منى مبارك تخوض رحلة فنية من الغناء إلى قاعات الفنون التشكيلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منى مبارك تخوض رحلة فنية من الغناء إلى قاعات الفنون التشكيلية

    منى مبارك تخوض رحلة فنية من الغناء إلى قاعات الفنون التشكيلية


    لوحات فنية تجسد تراث الكويت سابحة في سحر الزخارف والرموز.
    الاثنين 2024/03/18
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أسلوب يربط الشباب بالماضي الجميل

    من الغناء إلى الفن التشكيلي، هكذا تنقلت الفنانة منى مبارك، لتجد نفسها منبهرة بالريشة واللون وتطويعهما عبر رموز للتعبير عن البيئة والهوية الكويتيتيْن بما تحملانه من مميزات حضارية وجغرافية.

    منى مبارك، فنانة كويتية بدأت مسيرتها مع الفنون بالغناء، ثم تحوّلت لممارسة الفن التشكيلي، حيث اختارت أن تقدم في أعمالها الفنية لوحات تُجسّد بيئة بلادها، مُعبّرة بذلك عن عشقها لموروث الأجداد وذكريات الماضي الجميل وذلك بحسب قولها.

    وصفتها الفنانة التشكيلية القديرة ثريا البقصمي بأنها “سجادة عشق الفن المزخرفة بحب الحياة”، وتضيف أن أعمال منى مبارك تُدخلنا عالما مختلفا فيه أشجار نخيل تسبح في سحر الزخارف والرموز ونساء يحتفلن مسكونات بالحس الشعبي المستمد من الهوية.

    البقصمي تشير إلى أن العالم الفني لمنى مبارك “يدور في فلك الزخرفة والرمز، حيث تستمد سحرها الذي تنثره بعفوية على سطح لوحاتها بألوان مشحونة بالبهجة، تضج بالنغم، ومع هفيف سعف النخيل يأتي صوتها الشجي يتناغم مع خطوات الأمل”، الأمل الذي تشبثت به بقوة بعد أن تعرضت لأزمة صحية احتاجت إلى رحلة علاجية طويلة خارج الكويت، وهو الأمر الذي تسبب في تأخر إقامة معرضها الفني الأول لمدة 8 سنوات، وبعد أن أتم الله عليها بنعمة الشفاء عادت إلى وطنها لتستأنف رحلتها مع الفن مجددا.


    فنانة تعشق رسم النخيل باعتباره جزءا من البيئة ورمزا من رموز الهوية الكويتية والخليجية، بجانب اهتمامها بالعمارة القديمة


    بدأت منى مبارك رحلتها الفنية بدراسة الموسيقى في كلية التربية الأساسية، ثم تحولت لدراسة التربية الفنية، ثم التحقت بورش فنية بالمرسم الحر، وحصلت على عضوية الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في العام 2003، وكانت هذه هي البداية الفعلية لرحلتها مع الفنون التشكيلية وهي الرحلة التي تجاوز عمرها العشرين عاما.

    وخلال لقاءات جمعتنا بها في وطنها الكويت، وفي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، تحدثت لنا حول مضامين لوحاتها، فقالت إن أعمالها تُعبّر عن بيئتها الصحراوية والبدوية وحضارة بلادها وأصالتها، وتستحضر من خلالها ذكريات الماضي الجميل، وموروث الأجداد، وتلك المعالم والعادات والتقاليد التي اندثر بعضها وبقي البعض الآخر ولا تزال تسكن الذاكرة الشعبية للكويتيين.

    وأضافت أنها تسعى من خلال أعمالها الفنية لربط جيل الشباب بماضي الأجداد، وأنها تعشق رسم النخيل باعتباره جزءا من البيئة الكويتية ورمزا من رموز الهويّة الكويتية والخليجية، بجانب اهتمامها بالعمارة القديمة التي تبقى حاضرة بجانب النخيل في الكثير من لوحاتها، إضافة إلى عشقها للبحر وكل ما يتعلق ببيئة وتراث وطنها، والتمسك بالأصالة والتعبير عنها برؤية فنيّة معاصرة.

    وحول أهم محطات رحلتها الفنية، قالت منى مبارك إن قصتها مع الفنون بدأت في سن مُبكرّة، وتحديدا في سن التاسعة من عمرها، حيث كانت تشتري البطاقات الخاصة بكبار الفنانين وتُقلّدها وتعيد رسمها حتى تتعلم أكثر وتزيد من قدراتها الفنية.

