عبده وازن
السبت 10 فبراير 2024م
مسرحية "ماغما" صرخة امرأة على حافة البركان
عصام أبو خالد وبرناديت حديب يستعيدان جنون الحياة في بيروت ومأساة انفجار المرفأ
برناديت حديب ممثلة وحيدة في مسرحية "ماغما" (خدمة المسرحية)
ملخص
عصام أبو خالد وبرناديت حديب يستعيدان جنون الحياة في بيروت ومأساة انفجار المرفأ
من يشاهد مسرحية "ماغما" (مسرح دوار الشمس - بيروت) للمخرج والكاتب عصام أبو خالد والممثلة برناديت حديب يدرك أن اختيار مثل هذا العنوان بدا مطابقاً للمأساة التي يتمثلها النص، والتي تعانيها الشخصية الرئيسة التي هي قرينة الممثلة، في بعض التفاصيل. وقد لا يتهيأ للمشاهد الذي يدخل الصالة ويفاجئه البياض الذي يغمر السينوغرافيا من خلال السرير والشراشف ولباس الشخصية، أن ما وراء هذه الرؤية الباردة برود الموت، ستنفجر حمم أو "ماغما" بركان داخلي يخفيه هذا البياض، محولاً السرير إلى بؤرة صراع نفسي وجسدي تتخبط فيه الشخصية – الممثلة.
يصدم السرير الذي استعان به الكاتب والمخرج عصام، بحضوره كعنصر سينوغرافي ودرامي بارز، لا سيما بعد أن يتخطى الصورة الرائجة التي رسخها في الذاكرة المشهدية، المسرحية وحتى السينمائية، الكلاسيكية (الإغريقية خصوصاً) والحديثة. فهو هنا يجسد ما يشبه المقدمة لاستحالته لاحقا، مع تنامي النص والتمثيل، مقبرة أو قبراً، بحسب مقولة الناقد الفرنسي رولان بارت، في قراءته مسرحية أشيل "أورستي" وتحليله لمفهوم السرير المعد ليصبح قبراً. هذا السرير في مسرحية "ماغما" يحمل ذكرى الحب الزوجي وذكرى الأمومة (ولادة الطفل)، وربما ذكرى مرض عابر أو استراحة... لكنه يكتسب هنا المعاني أو "الوظائف" كلها، ويسبكها ليهيئ لنفسه الغاية الأخيرة، وهي أن يصبح قبراً. وكم نجح فعلاً المخرج عندما قلبه قبراً في الختام رافعاً على طرفه ما يشبه الشاهدة التي ظلت بيضاء ولم يكتب عليها اسم الراحلة (افتراضاً) ولا تاريخ الرحيل. لعله مشهد رهيب هذا المشهد الذي ينتصب فيه جزء من السرير، عمودياً، متجاوزاً وظيفته الافقية المألوفة، على أن يتحول جزء آخر منه إلى ما يشبه الحفرة التي تتم فيها "سقطة القبر". وهنا أيضاً يمسي بياض الملابس بياض كفن، هو الكفن الذي يحمله الإنسان معه منذ الولادة.
عبده وازن
السبت 10 فبراير 2024م
مسرحية "ماغما" صرخة امرأة على حافة البركان
عصام أبو خالد وبرناديت حديب يستعيدان جنون الحياة في بيروت ومأساة انفجار المرفأ
برناديت حديب ممثلة وحيدة في مسرحية "ماغما" (خدمة المسرحية)
ملخص
عصام أبو خالد وبرناديت حديب يستعيدان جنون الحياة في بيروت ومأساة انفجار المرفأ
من يشاهد مسرحية "ماغما" (مسرح دوار الشمس - بيروت) للمخرج والكاتب عصام أبو خالد والممثلة برناديت حديب يدرك أن اختيار مثل هذا العنوان بدا مطابقاً للمأساة التي يتمثلها النص، والتي تعانيها الشخصية الرئيسة التي هي قرينة الممثلة، في بعض التفاصيل. وقد لا يتهيأ للمشاهد الذي يدخل الصالة ويفاجئه البياض الذي يغمر السينوغرافيا من خلال السرير والشراشف ولباس الشخصية، أن ما وراء هذه الرؤية الباردة برود الموت، ستنفجر حمم أو "ماغما" بركان داخلي يخفيه هذا البياض، محولاً السرير إلى بؤرة صراع نفسي وجسدي تتخبط فيه الشخصية – الممثلة.
يصدم السرير الذي استعان به الكاتب والمخرج عصام، بحضوره كعنصر سينوغرافي ودرامي بارز، لا سيما بعد أن يتخطى الصورة الرائجة التي رسخها في الذاكرة المشهدية، المسرحية وحتى السينمائية، الكلاسيكية (الإغريقية خصوصاً) والحديثة. فهو هنا يجسد ما يشبه المقدمة لاستحالته لاحقا، مع تنامي النص والتمثيل، مقبرة أو قبراً، بحسب مقولة الناقد الفرنسي رولان بارت، في قراءته مسرحية أشيل "أورستي" وتحليله لمفهوم السرير المعد ليصبح قبراً. هذا السرير في مسرحية "ماغما" يحمل ذكرى الحب الزوجي وذكرى الأمومة (ولادة الطفل)، وربما ذكرى مرض عابر أو استراحة... لكنه يكتسب هنا المعاني أو "الوظائف" كلها، ويسبكها ليهيئ لنفسه الغاية الأخيرة، وهي أن يصبح قبراً. وكم نجح فعلاً المخرج عندما قلبه قبراً في الختام رافعاً على طرفه ما يشبه الشاهدة التي ظلت بيضاء ولم يكتب عليها اسم الراحلة (افتراضاً) ولا تاريخ الرحيل. لعله مشهد رهيب هذا المشهد الذي ينتصب فيه جزء من السرير، عمودياً، متجاوزاً وظيفته الافقية المألوفة، على أن يتحول جزء آخر منه إلى ما يشبه الحفرة التي تتم فيها "سقطة القبر". وهنا أيضاً يمسي بياض الملابس بياض كفن، هو الكفن الذي يحمله الإنسان معه منذ الولادة.
تعليق