ألوان الطيف وألوان الأصباغ
ضوء الشمس الأبيض ينحل ، كما حله نيوتن ، الى ألوان ، هي الوان الطيف . طيف الشمس. وهي شعاعات ذات لون ، لا جرم لها ولا وزن .
أما الأصباغ فمواد ذات ألوان ، بها نصبغ الأشياء. مواد لها جرم ولها وزن .
ونقول ان الأصباغ مواد ذات ألوان . وهذا تعبير في العلم غير دقيق .. انما الدقيق أن نقول أنها مواد من شأنها اذا وقع عليها ضوء الشمس ، عكست من طيفها اللون الذي به عرفت .
والأصباغ غالبا نوعان : نوع يستخدم في دهان الحوائط والأثاث والمعادن والأخشاب ، ونوع تصبغ به الأقمشة والملابس .
- أدهنة الحوائط :
أما النوع الأول من الأصباغ Pigments فهو غالبا ما يكون مادة كيماوية بسيطة ، كسخام الفحم ، او أكسيد الحديد الأحمر ، أو أكسيد الكوبلت الأزرق ، أو كبرتيد الكدميوم الأصفر ، أو كبريتات الرصاص الأبيض أو هو صبغ يتكون من خلط هذه الألوان بعضها ببعض .
والصبغ في هذه الحالة يمزج بزيت سريع الجفاف في الجو كزيت الكتان : فاذا دهن به الحائط أو الباب فما أسرع ما يجف . وهو عندئذ يتألف من طبقة من الزيت قد انتشر فيها الصبغ دقائق صغيرة ملونة ، يقع عليها الضوء ، كضوء الشمس مثلا ، فتمتص منه الوان الطيف الا لونها ، وهي تعكسه الى عين الناظر .
وهذا هو النوع الأول من الأصباغ .
- أصباغ الملابس ؛
أما النوع الثاني من الأصباغ فهو الذي تصبغ به الأنسجة والثياب Dyes . وقد كانت تصبغ قديما بأصباغ تستخرج من النبات ، كالنيلة الزرقاء مثلا . ثم . اهتدى الكيماويون الى تخليق هذه الأصباغ من قطران الفحم الحجري ، حتى بلغ ما خلقوه منها عشرات الألوف يستخرج منها الآن في الصناعة آلاف .
والصبغ من النوع الأول ، دهان الحائط مثلا ، يلتصق بالحائط التصاقا . اما الصبغ من هذا النوع الثاني ، صبغ القماش ، فتصل بين جزيئاته الكيماوية ، وجزيئات القماش ، روابط كيماوية . وهو مع هذا كصبغ الحائط ، يقع عليه الضوء ، كضوء الشمس مثلا ، فيمتص منه ألوان الطيف الا لونه ، فهو يعكسه الى عين الناظر .
- طيف الأصباغ :
ذكرنا أن الأصباغ مواد يصبغ بها الحائط ونحوه ، أو أصباغ تصبغ بها الملابس ونحوها .
وتنظر للصبغ فتقول انه احمر ولآخر فتقول انه اخضر .
وقد يتطرق الى الذهن مما ذكرنا ، أن الصبغ يمتص كل الوان طيف الشمس التي تقع عليه فيمتصها جميعا ، الا الأحمر في المثل الأول ، والا الأخضر في المثل الثاني .
فان تطرق هذا الى الذهن ، فهذا فهم غير صحيح، وقع بسبب تعبير غير دقيق ، فنحن لم نقل « كل » الوان الطيف . ولم نقل يمتصها « جميعا » .
والجواب الصحيح نأتي به من دراسة الصبغ الشهير المعروف بالأخضر الزمردي Emerald Green فهذا الصبغ سميناه كما رأيناه أخضر .
ولكن بالكشف بأجهزة الطيف في المختبر عما يعكس من أشعة ، بعد أن يمتص من طيف الشمس ما يمتص . نجد انه يعكس اللون الطيفي الأخضر قويا ، ولكنه يعكس كذلك من سائر طيف الشمس ، من على يمين اللون الأخضر ، ومن على يساره ، مقادير ، تأخذ تقل حتى تمحى . انه يعكس الوانا رأسها الأكبر هو الأخضر .
ومن الأصباغ ما يكون له فيما يعكس من أشعة الراس راسان كبيران . ومثل ذلك الأصباغ الأرجوانية ، فلها غالبا رأس عند طرف الطيف الأحمر ، وآخر عند طرف الطيف البنفسجي .
- خلط ألوان الطيف غير خلط الألوان في الأصباغ :
والسبب في هذا الخلاف أن الوان الطيف أشعة ، فاذا وصل شعاعان منها ، ذوا لونين مختلفين ، الى العين، احست بهما مجموعين معا ، في لون واحد . انهما يعملان بالجمع ، بالاضافة ، ولا يضيع من أيهما شيء .
أما الصبغ فمادة تمتص من أشعة الطيف ما تمتص وتعكس شعاع اللون الغالب ، وهو الذي يتراءى لنا احمر أو أخضر حسب الصبغ المعطى لنا .