    ونوّهت بأن البيئة التي نشأت فيها ساعدتها على تنمية موهبتها، حيث كانت تعيش في قصر الشعب وسط بيئة متفرّدة حافلة بكل مظاهر الجمال، وغنيّة بكل مفردات الموروث الشعبي والثقافي الكويتي وأدواته من أزياء وأفراح وغناء شعبي، فقد كان والدها يعمل وكيلا لأعمال أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.

    وأكدت أنها تأثرت في أعمالها الفنية بنشأتها وسط تلك البيئة التي يملؤها الجمال من سماء وبحر وإبل وخيل ونخيل، بجانب مرافقتها لوالدها في تجواله بالمزارع في وسط الصحراء، حيث البيئة البرية الثرية بالمشاهد التي بقيت في ذاكرتها.

    ومن هنا – وبحسب قولها – جاء عشقها منذ الصغر للبادية وما رسّخته في وجدانها من ذكريات جميلة، وتأثرها بحُكّام وطنها الكويت حيث كانت ترسم الشيوخ بأقلام الرصاص في صغرها.


    لوحات تجسد بيئة الكويت، معبرة بذلك عن عشق الفنانة منى مبارك لموروث الأجداد وذكريات الماضي الجميل


    وحول رحلتها مع الألم والأمل، قالت الفنانة منى مبارك إن البداية الفعلية لها في عالم الفنون التشكيلية كان عند التحاقها بالورش الفنية في المرسم الحر عام 2002، وحصولها على عضوية الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عام 2003، حيث انطلقت في مشاركاتها بالمعارض الفنية المحلية والدولية، لتتواصل تلك الرحلة على مدار أكثر من 20 عاما.

    وروت لنا أنها كانت تتشوّق لتكون فنانة مؤثرة وموثقة للتراث والموروث الشعبي لبلادها وكل بلاد العالم، وكانت تحلم بإقامة معرض يليق بوطنها الكويت، وكان شغفها بذلك الحلم يملأ كل حياتها، لكن هذا الحلم تأخر كثيرا بحسب قولها، وذلك نتيجة لمرضها لتقيم في العاصمة الفرنسية باريس من عام 2017 حتى عام 2019 بهدف العلاج.

    ولفتت منى مبارك إلى أنه برغم ما عاشته مع رحلة المرض والعلاج من حزن وصعاب وآلام، إلا أنها كانت تشعر بأن الله يخبئ لها شيئا جميلا، حيث كانت في نهاية رحلة علاجها بباريس، تُقبل على ممارسة الفن والأمل والتفاؤل يغمرانها إلى أن منّ الله عليها بالشفاء التام، وخلال تلك الفترة التي كانت فيها لوحتها وريشتها وألوانها وسيلتها لنسيان الألم والشعور بالأمل، شعرت بأنها تعيش انطلاقتها الفنية الحقيقية، ووجدت في إقامتها بالعاصمة الفرنسية فرصة للارتقاء بفنها وثقافتها، والاطلاع على مدارس وثقافات مغايرة ومدارس فنية متنوعة في بلد الفنون وعاصمة النور.

    وتابعت أن بفضل الله، وبفضل دعم أبنائها لها ووقوفهم بجانبها صارت ذكريات المرض، ذكريات لرحلة مع الصبر والأمل والتحدي، وفرصة لتحقيق حلمها في إقامة معرضها الشخصي الأول الذي حمل عنوان “بداية خطوات”، والذي جاءت لوحاته مُعبّرة عن هويتها الكويتية، متأثرة ببيئة وطنها وموروثه الشعبي من فنون ورقص وموسيقى وأعراس وأزياء.

    يذكر أن الفنانة منى مبارك شاركت خلال رحلتها الفنية المتواصلة في قرابة 55 معرضا فنيا في وطنها الكويت وعدد من دول العالم، بينها مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية وقطر والمغرب وفرنسا وغيرها. وكان آخر مشاركتها تقديمها لعدد من اللوحات الفنية في معرض مشترك أقيم بمدينة الكويت وحمل عنوان “أحلام النوير”، في وقت سابق من شهر مارس الجاري، بمناسبة احتفالات الكويت باليوم العالمي للمرأة، وشاركت فيه الفنانات ثريا البقصمي ولينا حجازي وابتسام العصفور وسوزان بوشناق وفريدة البقصمي وأميرة أشكناني وفتوح شموه.

    ونالت منى مبارك العديد من الجوائز والتكريمات داخل وطنها الكويت وخارجه، كما كانت لها تجربة فنية خاصة تمثّلت في تقديم الكثير من اللوحات الفنية لبعض المسلسلات التلفزيونية، وأقامت عددا من الورش الفنية، بجانب وجود العديد من المقتنيات الفنية لها لدى المؤسسات والأفراد في الكويت وعدد من دول العالم.





    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    حجاج سلامة
    كاتب مصري
يعمل...
X