غربة وطنيّة للشّاعر عزّام سعيد عيسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غربة وطنيّة للشّاعر عزّام سعيد عيسى

    غريبٌ ولمْ يَتعدَّ الدِّيارا
    يُدارى الغَريبُ وليسَ يُدارى
    يُقاسي الأمرّينَ حَرباً وفَقراً
    ويَمضي إلى غايتيهِ احتضارا
    يرتّلُ سِفرَ الهزائمِ سِرّاً
    ويقرأ سطرَ الصّمودِ جَهارا
    يُصلّى على الميّتينَ احتراماً
    ويُقتلُ لكنَّهُ لا يُوارى
    يحدّثُ أحجارَها لا تُجيبُ --
    الحِجارةُ ماذا تقولُ اختصارا ؛
    نعمْ أنتَ في الدّار لكنَّ دارَك
    -- دارتْ وتنّورها كانَ فارا
    وجنّاتُها الدّانياتُ القطوفِ
    تغرّبنَ عنها وأمْسَينَ نارا
    سماسِرةُ الحربِ باعُوا طريقَ
    الحريرِ فصارَ الطريقُ تبارا
    وقُطّاعُها أضرمُوها اقتطاعاً
    وتُجّارُها سَعّروها احتكارا
    فصارَ المُسافرُ بينَ الفَريقَين
    -- وَسطَ الحريقِ يَسُفُّ الغُبارا
    يُضحّي بعَينٍ لتُبصرَ أُخرى
    ويُلقيْ اليَمينَ ويبقِي اليَسارا
    فيا وَجعاً زَفَرتْهُ الليالي
    فصارَ بصدرِ النَّهاراتِ عارا
    وفي روحِهِ ألفُ غربةِ روحٍ
    لديهنَّ خِضرُ المَسافاتِ حارا
    أيخْرقُ فوقَ الخَرابِ السّفينةَ
    -- أو هلْ يُقيمُ عَليها الجِدارا
    وكيفَ سَيقتِلُ والقتلُ أصبحَ
    -- شِرعةَ مَنْ لم يُردِّدْ شِعارا
    وإسلامُهُ صارَ سبعينَ لوناً
    وتاهَ اليهودُ وضَلَّ النَّصارى
    وتمّوزُ أحرقَ عشتارَ حباً
    فأدمعَ بوذا وأطرقَ زارا
    وصارَ حَديثُ النّجاةِ خُرافةَ --
    مَنْ ليسَ يُحسِنُ فِيها الحِوارا
    غَريبٌ عَجيبٌ بعيدٌ قريبٌ
    يسافرُ باسْمِ العيونِ السَّهارى
    تغرَّبَ عن نفْسِهِ في القَصِيدةِ
    -- وابتاعَ فِيها دَماً مُستعارا
    وأطلقَ لِحيةَ كلِّ المَعاني
    فحلّقَ فيها المَجازُ وطارا
    فإمّا شُموعٌ تنيرُ الطريقَ
    وإمّا دموعٌ تبيحُ الدُّوارا
    ويا للغريبِ الذي كانَ يوماً
    جديراً بأهلِ الهَوى كيفَ صارا
    عزَّام سعيد عيسى...... أرزة الضيعة
    ضحى ١٤ / ٤ / ٢٠٢٢م
يعمل...
X