المهم هنا أن الصبغ يمتص . فاذا خلطت به صبغا آخر ، تعاون الاثنان على امتصاص . فالذي يتركه الأول فلا يمتصه، قد يمتصه الثاني. واذن قد نخرج من الجمع بين الصبغين على صبغ أسود ، قد امتص كل الوان الضوء .
وقد ذكرنا أن نيوتن جمع الوان طيف الشمس ، فردها عبر منشوره الثلاثي ، فأنتج منها الضوء الأبيض مرة أخرى . ونحن ، لو جمعنا هذه الألوان ، أصباغا بدل أشعة ، لما نتج عنها شيء غير السواد . لأن بعضها يمتص ما يعكسه البعض . انهما يعملان بالنقص . بالطرح . قد يطرح أحدهما ما استبقاه الآخر .
ومن الخطأ الشائع قول نسمعه من الطباعين للألوان ، وغيرهم . فهم يحدثونك ، فيقولون ان اللون الأصفر تخلطه باللون الأزرق فينتج لك اللون الأخضر وهم يعنون خلط صبغ بصبغ . وهذا يوحي أن الأخضر ناتج بالجمع . والواقع أنه ناتج بالطرح ، ولا علاقة له بالأصفر ولا بالأزرق ذلك أن الصبغ الأصفر والصبغ الأزرق اللذين يذكران ، يمتصان معا كل أشعة الطيف ، ويبقى الأخضر لم يمس . فهما لم يصنعا الأخضر ، وانما تركاه ينعكس الى العين .
وبما أن علم الأصباغ ، لا سيما تلك التي تصبغ الأقمشة ، علم له خطر في الاقتصاد والصناعة كبير ، لهذا درس العلماء الأصباغ دراسة طيفية مستفيضة ، فعرفوا ما يمتص الصبغ من أشعة الطيف ، وما يعكس ( ولا يكاد يوجد في الأصباغ صبغ حاسم كل الحسم في مصه للألوان وعكسه لها ) ووصفوا انتجة هذه الدراسات في جداول يستعينون بها ، اذا أرادوا لونا بذاته ، على خلط تلك الأصباغ التي تؤلف اللون المطلوب أقرب ما يكون ، انهم يخلطون أول الأمر أطيافا ، فاذا وقعوا على اللون الذي يريدون ، نظروا لمن كانت هذه الأطياف التي خلطوها . وخرجوا بالأصباغ التي يخلطون .
من الألوان ما ترتاح إليه الأنفس ،
ومن الألوان ما به تضطرب وتهتاج ،
والأزرق هادئ بارد ، والأحمر ثائر ملتهب .
ضوء الشمس الأبيض ينحل ، كما حله نيوتن ، الى ألوان ، هي الوان الطيف . طيف الشمس. وهي شعاعات ذات لون ، لا جرم لها ولا وزن .
أما الأصباغ فمواد ذات ألوان ، بها نصبغ الأشياء. مواد لها جرم ولها وزن .
ونقول ان الأصباغ مواد ذات ألوان . وهذا تعبير في العلم غير دقيق .. انما الدقيق أن نقول أنها مواد من شأنها اذا وقع عليها ضوء الشمس ، عكست من طيفها اللون الذي به عرفت .
والأصباغ غالبا نوعان : نوع يستخدم في دهان الحوائط والأثاث والمعادن والأخشاب ، ونوع تصبغ به الأقمشة والملابس .
- أدهنة الحوائط :
أما النوع الأول من الأصباغ Pigments فهو غالبا ما يكون مادة كيماوية بسيطة ، كسخام الفحم ، او أكسيد الحديد الأحمر ، أو أكسيد الكوبلت الأزرق ، أو كبرتيد الكدميوم الأصفر ، أو كبريتات الرصاص الأبيض أو هو صبغ يتكون من خلط هذه الألوان بعضها ببعض .
والصبغ في هذه الحالة يمزج بزيت سريع الجفاف في الجو كزيت الكتان : فاذا دهن به الحائط أو الباب فما أسرع ما يجف . وهو عندئذ يتألف من طبقة من الزيت قد انتشر فيها الصبغ دقائق صغيرة ملونة ، يقع عليها الضوء ، كضوء الشمس مثلا ، فتمتص منه الوان الطيف الا لونها ، وهي تعكسه الى عين الناظر .
وهذا هو النوع الأول من الأصباغ .
- أصباغ الملابس ؛
أما النوع الثاني من الأصباغ فهو الذي تصبغ به الأنسجة والثياب Dyes . وقد كانت تصبغ قديما بأصباغ تستخرج من النبات ، كالنيلة الزرقاء مثلا . ثم . اهتدى الكيماويون الى تخليق هذه الأصباغ من قطران الفحم الحجري ، حتى بلغ ما خلقوه منها عشرات الألوف يستخرج منها الآن في الصناعة آلاف .
والصبغ من النوع الأول ، دهان الحائط مثلا ، يلتصق بالحائط التصاقا . اما الصبغ من هذا النوع الثاني ، صبغ القماش ، فتصل بين جزيئاته الكيماوية ، وجزيئات القماش ، روابط كيماوية . وهو مع هذا كصبغ الحائط ، يقع عليه الضوء ، كضوء الشمس مثلا ، فيمتص منه ألوان الطيف الا لونه ، فهو يعكسه الى عين الناظر .
