إدريس المريني يصور رحلة التحول في العلاقات الإنسانية في "جبل موسى"
معالجة سينمائية لديناميكيات التنافر والتجاذب في علاقات الحب والصداقة.
الخميس 2024/03/14
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أصدقاء نحن رغم الاختلافات
يقدم المخرج المغربي إدريس المريني في فيلمه "جبل موسى" رسالة سينمائية تتعلق بخلق الإثارة والفضول من خلال علاقات الحب والصداقة، نشأتها ومراحل تطورها والتحديات التي قد تواجهها.
الرباط - نظم قسم ماجستير الدراسات المسرحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية لقاءً مع المخرج إدريس المريني وعرض فيلمه السينمائي الجديد “جبل موسى”، في السابع من مارس الجاري في قاعة فاطمة المرنيسي. ويشير إدريس المريني في تصريحه لـ”للعرب” أن الفيلم يتناول إثارة الفضول والتشويق من خلال ديناميكيات التنافر والتجاذب في العلاقات الإنسانية، وخصوصا في ما يتعلق بالحب والصداقة، من خلال علاقة الصداقة بين بطلي الفيلم، حكيم ومروان، اللذين يتصادمان في بداية القصة، ولكن مع مرور الوقت، يتغير هذا التوتر تدريجيًا نحو فهم متبادل واتفاق.
كما يبرز دور مروان في مساعدة حكيم والصبر عليه، حتى على الرغم من سلوكه القاسي في البداية، إلا أن مروان يظهر فهمًا لصديقه حكيم ويسعى جاهدًا للتقرب منه. وفي النهاية، تتطور العلاقة بينهما إلى صداقة وثيقة بعد وفاة فتيحة أم حكيم.
ويركز المريني في "جبل موسى” على رحلة التحول في العلاقات الإنسانية وكيف يمكن للصداقة أن تتأثر وتتطور من خلال التفاهم والتسامح والصبر، مما يعكس عمق العلاقات الإنسانية وتعقيداتها في مواجهة التحديات والصعاب. ويحكي الفيلم قصة شابين الأول يدعى حكيم، شاب ظهر في الفيلم أنه مقعد على كرسي متحرك كان يدرس الطب وعاش قصة حب، ثم بعدها تعرض لحادث سير، نجا من موت محقق يلتقي بعده بمروان أستاذ علم الاجتماع الذي يعشق الفلسفة.
◙ السيناريو يتناول موضوعا حساسا يتعامل مع قضايا مهمة تمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمعين المغربي والعربي
ينتقل إلى بلدة ميرلفت حيث قادته ظروف العمل، فتستقبله السيدة فتيحة أم حكيم وتحاول أن تُقرّب الأستاذ من ابنها لكي يكون صديقه، محاولة بناء علاقة صداقة لم تكن في الأول بالأمر اليسير، لكن بعد محاولات من مروان التقرب من حكيم ينجح في الأخير ويبدأ في فك خيوط الصمت الذي اختاره بعد حادثة السير التي تعرض لها. العمل من سيناريو عبدالرحيم بهير ومن تشخيص كل من السعدية أزكون، يونس بواب، سهام أسيف، عبدالنبي البنيوي، حسن فولان، عمر عزوزي، هاجر بوزاويت، عبداللطيف الشكرة، فايزة يحياوي.
يجد حكيم الذي لعب دوره الممثل يوسف بواب نفسه محاطا بأسئلة عميقة حول مفهوم الخلق والخالق والعلاقات الإنسانية ويشعر بالوفاء في قلبه، لكنه في الوقت ذاته يتعرض لصدمة موت والده، والخيانة الغرامية التي تجعله يبتعد عن التواصل مع الآخرين ويصبح عدوانيا تجاه ذاته، ومع ذلك يأتي لقاؤه مع مروان، أستاذ علم الاجتماع الذي لعب دوره الممثل عبدالنبي البنيوي، ليغير مجرى حياته تماما، إذ يظهر هذا الأستاذ كشخصية مختلفة تماما عن حكيم، حيث يسعى إلى الاستقرار الاجتماعي ورغم أن لديه اهتماما فلسفيا بارزا.
هذا اللقاء يساعد حكيم على استعادة صفاء ذهنه ويقين قلبه وروحه، ويعيد إشعال شغفه بالحياة ويحفزه للبحث عن الجوانب الجميلة والإيجابية في العالم من حوله. يبرز تكوين اللقطات الأولى انتقال مروان إلى الطابق السفلي من الفيلا الصغيرة ويبدأ في استكشافها من الناحية الجمالية، ثم تأتي لقطة مميزة يلاحظ فيها قطعة واحدة في لوحة الشطرنج غير موضوعة بشكل صحيح فيعدلها، هذه الرؤية الأولى الافتتاحية تمثل نقطة تحول مصيرية في دفع القصة إلى الأمام، إذ يبدأ مروان في التفكير بشكل جدي في رحلته المقبلة وكيفية تحقيق توازنه الشخصي مع الأحداث المقبلة.
