فقد ذكرت دراسة أجرتها جامعة جلاسكو في بريطانيا، اختبرت على 11 ألف طفل هناك، أن مشاهدة الاطفال للتلفاز في سن الخامسة لـ 3 ساعات أو أكثر يجعلهم أكثر صراخاً وشجاراً وكذباً وغشاً وسرقة عندما يبلغون سن السابعة، حيث ذكرت دراسة أخرى أن العنف المرئي من خلال التلفاز يزيد من استجابة العدوانية لدى الأطفال بنسبة 10% أياً كانت الخلفية الاجتماعية والتعليمية.

    بالإضافة إلى أن التلفاز يغير صورة العالم بالنسبة للطفل، فهو يصوّر العالم بشكل معين، وهذا الشكل نادراً ما يكون صحيحاً، بالتالي فهو يكذب علينا، ومع وجود هذا الكم الكبير من أفلام الأكشن يصور لنا العالم على أنه مليء بالشرور وعلى أن مناطقَ معينة من العالم لا تحتوي إلا عصابات الإجرام والقتل، بالتالي فهو يعطي صورة خاطئة عن العالم، وما ساعد على انتشار هذه الفكرة هو بعض الأفكار السائدة في المجتمع، منها ما ورد في الأمثال الشعبية كقول: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، والصورة التي تتحصل نتيجة متابعة هذه المشاهد هي أن صاحب القوة هو من يملك الحق، وهذه الصورة لا ينبغي أن تكون موجودةً لدى الأطفال نظراً لطبيعة القيم التي يجب أن يتربوا عليها. ولم أتمكن من الحصول على دراسات توضح عدد أفلام الأكشن المنتجة من هوليوود وغيرها.

    ورغم إدراك ذلك، ورغم أن إحدى الدراسات التي أجريت في 2002 أشارت إلى أن وسائل الإعلام تتعمد التقليل من حجم المواد الإعلامية العنيفة، إلا أن هذه الكمية عادت لتزداد مع مرور الوقت.

    وليست أفلام الأكشن هي وحدها من تخلق هذا التأثير، فأفلام الكرتون التي يشاهدها الأطفال تخلق تأثيرات مشابهة، فقد ذكرت إحدى الدراسات أن برامج الأطفال تحتوي على مشاهد عنفٍ أكثر من برامج الكبار، وقد أشارت دراسة أخرى صدرت عن مركز طب الأطفال النفسي في ولاية فيلادلفيا الأمريكية إلى أن 76% من حالات الفزع الليلي لدى الأطفال ترجع إلى مشاهدة أطفال تتعلق بديناصورات وحيوانات منقرضة وخيالية، وما صاحب ذلك من عنف ضمني.
    العينة البحثية:


    تم وضع عينة من الأطفال، وعددهم خمسة بأعمار تتراوح بين 3 سنوات إلى 12 سنة، في مختبر بحثي غير محسوس – شمل بقائهم في منازلهم، دون وجود أي أمور غير اعتيادية لضمان قياس الأثر الحقيقي – ليتم فيه رصد ردات فعلهم بعد تعرضهم لمشاهد من أفلام أكشن سواء كانت مشاهدتهم لها بتقصدهم، أو بوجودهم بجانب أهلهم الذين يشاهدون هذه الأفلام، وتمت متابعتهم خلال فترة من الزمن استمرت لمدة شهر.

    وتم الاتفاق مع عائلاتهم على مشاهدة بعض الأفلام التي تحوي مشاهداً معينة تتمثل بالشجارات والضرب وكذلك التفجير والحروب، خلال هذه الفترة بشكل عشوائي حسب ما توافق مع أهاليهم، وتمت متابعتهم من خلال الأماكن التي يتواجدون فيها كالبيت والشارع والمدرسة والروضة، من أجل دراسة التأثيرات التي تحصل في تعاملهم مع أقرانهم، والخروج بالنتائج المحسوسة من خلال التغير في سلوكهم الظاهر والباطن، حيث يتمثل الأخير بردة الفعل النفسية.

