إبراهيم العريس باحث وكاتب
الأربعاء 8 مارس 2023م
لقاء سينمائي متأخر بين السريالي بونويل والواقعي غالدوس
اكتشف صاحب "نثارين" و"تريستانا" الروائي الإسباني الأكبر في القرن 19 بعد ربع قرن على رحيله
مشهد من فيلم "ناثارين " (1958) من إخراج لويس بونويل (موقع الفيلم)
ملخص:
موقف يتبدل جذريا:
لم يكن #الكاتب_الإسباني_بنيتو_بيريس_غالدوس معروفاً بما فيه الكفاية خارج بلاده، لكن مواطنه #لويس_بونويل اكتشفه بعد نصف قرن من رحيله وقدمه للعالم في فيلم مأخوذ عن روايته "ناثارين"
قد لا يكون الكاتب الإسباني بنيتو بيريس غالدوس معروفاً بما فيه الكفاية خارج العالم الناطق بالإسبانية، لكن هذا الكاتب الواقعي كان كبير الروائيين الإسبان عند أواخر القرن التاسع عشر، بل إن ثمة كثراً من النقاد والمؤرخين يعتبرونه أعظم كاتب أطلعته إسبانيا في تاريخها الروائي تالياً لثربانتس صاحب "دون كيخوتي" الذي من الصعب أن يقارن به أي كاتب آخر في العالم، ومع ذلك قبل أن يعيد مواطنه السينمائي لويس بونويل اكتشافه بعد نحو نصف قرن من رحيله، أدهشه أدب غالدوس إلى درجة أنه أقدم على مشروع سينمائي فحواه رواية لغالدوس عنوانها "ناثارين"، لم يكن يجهلها طبعاً، ولم يكن يجهل أنها ليست رواية أساسية لهذا الكاتب، لكنه شعر من فوره وفي أعماقه أنها يمكن أن تتحول على يديه إلى فيلم كبير على رغم أنها تعد رواية واقعية تماماً كما حال معظم روايات غالدوس الذي كان، لفرط واقعية أدبه، يلقب بـ"بلزاك إسبانيا" ويشبه ربما بديكنز الإنجليزي وتولستوي الروسي بفضل الواقعية الواضحة لمواضيع رواياته وأجوائها، ولسوف يقول بونويل لاحقاً أنه على الضد من كثر آخرين إنما رأى في "ناثارين" قدراً كبيراً من النزعة الروحية والسريالية، كان هو ما حمسه لأفلمتها، ولقد قال بونويل ذلك بعد سنوات من ظهور فيلمه "ناثارين" (1958) وفي وقت كان منكباً على تحقيق فيلم ثان مقتبس عن غالدوس سيكون بدوره واحداً من أفلام مرحلته الأخيرة، الكبرى، "تريستانا" (1970)، وإلى ذلك سوف يضيف بونويل، رداً على من وسموه بـ"العودة إلى نزعة إسبانية" بأن ذلك لم يحصل، فـ"ناثارين" حققه كفيلم مكسيكي وفي المكسيك، و"تريستانا" صبغته بطلته كاترين دونوف بطابع فرنسي عميق.
تعليق