يتناول السيناريو بشكل عام موضوعا حساسا يتعامل مع قضايا مهمة تمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمعين المغربي والعربي، إذ تلامس الأحداث أوجها عديدة من الحياة اليومية والثقافية والدينية والسياسية في المغرب، وتجسدها الشخصيات بأسلوب فني يلقي الضوء على تلك القضايا بطريقة مثيرة وعميقة، ومن خلال التركيز على أهمية العقل والاعتدال والاعتراف بالإيمان وبرب الكون كمطلب أساسي، يشير بذلك إلى أهمية الروحانية والتفكير البناء في مجتمع يعيش تحت تأثير تحولات ثقافية وسياسية.
ويبرز الإيقاع الزمني للأحداث التسلسل السردي شديد البطء، رغم أن الإيقاع جزء أساسيا ومثيرا للاهتمام في شد انتباه الجمهور، ويتجلى هذا البطء من خلال الاكتشاف التدريجي بين المكان والزمان والأحداث، وفي
◙ المريني يركز على رحلة التحول وكيف يمكن للصداقة أن تتأثر وتتطور من خلال التفاهم والتسامح
التعرف على أبعاد الشخصيات، إذ يظهر ذلك من خلال الفيلا السكنية لحكيم، والتي تأخذ بنية معمارية مزدوجة تجمع بين الجزء العلوي والجزء السفلي، وبين الداخل والخارج، ويتم تمثيل هذه الهيكلة المعمارية المزدوجة من خلال وجود الأبواب والعتبات والسلالم والشرفات، واستخدام متعدد للإضاءة تتراوح بين الطبيعية والاصطناعية، مما يمنح هذه البنية طابعا فريدا يجعل شخصية حكيم تائهة وسط هذه المساحة الشاسعة.
ويأتي المشهد اللاحق الذي يبرز مروان، الأستاذ الذي يجلس على عرش القصة في هذه المدينة، ليكون القوة المحركة التي تمنح هذا الهيكل الأساسي تماسكا وعمقا دراميا يعكس التطورات السردية والنفسية في الرواية، ويشكل جزءا لا يتجزأ من هذا العالم السردي المميز، حيث تتناغم شخصية مروان مع البنية المعمارية الفريدة للفيلا لتوفير تجربة قراءة غنية بالعواطف والتفاصيل.
نشاهد في متتالية المشاهد شخصية حكيم وهو يعيد تعيين الساعة، إذ يمكن تفسير ذلك على أنها نهاية لحقبة الاستقرار بالنسبة إليه، مما يشير إلى أنه بدأ يجد طريقه نحو التغيير وتحسين وضعه في الحياة، كما يظهر تأثير العلاقات الإنسانية على تطور الأفراد أيضا من خلال تأثر مروان بفضل تواصله مع حكيم.
يبرز المشهد الذي يختتم الفيلم بالشخصيتين مروان وحكيم وهما يلعبان لعبة مرحة ويمكن فهمه كرمز للتواصل الإيجابي والتفاهم الحقيقي بين البشر، وكذلك يمكن اعتباره رمزا للسعادة والانسجام الذين يمكن أن يأتي بهما التواصل الإنساني، فعندما تتحرك الكاميرا بحركة رأسية نحو السماء في نهاية الأمر، يمكن تفسيرها على أنها رمز للبحث عن الحقيقة والروحانية، مما يفتح الباب أمام الانصهار في الوجود الإلهي.
ويمكن أن نقول إن الممثلين يونس بواب، وعبدالنبي البنيوي، والسعدية أزكون، والممثل حسن فولان، والشابة هاجر بوزاويت، قدموا أداء معقولا، يتناسب مع نوع القصة من جهة وسلاسة المخرج في إدارة الممثل من جهة أخرى. كما يظهر اجتهاد جديد وتنوع في أسلوب المخرج المغربي إدريس المريني حيث وازن بين القصة المحكية والرسالة المرجوة بشكل فعال وبطريقة تعكس رؤيته الفنية، إذ نجح في تقديم
تجربة سينمائية للمشاهدين تختلف عن أفلامه السابقة، كما أن إدراك المخرج لأهمية تنظيم الأفكار مع الحوار يسهم في إثارة الاهتمام والوقوف على الحبكة الدرامية المعقدة أيديولوجيا بأسلوب ملائم، كل هذا يشير إلى قدرة المخرج على التعبير عن أفكاره ورؤيته بشكل تقني واضح.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي
معالجة سينمائية لديناميكيات التنافر والتجاذب في علاقات الحب والصداقة.
