معنى الحرارة كما يحضرنا اليوم .. وعند من سبقوا
معنى الحرارة كما يحضرنا اليوم
فهذا معنى الحرارة الذي يحضرنا اليوم ، وهذا هو كنهها الذي اهتدينا اليه ، والفناه أو ألفه كل ذي علم فلم يبق لأحد ريب فيه .
هذا المعنى ، معنى الحرارة ، كم من الدهر قضى العلماء في تحقيقه ؟
من أجل هذا لا بد أن نرجع في الزمن الى الوراء . ولا أجد حاجة الى الرجوع الى الوراء البعيد .
- معنى الحرارة عند من سبقوا :
ان القرن السابع عشر ، اذا نحن أطلقنا عليه عصر جاليليو Galileo وجب أن نطلق على القرن الثامن عشر . عصر نیوتن Newton .
في هذين العصرين ، وهما لا يبعدان عنا بعيدا ، كان العلم الحديث في فجره الأول . وكان العلماء ينظرون الى هذا الكون على أنه مصارعة بين قوى وأجرام ، وتوازنا فكان ما نراه في هذا العالم من ظواهر تخالها هادئة رتيبة .
وأدرك العلماء في سهولة معنى الأجرام ، انها أشياء محسوسة ملموسة ، لو وضعت في الكف ، أو لو أمكن وضعها . لثقلت به اذن فهي لها وزن توزن به في الموازين .
وأدرك العلماء ( القوى ) : من حركة وحرارة ، ونور ، وكهرباء ، ومغناطيس ، وما اليها . ادركوها بأحاسيس لا سبيل الى نكرانها ، ولكن ما أسرع ما أدركوا أنها أشياء لا وزن لها . ولكن ، بما أنها أشياء ، فلا بد لها من صور .
وتصوروا :
فالشيء يحترق فيخرج منه شيء أسموه فلوجستون Phlogiston .
والشيء يضيء فيحمل نوره الى الجهات كلها شيء يسمى بالأثير Ether .
والكهرباء سائل يجري في الأسلاك ( ونحن الى اليوم نقول التيار ، وهو لفظ بقي من المعنى القديم : ان الكهرباء سائل ) .
وقد نعجب نحن ، أهل القرن العشرين ، كيف عجز آباؤنا ، أهل تلك القرون ، عن فهم ما نفهمه نحن الآن من هذه الأشياء .
- لافوازييه أبو الكيمياء الحديثة :
أما الحرارة فزعموا أنها هي الأخرى سائل ، فأنت تسخن الماء مثلا أو الحديد ، فتعطيه زيادة من هذا السائل الحراري . وأنت تبرده فتسلبه مقدارا من هذا السائل الحراري .
ومن زعم هذا ؟
زعمه لا فوازييه Lavoisier ، الذي لا ينسى اسمه أي طالب درس الكيمياء . فهو الذي أطلقوا عليه أبو الكيمياء الحديثة ، وبحق فعلوا .
وسمى لافوازييه هذا السائل بالكالوري Calorie وتبع لافوازييه في فكرته هذه كثير من العلماء .
الكونت رمفورد عارض لافوازييه الكونت رمفورد Count Rumford وهو أمريكي حضر حرب الاستقلال الأمريكية ، وكان محافظا ، وبقي على ولائه لانجلترا . فسافر الى أوروبا، ونجح فيها . وفي بافاريا انعم عليه بلقب كونت .
كان قائما بخرط ماسورة مدفع ، وهاله ما خرج في هذا الخرط من حرارة هائلة ويوقف المخرطة ، ثم هو يجريها ، فتعطيه من الحرارة المقدار الذي يشاء وأجرى تجارب أخرى أقنعته أن الحرارة لو كانت سائلا تحتفظ به الأجسام الصلبة ، مقادير محدودة ، لفرغ سريعا . وهذه الحرارة التي تخرج من المخرطة لا حد لها ، ولا نهاية تنتهي عندها .
اذن .. ان الحرارة سائل أسموه الكالوري فكرة لا أساس لها من الصحة .