    تبين من خلال العينة المختبرة، وجود نوعين من التأثير:

    التأثير الاجتماعي، بمعنى وجود انعكاس على سلوك الطفل من ناحية لجوءه إلى استخدام العنف في حياته، بينما يتمثل التأثير النفسي بالسلوك الانطوائي.
    التأثير الإجتماعي:
    • أولا: بعض الأطفال ظهرت عليهم ردات فعل سريعة لمشاهد العنف التي شاهدوها من خلال التلفاز، فأصبحوا أكثر عدوانيةً عندما يلتقون بأقرانهم في المدرسة أو في الشارع، حتى وإن كان ذلك على سبيل المزاح أو اللهو، وأصبحوا يميلون إلى استخدام العنف للفوز بأشياء معينة، عندما يواجهون منافسة ما، مثل محاولة الشراء من خلال مقصف المدرسة أثناء فترة الفرصة التي تتميز بوجود تزاحم من الطلبة، وبلغت نسبة هذه استجابة 60% منهم.
    • ثانياً: بالرغم من تعرض أطفال آخرين لذات الأفلام والمواقف التي شاهدها أصحاب التأثير في القسم الأول، إلا أنهم لم يستجيبوا بنفس الشكل، فكانوا أقل احتكاماً إلى العنف في حالات المنافسة، وانزووا أحياناً وانتظروا أن تحين فرصة لا يكونوا فيها مضطرين إلى استخدام العنف ليحصلوا على ما يريدون، بلغت نسبة هذه الاستجابة 40%.
    من الملاحظات التي تذكر في هذا الموضوع:
    • أن أصحاب الاستجابة العنيفة كانوا ممن تبلغ أعمارهم ما بين 5 سنوات إلى 9 سنوات، ويعود ذلك إلى أنهم أكثر فهماً لمشاهد العنف التي شاهدوها من خلال التلفاز، وتم استنتاج ذلك من الأسئلة التي كانوا يوجهونها أحياناً إلى اهاليهم، ومن منطقية عمرهم الذي يؤهلهم لفهم ما يرونه غالباً.
    • بينما كانت الاستجابة الثانية لمن كانوا في عمرٍ أقل من 5 سنوات، لصعوبة إدراكهم لما يحصل أثناء مشاهدة حالة قتل أو عراك في الفيلم التلفزيوني، وعمر ما بين 9 سنوات – 12 سنة، لوعيهم على الأرجح بأن ما يحدث في التلفاز لا يجب أن يحدث في الواقع مع الأقران.
    • التأثير على الإناث كان أقل من التأثير على الذكور عند تعرضهم لنفس المشاهد.
    التأثير النفسي:


    كان من نتائج دراسة العينة، أن 10% من العينة المبحوثة ظهرت لديها آثار انطواء وانعزال عن مجتمع الأقران، ومشاركة أقل فيه، بينما كان من الصعب قياس ذلك لدى 10% نظراً لصغر عمرهم وعدم خروجهم من المنزل، بينما لم يلاحظ على 80% من العينة وجود تأثيرات نفسية شملت الانعزال عن المجتمع، والانطواء.

    من الجدير ذكره أنه لم يكن وجود تأثير إجتماعي على أحد الأطفال مرتبطٌ بوجود عوامل نفسية لديه هو نفسه، فالاستجابة النفسية اختلفت عن الاستجابة الاجتماعية في 90% من العينة نظراً لعوامل مرتبطة بالعمر.
    نتائج البحث:
    1. العديد من الصعوبات تجعل قياس التأثير في هذا البحث غير دقيقٍ بشكل تام.
    2. هناك العديد من التأثيرات الاجتماعية والنفسية تحدث لدى الأطفال عند تعرضهم لمشاهد العنف في الأفلام سواء كان ذلك بشكل قصدي أو غير قصدي.
    3. الأطفال في المرحلة العمرية قبل 12 عاماً يتأثرون بشكل كبير، وكلما كان صغر العمر كان التأثير أكبر.
    4. يعتمد مدى التأثير على الأطفال أنفسهم على عدة عوامل منها عمر الطفل وجنسه، فالأطفال الأقل عمراً والأكثر عمراً كان التأثير عليهم أقل، واستجابة الإناث كانت أقل نسبياً حتى مع تصنيفها باستجابات عنيفة مشابهة لتلك التي لدى الذكور.
    5. اختلاف التأثير بين أطفال العائلة الواحدة الذين يتعرضون لنفس الظروف جراء مشاهدتهم لمشاهد العنف من خلال التلفاز، نظراً لاختلاف تركيبتهم العقلية والنفسية.
    6. الاستجابة اللحظية أقوى وأعنف من الاستجابة التي بقيت مع مرور الوقت.
    7. مشاهد العنف التي يشاهدها الأطفال من الممكن أن تتسبب في تدمير سريع جداً للقيم الاجتماعية والثقافية التي يحاول الآباء تربية أبنائهم عليها، ومن الممكن أن تنسف كل التربية التي تلقوها من الأهل بشكل كامل.
    8. الحل الوحيد هو رقابة العائلة بشكل حازم على ما يشاهده أطفالهم، والتدخل في الأوقات التي يستلزم ذلك، من أجل عدم تدمير البنية الاجتماعية والثقافية لدى الطفل.

يعمل...
X