الخميس 2024/03/14
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أصدقاء نحن رغم الاختلافات
يقدم المخرج المغربي إدريس المريني في فيلمه "جبل موسى" رسالة سينمائية تتعلق بخلق الإثارة والفضول من خلال علاقات الحب والصداقة، نشأتها ومراحل تطورها والتحديات التي قد تواجهها.
الرباط - نظم قسم ماجستير الدراسات المسرحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية لقاءً مع المخرج إدريس المريني وعرض فيلمه السينمائي الجديد “جبل موسى”، في السابع من مارس الجاري في قاعة فاطمة المرنيسي. ويشير إدريس المريني في تصريحه لـ”للعرب” أن الفيلم يتناول إثارة الفضول والتشويق من خلال ديناميكيات التنافر والتجاذب في العلاقات الإنسانية، وخصوصا في ما يتعلق بالحب والصداقة، من خلال علاقة الصداقة بين بطلي الفيلم، حكيم ومروان، اللذين يتصادمان في بداية القصة، ولكن مع مرور الوقت، يتغير هذا التوتر تدريجيًا نحو فهم متبادل واتفاق.
كما يبرز دور مروان في مساعدة حكيم والصبر عليه، حتى على الرغم من سلوكه القاسي في البداية، إلا أن مروان يظهر فهمًا لصديقه حكيم ويسعى جاهدًا للتقرب منه. وفي النهاية، تتطور العلاقة بينهما إلى صداقة وثيقة بعد وفاة فتيحة أم حكيم.
ويركز المريني في "جبل موسى” على رحلة التحول في العلاقات الإنسانية وكيف يمكن للصداقة أن تتأثر وتتطور من خلال التفاهم والتسامح والصبر، مما يعكس عمق العلاقات الإنسانية وتعقيداتها في مواجهة التحديات والصعاب. ويحكي الفيلم قصة شابين الأول يدعى حكيم، شاب ظهر في الفيلم أنه مقعد على كرسي متحرك كان يدرس الطب وعاش قصة حب، ثم بعدها تعرض لحادث سير، نجا من موت محقق يلتقي بعده بمروان أستاذ علم الاجتماع الذي يعشق الفلسفة.
◙ السيناريو يتناول موضوعا حساسا يتعامل مع قضايا مهمة تمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمعين المغربي والعربي
ينتقل إلى بلدة ميرلفت حيث قادته ظروف العمل، فتستقبله السيدة فتيحة أم حكيم وتحاول أن تُقرّب الأستاذ من ابنها لكي يكون صديقه، محاولة بناء علاقة صداقة لم تكن في الأول بالأمر اليسير، لكن بعد محاولات من مروان التقرب من حكيم ينجح في الأخير ويبدأ في فك خيوط الصمت الذي اختاره بعد حادثة السير التي تعرض لها. العمل من سيناريو عبدالرحيم بهير ومن تشخيص كل من السعدية أزكون، يونس بواب، سهام أسيف، عبدالنبي البنيوي، حسن فولان، عمر عزوزي، هاجر بوزاويت، عبداللطيف الشكرة، فايزة يحياوي.
يجد حكيم الذي لعب دوره الممثل يوسف بواب نفسه محاطا بأسئلة عميقة حول مفهوم الخلق والخالق والعلاقات الإنسانية ويشعر بالوفاء في قلبه، لكنه في الوقت ذاته يتعرض لصدمة موت والده، والخيانة الغرامية التي تجعله يبتعد عن التواصل مع الآخرين ويصبح عدوانيا تجاه ذاته، ومع ذلك يأتي لقاؤه مع مروان، أستاذ علم الاجتماع الذي لعب دوره الممثل عبدالنبي البنيوي، ليغير مجرى حياته تماما، إذ يظهر هذا الأستاذ كشخصية مختلفة تماما عن حكيم، حيث يسعى إلى الاستقرار الاجتماعي ورغم أن لديه اهتماما فلسفيا بارزا.
هذا اللقاء يساعد حكيم على استعادة صفاء ذهنه ويقين قلبه وروحه، ويعيد إشعال شغفه بالحياة ويحفزه للبحث عن الجوانب الجميلة والإيجابية في العالم من حوله. يبرز تكوين اللقطات الأولى انتقال مروان إلى الطابق السفلي من الفيلا الصغيرة ويبدأ في استكشافها من الناحية الجمالية، ثم تأتي لقطة مميزة يلاحظ فيها قطعة واحدة في لوحة الشطرنج غير موضوعة بشكل صحيح فيعدلها، هذه الرؤية الأولى الافتتاحية تمثل نقطة تحول مصيرية في دفع القصة إلى الأمام، إذ يبدأ مروان في التفكير بشكل جدي في رحلته المقبلة وكيفية تحقيق توازنه الشخصي مع الأحداث المقبلة.