معنى الحرارة كما يحضرنا اليوم
فهذا معنى الحرارة الذي يحضرنا اليوم ، وهذا هو كنهها الذي اهتدينا اليه ، والفناه أو ألفه كل ذي علم فلم يبق لأحد ريب فيه .
هذا المعنى ، معنى الحرارة ، كم من الدهر قضى العلماء في تحقيقه ؟
من أجل هذا لا بد أن نرجع في الزمن الى الوراء . ولا أجد حاجة الى الرجوع الى الوراء البعيد .
- معنى الحرارة عند من سبقوا :
ان القرن السابع عشر ، اذا نحن أطلقنا عليه عصر جاليليو Galileo وجب أن نطلق على القرن الثامن عشر . عصر نیوتن Newton .
في هذين العصرين ، وهما لا يبعدان عنا بعيدا ، كان العلم الحديث في فجره الأول . وكان العلماء ينظرون الى هذا الكون على أنه مصارعة بين قوى وأجرام ، وتوازنا فكان ما نراه في هذا العالم من ظواهر تخالها هادئة رتيبة .
وأدرك العلماء في سهولة معنى الأجرام ، انها أشياء محسوسة ملموسة ، لو وضعت في الكف ، أو لو أمكن وضعها . لثقلت به اذن فهي لها وزن توزن به في الموازين .
وأدرك العلماء ( القوى ) : من حركة وحرارة ، ونور ، وكهرباء ، ومغناطيس ، وما اليها . ادركوها بأحاسيس لا سبيل الى نكرانها ، ولكن ما أسرع ما أدركوا أنها أشياء لا وزن لها . ولكن ، بما أنها أشياء ، فلا بد لها من صور .
وتصوروا :
فالشيء يحترق فيخرج منه شيء أسموه فلوجستون Phlogiston .
والشيء يضيء فيحمل نوره الى الجهات كلها شيء يسمى بالأثير Ether .
والكهرباء سائل يجري في الأسلاك ( ونحن الى اليوم نقول التيار ، وهو لفظ بقي من المعنى القديم : ان الكهرباء سائل ) .
وقد نعجب نحن ، أهل القرن العشرين ، كيف عجز آباؤنا ، أهل تلك القرون ، عن فهم ما نفهمه نحن الآن من هذه الأشياء .
- لافوازييه أبو الكيمياء الحديثة :
أما الحرارة فزعموا أنها هي الأخرى سائل ، فأنت تسخن الماء مثلا أو الحديد ، فتعطيه زيادة من هذا السائل الحراري . وأنت تبرده فتسلبه مقدارا من هذا السائل الحراري .
ومن زعم هذا ؟
زعمه لا فوازييه Lavoisier ، الذي لا ينسى اسمه أي طالب درس الكيمياء . فهو الذي أطلقوا عليه أبو الكيمياء الحديثة ، وبحق فعلوا .
وسمى لافوازييه هذا السائل بالكالوري Calorie وتبع لافوازييه في فكرته هذه كثير من العلماء .
الكونت رمفورد عارض لافوازييه الكونت رمفورد Count Rumford وهو أمريكي حضر حرب الاستقلال الأمريكية ، وكان محافظا ، وبقي على ولائه لانجلترا . فسافر الى أوروبا، ونجح فيها . وفي بافاريا انعم عليه بلقب كونت .
كان قائما بخرط ماسورة مدفع ، وهاله ما خرج في هذا الخرط من حرارة هائلة ويوقف المخرطة ، ثم هو يجريها ، فتعطيه من الحرارة المقدار الذي يشاء وأجرى تجارب أخرى أقنعته أن الحرارة لو كانت سائلا تحتفظ به الأجسام الصلبة ، مقادير محدودة ، لفرغ سريعا . وهذه الحرارة التي تخرج من المخرطة لا حد لها ، ولا نهاية تنتهي عندها .
اذن .. ان الحرارة سائل أسموه الكالوري فكرة لا أساس لها من الصحة .
تعليق