- طيف الأصباغ :
ذكرنا أن الأصباغ مواد يصبغ بها الحائط ونحوه ، أو أصباغ تصبغ بها الملابس ونحوها .
وتنظر للصبغ فتقول انه احمر ولآخر فتقول انه اخضر .
وقد يتطرق الى الذهن مما ذكرنا ، أن الصبغ يمتص كل الوان طيف الشمس التي تقع عليه فيمتصها جميعا ، الا الأحمر في المثل الأول ، والا الأخضر في المثل الثاني .
فان تطرق هذا الى الذهن ، فهذا فهم غير صحيح، وقع بسبب تعبير غير دقيق ، فنحن لم نقل « كل » الوان الطيف . ولم نقل يمتصها « جميعا » .
والجواب الصحيح نأتي به من دراسة الصبغ الشهير المعروف بالأخضر الزمردي Emerald Green فهذا الصبغ سميناه كما رأيناه أخضر .
ولكن بالكشف بأجهزة الطيف في المختبر عما يعكس من أشعة ، بعد أن يمتص من طيف الشمس ما يمتص . نجد انه يعكس اللون الطيفي الأخضر قويا ، ولكنه يعكس كذلك من سائر طيف الشمس ، من على يمين اللون الأخضر ، ومن على يساره ، مقادير ، تأخذ تقل حتى تمحى . انه يعكس الوانا رأسها الأكبر هو الأخضر .
ومن الأصباغ ما يكون له فيما يعكس من أشعة الراس راسان كبيران . ومثل ذلك الأصباغ الأرجوانية ، فلها غالبا رأس عند طرف الطيف الأحمر ، وآخر عند طرف الطيف البنفسجي .
- خلط ألوان الطيف غير خلط الألوان في الأصباغ :
والسبب في هذا الخلاف أن الوان الطيف أشعة ، فاذا وصل شعاعان منها ، ذوا لونين مختلفين ، الى العين، احست بهما مجموعين معا ، في لون واحد . انهما يعملان بالجمع ، بالاضافة ، ولا يضيع من أيهما شيء .
أما الصبغ فمادة تمتص من أشعة الطيف ما تمتص وتعكس شعاع اللون الغالب ، وهو الذي يتراءى لنا احمر أو أخضر حسب الصبغ المعطى لنا .
المهم هنا أن الصبغ يمتص . فاذا خلطت به صبغا آخر ، تعاون الاثنان على امتصاص . فالذي يتركه الأول فلا يمتصه، قد يمتصه الثاني. واذن قد نخرج من الجمع بين الصبغين على صبغ أسود ، قد امتص كل الوان الضوء .
وقد ذكرنا أن نيوتن جمع الوان طيف الشمس ، فردها عبر منشوره الثلاثي ، فأنتج منها الضوء الأبيض مرة أخرى . ونحن ، لو جمعنا هذه الألوان ، أصباغا بدل أشعة ، لما نتج عنها شيء غير السواد . لأن بعضها يمتص ما يعكسه البعض . انهما يعملان بالنقص . بالطرح . قد يطرح أحدهما ما استبقاه الآخر .
ومن الخطأ الشائع قول نسمعه من الطباعين للألوان ، وغيرهم . فهم يحدثونك ، فيقولون ان اللون الأصفر تخلطه باللون الأزرق فينتج لك اللون الأخضر وهم يعنون خلط صبغ بصبغ . وهذا يوحي أن الأخضر ناتج بالجمع . والواقع أنه ناتج بالطرح ، ولا علاقة له بالأصفر ولا بالأزرق ذلك أن الصبغ الأصفر والصبغ الأزرق اللذين يذكران ، يمتصان معا كل أشعة الطيف ، ويبقى الأخضر لم يمس . فهما لم يصنعا الأخضر ، وانما تركاه ينعكس الى العين .
وبما أن علم الأصباغ ، لا سيما تلك التي تصبغ الأقمشة ، علم له خطر في الاقتصاد والصناعة كبير ، لهذا درس العلماء الأصباغ دراسة طيفية مستفيضة ، فعرفوا ما يمتص الصبغ من أشعة الطيف ، وما يعكس ( ولا يكاد يوجد في الأصباغ صبغ حاسم كل الحسم في مصه للألوان وعكسه لها ) ووصفوا انتجة هذه الدراسات في جداول يستعينون بها ، اذا أرادوا لونا بذاته ، على خلط تلك الأصباغ التي تؤلف اللون المطلوب أقرب ما يكون ، انهم يخلطون أول الأمر أطيافا ، فاذا وقعوا على اللون الذي يريدون ، نظروا لمن كانت هذه الأطياف التي خلطوها . وخرجوا بالأصباغ التي يخلطون .
من الألوان ما ترتاح إليه الأنفس ،
ومن الألوان ما به تضطرب وتهتاج ،
والأزرق هادئ بارد ، والأحمر ثائر ملتهب .
تعليق