يتناول السيناريو بشكل عام موضوعا حساسا يتعامل مع قضايا مهمة تمتد عبر العمق الثقافي والاجتماعي في المجتمعين المغربي والعربي، إذ تلامس الأحداث أوجها عديدة من الحياة اليومية والثقافية والدينية والسياسية في المغرب، وتجسدها الشخصيات بأسلوب فني يلقي الضوء على تلك القضايا بطريقة مثيرة وعميقة، ومن خلال التركيز على أهمية العقل والاعتدال والاعتراف بالإيمان وبرب الكون كمطلب أساسي، يشير بذلك إلى أهمية الروحانية والتفكير البناء في مجتمع يعيش تحت تأثير تحولات ثقافية وسياسية.
ويبرز الإيقاع الزمني للأحداث التسلسل السردي شديد البطء، رغم أن الإيقاع جزء أساسيا ومثيرا للاهتمام في شد انتباه الجمهور، ويتجلى هذا البطء من خلال الاكتشاف التدريجي بين المكان والزمان والأحداث، وفي
◙ المريني يركز على رحلة التحول وكيف يمكن للصداقة أن تتأثر وتتطور من خلال التفاهم والتسامح
التعرف على أبعاد الشخصيات، إذ يظهر ذلك من خلال الفيلا السكنية لحكيم، والتي تأخذ بنية معمارية مزدوجة تجمع بين الجزء العلوي والجزء السفلي، وبين الداخل والخارج، ويتم تمثيل هذه الهيكلة المعمارية المزدوجة من خلال وجود الأبواب والعتبات والسلالم والشرفات، واستخدام متعدد للإضاءة تتراوح بين الطبيعية والاصطناعية، مما يمنح هذه البنية طابعا فريدا يجعل شخصية حكيم تائهة وسط هذه المساحة الشاسعة.
ويأتي المشهد اللاحق الذي يبرز مروان، الأستاذ الذي يجلس على عرش القصة في هذه المدينة، ليكون القوة المحركة التي تمنح هذا الهيكل الأساسي تماسكا وعمقا دراميا يعكس التطورات السردية والنفسية في الرواية، ويشكل جزءا لا يتجزأ من هذا العالم السردي المميز، حيث تتناغم شخصية مروان مع البنية المعمارية الفريدة للفيلا لتوفير تجربة قراءة غنية بالعواطف والتفاصيل.
نشاهد في متتالية المشاهد شخصية حكيم وهو يعيد تعيين الساعة، إذ يمكن تفسير ذلك على أنها نهاية لحقبة الاستقرار بالنسبة إليه، مما يشير إلى أنه بدأ يجد طريقه نحو التغيير وتحسين وضعه في الحياة، كما يظهر تأثير العلاقات الإنسانية على تطور الأفراد أيضا من خلال تأثر مروان بفضل تواصله مع حكيم.
يبرز المشهد الذي يختتم الفيلم بالشخصيتين مروان وحكيم وهما يلعبان لعبة مرحة ويمكن فهمه كرمز للتواصل الإيجابي والتفاهم الحقيقي بين البشر، وكذلك يمكن اعتباره رمزا للسعادة والانسجام الذين يمكن أن يأتي بهما التواصل الإنساني، فعندما تتحرك الكاميرا بحركة رأسية نحو السماء في نهاية الأمر، يمكن تفسيرها على أنها رمز للبحث عن الحقيقة والروحانية، مما يفتح الباب أمام الانصهار في الوجود الإلهي.
ويمكن أن نقول إن الممثلين يونس بواب، وعبدالنبي البنيوي، والسعدية أزكون، والممثل حسن فولان، والشابة هاجر بوزاويت، قدموا أداء معقولا، يتناسب مع نوع القصة من جهة وسلاسة المخرج في إدارة الممثل من جهة أخرى. كما يظهر اجتهاد جديد وتنوع في أسلوب المخرج المغربي إدريس المريني حيث وازن بين القصة المحكية والرسالة المرجوة بشكل فعال وبطريقة تعكس رؤيته الفنية، إذ نجح في تقديم
تجربة سينمائية للمشاهدين تختلف عن أفلامه السابقة، كما أن إدراك المخرج لأهمية تنظيم الأفكار مع الحوار يسهم في إثارة الاهتمام والوقوف على الحبكة الدرامية المعقدة أيديولوجيا بأسلوب ملائم، كل هذا يشير إلى قدرة المخرج على التعبير عن أفكاره ورؤيته بشكل تقني واضح.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي